انطلاق معركة الرقة الكبرى دون وضع سقف زمني لإنهائها

48

Buyerpress

قال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الثلاثاء إن معركة طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة ستكون طويلة، جاء ذلك بعد دخول قوات سوريا الديمقراطية المدينة وإعلانها “المعركة الكبرى لتحريرها”.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف تقوده وحدات حماية الشعب الكردي، قد ضربت حصارا على المدينة من الجهات الشمالية والغربية والشرقية، فيما تركت الجهة الجنوبية، الأمر الذي استفز روسيا التي اعتبرت الخطوة مرتبطة باتفاق مع التنظيم الجهادي لخروج عناصره من المدينة صوب ريف حلب، وربما هذا ما دفع الجيش السوري إلى التحرك الثلاثاء نحو محافظة الرقة والسيطرة على قريتي خربة محسن وخربة السبع داخلها.

وأوضح المتحدث باسم التحالف الدولي ستيفن تاونسند في بيان أن “معركة الرقة ستكون طويلة وصعبة لكنها ستشكل ضربة حاسمة لفكرة الخلافة المتمثلة في تنظيم الدولة الإسلامية”، مؤكدا أن التحالف سيواصل دعمه لقوات سوريا الديمقراطية.

وأثبتت قوات سوريا الديمقراطية منذ تأسيسها في أكتوبر 2015 فعاليتها في قتال تنظيم داعش، وتمكّنت بدعم من التحالف الدولي من طرده من مناطق واسعة في شمال سوريا قبل إعلانها حملة “غضب الفرات” ضده في الرقة.

واعتبر تاونسند أنه “سيكون من الصعب إقناع مجندين جدد” أن تنظيم الدولة يعد “قضية رابحة” فيما هو يخسر “عاصمتيه في العراق وسوريا” في إشارة إلى الرقة ومدينة الموصل العراقية.

وتشن القوات العراقية بدعم من البيشمركة الكردية والحشد الشعبي وبغطاء جوي من التحالف منذ أشهر عملية عسكرية في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى المحاذية للحدود السورية.

ويأمل التحالف الدولي في إنهاء وجود التنظيم بالمدينتين قبل موفى العام الجاري، ولكن يبقى ذلك رهين اعتبارات سياسية وعسكرية.

ودخلت قوات سوريا الديمقراطية، الثلاثاء إلى مدينة الرقة من الجهة الشرقية بعد وقت قصير على إعلانها “المعركة الكبرى لتحرير” المدينة.

وقال العميد طلال سلو المتحدث باسم القوات إن العملية بدأت الاثنين وإن المعركة “ستكون قوية لأن داعش سيستميت للدفاع عن عاصمته المزعومة”، نافيا وجود سقف زمني لإنهائها.

ويوفر التحالف الدولي دعما جويا ولوجستيا كبيرا، فضلا عن وجود المئات من المستشارين على الأرض يتولون توجيه القوات السورية.

وأوضح سلو من منطقة مزرعة الحكومية، التي تبعد عشرة كيلومترات إلى شمالي الرقة “التحالف له دور كبير جدا لنجاح العمليات. إضافة إلى الطيران هناك قوات تابعة للتحالف تعمل جنبا إلى جنب مع قوات سوريا الديمقراطية”.

ويعتقد التحالف بوجود ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف من مقاتلي التنظيم المتشدد بالرقة حيث أقاموا دفاعات لمواجهة الهجوم المتوقع. وتبعد المدينة نحو 90 كيلومترا عن الحدود مع تركيا.

والثلاثاء أكدت الولايات المتحدة بدء توزيع السلاح على وحدات حماية الشعب الكردية للمساعدة في هجوم الرقة في إطار خطة أثارت غضب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تشعر بالقلق من تنامي النفوذ الكردي في شمال سوريا.

ورغم حرص المسؤولين الأميركيين في الأيام الأخيرة على تقديم تطمينات للجانب التركي بأن الأسلحة المقدمة للوحدات، أو تولي الأخيرة قيادة العملية البرية في الرقة لا تستهدف أمن تركيا القومي، بيد أن ذلك لم يخفف من هواجس أنقرة.

وجدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الثلاثاء التأكيد على أن بلاده سترد على الفور إذا مثلت عملية الرقة تهديدا لأراضيها.

وأضاف متحدثا أمام نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم أن تركيا تتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد شدد في كلمة ألقاها السبت، أن بلاده في حال تعرضها لأي تهديد من شمالي سوريا، ستتصرف وتتحرك بنفسها دون بحث الأمر مع أحد للرد على هذا التهديد، على غرار ما فعلته في عملية “درع الفرات”.

وبدأت عملية درع الفرات في 24 أغسطس الماضي، بدعوى قتال تنظيم داعش، بيد أن الهدف الأساسي كان تحجيم النفوذ الكردي، وبعد أشهر من المعارك اضطرت أنقرة إلى الإعلان في 29 مارس الماضي، انتهاء العملية، وسط تحليلات تقول إن الولايات المتحدة وروسيا فرضتا هذا الخيار على أنقرة.

وقال أردوغان إن بلاده وصلت بعد لقاءات أجرتها مع روسيا والولايات المتحدة إلى مرحلة ستجعلها تراقب بنفسها تطورات الأوضاع شمالي سوريا.

ومن شأن تحرير مدينة الرقة أن ترفع من أسهم الوحدات الكردية وتعزز نفوذها في شمال سوريا الذي يبدأ من ريف حلب ويصل إلى محافظة الحسكة الحدودية مع العراق.

ورغم التعهدات الأميركية بأن تنسحب الوحدات من الرقة فور طرد تنظيم داعش، بيد أن محللين يشككون في الأمر، وهذا بالتأكيد يلقي بالمزيد من الظلال القاتمة على العلاقة بين واشنطن وأنقرة.

ولا تبدو تركيا الوحيدة القلقة من عملية الرقة، فهناك إيران التي تخشى من أن يقود طرد التنظيم الجهادي من المدينة إلى المزيد من تسليط الضوء عليها في سوريا.

وهناك اليوم سباق محموم للسيطرة على الحدود العراقية السورية التي تشكل طريق الإمداد الرئيسي للميليشيات الإيرانية في سوريا. فالتوازي مع التقدم الذي تحرزه القوات النظامية السورية وتلك الميليشيات صوب الشرق السوري، تسارع قوات الحشد الشعبي العراقي للسيطرة على البلدات والقرى العراقية الحدودية مع سوريا.

وفي مقابل ذلك تعمل الولايات المتحدة على تجميع الفصائل في سوريا لمعركة الشرق التي يعتقد على نطاق واسع أنها ستلي عملية الرقة إن لم تكن متزامنة معها.

العرب اللندنية

التعليقات مغلقة.