عضو اللجنة السياسيّة لمجلس سوريا الديمقراطيّة وعضو هيئة الرئاسة في التحالف الوطني الكردي أمجد عثمان لـ Bûyer: المجلس الوطني الكردي فقد بريقه في الشارع الكردي، نتيجة فقدان شعوره بالخطيئة، هناك قيادات في المجلس الوطني الكردي لم تعد تشعر بالخطيئة

68

 

 

  – حضور حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في أي محفل دولي سيكون مهماً، ومفيداً جداً.

– يؤلمني جداً خطاب التخوين بين الشعب الكردي. هناك أخطاء حصلت ويجب التوقف عندها وكشف الحقائق للشّعب الكرديّ.

 – لم نجد تفسيراً منطقيّا حول عدم تأجيل الاستفتاء من قبل قيادة الإقليم.

 – لماذا الإصرار أن تكون الصفقة في كركوك، أيّ خيار اتخذ هو الأفضل لمصالح الشّعب الكردي.

– قوات سوريا الديمقراطية بعيدة كل البعد عن مسالة المساومة والمقايضة حتى حول أصغر قرية تم تحريرها.

–  الحركة السياسيّة الكرديّة في سوريا ضيّعت فرصة ذهبيّة عندما رفضت التعامل مع حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD) في تلك المرحلة، كان هناك تقصد لإبعاد الــ(PYD).

–  نجاحنا في روجآفاي كردستان هو بسبب قوة عسكريّة واحدة وقيادة عسكريّة واحدة.

 

– بدايةً، لو نتحدث عن الخارطة السياسية لكرد روجآفا مالهم وما عليهم؟

 يمكننا، القول بأنّ  الخارطة السياسيّة اليوم تعبّر عن مشهد متأزِّم بالنسبة للحركة السياسيّة الكرديّة، هناك أزمة داخليّة سياسيّة كرديّة بين أطراف تصّر على عدم التقاء بين مصالح الشّعب الكرديّ، ولو في الحد الأدنى يُصر كل طرف على فرض رؤيتهِ أو أجنداتهِ، والتهديدات لم تعدْ تقتصر على التهميش السياسيّ أو الإقصاء السياسي، إنّما نشهد اليوم سوريا معظمها مُدمَّرة، شعب كامل مُهجّر تم تقريباً إبادته, وبالتالي مستقبل الكرد يجب أن لا يكون بمعزل الحديث عمَّا آل إليه مستقبل عموم الشّعب السّوري.

– الأحداث السريعة والمتتالية خاصةً بعد تحرير الرقّة والاستيلاء على حقل عمر النفطيّ, برأيك هل هي أوراق قوّة في يد مجلس سوريا الديمقراطية، وماذا سيكون موقف النظام وحلفائهِ من ذلك؟

باعتقادي أنّ الـ QSD لاحقت فلول داعش في كل مكان, وحررت معظم الشمال السوري وتركيز الحديث على نقطة معينة على حقل عمر أو أي حقل آخر, لا يشير إلى  دلالات بريئة ومفيدة بالنسبة للكرد على العكس. ومن يركّز على هذه المسائل هم خصوم الكرد وخصوم الـ QSD وفي مقدمتهم المعارضة السورية المقيمة في الخارج وكذلك النظام.

 هم يروجون لهذهِ المسائل كي يثيروا نقاطاً ليست في أجندات قوات  سوريا الديمقراطية ولا في برامج مجلس سوريا الديمقراطية، ولكن يحاولون الضرب على وتر حساس جداً ليقولوا بأن الأكراد يتسابقون، كما قال وليد المعلم على منابع النفط, ولا أتفق مع إعطاء هذهِ الأهمية لتحرير نقطة من سيطرة تنظيم داعش لمَ لم تُثار هذه المسائل عندما حرر الكرد تل أبيض  أو حرروا مختلف القرى والبلدات في الشمال السوري, أمّا تركيز اليوم على حقل عمر الهدف منه وضع الكرد في أقفاص الاتهام وهم بريؤون من ذلك.

