إزالة تمثال نصفي لأتاتورك بفناء إحدى المدارس بمدينة “لجى” الكردية

26

شهدت بعض المدن التركية، أمس الأربعاء، مظاهرات على خلفية سقوط شهيد وجريحين أثناء قيام قوات الأمن التركية، بتنفيذ قرار من المحكمة، بإزالة تمثال لزعيم عسكري لـحزب العمال الكردستاني (PKK) أُقيم في قرية “يول تشاتي” التابعة لبلدة “ليجى” بمحافظة “ديار بكر” جنوب شرق البلاد.

 

ففي ولاية “أغري” الواقعة شرق البلاد، يسكنها أكراد، ذكرت وسائل الإعلام التركية انه خرج متظاهرون كُرد من الموالين لحزب العمال الكوردستاني، في مسيرة غاضبة، أشعلوا خلالها النيران في إحدى المدارس الابتدائية بالزجاجات الحارقة “مولوتوف”، وقاموا بخلع تمثال نصفي للرئيس التركي الراحل “مصطفى كمال أتاتورك” كان موجودا في فناء المدرسة.

 

وفي ولاية “باطمان” جنوب شرق البلاد، قام عدد من المتظاهرين بنزع تمثال نصفي لأتاتورك كان موجودا في فناء مدرسة إعدادية، وقاموا بوضع الحواجز في الشوارع، وأشعلوا النيران في عدد من إطارات السيارات.

 

وشهدت ولاية “هكاري” أحداثا مماثلة، قام خلالها المتظاهرون ، بإزالة تمثال نصفي لأتاتورك بفناء إحدى المدارس, ووضعوا الحواجز في منتصف الطرق.

 

لتأتي قوات الأمن بعد ذلك، وتفرقهم باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، ليردوا عليها بإلقاء الحجارة والألعاب النارية والزجاجات الحارقة.

 

هذا في الوقت الذي دعت فيه بعض المنظمات الأهلية في ولاية “ديار بك” المواطنين إلى ضبط النفس، وتهدئة الأوضاع وعدم القيام بأي أعمال من شأنها تصعيد التوتر.

 

وشن مقاتلون هجوما بالصواريخ على قيادة قوات الدرك ومديرية الأمن ببلدة “كوجا كوي” التابعة لولاية “ديار بكر” جنوبي تركيا، وذلك على خلفية الاضطرابات التي تشهدها البلدة بسبب هدم التمثال

 

وأعربت تلك المؤسسات الأهلية عن قلقها حيال احتمال إضرار تلك الأعمال التي شهدتها المنطقة عقب إزالة التمثال من “ليجى”، بمسيرة السلام الداخلي التي تجريها الحكومة التركية لحل القضية الكردية.

 

تجدرالإشارة إلى أن مدينة “ليجى”، شهدت تظاهرات، أول امس الثلاثاء، أثناء قيام قوات الأمن التركية بهدم تمثال “معصوم قورقمز”، الذي قاد أولى عمليات حزب العمال الكردستاني، عام 1984، تاريخ انطلاق النشاط العسكري للحزب.

 

ولقى شخص مصرعه وهو في العشرين من عمره، بعد إصابته في الرأس، وأصيب آخران بجروح متفاوتة، صباح أول أمس الثلاثاء، وذلك إثر اشتباكات وقعت أثناء عملية الإزالة، كما لقى جندي تركي حتفه كان قد شارك في عملية الهدم، ذكرت قوات الأمن أن وفاته جاءت نتيجة إصابته صدفة.

 

وكانت محكمة الصلح في “ليجى”، قد اتخذت قرارا الإثنين الماضي بهدم التمثال، وقوبل القرار بحالة رفض وإستياء شديدة من قبل أهالي دياربكر، الذين تجمعوا صباح الثلاثاء في الميدان، في محاولة منهم للتصدي لقرار الهدم.

 

هذا وقد استشهد “قورقمز” على يد الجيش التركي عام 1986، وكان هو القائد للجناح العسكري للحزب والثورة المسلحة التي انطلقت في 15 آب/أغسطس 1984، ومنذ استشهاده اعتبره الكُرد شهيدا ورمزا ، وتم تدشين تمثاله الأحد الماضي من قبل الحزب في مقبرة مخصصة لمقاتليهم.

 

وعقب تدشين التمثال تقدمت ولاية “هكاري” إلى النيابة العامة بدعوى مطالبة بهدم التمثال، وبالفعل حققت النيابة في الواقعة وحولت الأمر للمحكمة التي أصدرت قرارا بهدم التمثال.

التعليقات مغلقة.