ناشطون وسياسيّون: جنيف4 لن ينجح دون الكرد.. والمؤتمر هو لتثبيت وقف إطلاق النار

43

 

16735878_1565056520175855_1767383620_n

خاص”Buyerpress

اقترب موعد انعقاد مؤتمر جنيف4 ويتطلع السوريين أن تنتهي هذه الحرب الدموية التي أتت على الأخضر واليابس في سوريا. وربما بات الشعب السوري الذي دفع الغالي والنفيس في السنوات الست التي مرت يتمنى أن تنتهي الحرب وأن تتفاوض الدول الكبرى مع بعضها وتنهي الأزمة، لأنها لم تعد بيد المعارضة والنظام.

كردياً أيضاً يتطلع الشعب الكردي إلى كل مؤتمر ينعقد من أجل سوريا أن تكون قضيته العادلة التي ناضل من أجلها قرناً كاملاً وأن الفرصة سانحة لكي يحقق مطالبه المشروعة العادلة..ولكن يبقى التمثيل الكردي في كل المؤتمرات الحاضر الغائب، والقضية الكردية لم تُطرح بشكلها المشروع على أي طاولة من طاولات النقاش لإيجاد مخرج للأزمة السورية.

صحيفة Buyerpress استطلعت آراء مجموعة من الكتاب والسياسيين والنشطاء عن مؤتمر جنيف4 وهل سيكون المخرج النهائي للأزمة السورية، وأيضاً هل من الممكن إقناع الشعب الكردي بالتمثيل الكردي المتمثل بشخص واحد وبطرف كردي واحد؟ وهل بالإمكان إدراج ملف القضية الكردية على طاولة جنيف4؟ وهل باستطاعة التمثيل الكردي في جنيف طرح القضية الكردية وتأمين حقوق الشعب الكردي المشروعة؟.

16780264_1565056236842550_36814481_n
الكاتب الصحفي مصطفى عبدي

الكاتب الصحفي مصطفى عبديأحد أهم المتابعين للشأن السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي، وبخصوص مؤتمر جنيف4 يرى أن المعارضة ماتزال مشتتة من ناحية الهيكلية التنظيمية والبرنامج السياسي، وتلعب الولاءات والتبعية والمحسوبية دورا مهماً في تكوين هوية الوفد.

عبدي الذي كان أهم المصادر الصحفية في حرب كوباني وأحد أهم الإعلاميين الذين أرشفوا كل ما خرج للإعلام يقول: “ليست المشكلة في عدد الأشخاص الكرد في المؤتمر، القضية الكردية في سورية هي أحد أهم القضايا الإشكالية والتي ما يزال النظام ومعارضوه يرفضون ويتهربون من مناقشتها، الكرد لهم حقوق ومطالبهم واضحة وهي الفدرالية، وهم ثاني أكبر قومية في البلاد”.

 عبدي -ومن وجهة نظره -لا يعتقد أن تكون هناك طاولة نقاش للقضية الكردية في جنيف، والدور التركي والضغط الذي تلعبه تركيا منذ جنيف1 هو لإقصاء الملفّ والقضية الكردية في المحافل الدولية.

ويرى أيضاً أن التمثيل الكردي هو باسم الائتلاف وليس باسم الكرد، لأن الكرد بالكاد يمثلون أنفسهم، أما تركيا فقد نجحت في إقصاء حزب الاتحاد الديمقراطي من خلال تبعية المعارضة للقرارات التركية.

ويشير عبدي إلى أنه ليس متفائلٌ بأن يتمكن جنيف 4 من تحقيق أي تقدم، فلا النظام ولا معارضيه مهتمون بإيقاف الحرب وإن كان هناك الضغط الروسي، ربما سيكون جنيف4 هدنة مؤقتة. الكرد مع حلفائهم العرب حققوا الكثير من المكاسب على الأرض منذ العام 2011، وهم تجاوزوا مسألة ربط المكتسبات بمواقف النظام ومعارضيه، وركيزتهم الواقعية في مواكبة الفوضى المندلعة في المنطقة تتجلى في اتباع سياسة الانكفاء الذاتي والاعتماد على النفس والتوجه للمزيد من التنظيم والبناء في الجانب الأمني والعسكري والخدمي، وهو ما ساهم بشكل فعال في صمودهم ضدّ كل التحديات الكبيرة التي ما تزال تواجههم داخليا وخارجيا.