– يحاول النظام أن يستعيد الرقة، ويُصّرح مِراراً وتكراراً خلال الأيام الماضية عبر الإعلام، وأيضاً المعارضة تطالب بسيطرتها عليها، لمن ستكون الرقّة؟

 الرقّة لأهلها، لشعبها، لسكّانها, وأهلها هم من سيقررن مستقبلها ومصيرها ضمن إطار تقرير سوريا بشكل عام، لكن يجب  أن يكون السؤال هو، من حرّر الرقّة؟ ومن أخرج التّنظيم من الرقّة؟.

– الرقّة، أليست ورقة قويّة بيد الـ MSD للمقايضة على مناطق أخرى أو المقايضة لوضعها على طاولة المفاوضات؟

  مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية بعيدة عن هذه الأفكار وهذهِ التحليلات, مجلس سوريا الديمقراطية لا يُقايض على أصغر قرية في شمال سوريا ولن يُساوم ولن يُقايض أيّة منطقة بأي شيء آخر مهما كان.

– لكن في المحصلة هذهِ المناطق ليست كرديّة كما تقول قادة المعارضة وأيضاً النظام؟

ومن قال أنّ قوات سوريا الديمقراطية هي قوات كرديّة أصلاً, وأبناء الرقة هم من حرّروها تحت لواء الـ  QSD, أنا زُرتْ الرقّة وكنت حاضراً في إعلان عن التحرير أو النصر ومعظم القوات التي قابلتهم في الرقة هم من أبناء الرقة وريفها وهم من الأخوة العرب. من قال أنّ الـ QSD تمثّل الكرد فقط في سوريا.

– ماذا تعني لكم الرقّة ودير الزور؟

 بالنسبة لنا اليوم الرقّة و-إن شاء الله- دير الزور ستكونان مدن تؤسس لمستقبل جديد في سوريا وتقلب وتنهي الصفحة السّوداء من تاريخ سوريا.

– مؤخراً حاول النظام مُغازلة الإدارة الذاتيّة عن طريق بعض التّصريحات حول الاعتراف بما هو موجود في المناطق الكرديّة, ولكنّهُ عاد وصرّح بأنّهُ يرفُض وجود شيء اسمهُ كردستان سوريا على غرار كردستان العراق, برأيك هل بات النظام يملك القوة ليتحكم بالأمور؟

النظام ليس قويّاً تماماً وليس ضعيفاً تماماً، النظام يسعى – منذ اللحظة الأولى- لإعادة الأمور لما قبل عام 2011 ، وأيّ تصريحات وأيّ مواقف يُبديها سواء كانت إيجابية أو كانت سلبية هي في النهاية تخدم هذهِ الاستراتيجية التي وضعها النظام لنفسهِ بأن يعيد الأمور إلى ما قبل 2011، ويحكم السيطرة بقبضة مركزية مُجدداً على كامل سوريا, وبالتالي سواءً أكانت مُغازلة الكرد أم وعيد للكرد، كل هذا يصبّ في هذهِ الاستراتيجية، ولازلنا متأكدين من أنْ النّظام  لهذهِ اللحظة ليس لديه أي جديّة في الحوار مع أي طرف سوري، ليس فقط الكرد ولم يبدِ  التعامل بمسؤوليّة مع واقع القضية الكرديّة السوريّة لا قبل الأزمة ولا بعدها.

– المشروع الفيدراليّ، هل مازلتم ماضون في عملية الانتخابات التي ستجري في الأشهر القادمة؟

نعم، المفوضية العليا للانتخابات هي التي ستشرف على عملية الانتخابات بعد شهر من الآن، ستكون المرحلة الثانية من الانتخابات؛ انتخاب أعضاء البلديّات ومجالس المقاطعة.

