ماتيس يحذّر النظام السوري من شن أي هجوم على QSD
الحياة – Buyerpress
قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أمس الجمعة إن مسؤولين أميركيين سيذهبون إلى شرق سورية لتنظيم شؤون نزع الألغام وإعادة الإعمار. وأضاف رداً على سؤال حول طبيعة الدور الأميركي في سورية في العام المقبل «سترون مزيداً من الديبلوماسيين على الأرض».
وأوضح في مؤتمر صحافي في البنتاغون أن مهمة العسكريين الأميركيين الموجودين في سورية «ستنتقل من السيطرة على الأراضي إلى تأمين الاستقرار»، وإن «العسكريين سيؤمنون تحرّك دبلوماسيينا وأمنهم».
وأكد ماتيس «عندما تستقدم مزيداً من الديبلوماسيين، فسيعملون على إعادة الخدمات واستقدام المتعاقدين»، مضيفاً «هناك أموال دولية ينبغي إدارتها، بحيث تثمر عن شيء ما ولا ينتهي بها الأمر في جيوب الأشخاص الخطأ».
وذكر أن المتعاقدين والديبلوماسيين سيعملون على تدريب القوات المحلية على إزالة العبوات الناسفة بدائية الصنع، والسيطرة على الأراضي لضمان عدم عودة «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقال «هذه محاولة للتحرك نحو وضع طبيعي وهذا يستلزم الكثير من الدعم». ولم يتضح كم عدد الديبلوماسيين الأميركيين الذين سيخدمون في سورية ومتى سيذهبون هناك. وجمدت الولايات المتحدة العلاقات مع سوريا بسبب الحرب الأهلية.
ولم يوضح الوزير ما هو السند القانوني لإرسال ديبلوماسيين إلى سورية، علماً أن التحالف الدولي لم يتدخّل رسمياً سوى لضرب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مستنداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تجيز الدفاع عن بلد أو مجموعة من الدول الحليفة، وذلك بعدما استهدفت اعتداءات التنظيم دولاً أوروبية عدة منضوية مع واشنطن في حلف شمال الأطلسي.
وحذّر ماتيس النظام السوري من شنّ أي هجوم على «قوات سورية الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية المدعومة من واشنطن والتي اتهمها الرئيس بشار الأسد في الآونة الأخيرة بـ «الخيانة».
وقال «لدينا خط فاصل» بين المناطق التي يسيطر عليها حلفاء الولايات المتحدة في الشرق السوري، وتلك الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية المدعومة من روسيا في الغرب. وأضاف «سيكون من الخطأ تجاوز هذا الخط».
وكان الأسد تبادل في الآونة الأخيرة التهم بالخيانة مع «قوات سورية الديموقراطية» التي تتألف من مقاتلين أكراد وعرب، للمرة الأولى من بدء النزاع السوري، ما قد ينذر بصدام بين الطرفين. وقال «كل من يعمل لصالح الأجنبي، خصوصاً الآن تحت القيادة الأميركية (…) وضد جيشه وشعبه هو خائن، بكل بساطة». وتابع الأسد بعدما التقى وفداً روسياً رفيعاً «هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأميركيين».
وكانت «قوات سورية الديموقراطية» خاضت معارك عنيفة مع «داعش» ونجحت في طرده من مناطق واسعة، مدعومة بتحالف دولي تقوده واشنطن، وذلك من دون أي تنسيق مع النظام الذي كان يقاتل التنظيم المتشدد في مناطق أخرى مدعوماً من روسيا وحلفائه الآخرين.
ورداً على سؤال إن كانت قوات الحكومة السورية قد تتحرك لتعطيل الخطط الأميركية، أجاب ماتيس: «سيكون هذا خطأ على الأرجح».
من جهة أخرى، توقع مسؤول أميركي كبير في رسالة إلى أعضاء التحالف استمرار العمليات العسكرية خلال الربع الأول من العام 2018.
وقال المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف بريت ماكجورك: «الولايات المتحدة مستعدة للبقاء في سورية، حتى نكون على يقين من هزيمة داعش واستمرار جهود بسط الاستقرار، وأن ثمة تقدما ملموسا في العملية السياسية».
وبات النظام يسيطر على 55 في من مساحة سورية بعدما حقق تقدماً كبيراً على فصائل المعارضة وعلى «داعش»، منذ التدخل الروسي. أما «قوات سورية الديموقراطية» فتسيطر على 28 في المئة.
وطوال سنوات النزاع السبع تقريباً نجح الأكراد والنظام عملياً في تجنب الاصطدامات باستثناء مواجهات محدودة. إلا أن المعروف أن الأقلية الكردية التي لا تشكل سوى 15 في المئة من السكان، كانت تعاني قبل اندلاع الحرب من القمع طيلة عقود خلال حكم عائلة الأسد.
التعليقات مغلقة.