16754338_1565056263509214_1528349558_n
الكاتب والفنان التشكيلي عامر فرسو

أما الكاتب والفنان التشكيلي عامر فرسوفيعتقد أن مؤتمر جنيف 4 لن يقدم حلولاً للأزمة السورية، كون الصراع العسكري على الأرض مازال مستمرا في أكثر من نقطة وبين عدّة جهات مختلفة في توجهاتها وتحالفاتها الإقليمية والدولية، وهذا ينعكس على القرار السياسي في جنيف 4.

فرسو بين أن التمثيل الكردي الذي سيحضر جنيف4 مرتبط بجهة تنظيمية محددة، وهذا غير مجدٍ إن لم يحظَ بالإجماع الشعبي الكردي.

وأضاف فرسو:”قد تقارب الحالة الكردية في المؤتمر بطرح حلول مبدئية لإرضاء الكرد وكسبهم من قبل الائتلاف حالياً، ولكن لن تكون على جدول الأعمال كقضية بحد ذاتها أو يخصص لها محور خاص”.

ونفى الكاتب عامر فرسو أن يرتقي التمثيل الكرديفي ظل الحالة الكردية السياسية الراهنة إلى مستوى آمال وتطلعات الشعب الكردي في الحرية.

16754585_1565060766842097_1276232099_n
الكاتب والسياسي المستقل محفوظ رشيد

الكاتب والسياسي المستقل محفوظ رشيديرى أن مؤتمر جنيف 4 غير نهائي، لوجود تباين في الرؤى والأجندات بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وأن المعارضة مازالت بحاجة إلى إعادة صياغة وترتيب، فهناك دعوة للاجتماع في الأستانة، وعدم توافق على شكل وتركيبة الوفد المشكل باسم المعارضة.

رشيد المتابع للشأن السياسي والملمّ بالتقاليد السياسية الكردية أكد أن الحضور الكردي بشخص واحد غير كافٍ وغير مقبول، وهذا الشخص يمثل المجلس الوطني الكردي والأخير عضو بالائتلاف، كل هذا لعدم وجود تفاهم أو اتفاق بين الأطراف الكردية على الوفد اسماً وعددًا.

رشيد دافع عن وجهة نظره بأن القضية الكردية في هذه المرحلة ستكون من المواضيع السورية العامة، لأن المهم في جنيف4 هو وقف تثبيت إطلاق النار وإيجاد توافقات على الخطوط العريضة، والتحضير لتنفيذ مضمون القرار الأممي 2254.

واختتم الكاتب والسياسي محفوظ رشيد كلامه بأن القضية الكردية في سوريا قضية معقدة وشائكة (قومية ووطنية كردستانية وإقليمية ودولية)، يتوقف حلها على توفر إرادة دولية، وموافقة وطنية سورية، ومساندة كردستانية، ووحدة الأطراف الكردية صفاً ومشروعاً، وهذه الشروط غير مكتملة بعد، ومازالت قيد التجاذبات والمزايدات.

16780539_1565056206842553_536137694_n
الكاتب والإعلامي حمزة همكي

أمّا الكاتب والإعلامي حمزة همكيفلم يكن متفائلاً البتة بالنسبة لمؤتمر جنيف4 والتمثيل والاستحقاق الكردي فيه وقال: إن الحديث عن تمثيل القضية الكردية في جنيف4 أقرب إلى الدعاية منه إلى الواقع.

 همكي تابع حديثه بشأن جنيف4 وأكد بأنه لن يكون الحل النهائي، لأن الأزمة السورية تحتاج لمزيد من الوقت حتى تتبين ملامح الحلول المقبلة والنهائية خاصة أن الطرف الأمريكي بعد تولي الرئيس الجديد ترامب ينتهج سياسة غير واضحة نحو سوريا، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام أن الولايات المتحدة غير مهتمة بجنيف كما ينبغي، مما يثير الشكوك حول تضاؤل فرص نجاحه.

 همكي نوّه أيضاً بأنه كان بالإمكان للتمثيل الكردي أن يكون كافياً لو كان ثمة اتفاقٍ كرديٍ مسبق أو لو أن الطرف الذي سيحضر يمتلك الأرض والسيطرة على المناطق التي يحضر باسمها، اللهم إلا إذا كانت هناك اتفاقات بين أطراف دولية وإقليمية بتغيير الواقع الحالي مستقبلاً والترويج دولياً لطرف المجلس الكردي إلى حين قلب المعايير على الأرض.

همكي الذي يعمل في مجال الإعلام ويستند في كلامه على التصريحات التي يدلي بها الساسة الكرد بشأن طرح القضية الكردية يقول: “بناءً على تصريحات فؤاد عليكو ممثل المجلس في المفاوضات فإن المسألة الكردية ستكون ضمن جدول أعمال المفاوضات، لكن يبدو أن الأمر مبالغ فيه لأن ما يهمّ الأطراف الدولية وبشكل خاص روسيا هو تثبيت وقف الأعمال القتالية وستكون هذه الرغبة محور المفاوضات وأيّة قضايا أخرى ستكون ثانوية من حيث الاهتمام ومن ضمنها القضية الكردية.