– الجميع يرفض فكرة الفدرلة، ماهي ضماناتكم بشأن ذلك؟ النظام يرفض المشروع الفيدرالي والمعارضة ترفض والدول الإقليمية المتمثِّلة بتركيا وإيران أيضا ترفض, أنتم على ماذا تراهنون؟

هناك سبع قوميات تعيش في سوريّا, وهي بلد متنوع الثقافات والقوميات, وبالتالي نحن عندما تبنينا فكرة الفدراليّة من أجل دولة سوريا المستقبليّة، لم نطرحها عن عبث بل جاءت نتيجة دراسة وتفكير جديّ في إيجاد حلول جذريّة للمشكلة السوريّة، حيث لن يكون مناسباً ولا مفيداً بأن تعود سوريا لشكلها المركزي السابق، وأن تُدار من قبل طرف واحد، سوريا بحاجة إلى أن يتشارك جميع أبنائها في قرارها السياسيّ وفي إدارة هذا البلد، والفدراليّة هي حلٌّ جذريّ لمشاكل المجتمع السوري بشكل عام وليس فقط للشعب الكردي, لم يكن الشّعب الكرديّ فقط مُهمشَّاً ومقصياً عن المشاركة في القرار السياسي وفي إدارة البلد، أما أنْ يكون هناك أطراف أو جميع الأطراف سواءً سوريّة أم إقليميّة ترفض المشروع الفيدرالي فلتتفضل وتطرح البديل, والبديل إمّا أن تكون المركزية والعودة بنا إلى الماضي، والماضي بالنسبة لنا لم يكن ماضياً جيداً, والمعارضة ترى سوريا مركزية يحكمها الإخوان المسلمين، والنّظام يرى سوريا المستقبليّة مركزية يحكمها حزب البعث وبالتالي أين نحن!؟ وماذا سيكون مستقبلنا في سوريا ونحن نطرح رؤيتنا كمواطنين سوريين نراها مناسبة لنا ولجميع السوريين.

– أنتم طرحتم المشروع الفيدرالي, هل كانت هناك ضمانات حصلتم عليها أو ضوء أخضر من إحدى الدول الدّاعمة لكم؟

لا توجد ضمانات لأيّ طرف في سوريّا, هناك تدخُّلات كبيرة؛ إقليميّة دوليّة في سوريا, ونحن ككرد في شمال سوريا لازال أمامنا الكثير من التّحديّات ونخشى من ألاعيب ومؤامرات  قد تجري على المنطقة، وربّما قد نتعرّض لما تعرّضت لهُ حلب والرقّة.. وغيرها نتيجة الحقد الذي يملأ قلوب الدولة التركيّة والإيرانيّة.

–  المشروع الفدرالي إنْ مضى, كما تعلم أنّ لكل فدراليّة جغرافيّة معيَّنة, هل لك أن تشرح عن الجغرافية التي سيشملها مشروعكم الفدراليّ ؟ أين حدود فيدراليتكم؟

يعلم الجميع أنّ هناك حدود نسبية تمثلت بشرق وغرب نهر الفرات وبالنسبة لنا هذه الفدرالية يجب أن لا يكون لها حدود, وإذا تمّ تطبيقها في سوريا مستقبلاً أبناؤها هم من سيقررون ذلك, الفدرالية ليست تأسيس دولة هي مشروع لكلّ سوريا، ونتيجة تفاهماتٍ دوليّة يتم الوقوف عند حدٍّ معين من أجل عدم التّصعيد أومن أجل عدم حدوث اصطدامات تُعرقِل عملية محاربة داعش.

 ولكن في إطار حلّ سياسيّ مستقبلاً عندما تجلس جميع الأطراف وإذا تم قبول فكرة الفدراليّة فأعتقد حينها من الممكن الإجابة على هذا السؤال.

– الحركة الكرديّة تعاني من انقسامات بشدّة وتعاني من الشّرذمة, برأيك كيف ستجري الأمور خاصةً بعد أنْ أوضحنا في تقرير أنّ الحرب تكادُ أن تضعُ أوزارها؟ في ظل الانقسام الكردي كيف سيكون المشهد؟

