حسو: ما يهمنا هو ترسيخ مفهوم الفدراليّة في الدستور السوري الجديد

160

الرئيس السابق لحكومة كانتون الجزيرة وعضو الهيئة السياسية لمجلس سوريا الديمقراطية أكرم حسو لــ  :Bûyer

-بدون أية مسمّيات أو تحريف وتغيير للأسماء، جغرافيّة روجآفاي كردستان موجودة منذ آلاف السنين وستبقى لآلاف السنين، ولكن ما يهمنا هو ترسيخ مفهوم الفدراليّة في الدستور السوري الجديد

– تم منح 16 مقعداً للمكون السرياني كـ”كوتة” لأنهم لن يحصلوا على هذه الأصوات في الانتخابات المباشرة.

– بعد تثبيت مشروع فدرالية الشمال السوري، سيُحدد لون وشكل العلم لفدرالية الشمال السوري.

– إذا تواجدت اللغات الثلاث حتماً سيكون النشيد باللغة الكردية، لأن اللغة الكردية ستكون لغة أساسية على مستوى الدولة السورية الفدرالية وليس على مستوى فدرالية الشمال السوري.

– مجلس الرقة المدني تابع لمجلس سوريا الديمقراطية.. نال حتى الآن الاعتراف من 73 دولة غربية.

– مؤتمر الشعوب الديمقراطية هو لجميع الشعوب وهو الأساس كهيئة مشرفة على جميع مفاصل الإدارة الذاتية وضمان لجميع الشعوب.

– اليوم فدرالية الشمال السوري تقوم على الإرادة السياسية لجميع الشعوب الموجودة في الشمال السوري من كرد وسريان وعرب والقيادة هي للكرد.

– الكل يتغنى بالفيدرالية السويسرية.. ولكنها للأسف نشأت على أساس طائفي بين الكاثوليك والبروتستانت.

– مشاريعنا جادة نسعى لتحقيقها ونتكيف مع الواقع والحال مباشرةً وليست لخلط الأوراق، ولا يمكن لأحد أن يلعب بمصير الشعب.

 

==========================================

بداية كيف تتابع أمور الإدارة الذاتية اليوم بعد تسلمها من قبل رئيس الحكومة الجديد السيد عبدالكريم صاورخان؟

السيد عبدالكريم صاروخان كان عضواً في المجلس التنفيذي برئاسة هيئة الدفاع، أغلب الموجودين كانوا أعضاءً في المجلس التنفيذي، كنا نعمل بشكل جماعي مع السيد صاروخان والدكتور حسين عزام وغيرهم الكثيرين. نجاح الإدارة الذاتية كان نتيجة تكاتف الجميع وكان نجاحاً للجميع، مسؤوليات وأعباء الإدارة الذاتية كبرت كثيراً اليوم، من ناحية المساحة الجغرافية، والخدمات الإدارية ولكن بالمقابل طاقات وإمكانيات هذه الإدارة لا تستطيع تلبية هذا التوسّع الجغرافي أو الزيادة السكانية التي تتوزع على مساحات الإدارة الذاتية.

 

– يتحدث الكثيرون بأن حكومة أكرم حسو تساهلت كثيرا في ملفات الفساد والمحسوبية حتى وصل بها الحال إلى ظهورها علناً، ما ردّك على هؤلاء الذين اتهموك؟     

الاتهام أو التوصيف أو التشخيص من الناس لا يعني بأنه صحيح، وهذا دليل على أن الإدارة الذاتية بجميع مؤسساتها كانت مفتوحة وتقبل بالرأي الآخر والحرية، الذين اتهموا الإدارة الذاتية بهذا الأمر لم يُحاسبوا على هذه الأقوال غير القانونية وغير الصحيحة.

 

– لم يكن لديهم أدلة؟

لم يكن لديهم أدلة، فقط اتهامات.

 

– أنت تنفي جملةً وتفصيلاً حدوث أي عمليات أو فساد في فترة رئاستك للحكومة؟

في الإدارة الذاتية يوجد فرق بين الفساد وبين الأخطاء، إذا كنت لا تقبل الإدارة الذاتية كشكل سياسي أو كطرف غير مشارك بالإدارة وتحسب الخطأ غير المحسوب فساداً، فهذه مشكلتك وليست مشكلة الإدارة الذاتية، أما إذا لم تعتبر نفسك جسماً من الإدارة ولم تعتبر نفسك معارضة بناءة، معارضة تشهيرية تشوّه الإدارة على حسب الأخطاء التي تحصل، طبعا سوف تحصل.

