هل يجوز أن يظلّ المثقفون في بلادي موزّعين بين الدعارة الفكرية واليأس؟

41

Buyerpress

في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية والثقافية التي يمر فيها لبنان، أتساءل أين هم المثقفون في بلادي؟ أين الكاتب الحر الذي لا يتبع هذا الفريق أو ذاك، ويحلّل بشكل موضوعي، ويؤيد أعمالاً وأفكاراً وليس أشخاصاً؟ 

 

المثقف ليس فقط حامل شهادات أو قارئ كتب، أو الشخص الذي يملك القدرة على الكتابة والتحليل. بل هو من يتأثر ويؤثر في المجتمع عبر كتاباته وانتاجاته الثقافية. هو ذلك الكاتب، المحلّل، الفنان، الأديب، المفكر، الذي ينتج رأياً، ويصنع أفلاماً وقصائد تساهم في بناء الوطن. إنه ليس ذلك التاجر الذي يبيع قلمه من أجل المال، أو المنصب، أو من أجل نصرة طائفته. هو لا يتعاقد مع زعيم، أو منظمة، أو شركة، بل يتعاقد مع الروح، مع الضمير، من أجل أفكار تحمل مبادئ وقضايا ورؤيا للإنسان.

 

واجب المثقف تجاه وطنه ليس كواجب أي مواطن آخر. واجبه أكبر من غيره بكثير. كلّما اتسعت ثقافته، وترسخت قدرته على التأثير، زادت مسؤوليته في التغيير. الخطأ الذي يرتكبه أكبر من أخطاء الآخرين، وخيانته أعظم من خيانة الآخرين.

 

المثقف هو الإنسان الذي لا يرضى بالواقع كما هو، بل ينطلق منه من أجل تغييره. هو يتخطى الحدث، يسلك طريقاً محفوفاً بالخطر، من أجل أن يفتح الدروب، ويصنع التاريخ.

 

المصدر: النهار

التعليقات مغلقة.