منذ وقتٍ طويل نُكرر أنّ المرحلة بحاجة إلى لقاء كردي – كردي وبحث جديّ ومسؤول في مستقبل المنطقة ومستقبل الشّعب الكردي في سوريا، ولكن هذا الانقسام كما أشار إليهِ تقريركم بأنّ الـPYD فشِل في محاولة انضمامه لمجلس الوطني الكردي, أعتقد إنّه في تلك المرحلة؛ الحركة السياسيّة الكرديّة ضيّعت فرصة مهمِّة لتوحيد الصّف الكرديّ عندما تعاملوا بسلبيّة مع رغبة الـ PYD في الانضمام إلى المجلس الوطني الكردي في تلك المرحلة لو تم التعاون والتعامل مع الـ PYD بإيجابيّة ولو كان حزب الاتحاد الديمقراطي جزء من المجلس الوطني الكردي لتجاوزنا الكثير من الهموم والشّجون الكرديّة في هذهِ المرحلة, لكن يبدو كان هناك تقصّد لإضاعة هذهِ الفرصة، والعودة إلى الوراء أصبحت صعبة للغاية, كان هناك أطراف ترفض مناقشة هذا الموضوع وترفض المطالب التي تقدم بها حزب الاتحاد الديمقراطي وضيّعت فرصة مهمة على الشّعب الكرديّ في أن تكون حركتهم السياسيّة مُوحدة وأن يكون لهُ حركة تمثّلهُ وتمثّل قضيتهُ بأجندة موحدَّة في هذه الأزمة السّوريّة العميقة.

– برأيك من المسؤول عن ذلك؟ هل هناك أطر كرديّة أو أحزاب كرديّة مُتهمة بذلك؟

الشّعب الكرديّ يعرف من يستطيع أن يؤثر في قرار المجلس الوطنيّ الكرديّ ويرفض أو يقبل هكذا قرار، ونقولها للتّاريخ أنّه تم إضاعة فرصة تاريخيّة على الشّعب الكردي في سوريّا, والوضع الكرديّ كان سيكون أفضل بكثير ممّا نحن عليه الآن.

– أنتم تعملون ضمن مجلس سوريا الديمقراطية، ولديكم مشروع هو بالأصل لـ Tev-Dem، كتحالف وطني كردي أين أصبح مشروعكم القومي بخصوص الشّعب الكرديّ في سوريّا؟

مشروع مجلس سوريا الديمقراطية لا يتعارض أبداً مع مشروع التّحالف الوطنيّ الكرديّ في سوريا بالعكس, وهنالك أُطر معارضة في سوريا؛ هيئة التّنسيق الوطنيّة بقيادة حسن عبد العظيم والائتلاف الوطنيّ للمعارضة في الاسطنبول، ومجلس سوريا الديمقراطية هو الإطار الوحيد الذي نتقاطع معهُ، حيث صفوف التّحالف الوطنيّ الكرديّ تبنيا مشروع الفدرالية في شباط 2016 ومجلس سوريا الديمقراطية هو الإطار الوحيد الذي يقبل فكرة الفدرالية، وبالتالي هذا ما يجمعنا بشكل أساسي معه، ونحن جزء من هذا المجلس بناءً على توافق في الأفكار والمشاريع الذي بيننا وبين مجلس سوريا الديمقراطيّة، أما هيئة التنسيق والائتلاف ليس بإمكانك أن تناقش معهم حتى مجرد مناقشة فكرة الفدرالية, فلماذا نؤمن بشيء ونقف في المكان الخطأ.

– المجلس الوطنيّ الكرديّ لديه مشروع باسم كردستان سوريا, برأيك هل سينجح المجلس في تمرير مشروعهِ ضمن المعارضة السورية أو حتى مع حلفائهِ في الغرب كما يدّعي؟

كنت أتمنى أن لا اُسأَل عن مشاريع أطراف لست جزءاً منها, ولكن – برأيي الشخصي- المجلس الوطنيّ الكرديّ فقد بريقهُ في الشارع الكردي نتيجة فقدان المجلس الوطني الكردي شعورهُ بالخطيئة, هناك قيادات في هذا المجلس لم تعد تشعر بالخطيئة أولم تعد تشعر إنّها ترتكب خطيئة أو إثم، والموضوع لا يتعلق بشعارات أو مشاريع مكتوبة على الورق، علينا أن نكون اليوم جزءاً من مشاريع عمليّة على الأرض، أن نخدم هذهِ المشاريع نقوم بخدمة مشاريعنا لا نذهب ونجلس في عواصم إقليميّة ونرتهن لقرارات عواصم إقليميّة وننادي من هناك بشعارات.