انطلقنا في الحادي والعشرين من شهر يناير/ كانون الأول 2014 بطاقم إداري مكوّن من 69 شخصاً وسلمنا الإدارة بطاقم إداري مكون من حوالي 4900 شخص، 3200 منهم كانوا موظفين بشهادات جامعية.

 

– لنتحدث ونتحول إلى المشروع الفيدرالي الذي قدمه مجلس سوريا الديمقراطية، بداية قبل التحدث عن المشروع ما هو مجلس سوريا الديمقراطية، هل بالإمكان أن تشرح لنا طبيعة هذا المجلس؟

يجب أن نعود إلى بداية ثورة روجآفا لنعرف كيف تشكل مجلس سوريا الديمقراطية، استطاعت ثورة روجآفا خلال سنتين ترجمة وتفعيل مكتسباتها وإنجازاتها لتحويلها إلى إدارة وتحويل نواة الحلم إلى حقيقة، أي بمعنى كانت المطالب الكردية قبل ثورة سوريا أو قبل ثورة روجآفا مطالب على سطح المطالب، ولم تكن هناك مكتسبات على الأرض، بعد الثورة السوريّة وبعد ثورة روجآفا تحولت هذه المطالب إلى مكتسبات وإنجازات بمعنى تحولنا من مرحلة المطالب لمرحلة الثورة، أثناء إعلان الإدارة الذاتية في الواحد والعشرين من يناير تحولت المكتسبات والإنجازات من الثورة إلى الشرعية الثورية، تمأسست هذه المطالب بالإدارة الذاتية ومؤسساتها، خلال عامين ونصف وبتاريخ الثاني عشر من مارس/آذار 2016 استطاعت المنسقيّة العامة للإدارة الذاتية الديمقراطية في المقاطعات الثلاث (كوباني، عفرين، والجزيرة) تحويل مكتسباتها وشخصيتها السياسية للمشروع الفدرالي، هذا المشروع الفدرالي بالتزامن مع إعلان تشكيل قوات سوريا الديمقراطية للإدارة الذاتية أفسح الطريق وأعطى الأرض والإمكانيات لتشكيل قوات سوريا الديمقراطية، وبعدها دعمت وقدمت المنسقيّة العامة للإدارة الذاتية كل الإمكانيات والفرص لإنجاح مشروع المعارضة السوريّة بالكامل ومن ضمنها المعارضة الكردية الموجودة وذلك بتشكيل مجلس سوريا الديمقراطي.

 

– المشرع الفيدرالي ملف كبير بات حديث الساعة في الإعلام الإقليمي والغربي، ما هي أهم النقاط في مشروعكم الفيدرالي، وأي النماذج الفدرالية يشبه في العالم؟  

فدرالية الشمال السوري هي فدرالية مؤسِسة لفدرالية سوريا القادمة، مجلس سوريا الديمقراطي تبنّى أو رأى بأن مشروع فدرالية الشمال السوري هو النموذج الأمثل لتطبيقه على سوريا بالكامل، طبعا حوالي 25 أو 30 دولة في العالم تعتمد على النموذج الفدرالي، وهنالك فدراليات تختلف عن الأخرى، لا يمكن تطبيق فدرالية في دولة ما على دولة أخرى أو على منطقة جغرافية أخرى، أو بالأصح وفق نظامها القانوني والسياسي تختلف من دستور لدستور ومن دولة لدولة وفق الحال والواقع والظرف، اليوم فدرالية الشمال السوري تقوم على الإرادة السياسية لجميع الشعوب الموجودة في الشمال السوري من كرد وسريان وعرب ولكن القيادة كردية، وقائمة على الإرادة السياسية، وهذا شبيه بالفدرالية الأمريكية بغض النظر عن الجغرافية والقوميات، الإرادة السياسية المعاصرة هي التي أنشأت الفيدراليّة الأمريكيّة بعد حرب الاستقلال، إذاً الفدرالية الأمريكية كانت نتيجة حرب الاستقلال وهي قائمة على الإرادة السياسية لجميع الشعوب واللغات والثقافات والأديان والطوائف الموجودة فيها، الفدراليات الأوربية كنموذج الفدرالية البلجيكيّة هي مركز الاتحاد الأوربي، مركز الناتو، ومركز أغلب المؤسسات العالمية هي بالأساس فدرالية عرقية وقومية بين سكان الشمال والجنوب (الهولنديين والفرنسيين)، التدخل والقوى الأوربية هي التي أنشأت هذه الفيدرالية على النمط العرقي.

