حسين بدر: حلم كرد سوريا بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه..كل هذا بفضل تضحيات أبنائنا من الــ (YPG,YPJ)
“ليست عفرين معقلا لحزب الوحدة, وإنما كافة الجغرافية السورية ابتداء من نهر دجلة إلى حي زورآفا في دمشق هي معقلنا. بقناعتنا لم نخسر, وعندما خضنا هذه الانتخابات, كنا على دراية تامة أننا نخوضها مع من, إننا نخوضها مع إطار سياسي له استطالاته على الجغرافية السورية, له علاقاته السياسية, يتمتع بقدرات اقتصاديّة عالية, له قوة عسكرية, هو حركة المجتمع الديمقراطي, أو حزب الاتحاد الديمقراطي، كنا على دراية تامّة بأننا ننافس إطارا سياسيّاً ليس هيّنا”
–عضو الهيئة القيادية في حزب الوحدة “يكيتي” وعضو الهيئة التنفيذية في التحالف الوطني الكردي في سوريا حسين بدر لــ :Buyer
حلم كرد سوريا بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه.. كل هذا بفضل تضحيات أبنائنا من الــ (YPG,YPJ)
– بقناعتي نحن كتحالف وطني كردي لم نكن جادّين بخوض هذه الانتخابات إلا في المرحلة الأخيرة, الاعتراف بالذنب فضيلة.
– نحن في حزب الوحدة كانت غايتنا من خوض هذه الانتخابات نشر ثقافة الانتخابات والوعي الانتخابي بين الناس.
– الخلاف الأساسي بيننا وبين حزب التقدّمي هو مسألة وجودنا كتحالف في مجلسين؛ مجلس سوريا الديمقراطية والمجلس التأسيسي لفدرالية روجآفا – شمال سوريا.
– بداية لو نتحدث عن شكل وجسم التحالف الوطني الكردي ورؤاه بشأن القضية الكردية في سوريا، وأيضاً بشأن إيجاد حل مناسب للأزمة السورية؟
بالنسبة للتحالف هو ائتلاف سياسي مكوّن من خمسة أحزاب مضى على عمره أكثر من عامين, وكان مؤتمره التأسيسي الأول في 12 شباط 2016, هذا الائتلاف جاء على خلفية اشتراك هذه الأحزاب في رؤية سياسيّة مشتركة، ورؤيتها إلى شكل الحلّ الأمثل للقضية الكردية السياسية في سوريا. اتفقوا على مشروع سياسي ومن أهم ما جاء فيه إعطاء الخصوصية للشعب الكردي في سوريا, أي الانطلاق من بناء شخصية سياسية كردية لها خصوصية تميزها عن باقي أجزاء كردستان الأخرى, أي أنه أعطى الأولوية لنضاله من أجل حلّ القضية الكرديّة في سوريا حلا عادلا وفق العهود والمواثيق الدولية المعمول بها وشرعة حقوق الانسان.
– أنت قيادي في حزب الوحدة عملتم مع أربعة أحزاب كردية لتشكيل التحالف الكردي منذ أكثر من عامين، ماذا قدمتم للقضية الكردية، وعن ماذا يختلف نشاطكم السياسي عن باقي الأطر السياسية؟
ربما لم نقدم شيئا ملحوظا على أرض الواقع سياسيا, لكننا استطعنا خلال الفترة المنصرمة أن نثبت للعالم أجمع للداخل والخارج أنه هناك إطار سياسي يتميّز عن باقي الأطر السياسيّة الموجودة ضمن الحركة الكردية في سوريا؛ هو إطار يتوجه إلى الداخل ولا يعوّل على الخارج, ينطلق من الإمكانات الذاتية للشعب الكردي في سوريا, يدعو إلى حلّ القضية الكردية السورية حلا عادلا, وأنّ القضية الكردية في سورية تحلّ بالحوار المباشر مع السلطة السورية القابعة في دمشق, أي أنّنا نعوّل على الشعب السوري بأن نجعل من القضية الكردية في سوريا جزءا من القضايا الأساسيّة في سوريا, أي أن تصبح قضية 22 مليون سوري, وليست قضية 3 أو 4 مليون كردي في سوريا.