  الحضور الكردي حضور شكلي ليس أكثر!!

16780577_1565056246842549_1383049877_n
عبدالصمد موسى ناشط سياسي مستقل

عبدالصمد موسى ناشط سياسي مستقليرى بأنه لا وجودلأيأفق جدّي ﻷيّ حل سياسي للأزمة السورية.. وبالتالي جنيف4 لن تكون اﻷخيرة، هي ليست أكثر من رقم في سلسلة “الجنيفات” الكثيرة إذا صح التعبير.. ولعل ما يميزها هذه المرة عن سابقاتها وجود “نكهة العسكر” من خلال المشاركة الملفتة لممثلي الفصائل المسلحة.. وهذا بدوره يؤكد على إيلاء اﻷولوية لمسألة وقف إطلاق النار وتثبيتها ضمن سياقات جنيف وربطها بإمكانية البحث الجدي عن أي حل سياسي وتحميل الجانب السياسي منه مسؤولية ما تم الاتفاق عليه مع الفصائل المسلحة في “آستانا” ليكون الاتفاق بهذا المعنى ناجزا من قبل الكل..وقد يؤسس لبداية سيناريو دولي جديد لم تتبلور ملامحه بعد..؟!

وأبدى موسى تخوّفه من التمثيل الكرديّ بشخص واحد فقط، وهو دليل قاطع ويكشف عن حقيقة غياب أي إرادة جدية لأي حل سياسي وإن الأمور لم تنضج بعد.. وهو حضور شكلي ليس أكثر..

وقال موسى في نهاية حديثة متسائلاً؛ هل رأيتم كيف أن المعارضة رفضت الدستور الروسي ذو البنود الضعيفة بخصوص الكرد في سوريا؟ فكيف لها أن تقبل بإدراج القضية الكردية في مؤتمر كجنيف4، للأسف يأتي الحضور الكردي استجابة لحسابات ضيقة وخدمة لأجندات إقليمية – دولية..مرحلية..!

 

16780591_1565056220175885_1435139080_n
الصحفي كمال شيخو

كمال شيخو الصحفي المختص بالتحقيقات الصحفيّة السياسيّة يرى بأن جنيف 4 لن تكون المحطة النهائية لقطار الأزمة السورية، فالنظام لا يزال متمسكاً بالحل العسكري وحقق تقدماً في مدينة دمشق بعد سيطرته على وادي بردى، وفي حلب بعد إخراج المعارضة من قسمها الشرقي، وفي ريف حلب الشرقي بعدما وصلت حشوده إلى مشارف بلدة الباب.

وأوضح شيخو أن المعارضة المسلحة مُنيت بالمزيد من الخسائر، والاشتباكات العسكرية التي تشهدها مدينة إدلب (شمال البلاد)، بين فصائل إسلامية وجماعات مرتبطة بالقاعدة، مثل هيئة تحرير الشام “النصرة سابقاً” وجند الأقصى، تفضي إلى منعطف جديد دخلته تلك المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وعلى مستوى المعارضة السياسية، أثبتت الأيام القليلة الماضية أن تيارات المعارضة منقسمة ومختلفة، وعندما لوّح دي ميستورا بتشكيل وفد للمعارضة، لأنها عجزت عن تشكيل وفد جامع لكل تيارات المعارضة.

كمال شيخو الصحفي الكردي الذي يكتب لمواقع عالمية مهمة يقول أن الوفد الكردي يمثل المجلس الوطني الكردي، ومشاركين كونهم جزء من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ولكن ممثلين بثلاثة شخصيات؛ وهم فؤاد عليكو بوفد التفاوض، وعبد الحكيم بشار في الهيئة العليا للتفاوض، وحواس عكيد باللجنة القانونية والاستشارية المرافقة للوفد.

ويرى شيخو أن التمثيل الكردي في المؤتمر يبقى “ناقصاً” نظراً لغياب حزب الاتحاد الديمقراطي، والتحالف الوطني الكردي، والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.

يقول شيخو بخصوص إدراج القضية الكردية في مؤتمر جنيف أن

القوى الدولية مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ترغب في إدراج القضية الكردية على طاولة المفاوضات، وحتى سفير الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا صرح أكثر من مرة عن أهمية طرح مسألة كرد سوريا ضمن مباحثات السلام، لكن دولاً إقليمية والنظام وقسم من وفد المعارضة يرفضون ذلك بحجة أنها مباحثات عامة على مستوى البلاد والقضية الكردية جزء منها، وهذا الكلام غير مقنع وغير مقبول أيضاً.

