قصائد للشاعر الإيراني سُهراب سِپِهْري (1928-1980)

135
1326820565_sohrab-sepehri50-50
الشاعر الإيراني سُهراب سِپِهْري (1928-1980)


كتابة سپهري، هي كتابةٌ نثريةٌ بسيطةُ الشّكلِ، مليئةٌ بالموسيقى، يمتزج فيها الحسّي بالمعنويّ، وهي في مجملها متّحدةٌ بالطبيعة والإنسان، وتسعى إلى العروج من عالم المحسوسات نحو مجال الإشراق، وقد جعلته نصوصه ذات الخطاب الكونيّ العميق، مؤسّساً لصوفيّةٍ جديدةٍ لا تنتمي إلى أيّ مذهبٍ أوعقيدةٍ.

ويعتبر سپهری، مع نیما یوشیج، وأحمد شاملو، وفروغ فرخزاد، أحد أهمّ أعمدة الشعر الفارسي المعاصر.

*ذلك الأسمى*
إلى جوار هضبة الليل، وصل.
الدويُّ المنيرُ لوقع أقدامه حطّمَ مرآة السماء.
في ظلام الحزن رفعتُ يدي عالياً
وأشرتُ وحيداً إلى المجرَّة الخاوية؛
شهابُ نظرته كان منطفئاً.
أشرتُ إلى غبار القوافل
وإلى سطوع الدروب الوعرة
ورمال الصمت اللانهائية؛
كان جسده انطفاءً.
تهويمة حزنٍ هبّت علينا
وامتزجت نظرته السوداء بالترنيمات الخضراء للأعشاب،
وفجأةً
طارت من نار شفتيه شرارة ابتسامةٍ
وتهاوت هضبة الليل في أعماق عينيه،
وأنا،
في عظمة المشهد،
كنتُ نسيانَ الصوت.

انكسار الحافــَّة

سُهراب سِپهْري
عن الفارسية: ماهر جمّو

بين هذا الحجر ونور الشمس
تحوَّل الذبولُ إلى أسطورةٍ.
الشجرةُ سكبت لوحةً في الأبدية.
أصابعي تداعبُ أكثر الصخور حدَّةً
وشفتاي تبتسمان لبريق الشوكران.
أولستَ أنت من كان كلُّ هبوبٍ
يسكبُ بين أحضانه هديةً غريبة؟
– والآن كلُّ هديَّةٍ هي أبدية بذاتها.
– أولستَ أنت من رسم شكل العطش على حجارة الينابيع الخفيَّة؟
– هاهو ذا النبعُ القريبُ، يحطمُ شكل العطش في داخله.
– قلت إنَّ الشتلة تخافُ العاصفة؛
– وها قد نمت أحدثُ الشتلات، والهجومُ تلاشى.
– أفاعٍ فاحمة السواد ترقصُ
وتغسلُ أجمل الأجساد العارية،
واللدغُ استحال مداعبات.
……………………………………….

نشر هذا الحوار في العدد 60 من صحيفة Buyerpress.. تاريخ 1/3/2017


33311

التعليقات مغلقة.