الفيدرالية السويسرية الكل يتغنى بهذه الفدرالية ولكنها للأسف نشأت على أساس طائفي بين الكاثوليك والبروتستانت، الفدرالية العراقية هي النموذج المعاصر لفدراليات العالم والدامجة للإرادة السياسيّة والجغرافيّة والإداريّة.

فدرالية روجآفا تقوم على الإرادة السياسية، نحن كمشروع سوريا الديمقراطية هدفنا واحد الإرادة السياسية هي الجامعة لفدرالية سوريا، الإرادة والتوافق السياسي هو الأساس لفدرالية سوريا.

ثانياً الإرادة الإدارية، هناك مناطق في سوريا متداخلة جغرافياً من ناحية السكان والعرق واللغة والثقافات، في الفدرالية السورية يجب أن تجمعها إرادة إداريّة، العيش والمصير المشترك.

 

فلنبقى في نفس النقطة، ربما كما فهمت منك الآن أن المشروع الفدرالي الذي تعملون عليه هو أقرب للنموذج الجغرافي أليس كذلك؟

الموضوع الإداري موضوع متشعّب وكبير جدا، الإرادة السياسية والإرادة الإدارية هي الجامعة لمشروع الفدرالية السورية، أي أن هناك مناطق إدارية جغرافيّة متداخلة جغرافيا ولغويا وقوميا مع بعضها، ولكن منافذ العيش لا يمكن لها أن تعيش بمفردها.

 

-هي أقرب للنموذج الجغرافي؟

الجغرافي والسياسي.

-هل هناك أي خصوصية للجغرافيّة الكردية في روجآفاي كردستان داخل هذا المشروع؟

بدون أية مسمّيات أو تحريف وتغيير للأسماء جغرافيّة روجآفاي كردستان موجودة منذ آلاف السنين وستبقى لآلاف السنين، ولكن ما يهمنا هو ترسيخ مفهوم الفدراليّة في الدستور السوري الجديد، بغض النظر عن المسميات.

 

– يتحدث البعض بأنكم تحاولون دائما خلط الحسابات الدولية بإعلانكم لمشاريع سياسية عديدة في مناطق روجآفاي كردستان، هل بالفعل ما تقومون به هو خلط للحسابات والأوراق أم هي مشاريع جادّة تسعون لتحقيقها؟

هي مشاريع جادة نسعى لتحقيقها ونتكيف مع الواقع والحال مباشرةً وليست لخلط الأوراق ولا يمكن لأحد أن يلعب بمصير الشعب.

 

– لنعرج إلى موضوع التقسيمات الإدارية هل بإمكانك أن تشرح لنا أهم التقسيمات الإدارية التي رسمتها وصادقت عليها الهيئة التنفيذيّة لمجلس الفدرالية؟

هنالك إقليم الشهباء (مقاطعتي عفرين والشهباء)، وإقليم الفرات (مقاطعتي الرقة وكوباني)، إقليم الجزيرة (مقاطعتي الحسكة وقامشلو)، التقسيمات الإدارية تُعتبر شأناً داخلياً لفدرالية الشمال السوري.

 

-هي ثلاثة أقاليم على ست مقاطعات؟

ستة مقاطعات، وهي شأن داخلي لفدرالية الشمال السوري، إذا تم تثبيت فدرالية الشمال السوري في الشرعية الدستورية لسوريا القادمة التقسيمات الإدارية شأنٌ داخليّ، تتبدل وفق المعطيات والظروف الجديدة.

 

– هناك مآخذ البعض من أهالي ديرك وسري كانيه وهو لماذا لم تُؤخذ مدنهم كمقاطعات رغم أنها مناطق منذ أمدٍ طويل؟

طبعا هي مناطق، ولا أتفق معك في هذا الرأي ولا مع الأهالي مع احترامي لأهالي الجزيرة بالكامل، كانت مناطقاً في السابق ولكن هناك مدن قديمة أٌقدم من سري كانيه وديرك مثل مدينة عامودا قديمة جدا، علينا جميعا عدم الالتفات للجزئيات، أهم شيء في المشروع الفدرالي هو تثبيت الحدود الإدارية لفدرالية الشمال السوري في الدستور السوري.