 المرحلة اليوم في سوريّا هي مرحلة مشاريع التي يجب العمل على إنجازها على الأرض تجاوزنا مرحلة الشعارات، مرحلة الشعارات كانت ماقبل 2011. 

– الروس يسابقون الأمريكان عسكريّا وسياسيّاً، ويحالون إنهاء الأزمة لصالح النظام، حسب المراقبين، برأيك ما الفائدة من مؤتمر سوتشي على الوضع السوري عامة والكردي خاصتاً؟

إذا عُقد المؤتمر بإمكاننا تقييمه، لكن حتى الآن هناك تسابق روسي -أمريكي في خطف الحلول السياسيّة في سوريا، روسيا نجحت إلى حدٍّ ما في إيقاف إطلاق النّار، وإيجاد مناطق خفض التّصعيد وإيجاد تفاهمات عسكريّة بين النّظام وأطراف في المعارضة السوريّة، وتحاول اليوم إطفاء شريعة سياسيّة على هذا الإنجاز العسكريّ الذي قامت به أو تحاول وضع حجر الأساس لإيجاد حلّ سياسيّ في سوريا بإشراف روسي، ولكنّها اليوم في أزمة بعد أن دعت إلى مؤتمر “حميميم” ومن ثم “سوتشي”، يبدو أنّ هناك خلاف أو أنّها حتى الآن لم تتمكن من إرضاء إيران، على سبيل المثال إيران ليست راضية على أجندات هذا المؤتمر، وروسيا تعلم إنّها لن تتمكن من فرض كل ما تريد في سوريا، فعليها أن تراعي مصالح قوى الدّوليّة أخرى في سوريا كـأمريكا. روسيا تعي هذه الحقيقة جيدا لكنّها تواجه مشاكل مع حلفائها الإيرانيين وغيرهم في سوريا، ولا أستبعد من أن تقوم بتأجيل المؤتمر أو إعادة النّظر فيه.

– أنتم مدعوون كـتحالف وطني إلى مؤتمر سوتشي، أهم الملفات التي ستناقشونها هناك؟

 حتى الآن جدول هذا المؤتمر غير واضح بالنسبة لأي طرف، ولكن الذي متأكدون منه هو أنّنا سنحمل كل مايتعلق بالقضيّة الكرديّة في سوريا وكل ما نؤمن به بالنسبة لسوريا ككل في أي محفل نشارك فيه.

 

– من سيحضر مؤتمر سوتشي من الأطراف الكرديّة؟

جميع الأطراف الكرديّة ستتم دعوتها، لكن من سيحضر؟! ستكون هناك مناقشات لتشكيل وفد كرديّ موحَّد، والمجلس الوطني الكردي لن ينضم في هذا الوفد في حال شارك؛ هناك تضارب داخل المجلس الوطنيّ الكرديّ؛ هناك من يصرّ على الحضور إنْ حضر الائتلاف، وهناك من يقول بأنّه سيحضر بغض النظر إنْ حضر الائتلاف أم لم يحضر، وأعضاء المجلس من هم في الائتلاف يرفضون فكرة الحضور كليّا أو بالتحديد إنْ لم يحضر الائتلاف، هناك صراعات داخل المجلس بما يتعلق بمسألة الحضور أو عدم الحضور.

– تقارير تتحدث عن شبه موافقة روسيّة على شكل الحكم الذاتي في المناطق الكرديّة، ما مدى صحّة هذه التقارير، وهل هي مكسب لو تمّ الطرح بهذا الشكل؟

روسيا منذ أشهر طرحت مسوّدة دستور سوريا، ونحن مجلس سوريا الديمقراطيّة ناقشنا هذه المسودة وضمن هذه المسودة كانت هناك المادة رقم /5/ التي تتحدث عن حكم ذاتيّ ثقافيّ لكرد سوريا، وإذا كان الروس لايزالون يتمسكون بها فـيمكن فتح أبواب للنقاش، لكن طرح مسألة الحكم الذاتي للشّعب الكرديّ في سوريا ليس واضحا اليوم سواءً الروس أو الدولة السّوريّة عندما يطرحون الحكم الذاتي هم فقط يطرحون عناوين تحدث ضجّة في الإعلام، ولكن لا توجد رؤية واضحة، ماهو الحكم الذاتي الذي يطرحونه مثلاً؟.

