«بهجة قراءة النص الشعري وتداوله» لأمجد مجدوب رشيد: النقد ممارسة للإمتاع وتجل لمكامن الجمال في الإبداع

37

15m17

 

 

 

 

 

 

 

يصرّ الشاعر والناقد المغربي أمجد مجدوب رشيد على جعل مقارباته النقدية تلقيّاً وتأويلاً يستلذهما القارئ، ويبتهج برحلته معه في تفاصيل النص الشعري. لذلك، فإنه لا يفارق النص، ولا يُثقل على القارئ بكَمّ المصطلحات والمفاهيم والتنظيرات.
هذه الرؤية تجسّدت بالملموس في كتاب «بهجة قراءة النص الشعري وتداوله» الصادر حديثا ضمن منشورات «محترف الكتابة» بمدينة فاس، حيث يسعى مؤلفه أمجد إلى أن يكون النقد ممارسةً للإمتاع، ملاحظاً ـ في مقدمة الكتاب ـ أن النقد مارس هذه الوظيفة على مدى أزمان طويلة، وما زال يقدّم لمؤسسة الأدب خدمات جلّى. إنه نافذة يطل منها القارئ نحو النص بعد أن يجعله القارئ /الناقد ساحة مقروءة فيها تبرز مكامن الجمال وعناصر الإبداع وصور السحر، بل مواقع العبقرية ودلالات النبوغ. إن القارئ/الناقد، النابه هو الذي يكشف للآخرين جوانب من الفتنة الجمالية ويساعدهم على الاقتراب من النص اقترابا فكريا وفنيا… دون أن يغفل القراءات المتعددة والمتناسلة لقراءة متعاقبين للنص الواحد كل واحد منهم يمارس تلك الوظيفة الإمتاعية للنقد من أجل النص ولجماليته.
المقاربات التي يضمّها الكتاب مقالات لأمجد مجدوب رشيد، نشر أغلبها بصحف عربية دولية  وبصحف مغربية كـ«العلم» (بملحقها الثقافي) و«الخبر» و«أخبار اليوم»… ويجمع بينها في هذا الكتاب كثير من الوشائج. ولعل تمركزها حول النص الشعري، وبهاجس قراءة تأويلية، منفتحة أولى تلك التقاطعات، فضلا على كون اشتراك النصوص الشعرية التي تناولها الكاتب في عدد غير قليل من السمات الفنية والفكرية والجمالية. وفي هذا الإطار، يبرز ـ مثلا ـ الخط الصوفي الذي سلكه كل من الشاعرة أمينة المريني والشاعر أحمد مفدي والشاعر عبد العزيز المقالح والشاعر جمال بوطيب ونصوص ديوان مدح خير البرية (ص) وغير ذلك من الوشائج كرمز «الكأس» مثلا.
يضم القسم الأول الذي يحمل عنوان «بهجة القراءة والتأويل» تأملات وقراءات ومقاربات تأويلية في دواوين شعرية لأسماء شعرية متميزة على رأسها ديوان «الفروسية» للشاعر الرائد المرحوم أحمد المجاطي، وفي هذا القسم تعرض المؤلف لعدد من الظواهر الشعرية والمكونات الفنية والمعنوية منها: العتبات والمؤشرات الخارجية، معمار النص الشعري، التناص، الرمز الشعري وخاصة رمز الكأس، العشق الصوفي والكشف، الأبعاد الذاتية والاجتماعية، اللغة الشعرية والمعجم والصورة الشعرية، تجليات المكان.
وتناول في القسم الثاني المعنون بـ«بهجة القراءة والحوار النقدي» رؤى نقدية لكل من الناقد نجيب العوفي والباحث محمد الديهاجي، حيث تناولنا جملة من القضايا كالمفاهيم النقدية والمصطلح النقدي، ومقومات النص الشعري، والشاعر وقراءة الشعر.
وخصص القسم الثالث الموسوم بـ«بهجة القراءة والتداول» لتداول النص الشعري لدى الجمهور والمؤسسات والمرافق الاجتماعية وفي مواقع التواصل والتفاعل الاجتماعي الإلكترونية («الفيسبوك» نموذجاً)، فأورد عددا من النصوص الشعرية المتداولة على هذا الموقع، إلى جانب آراء ثلة من الشعراء والباحثين في تداول النص الشعري على «الفيسبوك» ومن خلاله.

الطاهر الطويل/ عن القدس العربي

التعليقات مغلقة.