نحن عملنا في هذا الاتجاه ولاقينا صعوبات من الداخل والخارج, هوجمنا من الداخل والخارج الكرديّ, وهوجمنا من السلطة بحدّ ذاتها, وهوجمنا من المعارضة التي تدّعي أنها الآن تقود (الثورة السوريّة), والماكثة الآن في أحضان أردوغان, هوجمنا من جميع هذ الأطراف لأننا نمتلك رؤية سياسية مغايرة عن رؤاهم, ونتميز بطروحاتنا.
لا نستطيع الحكم خلال عامين بالفشل أو النجاح على إطار سياسي, ولكن بالمجمل خلال عدّة أحداث ومراحل استطعنا أن نثبت للعالم أنّ هناك إطار سياسي يدعى التحالف الوطني السوري, ونحن لسنا مقصيين عمّا يجري ضمن الإطار السوريّ.
– قلتم قبل قليل، أنكم تتمايزون عن غيركم بأنكم لا تعولون على الداخل أو الخارج, لكنكم كتحالف أعلنتم عن انضمامكم لمجلس سوريا الديمقراطية, وكذلك المشروع الفدرالي؟
ربما هناك التباس, أنا قلت لا نعوّل على الخارج, ولكنا نعوّل على الداخل, طرحنا في برامجنا السياسيّ, وفي مؤتمرنا الأول فكرة سوريا دولة لا مركزية تعددية, وسورية لجميع السوريين والمكونات, ولكن بعد التطورات والأحداث الأخيرة وطرح مفهوم الفدراليّة لسوريا كتحالف أيضاً تبنينا هذه الفكرة, وسابقا حينما كنّا كحزب في المجلس الوطني الكرديّ أيضاً تبنّينا هذه الفكرة. بنظرنا نحن كجهة سياسية نراه الحلّ الأمثل للخروج من الأزمة السورية والتعايش السلميّ بين جميع المكونات, بعد حمّام الدم منذ ست أو سبع سنوات هو الحل اللامركزيّ, برأينا نرى أن الفدرالية هي الشكل الأمثل حاليا لسوريا كي نتعايش جميعا وكأخوة متحابين في الأرض والوطن.
– حسناً، لنعرج على انتخابات المجالس المحلية، آلية مشاركة التحالف في هذه الانتخابات، برأيك لماذا لم ينل مرشحو التحالف الأصوات الكثيرة، مثلاً في إقليم الجزيرة حصلت قائمة التحالف الوطني الكردي على(40) مقعد من أصل (99) مرشح. كيف ترد بشأن ذلك؟
بقناعتي نحن كتحالف وطني كردي لم نكن جادّين بخوض هذه الانتخابات إلّا في المرحلة الأخيرة, الاعتراف بالذنب فضيلة.
– لمَ لمْ تكونوا جادين؟
نحن -كما أسلفت- ائتلاف سياسي من خمسة أحزاب, وبالتالي لكل حزب خصوصيته وإمكاناته الخاصة به, و كحزب الوحدة لدينا القناعة يجب المشاركة في هذه الانتخابات, وبالتالي إن لم نكن قد شاركنا في هذه الانتخابات كتحالف, كنا سنشارك كحزب, كما حصل في كوباني وعفرين, استطعنا أن نقنع حلفائنا أنه يجب المساهمة في هذه الانتخابات, لأننا جزء من المجلس التأسيسي لفدرالية روجآفا شمال سوريا, وطالما نحن جزء, وهذه انتخابات المجلس, وبالتالي هذه الانتخابات هي انتخاباتنا نحن, باعتبارنا جزء منه, فعدم مشاركتنا, كأننا نقاطع مجلسنا السياسي, وبالتالي بعد اجتماعات وحوارات توصلنا إلى قرار المشاركة,وبرأيي كانت مشاركة خجولة لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب.
