رؤى متباينة في الملتقى التشاوري لـ” MSD” بين قبول مشروع الفدرالية ورفضه

89

خاص Buyer

– إلهام أحمد: من يقول ماذا يفعل الكرد في الرقة، يسعى لتقسيم الأراضي السورية والتفريق بين أبناء الوطن السوري.

– حكم خلو: أنا لا أرى مبرراً لهواجس الإخوة العرب, لأن مشروعنا فدرالي على أساس جغرافي, ولأننا متعايشون منذ آلاف السنين.

– فهد دقوري: إياكم والتفرّد بالقرارات من جانب طيفٍ واحد أو طرفٍ سياسي واحد.. عليكم بإخوتكم الكرد من خارج الإدارة الذاتية.

فيصل العازل: الفدراليّة انفصال ولكن بمسمّى آخر.. 

تحت شعار (الفيدرالية هي الحل الأمثل والأنسب لتماسك سوريا أرضاً وشعباً) عقد مجلس سوريا الديمقراطية يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر آب في منتجع “بيلسان” بناحية عامودا في إقليم الجزيرة، ملتقىً تشاورياً، حضره أكثر من /200/ شخصية سياسية واجتماعية وعشائرية وأثنية ودينية وقوموية من معظم أحزاب ومكونات وشرائح إقليمي الجزيرة والفرات ومنبج والرقة.

وأَدارَ الملتقى كل من “إلهام أحمد” الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، العميد “حسام العواك” عضو اللجنة السياسية لمجلس سوريا الديمقراطية, “لينا بركات” عضو هيئة المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية، نصرالدين إبراهيم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، “يشوع كورية” رئيس حزب الاتحاد السرياني في سوريا.

وقرأت لينا بركات عضو هيئة المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية

بداية ورقة عمل الملتقى التشاوري، حيث بيّنت فيه محاور النقاش.

قرأت بعدها “إلهام أحمد” الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية كلمة المجلس التي أشارت فيها إلى أن «الخصوصية الأساسية للمعارضة أنها لم تكن مستقلة منذ البداية ولم يكن لها مشروع واستراتيجية وكان شعارها “يسقط النظام”, ولكنهم لم يكونوا قادرين على إسقاطه في أي منطقة سيطروا عليها».

منوّهة إلى أنه «إن دلّ هذا على شيء، فإنما يدلّ على انعدام هذا الحراك من مشروع سياسي قادر على ضبط الوضع ما بعد إسقاط النظام. هذه هي الحقيقة التي لا بدّ أن يعترف بها كل وطني».

وأوضحت أحمد في كلمتها إلى أن «تركيا وإيران والنظام ينادون بشعار وحدة الأراضي السورية أرضا وشعبا, ويتهمون القوى الأخرى بأنها انفصالية تسعى لتقسيم الأراضي السورية. علماً أننا كـ”مسد” في الأراضي التي نتواجد فيها حاليا، مكوناتها ساهمت ببناء إدارةٍ محلية قادرة على إدارة البلاد وتأمين العيش لأهالي المنطقة ولم تكن في يوم من الأيام إدارة أو مشروع مؤقت كما تدّعي بها العديد من القوى ومنها النظام».

كما اعتبرت أن «هذه الإدارة تأتي في مرحلة تاريخية, ونعتبرها خطوة إيجابية ومهمة كان من الضروري البدء بها لإنقاذ هذه المناطق من فوضى عارمة كانت ستتعرض لها. وهي بكل إمكاناتها لا يمكن إنكار دورها المهم ومسؤوليتها التاريخية, حيث استطاعت تنظيم قوات تدافع عن مكونات المنطقة, دون فرق وتمييز».

ورأت أحمد، «أن الاجتماع في هذه المناطق المحررة يعتبر خطوة تاريخية مهمّة، والنقاش بين بعضنا كسوريين دون إشراف خارجي والبحث عن ضمانات دولية, بدل الاجتماع في جنيف ومناطق خارج البلاد».

واختتمت “إلهام أحمد” الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية كلمتها بالقول: «من يقول ماذا يفعل الكرد في الرقة، يسعى لتقسيم الأراضي السورية والتفريق بين أبناء الوطن السوري».

من جهته رأى “نصرالدين إبراهيم” سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) في كلمته، أن «الحل الفدرالي يمكن اعتباره كمخرج واقعي ومسعف للوضع في سوريا ورغم أنها مرادفة للاتحادية، إلا أن ذلك لم يشفع لمتبنّي هذا الحل أمام المعارضة والقوى الإقليمية» على حد وصفه.