 وبالنسبة لنا ليس هناك رؤية حول حكم ذاتي للكرد في سوريا، أي طرف يطالب بحكم ذاتي فليطرح مشروعه على الأرض أو للنقاش كيف سيكون هذا الحكم الذاتي، اليوم ليس هناك طرف كردي في سوريا لديه رؤية بالنسبة للحكم الذّاتي، هناك أطراف تدعو إلى الفدراليّة وطرف يتحدث عن كردستان سوريا، وأوضح رؤية لليوم – حسب البرامج والوثائق- هي مشروع الفدرالية.

– هل ستتنازلون عن المشروع الفدراليّ؟

من يطرح هذا المشروع ليست لديه رؤية، هو يطرحه كطعن حتى يزعزع الرؤية حول مشروع الفدراليّة الذي نقوم بطرحه أو الذي تبنيناه، ولا يمكن اليوم أن يطرح حكم ذاتي للكرد في مناطق لا يعيش فيها الكرد وحدهم، ماهي رؤيتك أو ما هو التطبيق العملي للحكم الذاتي؟! وعلينا أن نكون حريصين مع هذه الدعوات التي تبدو في الإعلام برّاقة، ولكن حقيقة تطبيقها تكون مستحيلة، وبالتالي أفضل حلّ جذري للعموم مشاكل سوريا ليس فقط للقضية الكرديّة هو إيجاد شكل من اللامركزيّة والفدراليّة.

– الموقف الأمريكي من سوتشي، برأيك هل حضور حزب الاتحاد الديمقراطي للمؤتمر بتنسيق وضوء أخضر أمريكي؟

لا يمكن الاجابة نيابةً عن حزب الاتحاد الديمقراطيّ، أعتقد أنّ حضوره في أي محفل سيكون مهمّاً ومفيداً.

– تقارير تتحدث عن مؤتمر للمعارضة في العاصمة السعودية الرياض، هذه المرة السعودية استدارت كليّا نحو الجانب الأمريكي بشأن سوريا وتخلت عن أردوغان، برأيك هل الكرد سيحضرون المؤتمر، وهل أمريكا تحاول إفشال ما يخطط له الروس؟

هناك نوع من التنافس (روسي ، أمريكيّ) فيما يتعلق بعقد هذه المؤتمرات، وأتمنى أن تقوم  دول الخليج وسيّما المملكة العربيّة السّعوديّة بمراجعة هذه السياسات؛ حيث تركيا اختبأت كثيرا خلف فزّاعة الأمن القومي التّركي بحجّة نشاط كرديّ في شمال سوريا، وتركيا تمكنت من اختراق الكثير من الدول العربيّة من خلف هذه الفزّاعة وبهذه الذّريعة، ولكن عندما وصلت إيران وتركيا إلى قطر، هل في قطر وجود كردي أو وجود حزب العمال الكردستاني مثلا؟! هذه الكذبة التركيّة وعلى الخليج أن تفهمها.

سابقا الدول العربية كانت تقول بأنّ إيران تهدّد الأمن القومي، ولكن اليوم تركيا تهدد ذلك، وإذا أراد العرب أن يجدوا حلّا لتهديدات تركيا لأمنهم القوميّ العربيّ فعليهم أن يبحثوا عن الحلّ داخل سوريا.