 

– لو نتحول إلى موضوع الانتخابات، تم تحديد موعد للانتخابات بخصوص الفدرالية، هل لك أن تضعنا في صورة هذه الانتخابات؟    

هي انتخابات يجب أن تنتهي خلال خمسة أو ستة أشهر على عدّة مراحل،  تبدأ بمرحلة الكومينات والمجالس ومرحلة مجلس الشعوب وانتخابات مجلس الشعوب الديمقراطية لفدرالية الشمال السوري وبعدها يُنتخب المجلس التنفيذي لفدرالية الشمال السوري، الانتخابات ستُجرى على ثلاث مراحل.

 

-هناك مفوضيّة للانتخابات وهي عائدة للإدارة الذاتية، هل هناك أطراف محايدة ستقوم بمراقبة الانتخابات وهل تمّت دعوة أطراف وجهات ومنظمات من الخارج لمراقبة العملية الانتخابية، ومن هي تلك الجهات المدعوّة؟

في البداية دعنا نعود إلى انتخابات البلديات في الإدارة الذاتية التي جرت في آذار 2015 طلبنا وقتها تأكيدا لهذا الكلام والهواجس والخوف من الغير بعثة من مفوضية الانتخابات من السليمانية، وكانت هذه المفوضية  مشاركة في الانتخابات العراقية كفريق عمل بالانتخابات العراقية وأشرفت على انتخابات البلديات، ولكن الغير لم يسمع بهذا مع العلم قمنا بنشر هذا الأمر، بالنسبة للانتخابات الفدرالية ندعو جميع المنظمات في الداخل والخارج والشخصيات الوطنية وجميع الأحزاب التي تنتقد المشروع للإشراف على الانتخابات أو الطلب من جهات دولية الحضور.

 

-هل طلبتم من جهات دولية الحضور؟

المشروع موجود في البداية الفكرة هي انتخاب رئاسة مجالس الكومينات، الوقت مناسب أعتقد أن مفوضية الانتخابات الفدرالية قدّمت طلبات لجهات من أجل الإشراف ولازالت تطلب.

 

– هل تمّ تشكيل أو انتخاب أعضاء المفوضيّة من المناصرين لحركة المجتمع الديمقراطي أم من خارجها؟

ليس شرطا من أنصار حركة المجتمع الديمقراطي، تمّ الاختيار من الأحزاب والتوافقات والشخصيات المشاركة في المجلس التنفيذي والتأسيسي للفدرالية، انتخابات وتصويت على المفوضيّة أو الترشيح للمفوضيّة.

 

– هناك بعض البنود الغامضة والإشكاليّة حسب المتابعين طبعا، جاء في اللائحة الانتخابية بخصوص إقليم الجزيرة في إقليم الجزيرة هناك “كوتا” للمكونات أي حوالي 40% من عدد المقاعد تم توزيعها على الشكل التالي: الكرد 14 مقعد، العرب 14 مقعد، السريان 16 مقعد، الجاجان مقعد واحد، الأرمن مقعد واحد، الإيزيدية مقعد واحد، الشبيبة 12 مقعد، وتوزع نسبة الشبيبة في إقليم الجزيرة مناصفة بين المكونات التالية العرب والكرد والسريان، هناك المقاعد المخصصة للمكون السرياني أكثر حتّى من المكون الكردي ذات الغالبية العظمى في الجزيرة، كيف تشرح لنا هذه النقطة وكيف تردّ بهذا الخصوص؟

طبعا هذه نقطة مهمة جداً ونشكركم على إثارتها، بالبداية التقسيمات “الكوتا” الستة عشر للمكون السرياني، هي ستون انتخابات وأربعون كوتا، الكوتا سته للمكون السرياني لأن المكون السرياني لن يخرج بالستين، حفاظا على التوازن بالانتخابات تمّ الاتفاق على إعطاء صوتين زائدين ليس بسبب التفضيل، السريان كشعب موجود له دور عبادة ولكن بالانتخابات المباشرة  لا يمكن الحصول على صوت واحد، هذا استكمال للحياة التوافقية الديمقراطية.

