يُعرف نزيف الدماغ بأنه نوع من أنواع السكتات الدماغية، ينجم عن فتق شريان في الدماغ يتسبب في نزيف موضعي في الأنسجة المحيطة، مما يؤدي إلى حدوث نزيف يقتل خلايا الدماغ.
وقال الدكتور “أحمد حاج إبراهيم” اختصاصي بالأمراض العصبية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” بأن هناك عدة أنواع للنزيف الدماغي، منها “نزيف بطينات جانبية، نزيف تحت العنكبوتية، نزيف فوق الجافية وتحت الجافية”، والأعراض موحدة تقريباً مع فروقات بسيطة، والمرض لا يشخص بالعين المجردة، وإنما يتم التوجه للمرض من خلال القصة المرضية.
وأضاف: أشيع الأعراض تكون ضعف شقي، خزل شقي، شلل شقي، أي في جانب واحد، إلا أن هذه الأعراض غير كافية لمعرفة ما إذا كانت نزفية أم غير نزفية، كما أن أغلب الحالات التي تراجع المشفى تعاني من صداع، ضعف شقي، اضطراب في الرؤية، صعوبة في البلع، اضطراب في التوازن، ويتم مباشرة التحول إلى جهاز “الطبقي المحوري” لتشخيص الحالة والتأكد من وجود نزيف، إلا أن صورة “الطبقي المحوري” لا تظهر حالة الإصابة بالاحتشاء إلا بعد مرور 72 ساعة، من إعادة الصورة، أما النزف يظهر فوراً خلال ثواني.
وأوضح الدكتور “إبراهيم” بأن هناك عدة أسباب لمرض النزف الدماغي، منها: رضوض ويحدث 50% منها نتيجة حوادث السير، النزف العفوي ويحدث نتيجة التوتر الشرياني وارتفاع الضغط، مضيفاً بأن الضغط الطبيعي بحسب دراسة أمريكية ما بين 12 – 13 درجة على 8 -9 درجات.
كما أن الأمراض الدموية تسبب في حدوث النزف الدماغي، مثل داء النشواني، وشذوذات الأوعية الدموية من ضمن أمهات الدم الموجودة في الدماغ، وغالباً ما تكتشف هذه الأمراض صدفة أثناء التشخيص وبحدوث النزف.
وشدد الدكتور على ضرورة إجراء فحص مخبري مرة واحدة في السنة، وإجراء تقييم عصبي كل خمس سنوات، إضافة إلى اختبار أمراض الكبد، والمرضى الذين يتعاملون مع المميعات، منوهاً بعدم إهمال الأعراض البسيطة والتي قد توجه إلى أمراض خطيرة، كالصداع الذي لا يستجيب للمسكنات قد يدل على وجود مرض معين، لذلك يجب معرفة المشكلة ومعالجتها من قبل الطبيب المختص.
وقال الدكتور إنه عند وجود أي نزف يجب معرفة سبب المشكلة، فمثلا عند التأكد من وجود الضغط عند المريض يدل على وجود المرض بنسبة 90%، وبذلك قد لا يحتاج إلى استقصاءات أخرى، إلا إذا ساءت حالة المريض، ويخضع المريض لمراقبة بعد 21 يوماً أو قرابة شهرين ويُعاد التصوير عبر الطبقي المحوري للتأكد من ارتشاف الدم، إلا في حالات الرضوض، فأحياناً يحتاج المريض لعمل جراحي، وفي هذه الحالة يتم إعادة التصوير بعد 24 ساعة، لتقييم النزف إذا كان يحتاج لعمل جراحي آخر خاصة في حالات الرضية.
أما التصوير بالرنين المغناطيسي فالمريض لا يحتاجه إلا عند التشخيص، وعند إصابة المريض بالنزف “تحت العنكبوتي” لمعرفة وجود أم الدم، لذلك هذه الحالة لا تكشف عن طريق جهاز “الطبقي المحوري”، وأم الدم هي عبارة عن كيس دم أدى إلى انفجاره وتوزعه في كامل الدماغ، لذلك يحتاج المريض للرنين المغناطيسي لتحديد المنطقة وإجراء الاستقصاء المناسب له.
ويلجأ الطبيب للعمل الجراحي عند الإصابة بالرضوض، أو حدوث نزيف فوق الجافية وسحب الدم من خلال ثقب في الرأس أما في حالة النزف العفوي يبقى المريض تحت المراقبة لـ 72 ساعة مع ضبط الضغط، أما مريض الاحتشاء فيحتاج للمحافظة على الضغط المرتفع ما بين 16 ـ 18 على مدى 48 ساعة، ويتم تنزيل الضغط تدريجياً لأن نزول الضغط عند مرضى الاحتشاء بشكل مباشر يُعرض المريض للنزف، ويتم تنزيل الضغط عبر الخافضات الفموية أو لاصقات الضغط.
وفي نهاية اللقاء قدم الدكتور “أحمد حاج إبراهيم” اختصاصي بالأمراض العصبية عدة توصيات، منها: الابتعاد عن الكحول لأنه مسبب للنزف الدماغي، التدخين، تجنب البدانة المفرطة، ضبط الضغط والسكر، ممارسة التمارين الرياضية، الالتزام بالنظام الغذائي، إجراء الاختبارات الدورية وعدم إهمال الأعراض البسيطة ومراجعة الطبيب.
إعداد: أحمد بافي آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً:
التعليقات مغلقة.