كلش في حديثٍ لـ Buyer: وقف إطلاق النار لن يُفشل المخطط الأميركي في المنطقة

61

 

Buyerpress

أوضح الناشط السياسي المستقل “سراج كلش” أن اتفاق الآستانة الأخير، ليس له أية علاقة بإنشاء مناطق آمنة.

لافتاً إلى أن قرار وقف إطلاق النار في المناطق السورية، لن يُفشل المخطط الأميركي ضمن المناطق الواقعة على الحدود العراقية السورية.

==========

وفيما يأتي نص القاء كاملاً:

تؤكد التسريبات أن هناك اتفاق روسي تركي, وقصف قره جوخ كانت صفقة تركية روسيّة لعرقلة حملة الرقّة. ما هو تقييمك للموضوع؟

قبل اندلاع الثورة السورية كانت تركيا تعيش طفرة اقتصادية وانفتاحا سياسيا أكسبها علاقات جيدة مع الكثير من دول العالم شرقا وغربا وتراجعا في مستوى الصراع السياسي الداخلي واستطاعت حكومة حزب العدالة والتنمية أن تتوصل إلى وقف لإطلاق النار والدخول في عملية سلام مع حزب العمال الكردستاني ( PKK) مما ساهم في استقرارها سياسيا واقتصاديا.

إلا أن اندلاع الثورة السورية قلبت الموازين وكان لها تأثيرها على جارتها تركيا فقد اضطرت لاستقبال أكثر من ثلاثة مليون لاجئ ودخول حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” بقوة كلاعب أساسي في الصراع وسيطرته على كامل منطقة روجآفا تقريبا وإقامة إدارة ذاتية لثلاث مناطق بنظام الكانتونات وشكلت قوة عسكرية لا يستهان بها استطاعت أن تهزم داعش مما لفت إليها الانظار وخصوصا الولايات المتحدة الامريكية التي سارعت مع حلفاءها الأوربيين بدعم الـ YPG الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي.

احتلال داعش أكثر من ثلث مساحة سورية واتهام حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان بدعمها وتوفير الحاضنة لها، وإعلان أردوغان تأييده للثورة ومطالبته لبشار الأسد الرضوخ لمطالب الشعب. كل هذا ساهم في نشوء أزمة سياسية واقتصادية في تركيا وصلت إلى حد حصول انقلاب عسكري ورغم فشل الانقلاب إلا أنه رفع الغطاء عن عمق الأزمة التي تعاني منها الحكومة التركية وزعيمها ووصل بها الحال إلى رفع الحصانة عن عدد من أعضاء البرلمان واعتقالهم وجلّهم من حزب ( HDP ) المعارض، والجفاء في علاقتها مع الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوربي بسبب مواقف حكومة العدالة والتنمية من الأزمة السورية، دفع بتركية إلى القيام بعمل يعيد إليها ماء وجهها وهيبتها أمام شعبها والقول لمن لهم اليد الطولى في الأزمة السورية أني ما زلت قوية وأملك أوراقا أستطيع اللعب بها وقتما أشاء ولن أقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري وخصوصا قيام كيان كردي في شمال سورية.

كل هذه الأسباب مجتمعة هي التي دفعت الحكومة التركية لقصف قره جوخ ولا أعتقد أنه اتفاق روسي تركي لعرقلة حملة الرقة بقدر ما هو تحذير من حصول الكرد على حقوقهم ولو في الحد الأدنى.

-تشير التسريبات أن اتفاق آستانة المعلن ومنها السرّي هو تهيئة مناطق آمنة في الداخل السوري منها إدلب وشمال حماة وحمص, دمشق ودرعا, ولن تكون مناطق روجآفا ضمن المناطق الآمنة. ألا ترى أنها جائزة مقدّمة لتركيا، ماهي الأسباب برأيك؟

ما جرى من اتفاق في الآستانة باعتقادي ليس له أية علاقة بمسألة إنشاء مناطق آمنة بقدر ما هو تقاسم للنفوذ على المناطق من قبل الاطراف المتصارعة. أما منطقة روجآفا فهي تعتبر آمنة ومستقرة نسبيا وبالمقارنة مع باقي المناطق ومن الواضح أن الولايات المتحدة الامريكية قد أخضعت المنطقة لنفوذها من خلال دعمها العسكري لقوات سورية الديمقراطية وبالتالي أصبحت المنطقة خارج أي اتفاقات تُبرم بخصوص ما يسمى مناطق آمنة في آستانة أو أي مكان آخر.

-الهدف الرئيسيّ من عملية وقف إطلاق النار هو إفشال المخطط الأمريكي, لعرقلة الأخير من السيطرة على الحدود السوريّة العراقيّة، وعدم تمكّنه من الوصول إلى حدود قوّات سوريا الديمقراطية. إلى أي مدى سينجح هذا  المخطّط؟

بتصوري ما تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية من الصعب إفشاله بمجرد وقف لإطلاق النار. الأمريكان يسيطرون عمليا وعلى أرض الواقع على الحدود العراقية السورية من معبر تل كوجر وصولا إلى معبر سيمالكا وهم متواجدون بقوة في إقليم كردستان العراق وهذا يعطيها ما يكفي للوصول إلى قوات سوريا الديمقراطية و إيصال الامدادات العسكرية والمساندة وبالتالي وبرأيي المتواضع لن تؤثر عملية وقف إطلاق النار على سير المخطط الامريكي لمنطقة نفوذها على الأقل في المدى المنظور.

-تشير بعض التسريبات أيضاَ ان الاتفاق الروسي التركي يقضي بوجوب تعامل القوات التركيّة مع قوات النظام، وهناك تسريبات بأن تركيا أبدت موافقتها لروسيا على دخول جيش النظام والسيطرة على مناطق روجآفا. ما هو مصير المنطقة سياسيّا وعسكريّاً – برأيك –  إن حدث ذلك؟

أنا أرى تناقضات واضحة فيما سرب من معلومات حول الاتفاق الروسي التركي. فحيناً تركيا تدعم قوات المعارضة للسيطرة على بعض المناطق لمنع وصول قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا إليها. وناحية أخرى بعض التسريبات تقول أن تركيا اتفقت مع روسيا بوجوب تعامل قواتها مع قوات النظام السوري وأبدت موافقتها لروسيا على دخول جيش النظام والسيطرة على مناطق روجآفا، علماً بأنه لا يخفى على أحد أن النظام يتواجد بقوة في مناطق عدة من روجآفا وشمال سوريا وبالخصوص في قامشلو وحسيجة ولذلك لا يحتاج النظام إلى موافقة تركيا للدخول إلى روجآفا أو أي منطقة يريدها وحلب مثال ساطع على ذلك … ربما ستحتاج لموافقة دونالد ترامب.

و بالنسبة لمصير المنطقة لن يحدث أي تصادم عسكريّ لأن الفرقاء متفقين سياسيا وهذا واضح لمن يفقه  “آ ، ب” السياسة .

إعداد- غرفة أخبار Buyer

التعليقات مغلقة.