 

– تمّ تخصيص تسعة مقاعد للكرد وتسعة مقاعد للعرب وعفرين معروفة بأنها كردية بامتياز، هل هناك نسبة كبيرة للمكون العربي حتى تم تخصيص نسبة تسعة مقاعد لهم؟

أشاطرك الهواجس والتخوّف ولكن هذا السؤال يجب أن يُوجّه للإدارة الذاتية ومفوضيّة الانتخابات والمجلس التنفيذي في عفرين.

 

-هل لك أن تشرح لنا ما هو مؤتمر الشعوب الديمقراطية؟

هو مؤتمر لجميع الشعوب وهو الأساس كهيئة مشرفة على جميع مفاصل الإدارة الذاتية وضمان لجميع الشعوب.

 

– لو ننتقل إلى موضوع اللغة، ما هي اللغة الرسمية في فدرالية شمال سوريا؟

اللغات الرسمية في فدرالية شمال سوريا هي: الكردية، العربية، والسريانية.

 

– كيف سيكون شكل وخصوصية العلم الذي سيخصص لفدرالية شمال سوريا؟

بعد تثبيت مشروع فدرالية الشمال السوري بدعم من جميع أبناء الشعب الكردي والعربي والسرياني في الشمال السوري بالدستور السوري القادم سيُحدد لون وشكل العلم لفدرالية الشمال السوري.

 

-هل ستؤخذ الخصوصية الكردية بعين الاعتبار عند تشكيل العلم؟

إذا ثُبّتت الفدرالية  في الدستور السوري على أسس وقواعد قانونية ودستورية حافظة وضامنة للمكون والشعب الكردي الأصيل بكل خصوصياته، بالطبع هذه الضمانات الدستورية ستترجم بالعلم والحكومة الاتحادية وبالهيئة التشريعية الاتحادية وبجميع مؤسسات الدولة الاتحادية، وحتى بالعلم الاتحادي وليس علم فدرالية روجآفا، يهمنا تثبيت المشروع بالدستور السوري.

 

– ماذا عن النشيد الرسمي لفدرالية شمال سوريا؟

إذا تم إقرار وتثبيت فدرالية الشمال السوري التي يقودها الشعب الكردي، حتماً ستضمن كل حيثيات وجزئيات وأساسيات الحلم الكردي من نشيد، علم، مدارس، قوانين ومن الشخصية الكردية.

 

– بصراحة، هل سنشهد التنازل عن نشيد (هي رقيب)؟

(هي رقيب) موجود بفكر وأحاسيس كل كردي في جميع أنحاء كردستان سواءً كان في روجآفا، في باشور، في باكور، وفي روجهلات حتى عند المغتربين في أميركا وأوربا، لا يمكن التنازل عن أي خصوصيّة كرديّة طالما هدفنا هو تثبيتنا في الشرعية الدستورية.

 

– بأي لغة سيكون النشيد الرسمي للفدرالية؟

إذا تواجدت اللغات الثلاث حتماً، النشيد سيكون باللغة الكردية، لأن اللغة الكردية ستكون لغة أساسية على مستوى الدولة السورية الفدرالية وليس على مستوى فدرالية الشمال السوري، مجلس سوريا الديمقراطية يريد (سوريا الكل) كمشروع، أنت تتنازل عن الحق ضمن جغرافيا معيّنة.

المطالب الكردية يجب أن تُترجم على مستوى الدولة السورية الفدراليّة وليس على مستوى فدرالية الشمال السوري فقط.

 

دعنا نعرّج لملف العلاقات الكردية الكردية، المجلس الوطني الكردي المعارض للإدارة الذاتية رفض الاعتراف بتلك الإدارة ويرفض المشروع الفدرالي المطروح الآن ويتحدث عن مشروع فدرالي له (مشروع فدرالي لكردستان سوريا) كسياسي كيف تتابعون هذا الأمر وهل بالإمكان في هذه الأوقات التي تمر بها سوريا تحقيق مشروع باسم كردستان سوريا؟

