نبض الشارع الكردي

154
نيرودا عيسى
نيرودا عيسى

تعيشُ الساحةُ الكرديةُ أزمةً خطيرةً للغاية، فالخلافاتُ الكردية – الكردية بدأت تطفو على السطح وبشكلٍ بارز، والصراع يبدو واضحاً وجلياً أكثر وأكثر على المستوى الكردي في سوريا وخاصة بعد الاحداث المؤسفة بين بيشمركة روج وقوات حماية شنكال.هذه الحالة ستؤثر بشكل كارثي على المجتمع الكردي, فبغض النظر عن أعداء دولة كردستان الذين لا يتوانون عن إثارة الفتن بين أبناء القومية الواحدة، هناك مع الاسف داخل البيت الكردي جهل سياسي ومصالح شخصية وحزبية تحاول أن تزيد من الفتنة لاكتساب مصالح ذاتية متناسين أن النار ستصلهم جميعا فالبنهاية الذي سيدفع الضريبة الحقيقية هو الشعب الكردي.

 فالشعب الكردي ذاق الويلات وأبشع الجرائم على يد أعدائهم ومن الإنصاف الاهتمام بهذا الشعب الذي أصبح ضحية تخاذل المجتمع الدولي، وضاعت حقوقه القومية في متاهات المصالح ومتاهات وخلافات الأحزاب الكردية.

بداية وبناء على ما سبق ضرورة الحوار الكردي الكردي ولكن وكما هو معلوم حقا فإن أي حوار بدون مقومات وضوابط معينة لن يفي بالغرض المرجو منه، فعند إجراء مراجعة لما يحدث حولنا وخصوصا في وقتنا الراهن يمكن لنا عندها أن تلّمس أهمية هذه المفردة والتي تعتبر بمعانيها مفتاح حل لواقع لطالمايزداد المتذمرون منه يوما بعد يوم مقارنة مع المتأملين به, وإذا شَخَّصنا الحالة الكردية السورية بكل موضوعية، نرى أن المنطقة مقبلة على أيامٍ ربما تكون هي الأسوأ إن بقي الوضع كما هو عليه الآن، والجميع يتحمل مسؤولية تردي الأوضاع وضياع الحقوق، فالمتابع لسير الأحداث يشاهد بأم عينه التصرفات اللامسؤولة والهفوات والعثرات، وأحياناً الأخطاء التاريخية الكارثية من قبل قيادات الحركة الكردية. هل من حلولٍ ممكنةٍ في ظل الظروف الراهنة ؟

الحل برأينا هو العودة إلى الاتفاقات التي رعاها الرئيس مسعود البارزاني “هولير،1 هولير 2، دهوك” لذا على الكل الرجوع الى تلك الاتفاقات ودعمها وتقويتها كأولوية المهام والعودة للتفاهم من خلالهم. ثانيا يجب العمل مجدداً على تفعيل مرجعية سياسية مستقلة تعمل في الداخل، وتتكون من شخصياتٍ وطنيةٍ مستقلة يشهد لها الشارع الكردي، تتمثل مهمتها في التنسيق بين الكتل والأحزاب والتنظيمات السياسية، ومعالجة الخلافات بالطرق التي تراها مناسبة، ومحاولة التقريب بين وجهات النظر، والعمل معاً على إعادة ترتيب البيت الكردي على أسس الديمقراطية والتشاركية تتواجد جميع الأطياف السياسية الكردية وبدون استثناء؛ ويكون ملفها الوحيد هو المستقبل الكردي على طاولة حوار داخلي حر وعادل، وتحديد الأولويات التي ينبغي العمل على إنجازها بسرعة حتى لا تنقطع سُبُلَ الحل ويحصل مالا تُحْمَدُ عُقْباه. وإن أي تفاهمٍ ينبغي أن يسبقه اعتراف بالخطأ والتوجه نحو المصالحة والتخلي عن المآرب الشخصية، لأنه دون مصافحة وتصالح حقيقي بين جميع التنظيمات السياسية لا يمكن بناء أي مشروع مستقبلي ذات جدوى, أما الشعب والذي يتم تمثيله حزبياً وما يتم الحوار عليه والذي يفترض أن يكون الحكم الأبرز على من يمثلونه في أي اتفاق فلديه وكما السابق رغبة جامحة في إنجاز أي اتفاق تاريخي يوحده أكثر ويقطع الطريق على البعض من المتملقين باسمه والذين لطالما وضعوا معظم أعمالهم السابقة في خدمة أعداء هذا الشعب محاولين إقناع جزء منه بتأويلات وأسس غير موثقة وغير حقيقية, وذلك من خلال اعتماد الإعلان عن نتائج الاتفاق من قبل الأطراف الراعية بوجود الطرفين مستمعين وليس العكس وبعد الإعلان يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورها الجوهري محاولة في المرحلة الأولى بعرض النتائج للشعب على لسان الطرفين المتفقين ولسان الأطراف الراعية لتحقيق التطابق في تأويلات الاتفاق أمام الشعب وشرح مراحل التنفيذ وآلياته الواضحة وجداولها الزمنية المحددة . وأخيرا ورغم القناعة بأن ذلك كله ما هو إلا خارطة طريق فعلية ووسيلة مقنعة لإبعاد شبح الاقتتال الأخوي الذي يؤرق مضجع الكرد في عموم كردستان، ومن هنا يجب مراجعة دقيقة لما يحصل وتحسبا للتاريخ وما سيسجله بين ثناياه والكف عن تلاعب البعض بمصير شعب مزقته المصالح الدولية لغياب اللاعبين الكرد فيها, لذا علينا نحن كشعب أن نكون لاعبين فعليين في هذه الأوقات الحرجة! ونسأل مرة أخرى هل سيستطيع الكرد استغلال هذه الفرصة الثمينة، والتي جاءت بعد قرن من النضال والتضحيات الكردية؟ ألم يأتي الوقت للاستجابة إلى نبض الشارع الكردي؟

نشر هذا المقال في العدد “61″ من صحيفة Buyerpress تاريخ 15/3/2017

 

 

2

التعليقات مغلقة.