– أيضاً في عفرين وبحسب المراقبين أن عفرين هي المعقل الرئيس لحزب الوحدة، حصلتم فيها على (72) مقعد من أصل (197) مرشح، كيف لحزب كبير أن يخسر 105 صوتاً في مناطق أنصاره، السبب من وراء ذلك؟
ليست عفرين معقلا لحزب الوحدة, وإنّما كافة الجغرافية السورية ابتداء من نهر دجلة إلى حي زورآفا في دمشق هي معقلنا. بقناعتنا لم نخسر, وعندما خضنا هذه الانتخابات, كنّا على دراية تامة أننا نخوضها مع من, إننا نخوضها مع إطار سياسيّ له استطالاته على الجغرافية السورية, له علاقاته السياسيّة, يتمتع بقدرات اقتصاديّة عالية, له قوّة عسكرية, هو حركة المجتمع الديمقراطي, أو حزب الاتحاد الديمقراطي، كنّا على دراية تامّة بأنّنا ننافس إطارا سياسيّاً ليس هيّنا, هذا الإطار السياسيّ الذي استطاع أن يفرض نفسه بقوّة سلاحه, هذا الإطار إنْ جاز التعبير, من يسانده؟
هو صاحب الـ (YPG – YPJ) اللتان تعتبران من أعمدة قوات سوريا الديمقراطيّة والتي تسيطر على أكثر من 25% من الأراضي السورية, كنا نعلم أن هذه القائمة التي ننافسها هي صاحبة الإدارة الذاتية التي تمتد من إقليم الجزيرة إلى كوباني فعفرين.
– أفهم منك أنه كانت لكم مخاوف كثيرة بمنافسة حزب الاتحاد الديمقراطي؟
لا أبدا, لم تكن مخاوف, ولكننا كنا نعلم أننا ننافس من, وحتى إن لم نحصل على هذه النِسب التي حققناها, لما كانت مستغربة لدينا. هذه القوة, هذه الإدارة، هذا الإطار, هذه القائمة التي تضمّ ثمانية عشر حزبا سياسياً, بالتأكيد لها جمهورها وقوّتها وآساييشها وشبيبتها, لها مؤسساتها وإداراتها, وجيش من الموظفين, نحن لسنا في سويسرا, إنما في منطقة الشرق الأوسط وأكثر بقع العالم تخلّفاً, كنا نعلم أن هؤلاء الموظفين لن يصوّتوا لقائمتنا.
“ نحن كحزب ليست لدينا أية مشكلة في الحوار مع النظام, وحينما نقول النظام لا نقصد أشخاصاً معيّنين، نحن نقصد النظام الذي يحكم من دمشق، وله ممثلين في الجامعة العربية ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، نحن نتحاور مع من يحكم من دمشق بغض النظر عن كل شيء, نحن ككرد جزء من الشعب السوري والجغرافية السورية, وبالتالي نسعى أن تكون قضيتنا قضية سورية بامتياز, وهمّاً لجميع السوريين“
– لماذا أعلنتم في عفرين عن قائمة باسم حزب الوحدة بدون قائمة التحالف الوطني الكردي؟
كنا نفضّل أن تكون قائمتنا موحّدة, سواء في عفرين أو كوباني والجزيرة, أن تكون قائمة باسم التحالف الوطني الكردي في سوريا لأننا جزء منه ويهمّنا نجاحه وتقدّمه على الصعيد السياسي, لكن يبدو أن الأنظمة والقوانين النافذة في كانتون عفرين وكوباني مختلفة, أو أنه لم يلتزموا في كانتون الجزيرة بهذه المسألة, في عفرين وكوباني فرضوا علينا تقديم الترخيص باسم التحالف من أجل المشاركة في الانتخابات باسم التحالف, ونحن كتحالف غير مرخصين في الأقاليم الثلاثة, أما كأحزاب نحن أحزاب مرخّصة, وقد نكون أولى الأحزاب التي حصلت على الترخيص, هذا الأمر قد يكون فرض علينا شكلا جديدا من أجل المشاركة والخوض في الانتخابات كحزب .
