قـــمــر…
مها بكر
ما شكلُ القمر ..
قل لي عندما تغيب ..
وما طعمُ جذورك ..
و غرسة اللذة …
لاتتعفّن ,,
ولا ملحَ في قاع ِالوردة ..
وعناقيد الضوء ..
تتدلّى من أكمام ٍمعتمة …
لأعلى غمام ٍيلامسُ ثياباً ذهبية ً …
منشورة ًفي الليلِ على الملأ ..
نساها الغجرُ ..
وأهلي يروّضونَ الكرومَ على الرحيل ..
وهم يتذوّقونَ طعمَ الخمور ..
أيهما أبقى ..
نبيذُ القمح ..
أم النبيذُ الذي بلون القش ..
العسل لسعةُ جروحكَ والنحلُ كله نائمٌ في القفص ..
لأفتحَ عينيَّ الجاحظتين الصغيرتين ..
بينما كنتُ أظنُّ أنَ من بذور العنب حدقتيك ..
هشتين وهشتين ..
باردتين مثلَ ثلج ٍمنسيٍّ في القصيدة ..
ولاشمسَ من امرأة ٍلتلفحه ..
فألقي لكَ اليدَ قبلَ التحية …
الظلالُ …الظلالُ …
تغلّفُ سلال التين المجفّف على العربات ..
وعلى مهل ٍكنتُ أتدحرجُ مثلَ القطا..
يحوكُ بمنقار ِ الفراغ كرات َصوف ٍودوائر ..
ويلهو بهواء ٍ يشطرُ السياج بينَ الأفكار ..
وفي كل ِمرة ٍ..
وفي كل ِمرّة ..
تقفُ النارُ على الحواجز الخشبية …
ويحطُّ النسرُ على رأسي …
ويقسم ضفيرتي …
إلى ليل ٍونهار …
ما شكلُ يدكَ قل لي …
وأنتَ تصنعُ الخبزَ …
من الطين المشوي والترابَ وبقايا كتف ٍ..
نسيته امرأة ٌ في ذاكرتكَ ..
بينما كنتَ تصرُّ أن تُطلِقَ اسمَ النافذة ِعلى الأبواب …
و كنتُ أصقلُ نياشينَ سيفَ الدولة الحمداني بالعشب ..
وأطأطئُ أصابعي مع أغصان ٍ ونباتات ٍلي ..
أشاعوا أنَ لها طيائع الحرمل ..
لأنسى فتوحات الأسلاف في الأندلس ..
وأعتذر منها لتنسى الأرض البعيدة هناكَ ..
أنَّ تيجان الوهم ..
التي شيّدت قصورَ إشبيلية ..
لم تكن يوماً لأحد …
ما لونُ جلدكَ قل لي ..
وجسدٌ معدنٌ أليف حتى مع الماء ..
ولا تصدأ منه سوى آثار النساء تحتَ أظافركَ …
بينما تلمَسُ نهودهن بمذاق سطور ٍعارية ..
تخلو من الزنبق ِ..
والبخورِ …
وفاكهة الشوق ..
من رحيق ٍلا يكفي لتدوين ِتاريخ ٍيصعبُ عليه ..
أن يرفعَ كأسي ..
وتبقى التويجات …
ما لونُ حنينكَ لي ..
ورسائلي تبتعدُ وتبتعدُ عنكَ…
كما في تفسير الغيب ..
حتى تُثمرَ دونَ صحبة النهر …
وحتى تنحني الأشجار ..
مابينَ خط التماس بينَ الغوطتين الشرقيّة ِ والغربية …
لتقولَ زهرةٌ على صدر ِمغنية ٍ..
خلفَ جبل كوكب …
قبلَ الفجر ِ .. ..
وبعدَ الفجر ..
لا ينقصنا يا أيها الغريبُ شيءٌ ..
سوى وجودكَ
نشرت هذه المادة في العدد (66) من صحيفة “Buyerpress”
بتاريخ 15/8/2017
التعليقات مغلقة.