وعن التمثيل الكردي والمناخات التي ستتوفر لإدراج القضية الكردية على طاولة المباحثات يؤكد شيخو بأن المجلس الوطني الكردي إلى تاريخه لم يقدم رؤيته لحل المسألة الكردية في سوريا، وحتى ورقة التفاهمات التي وقعها مع الائتلاف عندما انضم إليه، التفوا حولها وأخرجوها من جوهرها.

فالمجلس الكردي يصر أنه يمثل أكراد سوريا، كما أن حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي تصر هي الأخرى إنها تمثل أكراد سوريا، والطرفان يتنازعان على أحقية التمثيل، لكنهما تناسوا أو يتناسون أن الشعب الكردي ينتظر من الحراك الدولي والمحافل الدولية إقرار حقوقهم القومية، ولن ينتظروا مائة عام أخرى.

16779810_1565056253509215_620691961_n
عضو المكتب التنفيذي في تيار “مواطنة” جوان يوسف

جوان يوسف عضو المكتب التنفيذي في تيار “مواطنة” والأخير انسحب مؤخرا من الائتلاف السوري المعارض يرى بأن المعطيات تغيرت واللوحة السورية تأخذ مسارا جديدا باتجاه فك عقدة الحل، وأن القوى التي كانت تحتكر قرار السلم والحرب في كلا الضفتين تغيرت، فإيران التي كانت تتحكم بقرار النظام  تراجعت الآن أمام تقدم الدور الروسي وتركيا التي كانت الداعم الأساسي للمعارضة المسلحة المتشددة أصبحت الآن في الطرف الروسي نسبيا، كل هذا بلا شك سوف يؤثر على مجريات جنيف وسوف يدفع باتجاه التوصل إلى اتفاقات وتفاهمات ستكون مدخلا إلى وقف الدم السوري.

ويتساءل يوسف؛ هل ستكون جنيف الحل النهائي؟ فهذا ما لا يستطيع أحد جزمه نظرا لتعقيدات المسألة السورية وللتدخلات الإقليمية والدولية، لكن أعتقد أن المخرج النهائي سيكون جنيف، ليس بصفتها المكانية وإنما بصفتها تعبيرا وتكثيفا للإرادة الدولية. لننتظر الأيام القادمة، أعتقد أنها ستكون مفيدة.

يوسف الذي عمل مع الحركة الكردية وشغل مناصب مهمة في أجسام المعارضة السورية يؤكد على وجود خديعة غير معلنة، هي خديعة التمثيل الكردي، ليس هناك تمثيل كردي ضمن وفد التفاوض ما هو موجود هو تمثيل لأحد مكونات الائتلاف، وفي وفد التفاوض لن يكون غير ذلك، جدول الأعمال ورؤية الوفد المفاوض هي التي ستكون البارومتر في المفاوضات.

من الخطأ القول أن الكرد أو العرب السنة أو الاشوريين أو أي طيف آخر ممثل ضمن الوفد، كل يمثل مجموعته الحزبية أو العسكرية داخل الائتلاف أو الهيئة العليا، فالمجلس الكردي يمثل المجلس الكردي ليس أكثر وإلباس عباءة أكبر له، هي محاولة بائسة لاختزال التمثيل الكردي بالمجلس الوطني الكردي، وهذا خطأ سياسي وقع فيه الائتلاف أيضا عندما اعتبر نفسه ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري.لذلك أقول يجب ألا نحمل الشخص الممثل عن المجلس الكردي في الوفد المفاوض أكثر من طاقته.

يوسف أكّد بأنّ المكان المناسب لحل القضية الكردية هو داخل الائتلاف هيئة التفاوض، والمجلس فشل داخل الهيئتين، وليس له وزن نوعي وأهمية تجعل الهيئتين حاملتين للقضية الكردية، وأنا لا أتجنى عليه فهناك العشرات من الأمثلة التي تؤكد ذلك.

 

– التمثيل الكردي في جنيف هو ضمن الائتلاف وليس باسم الكرد.