– هل كان دخول حزب الوحدة بقائمة باسمه في عفرين مناورة سياسية، وهل بالفعل تجنّب حزب الوحدة منافسة الـ (PYD) في عفرين.. بحسب المتابعين طبعاً؟
بالعكس, نحن لم نتجنب المنافسة, بل كحزب الوحدة نافسنا الـ (PYD) في كوباني وعفرين, ليست هناك قائمة ثالثة, قائمة الأمة الديمقراطية وقائمة حزب الوحدة، نحن دخلنا المنافسة ولعبنا لعبة الديمقراطيّة في كلّ من كوباني والجزيرة, أردنا أن نثبت للعالم أجمع أن لعبة الديمقراطيّة الآن مكشوفة, إن لم يكن هناك ضغوطات من جهات معينة فلنفعلها وبكل أريحيّة وخضناها منافسين مع الـ (PYD).
– في عفرين كان هناك 946 مرشح , وحزب الوحدة قدم 197 مرشّح, لماذا لم يقدّم كما قدّم الـ (PYD) كامل المرشّحين, ما السبب في ذلك؟
ليس هناك أية أسباب, غايتنا من خوض هذه الانتخابات نشر ثقافة الانتخابات والوعي الانتخابي بين الناس, لم تكن غايتنا الحصول على الأصوات والمقاعد, هدفنا الأساسي كان المشاركة, ولا نطمح إلى المقاعد والسلطة, فقط أردنا أن نضفي شيئا من الشرعية على هذه الإدارة القائمة في ظل هذه الظروف وتكالب جميع الدول الاقليمية والغاصبة لكردستان على هذه الإدارة ومحاولة إفشالها وإجهاضها والحصار المفروض الآن على إقليم عفرين سواء من قبل الجيش التركي أو من قبل أعوانه وأذياله من أمثال جبهة النصرة وبقايا القاعدة التي تحاصر عفرين, أردنا أن نرسل رسالة لهؤلاء أنه يجب أن نضفي نوعا من الشرعية على هذه الإدارة, هذه الانتخابات تابعة لهذه الإدارة, إن ساهمنا في نجاح هذه الانتخابات فكأنّنا نساهم في إنجاح هذا المشروع الذي – بقناعتنا – يخدم الاستراتيجيّة الكرديّة في المستقبل.
– هل برأيك كانت الانتخابات نزيهة وشفافة، وهل ظهرت حالات أبديتم ملاحظاتكم بشأنها؟ وأين ظهرت إن وجدت؟
بخصوص الشفافية والنزاهة لا توجد في أعرق الديمقراطيات بالعالم 100%, بالتأكيد كانت هناك تجاوزات, لكنها لم ترتق إلى مستوى أن تشكل خللا في العملية الانتخابية, كانت هناك بعض التجاوزات الفردية التي لا ترتقي إلى مستوى التزوير. هناك بعض الملاحظات التي كتبناها وأرسلنا فيها تقريرا إلى المفوضية العليا للانتخابات, فمثلا في إقليم الجزيرة على سبيل المثال قبل الانتخابات بيوم توجّهت قوات الآساييش إلى صناديق الانتخابات وأدلت بأصواتها دون حضور مندوبينا ومراقبينا, بعض المراكز ورغم أنه كان هناك صمت انتخابي ويفترض في يوم الانتخابات ألا تكون هناك دعاية انتخابية أو ضغط أو توجيه من قبل مديري هذه المراكز كان هناك نوع من الايحاء بانتخاب القائمة الأولى وهي قائمة الأمة الديمقراطيّة.
الملاحظة الأخرى نحن كتحالف في إقليم الجزيرة قدّمنا أوراقنا المطلوبة من أجل المشاركة في الانتخابات قبل قائمة الأمة الديمقراطيّة, إذاً يُفترض أن تكون قائمتنا في بطاقة الانتخابات في المرتبة الأولى باعتبارنا قدمنا قبلهم والأمة الديمقراطية في المرحلة الثانية، وأنت تعرف أنّ معظم الذين يسكنون مناطقنا هم من الجيل ما فوق الخمسيني وقسم كبير منهم أميون لا يتقنون القراءة والكتابة, فبالتالي قيل لهم (خالو أو خالة) اشطبي على الاسم الأول, وهو للأمة الديمقراطيّة. هذه بعض التجاوزات التي رصدناها ومثل هذه الملاحظات سجلناها.