– في إقليم كردستان، ما هو تحليلك للذي حصل؟

سندفع ضريبة أيّ خطأ نرتكبه اليوم ومستقبلا، كما دفعنا في الماضي الأخطاء التي وقعّنا فيها كشعب كردي، اليوم في كردستان العراق ندفع ضريبة -بعيدا عن مختلف التحليلات التي نسمعها- على الأخوة في إقليم كردستان أن يحاولوا ترتيب البيت الداخلي، وأن تقف على أرضيّة متينة قبل أن تسارع في اتخاذ أيّ قرار مصيريّ، ووضع إقليم كردستان تراجع حيث هناك أزمة نفسيّة جغرافيّة وسياسيّة وخسر الكرد ما كسبوه بدماء أبنائهم نتيجة خطأ سياسيّ.

– الجميع رفض الاستفتاء، برأيك ما هو سبب تشبث قيادة إقليم كردستان بتمرير مشروع الاستفتاء وعدم الاصغاء لأحد؟

لم نجد تفسيرا منطقيّاً إلى الآن لاتخاذ هكذا قرار في ظل معارضة كبيرة إقليميّا ودوليّاً، وحتى نوعاً ما داخليّاً في إقليم كردستان.

– أنت من السّاسة الذين لديهم علاقات مع أحزاب كردستان سيّما في إقليم كردستان، حسب معلوماتك هل سُلِّمت كركوك عن طريق صفقة؟

لا أعتبر أنّ ما حدث في كركوك صفقة ويؤلمني خطاب التخوين الذي ساد الأوساط الكرديّة خلال الفترة الماضية، وهو خطاب لا يخدم وحدة الصف الكردي ولا مستقبل القضيّة الكرديّة، وهو خطاب شعبويٌّ ليس فيه من السياسة شيء، هناك أخطاء حدثت في إقليم كردستان ينبغي الوقوف عليها.

وإذا كانت هناك أطراف عقدت صفقات، لا بدّ أن يفتح تحقيق بالموضوع وكشف الحقائق للشعب الكرديّ بشكل شفاف ومحاسبة كل من له صلة  بالموضوع، هذا في حال وجود صفقة.

أنا لست مقتنعا بهذه النظريّة، أعتقد أنّ هناك ضغط كبير على إقليم كردستان وعلى شمال سوريا كالتهديد الإيراني اليوم لدخول الرّقة هل هذا منفصل عن دخول الحشد إلى كركوك، فالدول الإقليميّة وخصوصاً أن إيران تقف موقفاً معادياً جدا لأي تطلعات ديمقراطيّة في المنطقة وإقليم كردستان جزء منها. الضغط الذي كانت كركوك تواجهه كان أكبر من مقاومته وستكون هناك مجازر دامية وكبيرة، اليوم إذا لجأ كرد العراق إلى حوار داخلي- داخلي وترتيب البيت سيكون من السهل إعادة ما فقدوه، لا عبر الحروب والدّماء إنّما عبر قوانين ودساتير وبآليات وسبل ديمقراطية وتحت إشراف دوليّ.

– الأوضاع السياسيّة في روجآفاى كردستان شبيهة بالأوضاع في باشور كردستان، هل وقفتم بجديّة على ما جرى وكيف ستستفيدون من تلك التجربة القاسية إنْ حصل هنا ما حصل في باشور؟

 الوضع مختلف بعض الشيء، ليس هناك تطابق تماما في الأوضاع الداخليّة في شمال سوريا أو في كردستان العراق ، والمخاطر لازالت موجودة والمخاوف قائمة، ولكن النقطة التي تُسجَّل لمشروعنا في شمال سوريا هي وجود قوّة عسكريّة واحدة وقرار عسكريّ واحد.

– أمريكا طالبت القيادة الكرديّة في باشور بتأجيل الاستفتاء، لو طالبتكم بتأجيل أو إلغاء المشروع الفدراليّ، كيف سيكون الموقف برأيك؟

علينا أن لا نتجاهل أي نصيحة من أي طرف ذو تأثير، ونستمع للأمريكان والروس، ونعرف أين مصلحتنا، أين هو الخيار الأقل خسارة بالنسبة لنا ولشعبنا.    

 

 

 

حاوره سيرالدين يوسف في برنامج (حوار مسؤول) الذي يبث عبر راديو BuyerFM من قامشلو على التردد 103.5

 

نشر هذا الحوار في العدد /69/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/11/2017

 

 

 

التعليقات مغلقة.