لنأتي إلى موضوع الإدارة الذاتية، الكل يقول الإدارة الذاتية الديمقراطية، والمجلس الوطني يقول الإدارة الذاتية الديمقراطية البعيدة عن الشخصية الكردية، ولكن الطرف الآخر يقول الإدارة الكردية هذا يعتبر تناقضاً للمجلس الوطني الكردي، مشروع الفدرالية كان المشروع الأهم للمجلس الوطني الكردي، ولكن اختلافه ايديولوجياً مع جهة أخرى لا يعني نفيه للمشروع ولا يجب أن يعارض المشروع، المشروع الفدرالي هو حلم كل كردي وليس ملكاً للمجلس الوطني الكردي أو لـ (TEV-DEM)، ,وإنما هو ملك الشعب الكردي، وهذه مغالطة كبيرة جدا من المجلس الوطني الكردي، على سبيل المثال مجلس سوريا الديمقراطية يعقد ملتقى من أجل مناقشة الفدرالية مع المستقلين والمخالفين للمشروع، نحن كمجلس سوريا الديمقراطية نرى أنفسنا كسوريين ونسعى لتثبيت الفدرالية على مستوى سوريا، طلبنا لقاء المجلس الوطني الكردي والتقينا معهم ووجهنا دعوات لحضور الملتقى لدعم الفدرالية.

 

– ماذا عن الأحزاب التي هي خارج الأطر السياسية كالتقدمي مثلا، هل هناك حوارات بينكم لينضم إلى المشروع الفدرالي؟

بنظري كل الأحزاب الكردية داعمة للمشروع الفدرالي، وهذا الدعم من أيام تأسيس الحركة الكردية وليس بعد الإعلان عن المشروع، الفدرالية أو ما يشبه الفدرالية أو تطور اللفظ والكلمة الحالية للفدرالية حلم كل حزب كردي، والكل داعم بغضّ النظر عن الخلاف على المسميات، اللقاءات قائمة مع جميع الأحزاب السياسية لدعم المشروع، ونتعامل مع جميع الأحزاب على أساس إذا لم يكن هناك توافق سياسي فليس من الضرورة أن نكون مختلفين، سنعمل على النقاط المتفق عليها ونترك الخلافات جانباً.

 

– أنت تؤكد أن التقدمي داعم للمشروع الفدرالي؟

التقدمي وكل الأحزاب، طبعا التقدمي إذا أظهر دعمه للفدرالية على العلن فهذا شأن خاص به وبإعلانٍ رسمي، ولكن نَفَس التقدمي وشخصياته والعواطف والأحاسيس المبنية في الحزب التقدمي هي أحاسيس وطنية داعمة لأي مشروع وطني كردي.

 

 

– الجميع متّفق على رفض ونسف المشروع الفدرالي الذي تقدمونه الآن النظام السوري، المعارضة السورية، تركيا، والدول المجاورة لسوريا جميعهم يرفضون هذا النظام الفدرالي، برأيك كيف سينجح مشروعكم ويرفضه كل هؤلاء، وهل كسبتم ضمانات دولية بخصوص ذلك؟

يجب أن يسمع المعارض لمشروع الفدرالية من المكوّن الكردي إجابة هذا السؤال، صراع تركيا وإيران عميق منذ التاريخ، تركيا سنيّة وإيران شيعيّة لا يمكن أن تتفقا، وهذا الصراع بين الطرفين دمّر سوريا أرضاً وشعباً، الائتلاف، النظام، والفصائل الإرهابية صراع كلهم على السلطة ولا يقبل أحدهم الآخر، حتى الشعب العربي في سوريا مقسّم فكرياً.

تركيا وإيران كانتا موجودتان في 2003 في العراق ولكنهما قبلتا الفدراليّة في العراق وتُرجمت بالدستور العراقي في 2005، الائتلاف بكلّ أعضائه ومسمياته كان موجودا في 2005 و2003 وهذه الشخصيات فتحت منتديات في دمشق تحت أسماء ومناصرين للديمقراطية وقبلوا بالفدراليّة في العراق، ولكن هذا القبول كان على مضض، الكل يتصارع على السلطة ومختلف، في الداخل الصراع على السلطة، والقوى الإقليمية تتصارع على المصالح الطائفيّة، لكن الكل يخشى من تعاظم وتفعيل مشروع فدرالية الشمال السوري لأن القيادة كردية.

 

-هل لديكم ضمانات دوليّة بهذا الخصوص؟

السياسة لا تحتمل الصح والخطأ، الضمانات تأتي برؤيتك للواقع، التحالف أو التعامل الدولي مع الإدارة الذاتية بعد وقبل كوباني، تكثيف العلاقات العسكرية من قبل التحالف الدولي ازدادت في معركة الرقة والتي كان قد فعلّها بشكلٍ جدّي منذ معركة كوباني، اليوم الكل يتهم مجلس سوريا الديمقراطية بأنه مشروعٌ كردي وبقيادة كردية، وهذا المجلس أجرى أكثر من سبعة لقاءات على مستويات دوليّة عالية ابتداءاً من مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضدّ داعش والتعامل الدولي مع واقع روجآفا هو الضمان.