– ماهي تحضيراتكم بشأن الانتخابات القادمة، انتخابات” مؤتمر الشعوب الديمقراطية“؟ ربما هو بشكل برلمانات لكل إقليم في فيدرالية شمال سوريا.
سندخل هذه الانتخابات بشكل جديّ أكبر, و كان لنا اجتماع على مستوى القيادة لبحث هذا الأمر, وكيفية وآلية المشاركة في الانتخابات القادمة وكيفية التحضير لها بشكل جيّد, لأن هذه الانتخابات التي مضت رغم أهميتها كبلدات وبلديات ومقاطعات، مجمل نشاطاتها تنحصر في المجال الخدمي, أما مجلس الإقليم أو مؤتمر الشعوب؛ فهو بمثابة برلمان تشريعيّ لهذه المنطقة. ولهذه المحطات أهميتها السياسيّة, ونحن كحزب ليس لدينا إدارة أو مؤسسات، نمارس السياسة وليس لدينا جناح أو تشكيلات عسكرية, وبالتالي من الأهمية بمكان أن نساهم كقوى سياسية وأحزاب في هذه الانتخابات, بالتالي هذه المحطات هي الأهم بالنسبة لنا وعلينا أن نبذل جهدنا للحصول على أكبر عدد من المقاعد، لأن هذا المجلس أو البرلمان هو الذي سيرسم الاستراتيجيات السياسيّة للشعب الكردي في سوريا.
– أفهم منك، أن الانتخابات القادمة ستكون منافسة حقيقية؟
نعم، يفترض أن تكون هكذا, طالما أنّنا نتطلع لخدمة شعبنا, وإلى المساهمة في السياسة اليومية علينا أن نتواجد في هذا المجلس، وهنا أدعو كل القوى السياسيّة -إنْ كانت ترى في نفسها قوى سياسية فاعلة في المستقبل- للمشاركة.
سابقا، كنّا نقول أن هذه الإدارة ليست ديمقراطية وهي استبداديّة وتفردّية ووو, وكنا نقول دوما أن صناديق الاقتراع هي الفيصل بيننا وهي الآن موجودة وتحت مراقبة من قبل منظمات المجتمع المدني, إذاً فلندخل هذه المعركة, هذه اللعبة الديمقراطيّة مع الأمة الديمقراطية, ونثبت للعالم إنْ كنا موجودين أم لا.
– التحالف الوطني لم يعقد مؤتمره حتى الآن، برأيك ماهي الأسباب المباشرة بشأن تأخر انعقاد مؤتمره ؟
تأخر المؤتمر, ولكن ليست هناك أية معوّقات ترتقي إلى مستوى التأجيل، بقناعتي هي أمور فنيّة فقط. هناك انسجام تام بين الأحزاب المؤتلفة في التحالف الوطني الكردي, قد يكون للبعض ملاحظاته على سير عمل التحالف أو سياسته وأنشطته, ولكن بقناعاتنا أن هذه الأمور تنحل في المؤتمر.