وأضاف إبراهيم: «أثبتت الفدرالية نجاحها ومدى قدرتها على جمع كل الأجزاء في جسمٍ واحد مع حفاظ كل جزء على خصوصيته، والتجارب الدولية كـ أميركا وألمانيا وسويسرا وحتى الإمارات العربية المتحدة، أثبتت مدى نجاحها في جمع كل المكونات في جسم واحد مع حفاظ كل جزء على خصوصيته».

مختتما مداخلته بالقول: «يجب ملاحظة أن بعض التجارب الفيدرالية المتعثرة في بعض الدول, والتي ربما يستند البعض على فشلها في رفض الفيدرالية, ناجمة بالأساس من تنصل حكومات هذه الدول من إقرار حقوق مكوناتها دستورياً, فما أن تستقر الأوضاع في بلد حديث العهد بالفيدرالية وتستعيد بعض القوى غير المؤمنة أصلاً بالتعايش المشترك والسلم الأهلي والمرتبطة بأجندات إقليمية طائفية أو قومية حتى تبداً بخلق أزمات مخالفة للدستور».

ورأى “محمد موسى” سكرتير حزب اليسار الكردي في سوريا في مداخلته أن «مجمل المشاريع لم تلامس القضايا الوطنية, وأننا بحاجة لبناء مشروع, والمشروع الفدرالي المقترح من قوى وجهات وممثلين بكل الأطياف نقدمه كـ أنموذجاً للحل وهو الذي يقدم الحلول الناجحة، وسنطبقه في مناطقنا شمال سوريا».

وقال “حكم خلو” رئيس المجلس التشريعي في مقاطعة الجزيرة في حديثه أثناء نقاش ورقة العمل أنه حتى لو رفض النظام والمعارضة مشروعنا، فإننا نرى أن سوريا ليست كما هي عليه قبل الثورة, وأن الدولة المركزية في أضعف حالاتها.

مشيراً إلى أنه «إذا كان الإخوة العرب لهم هذا الهاجس وهم الأكثرية في المجتمع السوري، فماذا سيكون موقفنا نحن الكرد بنسبتنا القليلة، الهواجس يجب أن تكون لدى الطرف الأقل عدداً, والذي هُمّش وأُقصي تاريخياً».

منوّها بالقول: «أنا لا أرى مبرراً لهذه الهواجس, لأن مشروعنا فدرالي على أساس جغرافي, ولأننا متعايشون منذ آلاف السنين».

وحول تصريحات رئيس إقليم كردستان “مسعود البرزاني” الأخيرة قال “خلو”: «كردستان كجغرافيا ليست وطن الكرد فقط وهذه حقيقة, لذا فإن أي مشروع صرف وقومي للكرد لن يكون ناجحاً, ويجب ألا ننطلق من عقلية الإقصاء، وبالتالي مشروع البارزاني مشروع عقلاني ويقطع الطريق على الهواجس ويؤسس لوطن تشاركي حقيقي عصري ونهضوي, يجب ألا تكون كردستان مشابهة للدولة القومية التركية والفارسية».

وفي السياق ذاته أكّد “عبدالسلام أحمد” القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي، أن موقف الرئيس البارزاني موقف صحيح, ونحن لن نعيد التجارب القومية, بل ونحن شهود على ما وصل إليه العراق وسوريا، الشعب الكردي منفتح وتعيش على أرض كردستان شعوب وملل وعلينا الاعتراف بهم, لأنه عامل قوة، حسب تعبيره.

ورأى “أحمد” أن تصريحات البارزاني الأخيرة حول تغيير  العلم والنشيد الكُرديين، «لا تعتبر تخلّياً عن الدولة القومية أبداً, لأنه من حق المكونات الأخرى أن تكون ذات سيادة. يجب بناء نظام يتعايش في ظله جميع المكونات, فالأوطان تتسع لجميع الألوان”.

من جانبه، اعتذر “عبدالكريم صاروخان” رئيس المجلس التنفيذي في مقاطعة الجزيرة، عن إكمال مداخلته في الملتقى التشاوري لمجلس سوريا الديمقراطية عندما طالبه الديوان بالتحدث باللغة العربية لأنه تحدّث بالكرديّة، وقال أن اليافطة المعلقة خلفي هي بثلاث لغات ومن حقي أن أتحدّث بلغتي الكردية.

