دور الشباب في الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة/ د. حسين عزام
يُعتبر الشباب في أي بلد عمادمستقبل الأمّة، فهم القوة الكامنة التي إذا استُغِلّتْ الاستغلال الأمثل سيعود الناتج بالخير على الوطن بأكمله، فالدولة والمجتمع شريكان بعمليّة التّنمية، والتي من أبرز عوامل نجاحهما المورد البشري الذي يعتبر الشبابالفاعل الأوّل فيهما، لأنَّهم يشكّلون الشريحة الأكبر في المجتمع ومحرّكه السّياسي، ومع ما تشهده مجتمعاتنا المعاصرة من ثورات و تحوّلات سياسيّة فإنّ الشباب هم المحرّك الأول كقوّة متجدّدة فاعلة ومؤثّرة في الخريطة السياسيّة على ممارسات الحكومات،إنّ تلك القوة تضعنا أمام رهانات متعدّدة تستدعي التّفكير بضرورة إشراك الشباب في عمليّة التّنمية والنّهوض بالوطن ومكانته.
إنّإبراز خصوصيّة العلاقة بين موقع الشباب ضمن مؤسّسات المجتمع المدني والتّنمية تبرز فيأهميّة دور تلك المؤسّسات في تأهيل القيادات الشابّة في شتّى المجالات وإزكاء الشعور بالإنتماء الوطني وإرساء قيم الديمقراطيّة واحترام حقوق الإنسان ومن ثمّالعمل علىإدماجهم في مسارات التّنمية الشاملة.ان الشروط الضامنة لريادة الشباب في مؤسّسات المجتمع المدني تتمثّل في تشجيعهم وإعطائهم الفرصة في التّعبير عن تطلّعاتهم وآرائهم والدفع بهم نحو القيام بمبادرات تنموية فاعلة مع التّأكيد على ضرورة إدماجهم في مشاريع التّغيير والإصلاح إلى جانب رفع مستوى مشاركتهم في قيادة تلك المشاريع, والعمل على استبعاد نظريّات الإقصاء والتهميش لهم, وتعزيز استقلاليّة الانتماء والمواطنة.
على الشباب أنفسهم أن يبادروا إلى إطلاق المبادرات والمشاريع وأن يكونوا مؤثّرين وفاعلين في المجتمع ومشاركين في المشاريع التّنموية المختلفة، لذا فإنّ دور الشباب في مشروع الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة يتمثّل في الاتّجاهات التّالية:
– المشاركة في البناء والقيادة والتخطيط والإدارة والتّطوير الداخلي للمشروع ليبقى حداثياً معاصراً قادراً على الفعل وابتكار وسائل وأساليب القيادة.
– التّفاعل مع المحيط والتأثر والتّأثير به فيما يعرف بالمعاصرة والتّجدد الحضاري المتطلّع إلى واقعٍ أفضل والذي لا تُقعِدُه التّحديات.
– الاستمرار في النّهوض بالمشروع ومواجهة أية كبوة, وتقديم التّضحيات في سبيل إنجاحه, وتحمّل تبعيّات المواجهة.
خلاصة القولإنّ نجاح التّنمية في أي وطن مرهونٌبانخراط الشباب بكل انتمائاتهم وشرائحهم باعتماد المنهجيّة الديمقراطيّة التشاركية وإن أي تهميش وإغفال لهذه القوّة الجديدة الفاعلة في حاضر التّنمية هو انتكاسٌ في مستقبلها.
التعليقات مغلقة.