“ إذا كان المجلس يشارك و يساهم كمكوّن في مؤتمر جنيف فأين مشروعه السياسيّ إذاً، أين ورقته في جدول أعمال مؤتمرات جنيف؟ هل هناك بند خاص بالمكون الكرديّ أو القضية الكرديّة في سوريا؟ من يمثل الكرد في الائتلاف الآن, لا يمثّلون إلا أنفسهم، إن جاز التعبير, هم لا يمثلون الشعب الكردي قطعاً“
– مؤخراً كانت هناك مفاوضات بشأن دخول التقدمي إلى جسم التحالف، لماذا فشلت تلك المفاوضات، الأسباب المباشرة وبشفافية، لو تكرمتم؟
مسألة الحوار بين التحالف والتقدّمي كانت منذ أكثر من خمسة أو ستة أشهر، بعد خروج التقدّمي من المجلس الوطني, كنا وما زلنا – وهذا حقّنا- نسعى لتطوير تحالفنا كإطار سياسيّ, سواء من جهة المستقلين أو من جهة الأحزاب السياسيّة, وكانت لنا حوارات ولقاءات مع الحزب التقدمي, ولكنها وصلت إلى طريق مسدود، ولم يبق هناك أي أمل, لا أقول أن الحوار فشل, لكنه توقّف, والخلاف الأساسي بيننا وبين التقدّمي هو مسألة وجودنا كتحالف في مجلسين؛ مجلس سوريا الديمقراطية والمجلس التأسيسي لفدرالية روجآفا – شمال سوريا. وجودنا كتحالف في هذين الإطارين السياسيين هي نقطة الخلاف الأساسيّة بيننا. يبدو أن الحزب التقدّمي لا يرغب في الانضمام إلى هذين الإطارين المذكورين, لديه سياسته, وهذا من حقّه.
– هل كان للتقدمي الرغبة في الانضمام للتحالف؟
نعم, وجرت حوارات على مستويات عالية, مع الأستاذ عبدالحميد درويش.
– كقيادي سياسي كردي، كيف قرأت استدارة التقدمي إلى دمشق، ما الهدف من تلك الزيارة في هذه الأوقات والأخير رفض زيارة دمشق في بداية الأزمة السورية؟
في بداية الأزمة, ليس التقدمي وحده رفض هذه الزيارة، بل مجمل الأحزاب رفضت الزيارة آنذاك، أما الاستدارة الأخيرة فهذا شأن خاص بهم, لهم حزبهم وسياساتهم وتوجّهاتهم الخاصّة بهم, أما لو سألتني ما جدوى الذهاب إلى دمشق في هذه الظروف كحزب بعينه, سواء التحالف أو الوحدة؛ أقل لك بماذا سنتحاور مع النظام, وعلى ماذا سنتفاوض, وما الذي سيقدّمه لنا النظام, ونحن ماذا بحوزتنا كحزب أو إطار سياسي حتى نضغط على النظام في المفاوضات, هناك من بيده أوراق الضغط, هناك من يستطيع أن يحاور النظام لأنه يمتلك ما يمتلك من أسباب وعوامل وأقصد الإدارة وحزب الاتحاد الديمقراطي.
وفي أي حوار، إن لم يكن هناك إجماع كرديّ أو مشاركة عامّة ورؤية سياسيّة واضحة، وإن لم يكن بحوزتك مشروع سياسي واضح تفاوض عليه النظام, ليس له أي نتيجة.
– مراراً وتكراراً يصرح السكرتير العام لحزبكم السيد شيخ آلي بأنّ حل القضية الكردية هو في دمشق، حتى مع النظام الحالي، كيف تتابع تلك التصريحات، وهل أنتم في قيادة حزب الوحدة متفقون بأنّ حل القضية الكردية هو في دمشق ومع النظام السوري؟
أصدرنا في أيار 2016 مشروع رؤية سياسيّة لتلاقي أطياف المعارضة وتوحيد الصف الكردي؛ يتألف من بابين, أوله خاص بالكرد في سورية, هناك باب أسميناه الوضع السوري, وأقمنا عدّة ندوات حوارية مع الجماهير والمثقفين حول ماهية هذا المشروع، في مشروعنا في باب البند السوري اقترحنا انعقاد مؤتمر وطني شامل ينبثق عنه مرجعية سياسية (مجلس مؤقت) مخوّل بالتعاطي مع الداخل والخارج, وبالحوار مع النظام في ظل رعاية دوليّة. إذاً نحن كحزب ليست لدينا أية مشكلة في الحوار مع النظام, وحينما نقول النظام لا نقصد أشخاصاً معيّنين، نحن نقصد النظام الذي يحكم من دمشق، وله ممثلين في الجامعة العربية ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، نحن نتحاور مع من يحكم من دمشق بغض النظر عن كل شيء, نحن ككرد جزء من الشعب السوري والجغرافية السورية, وبالتالي نسعى أن تكون قضيتنا قضية سورية بامتياز, وهمّاً لجميع السوريين.