وعن ماهية المشروع الفدرالي قال الكاتب والإعلامي  “طه خليل” إن «ما يميز هذا المشروع هو بعده عمّا يسمى بالضمانات الدولية وهذا الأمر سيكون سبب نجاحه، وأن ما يهم الدول الغربية ما هو إنشاء دول مستقرة، إذا أردنا أن نبتعد عن قصائد التعاسة يجب علينا أن نحترم بعضنا البعض».

وأضاف أن الشعب السوري متعدد الإثنيات والطوائف والمفروض علينا أن نحترم هذا التعدد ويجب على العرب والكرد والسريان والآشوريين أن يلتزموا بذلك. يجب ألا ننطلق من منطق الضعف ونقول نحن أخوة.

من جانبه تحفـّظ “فيصل العازل” المتحدث باسم مجلس قبيلة “طي” على مصطلح الفدرالية وقال أنها – أي الفدرالية – تحتاج الآن إلى تفاهمات دولية وموافقة الحكومة السورية, وليكن معلوم للجميع أن الحكومة ليست صاحبة هذا القرار, إنما تحتاج إلى دستور، لذا فإن هذا المشروع ناقص ولا يمكن تطبيقه.

ورأى العازل أن الفدراليّة «انفصال ولكن بسمّى آخر..»  منوّهاً في الوقت نفسه إلى أنهم مع الفدرالية إذا تمّ التوافق عليها وبدستور ونظام, أما غير ذلك فأظن أنه مشروع ناقص ولا يمكننا الدخول بمشروع ناقص، على حد وصفه.

بينما حذّر “فهد دقوري” عضو مجلس عشائر منطقة الجزيرة في مداخلته من التفرّد بالقرارات من جانب طيف واحد أو طرف سياسي واحد.

وقال: «أوجه كلامي إلى الأخوة في الإدارة الذاتية، عليكم بأخوتكم الكرد من خارج الإدارة الذاتية, ومطلوب منكم كطرف أقوى استيعاب إخوتكم وعدم تهميش أي طرف منهم».

وقال الناشط السياسي المستقل الدكتور محمد علي أن أي حراك في الداخل السوري لا ينفصل عن الأزمة السورية, وأنا شاهد عيان على الاستماع للرأي الآخر، وحضور كافة الطوائف والقوميات، صحيح أن هناك تحفظاً من قبل البعض إلا إن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، والبداية تكون صعبة دوما.

وعن موقف النظام السوري من الفدرالية ووصفها بالمزحة أو الكذبة قال علي:” برأيي أن النظام السوري لن يقدم حلولا للأزمة ومازال متمسّكاً بموقفه، وهو ماض في خطابه الخشبيّ المصرّ على شمولية ومركزيّة الدولة السوريّة، وأن كل مشروع مغاير لفكره بنظره ارتزاق”.

في حين قال العميد “حسام العواك” إن مشروع الملتقى كان عبارة عن فكرة لرأب الصدع بيننا وبين المكونات الأخرى, وتم تنفيذ الملتقى لمناقشة الأزمة وطرح المشروع الفدرالي.

مضيفاً: «نأمل أن يكون لنا اتصالات كبيرة مع الحضور بعد الانتهاء من الملتقى لتأسيس فدرالية حقيقية».

وبيّن “بشير سعدي” عضو اللجنة المركزية للمنظمة الديمقراطية الآثورية في سوريا  أنهم متفقون في الملتقى على العموميات، وسيناقشون التفاصيل. وأنهم منفتحون في المنظمة على فكرة الديمقراطية، ويؤكدون أنها من حق المؤتمر الوطني لسوريا العام القادم.. والحوار بالنسبة لهم كمنظمة أفضل من عدمه.

ووجه الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لفدرالية شمال سوريا منصور السلوم كلامه في الملتقى إلى معارضة الخارج بالقول “الكثير من المعارضين السفلة لا يعتبروننا بشراُ” .

