أفتّش عنك

44

د. راوية الشاعر

 

أفتش عنك في وطن العبرات

أنفض رائحة الصور عن صدر الأراجيح

أعد تجاعيد الحروف المالحة التي تزين حزنك الأشيب

أو تحليقك المكلل بالخسارات

أشمك بطريقة السفن التي تعانق وحشة الأمواج

كلما صفعها مد خائف

ألفك بغدر …

كما تفعل الأيام بمدننا النائمة

أرطب شفة القصيدة بإيقاعك الثري بالشجن

أدون تساقط العرق

كلما هتفت حدودك بالانكسار

كلما قدحت مسامة الشعر بالبكاء

أنام جوار شامتك الخجولة

لعل العدوى تفتك بجلدي الخالي من الرموز

أغرز قلبي في طينك

ليتني أنمو دون حسرة الثياب

فقط جذر حار يمتص العري والنكهات

أمدك بأسفي على خيانة الرب لمواعيدنا المؤجلة

اعتذر بشكل شمعة ارتكبت عمرها سخرية للنزف

أرتب لك شكوكي المدورة

التي لا تنفك تفتك باستقامة حاجتي

أعاند بك شهوة الكتابة

حين يلمسني سطرك التواق

حين يتحسسني طعنك

حين تغدو الخرائط أجسادا

تفرّ منها الحدود

ويخجل مفهوم الهدنة من حروبها الخرساء

أعيد لك شتاء وطني المندس في قطن رأسي

أرسم شماله الناعس على قرص عينيك

راكضة كــ طفولة متأخرة

وأعبد جنوبه الضاج بحيوية ذراعيك

وهي تحمل ما تبقى من ألوان خزانتي الغائبة

أواه

نحن كائنات ننجو بأفعالهم الميتة

ونموت بأفعالنا التي تثير رعب النجاة

 

نشرت هذه المادة في العدد (66) من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/8/2017

 

التعليقات مغلقة.