مع من نتحاور؟ مع أنقرة أو بغداد مثلا..!؟
– الجولة الثامنة لمؤتمر جنيف بدأت، بداية كيف تتابع التمثيل الكردي في مؤتمر جنيف؟
ليس هناك تمثيل كردي في جنيف, ولم يكن هناك تمثيل كردي في جنيف, لو لاحظنا منذ 2012 وحتى بداية 2017, كانت هناك أربع “جنيفات 1-2-3-4” ، الآن خلال هذا العام كان جنيف 6- 7-8 وليس هناك أي تمثيل؟
– ألا تعتقد أن المجلس الوطني الكردي يمثل شريحة في الشارع الكردي, وهو ممثَّل بعضوين في جنيف الآن؟
أنت قلتها؛ “المجلس يمثّل شريحة”، إذاً هو لا يمثل عموم الشعب الكرديّ في سوريا، والقضية الكردية هي قضية شعب وليست قضية شريحة, نعم المجلس يمثل شريحة, لكن هل المجلس يشارك في مباحثات جنيف باسم هذه الشريحة؟ طبعا كلا, إنما هو يشارك في مباحثات جنيف في إطار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والموجود الآن في اسطنبول، المجلس كجزء من هذا الائتلاف يساهم ويشارك في المفاوضات، لأن هناك أعضاء في المجلس هم أعضاء في الهيئة السياسية للائتلاف.
إذا كان المجلس يساهم كمكوّن فأين مشروعه السياسيّ ، أين ورقته في جدول أعمال مؤتمرات جنيف؟ هل هناك بند خاص بالمكون الكرديّ أو القضية الكرديّة في سوريا؟ من يمثل الكرد في الائتلاف الآن!؟, لا يمثّلون إلا أنفسهم، إن جاز التعبير, هم لا يمثلون الشعب الكردي قطعاً, إنما يمثلون جزءاً من الشعب الكردي المنتمي إلى أحزابهم، وتصاريحهم كلها متضاربة, والطّامّة الكبرى أنه بمؤتمر جنيف مؤخراً, رئيس المجلس الوطني الكرديّ يذهب إلى جنيف بصفة مستقلّ، نائبة رئيس المجلس -الذي يدّعي أنه يمثّل 90% من الشعب الكرديّ- تذهب إلى جنيف بصفة مستقلّ.
– برأيك، هل انتهى حلم كردستان سوريا، سيما بشأن المشاريع التي طرحت بالحفاظ على سوريا، وعدم القبول بتقسيم الدولة السورية؟
على العكس, أرى أنّ حلم أكراد سوريا بات قاب قوسين أو أدنى من التحقيق, من خلال هذه الانجازات والمكاسب التي حققتها أكراد سوريا بفضل دماء شهدائنا وأبنائنا من الــ(YPG,YPJ)، هذه التضحيات لن تذهب سدىً, بل العكس, وكذلك التصريحات والمواقف الدولية كالروس والأمريكان, كاللقاء الذي تمّ أمس بين الروس ووحدات حماية الشعب في دير الزور, وكذلك إصرار الروس على تواجد ممثلي الكرد وخاصّة حزب الاتحاد الديمقراطي في المحافل الدوليّة القادمة سيّما جنيف, كل هذه المؤشرات والمعطيات تؤكد أنّ الحلم الكرديّ قد أصبح في متناول الأيدي, ويجب عدم التفريط به, بل علينا أن نلتف حول هذه القوى وندعمها لتصبح هذه الإدارة في قادم الأيام, كيانا خاصّاً بالكرد في سوريا.
حاوره سيرالدين يوسف في برنامج (حوار مسؤول) الذي يبث عبر راديو BuyerFM من قامشلو على التردد 103.5
نشر هذا الحوار في العدد /71/ من صحيفة Bûyerpressبتاريخ 15/12/2017
التعليقات مغلقة.