كما شارك في المداخلات حول المحورين الأساسيين في الملتقى كل من: ثابت الجوهر  – مصطفى محو-  منير شيخي- ليلان جمال- بشير سعدي- فارس عثمان- كوفان كنعو – سعود صالح – محمد خير النجار – حسن جنكو – عبد السلام أحمد  – عبدالقادر موحد – زيور شيخو – وليدة بوطي – جوزيف لحدو-  موسى حنا عيسى – يشوع كورية – محمد شكري عثمان – لورين صبري – عبد القادر وتي – سلفيج الملا – داود داود –. محمد ضياء الدين تمر – الهام عمر – أكرم محشوش – فاضل موسى – نوشين بيجرماني – عبير عبود –  فريد سعدون –  علي سعدي – ملفان رسول – كرديار دريعي -.بشير ملا –  عبدالعزيز صالح داوود – سمير عيسى –

وأكدت الآراء بأن حل الأزمة السورية يكمن في الداخل السوري، وبأن المعارضة الخارجية لم تقدم أي شيء للشعب السوري سوى الدمار والخراب، وأن النظام ما يزال واهماً بأن زمام الأمور في البلاد بيده ومستمر بعقليته الإقصائية والأحادية الجانب وله يد في ما توصل إليه الشعب السوري حتى الآن.

وشددت النقاشات في مجملها على أن يتوحد الشعب السوري لردع المخاطر والتقسيم، كما رفضوا رفضاً قاطعاً أي تدخل خارجي في الشأن السوري.

وتمحورت نقاشات الملتقى في المحور الأول حول التدخلات الخارجية في الوضع السوري، وأبرزها التدخل التركي، واحتلاله لأجزاء من الأراضي السورية، والتشديد على ضرورة تكاتف كافة مكونات وأطياف المجتمع السوري لردع كافة المخاطر التي تستهدف الوطن السوري.

وحول المحور الثاني للملتقى والذي تمحور حول ماهية شكل ونظام الفدرالية، أوضح المجتمعون بأن الدولة القوموية والنظام القوموي لم يعد يلبي احتياجات المجتمعات وبشكل خاص المجتمع السوري الذي يتميز بموزاييك شعوبه، وأن الجغرافية السورية تحضن بداخلها شعوب تؤمن بالعيش المشترك وتحترم ثقافات وأعراق ولغات بعضهم البعض المتداخلة إدارياً وجغرافياً فيما بينها..

وشدد الحضور على أن تكون سوريا المستقبل لكل السوريين، تعددية لا مركزية. وبأن مشروع الفيدرالية الديمقراطية المطروح هو الحل الأمثل لصون كرامة كافة المكونات والأطياف وخاصة المرأة السورية. وبأنه ليس مشروع انفصالي بل هو مشروع يوحّد الشعوب ويحافظ على العيش المشترك.

ونوّه الحضور بأن جميع الاجتماعات التي عقدت في الخارج من أجل حل الأزمة السورية لم تطرح معاناة ومشاكل الشعب السوري، بل إن المجتمعين في تلك الاجتماعات ناقشوا مصالحهم وأهدافهم وسياساتهم التي يرغبون بتطبيقها في المنطقة.

وبين المجتمعون بأن سوريا تحمل ضمن جغرافيتها مناطق عيش مشتركة في الثقافات والأعراق واللغات ومتداخلة إدارياً  وجغرافياً فيما بينها، واليوم وبعد ما وصلت إليه سوريا من حال يرثى لها من تمزّق وتشرّد، فإنه من أهم عوامل نجاح أي مشروع هادف لتماسك الجغرافيا السورية لابد من توافر إرادة سياسية وإدارية يمكن الاعتماد عليها، وتكون جامعة لهذه الثقافات السورية المتنوعة قائمة على مبدأ العيش المشترك والمصير الواحد وتجعل من تماسك سوريا أرضاً وشعباً هدفاً أساسياً، ترفع  من شأن سوريا كدولة متعددة القوميات، سوريا جديدة  لكل السوريين في المحفل الدولي.

وأشار المجتمعون إلى أن الفيدرالية يجب أن تكون نظاماً سياسياً يؤكد المشاركة السياسية والاجتماعية في الإدارة، وذلك من خلال اتحاد طوعي بين شعوب متباينة في جغرافيا معينة، والنظام السياسي للفيدرالية يختلف من دستور إلى آخر ومن بلد لآخر، ويقوم النظام القانوني للفيدرالية على أسس قواعد دستورية واضحة تضمن العيش المشترك لمختلف القوميات والأديان والمذاهب والأطياف ضمن دولة واحدة تديرها المؤسسات الدستورية في دولة ما تبعاً للحالة والواقع.

———————-

متابعة- قادر عكيد

التعليقات مغلقة.