 

– ألا تعتقد بأنكم ستواجهون مشاكل سياسيّة وعسكرية بخصوص الإعلان عن الفدرالية، ما هي تجهيزاتكم من الناحية الدبلوماسية والعسكرية إن حدث شيءٌ من هذا القبيل؟

وضع الشعب الكردي في روجآفا الآن أقوى بكثير من جميع النواحي السياسية، العسكرية، الاقتصادية، والدعم الشعبي من وقت إعلان الإدارة الذاتيّة، كانت الجماعات الإرهابية أثناء إعلان الإدارة الذاتية على حدود الحسكة وسري كانيه ولم يكن التحالف الدولي داعماً لوحدات الحماية الكردية وكذلك أمريكا والاتحاد الأوربي، اليوم نحن أقوى بكثير.

 

-عسكريا قوات سوريا الديمقراطية باتت قاب قوسين أو أدنى من تحرير الرقة والتحالف الدولي بقيادة أمريكا متواجد في ساحة المعارك وقوات (قسد) تتبع سياسياً لمجلس سوريا الديمقراطيّة، حتى الآن لم تحصلوا على اعتراف سياسي، برأيك ما هو السبب المباشر وغير المباشر لعدم نيلكم هذا الاعتراف؟

في كل الأنظمة السياسية أو الفدراليات الناشئة حتى إذا تم الإعلان عنها، لا يأتي الاعتراف السياسي مباشرةً من المؤسسات العالمية أو الأمم المتحدة أو المنظمات العالميّة أو الدول الكبيرة، لكن ألا ترى يوميا على المواقع والإذاعات العالمية المرئية والمسموعة لقاءات مع مسؤولين كبار من الهيئة السياسية والرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية؟ ألم تسمع أن المجلس المدني للرقة هو أحد المجالس لسوريا الديمقراطية وتمّ اعتراف 73 دولة بالمجلس المدني للرقة قبل شهر وتقديم الدعم الكامل لمجلس سوريا الديمقراطية لتفعيل المجلس المدني للرقة وهو أحد مجالس مجلس سوريا الديمقراطية.

 

– كل المؤشرات تدل على أن أمريكا ستبقى في المنطقة لعقود، هل هناك وعود أمريكية للبقاء في مناطق الفدرالية كونكم ستعلنون عنها قريبا؟ 

هل سمعت بالتواجد الأمريكي خارج مناطق فدرالية روجآفا؟.

 

-هم موجودون في التنف؟

في التنف توجد غرفة موك، وهي قيادة فرنسية، بريطانية، أردنية، إماراتية، وأمريكية وتم تأسيسها منذ أكثر من سنة ونصف لقطع الطريق على التمدد الشيعي باتجاه الساحل السوري وليس تواجداً أمريكياً.

 

– سينعقد مؤتمر جنيف بخصوص إيجاد مخرج وحل للأزمة السورية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، ديمستورا دعا كل من هيئة التفاوض ومنصتي القاهرة وموسكو، أين أنتم من هذه المباحثات؟  

القرار الدولي (2254) أُصدر بناءً على اتفاق دولي في اجتماع فيينا أكتوبر 2015، وهو أول قرار دولي يؤسس لحلٍّ سياسي في سوريا، ومفاوضات جنيف منذ بدايتها وحتى وصولها لجولاتها الأخيرة، ليست إلّا  إضاعةً للوقت كما أنها ليست حلّاً للمشكلة السورية، الأزمة السورية يلزمها الكثير.

 

-هل نجحتم بالتفاهم والتحالف مع أقوى دولتين في العالم وهما مختلفتين حول الأزمة السورية؟

نعم نجحنا، وحدات الحماية الكردية في مناطق عفرين مع القوات الروسية وفي شرق وغرب الفرات مع الأمريكان، هذا دليل على نجاح سياسية مشروع الإدارة الذاتية ومشروع فدرالية روجآفا.

 

 بُثّ هذا الحوار على أثير إذاعة BuyerFM  ضمن برنامج “حوار مسؤول” والذي يقدّمه الإعلامي سيرالدين يوسف كل يوم أحد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

        

 

                       

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.