المسرح الكردي في روجآفا بين الواقع والمأمول..
خاص Buyerpress
يقال في أهمية فن المسرح الذي يعرف بأبو الفنون, أنه يعكس الواقع، ويمثل بعض القضايا في المجتمع في محاولة لعرض الحلول لها. ولا يخفى ما يسهم به في عملية التثقيف والتوعية لتناوله الأمور التي تمس الأنماط الحياتية لأفراد المجتمع, ناهيك عن كون المسرح يحقق نوعاً من التسلية والترفيه ويبعث نوعاً من الراحة ويخفف من ضغوطات الحياتية.
فكان العرض المسرحي الكردي الأول عام 1905في مدينة أربيل, بحسب المعلومات الواردة في جريدة أنباء كردستان الطبعة الأولى والناطقة باللغة الإنكليزية.
أما عن نشأة المسرح الكردي في سوريا، أكد عبدالرحمن ابراهيم الكاتب المسرحي, بأنه بدأ نشاطه وتجسيد على الخشبة في السبعينيات من القرن الماضي، من خلال فرق فنية – فلكلورية أدارها ونشط فيها أشخاص مليؤون بالشجاعة والثقةِ والابداع.
ويقول ابراهيم :”في الثمانينيات كانت العروض محصورة بالعيد القومي, (عيد نوروز) وتركزت نصوصها على الأساطير والقصص الفلكلورية الكردية دون معالجة درامية أو فنية. أو تناولت و بكثرة الصراع الذي كان قائماً بين الآغا والفلاح”
وتابع ابراهيم:” ثم ركزت العروض بعد ذلك على السكيتشات القصيرة المستوحاة من النكت الشعبية والقصص الكوميدية والتي تفتقر كل الافتقار للبنية الدرامية للنص المسرحي. فلا حبكة للنص ولا إيقاع ولا إخراج أي بشكل تهريجي وفوضوي لا يمت للمسرح بصلة “.
ومع بداية التسعينيات بدأت بعض العروض بالظهور كانت تبشر بإمكانية تأسيس خصوصية للمسرح الكردي في سورية ولكن سرعان ما توقفت هذه العروض, وعول ابراهيم أسباب تأخر المسرح الكردي عن القطار المسرحي الذي مر منذ قرون في بلدان العالم لعدة عوامل منها موضوعية و أخرى ذاتية
محدداً الذاتية منها بـ:
1- انحسار العمل المسرحي داخل الفرق الفلكلورية “الحزبية”.
2- عدم ظهور فرق خاصة بالمسرح .
3- عدم قيام ورشات للتأهيل المسرحي على المستوى المحلي بأقل تقدير.
4- عدم الاستمرارية (للكادر المسرحي ) .
5- بقاء أكثرية المبدعين الكرد في المسرح العربي دون لفتة منهم إلى المسرح الكردي .
6- عدم بروز كتّاب مسرحيين على شاكلة الشعراء وكاتبي القصة إلا القليل.
فرقة (şano) :
تعتبر فرقة شانو التي تأسست في 1/2/2014 إحدى الفرق التي تميزت بعروضها المسرحية المميزة , إذ تهتم بتنمية مواهب الصغيرة والشابة, حيث أوضح ابراهيم القائم على ادارتها:” أن (فرقة المسرح – koma şano) فرقة مسرحية تعتمد بالدرجة الأولى على تنمية مواهب الأطفال والشباب المسرحية كما ونولي الاهتمام بباقي الفنون كالرقص والموسيقى, وتمارس نشاطها في مقرات منظمات المجتمع المدني وفي الأحياء، كوننا لم نكن نملك مكاناً خاصاً بنا”.
وتابع :” الفرقة تعرض عروضها المسرحية باللغتين الكردية والعربية ، وتضم أكثر من 50 طالباً و طالبة، وبعد انتهاء العام الدراسي وبدء العطلة الصيفية سيتم فتح ورشات جديدة لإعداد الممثل خاصة بالأطفال.
وايماناً مني بدور المسرح في التأثير على المجتمع وتطويره نحو الافضل, ولقلة الكوادر المختصة في هذا المجال أرتأينا بضرورة افتتاح مركزاً للتأهيل المسرحي وبإمكانياتنا الذاتية, للأهداف نفسها التي أسسنا لأجلها فرقة شانو والتي يمكن تحديدها”:
– ” جذب أكبر قدر ممكن من الأطفال والشباب بغية تنمية مواهبهم وتشجيعها، ومن ثم متابعتها.
– تشجيع الأطفال والشباب من كلا الجنسين على التذوق الفني عامةً والمسرحي خاصة
– استثمار أوقات الفراغ عند الطفل وتنمية مواهبه الفنية وتسخيرها في المسرح بغية إبعاده عن ثقافة العنف وعن أجواء القلق والخوف.
– تشجيعهم على روح التعاون والمحبة والمشاركة الجماعية في إقامة عروض مسرحية، والمشاركة في ورشات العمل الجماعي.
– زرع روح المحبة والسلام والتسامح بدلاً من ثقافة العنف والانتقام والقتل والتمييز، ومحاربة السلوكيات والعادات الغير سوية مثل (الخوف ـ العنف ـ القلق ـ عدم الثقة بالنفس– الانجرار خلف إغراءات السلاح والتسلح) من خلال عروض مسرحية موجهة وملتزمة بقيم التسامح والمحبة
– الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور بغية إيصال رسالة المسرح السامية”.
هذه المحاولات الفردية التي تحاول النهوض بالمسرح الكردي اليوم تفرض الاهتمام بفن المسرح بشيء أكثر جدية من قبل تلك الجهات التي يقع على عاتقها أمور الفن والأدب والثقافة إيلاء هذه المشاريع الدعم والتشجيع دون قيود وشروط ليحقق المسرح ما يسعى إليه من أهداف إن كانت تربوية أو أخلاقية أوحتى السياسية و الساعي لتوفير حلول لمشكلات المجتمع.
التعليقات مغلقة.