في رسالةٍ إلى العرب.. معارضٌ سوري يدعو لدعم تجربة كُرد الإقليم وروجافا  في الحرية وتحطيم العبودية

191

 

Buyer

 

شرعوا نوافذكم لنسائم الحرية التي لم تذوقوها بعد، فلن تقتلكم :

الشعوب المضطهدة والمستعبدة طوال قرون باسم الدين حينا، وباسم خرافة الوحدة والقومية العربية الواحدة حينا آخر، هذه الشعوب المكلومة تبدأ بتحطيم نير عبوديتها، وتفتح زنزاناتها المغلقة منذ عهود طويلة، للحرية.

 

أن تتهاوى الرايات السوداء رايات عصر الكهوف والهمجية، لترفع مكانها ألوان سحر الشرق وعظمته، هنا تكمن روح الثورة وجوهرها.

 

ما يجري في شمال سوريا والعراق فاتحة لعصر جديد من الحريات لم نعهده، ولم نتذوقه من قبل.

 

أعلم أن التجربة ربما لن تكون بمستوى الحلم، وأن ثمة عثرات وكبوات كثيرة واضطرابات، وعدم استقرار، فالتجربة جديدة طرية العود، والطريق إلى الهدف طويل وشاق ومكلف، أن تبدأ بالسير فيه، هو المغزى والدلالة، رمزية الحرية تقبع في نهوض واستيقاظ شعوب الشرق لتشق طريقها، بعد أن ديست بالأقدام ، وكممت أفواهها، وسيقت بالسوط والسيف والنطع والحصار والتجويع، ولوحقت في السهول والجبال، من أجل أن تنسى تاريخها.. ثقافتها …وجدانها ..ذاكرتها، إلا أنها بقيت صامدة تحمل حلمها بين طيات قلوب أطفالها.

 

المبادرة في أن نخطو الخطوة الأولى بكل عثراتها في هذا الطريق، هي الدلالة الأهم والأكثر عمقا في التاريخ القادم لمنطقتنا، أن نقول للطغاة بكل أشكالهم المشوهة، أننا لن نرضخ لظلمكم، ولعسفكم، ولن نكون عبيدكم بعد اليوم، هنا تكمن جوهر الحرية وروحها.

 

لنفتح صدرونا ونشرع أيدينا لعناق كل ما يجري في أراضي الشمال. لا تجزعوا من رياح الحريات القادمة ولا بتلك الشمس الساطعة، فالشمس لا تميت إلا خبيث الحشرات وتقضي على العفونة وتطرد الهواء الفاسد، لا تجزعوا من الضوء فلن يؤذيكم. الطغاة عودونا على الظلمة والعفونة حتى بتنا نراها هي الحال الطبيعية والصحية وماعدا ذلك فهو مضر أو سيلحق الضرر بنا، وأصبحنا نخاف من ضوء الشمس ومن نسائم الحرية لأننا عرفناها اسما فقط، ولم نراها ونلمسها ونعيشها فعلا أو نتذوقها، هذا الخوف المرضي زرع في وعينا بالقهر والعسف والخداع والتزوير. نجاتنا يكمن هناك …في حرية الشعوب ..أولا ..وفي حرية الأفراد ثانيا، وفي دول المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان لاحقا.

الأكراد هم أول الشعوب التي سارت في هذا الطريق، لكن لن تكون آخرها، و كلي أمل بعد عهد قريب سنرى شرقا زاهيا ومشرقا كريما ونظيفا من طاعون القرون الوسطى .

 

سلاما لكم من القامشلي إلى السليمانية إلى اربيل ……..شكرا لكم لأنكم كنتم الأشجع والأجرأ والأوعى ولكم شرف المبادرة.

 

المعارض السوري أكثم نعيسة

التعليقات مغلقة.