16754695_1565056190175888_230795919_n
خورشيد حسن مصطفى ناشط سياسي مستقل

خورشيد حسن مصطفى ناشط سياسي مستقل يؤكد أن المجتمعون في جنيف لن يتوصلوا إلى أي اتفاق فيما يخصّ الازمة السورية، و ذلك يعود لعدة أسباب أهمها ماهية المجتمعين وخلفياتهم فكل منهم يمثل وجهة نظر قوة من القوى الإقليمية التي كانت السبب فيما آل إليه الوضع في سوريا بالإضافة إلى روسيا التي هي بنظري جزء من الأزمة و المأساة.. بالإضافة إلى عدم دعوة الممثلين الفعليين عن بعض الأطراف والمكونات في سوريا.

وبخصوص التمثيل الكردي في المؤتمر يوضح مصطفى أعتقد بأنها إهانة صريحة بحق مكون رئيسي من مكونات الشعب السوري، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى مسألة جدا مهمة ألا وهي (ليس من حق أي طرف كردي بمفرده الادعاء بأنه ممثل عن المكون الكردي)، وحتى إن نظرنا إلى نسبة التمثيل الكردي في المؤتمر والتي هي 5% من المجتمعين فهذا يعني الموافقة بشكل غير مباشر على أن نسبة الكرد في سوريا هي 5%. ونظراً إلى نسبة وجود الكرد في مؤتمر جنيف وافتقار هذا الممثل لعدّة أمور وأهمها:

 1-دعوتهم على أنهم جزء من الائتلاف وليس كونهم طرف كردي.

 2-عدم امتلاكهم قوة عسكرية على الأرض، لهذين السببين أنا متأكد بأن القضية الكردية لن تكون على جدول أعمال جنيف4، ونجاح أي وفد كردي لن يكون إلا في حالة واحدة وهي انبثاق هيئة أو وفد من اجتماع لكافة الأطراف الكردية ( Tev-Dem – ENKS – Hevbendi) بعد الاتفاق على كافة الأولويات و الأمور التي تخص مصير الشعب الكردي.

16754270_1565056250175882_2115893307_n
طلال محمد رئيس حزب السلام الكردستاني

طلال محمد رئيس حزب السلام الكردستاني وهو حزب منضوي  في إطار حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem) والأخير ربما حتى هذه اللحظة لم يتلقَ الدعوة لحضور جنيف4، يرى بأن اجتماعات عديدة منها دولية على مستوى مجلس الأمن الدولي  والاتحاد الأوربي ومجموعة أصدقاء سوريا، ومنها اجتماعات ممثلة فيها النظام ومن تدعي بأنها معارضة، لكن لما للأزمة السورية من تعقيدات نتيجة صراع القوى الدولية والإقليمية وتشابك مصالحها في المنطقة والصراع الداخلي لسوريا بين فصائل متطرفة والمنفذة لأجندات قوى دولية وإقليمية وبين النظام وحلفائه والمنفذ أيضا لأجندات ومصالح دولية.

ويؤكد محمد أن هذه الاجتماعات لم تصل لأية نتيجة حتى لبصيص أمل لإيجاد حل للازمة السورية ونعتقد سوف يكون هناك سلسلة طويلة من هذه الاجتماعات يمكن أن تصل إلى ( دزينة ) كاملة سوف نسميها “دزينة جنيف”، هذا إذا بقيت القوى الدولية المعنية بإيجاد حل للأزمة السورية بهذه العقلية.

 وبخصوص التمثيل الكردي يرى رئيس حزب السلام بأنه ليس الامر بهذه البساطة التي يعبر عنها السؤال، الأمر يكمن بمضمون ماذا يحمله هذا الكردي أو من يمثل، كلنا نعلم أن الطرف الكردي والذي يمثله هذا الشخص ضمن إطار والمتمثل بما يسمى بالائتلاف، وهذا الاطار لا يملك أية رؤية سياسية لحل القضية الكردية كقضية شعب وأرض، ولا يملك مشروع سياسي لسوريا فقط يعارض النظام بكرسي الحكم  ويشاطره بالعقلية الاقصائية والشوفينية، وأما تمثيله كممثل للشعب الكردي ليس صائبا التاريخ لا يعيد نفسه لدنيا، وحضور هذا الكردي فقط لكي لا تبقى القاعة خالية من الكرد وبدون إرادة.

يعتقد رئيس حزب السلام الكردستاني طلال محمد ربما سيتم ذكر كلمة الكردي في المؤتمر فقط وبشكل سلبي وهجومي.. الأفضل والأنجح لو تمثل الكرد بوفد مستقل يحمل معه مشروعه السياسي بالنسبة لسوريا المستقبل والقضية الكردية وجميع قضايا مكونات الشعب السوري.

 

هذه الجولة ستكون لصالح النظام رغم أنه المنتج الأول للفوضى.

16780631_1565145646833609_1284604202_n
الناشط السياسي شبال ابراهيم

شبال ابراهيم الناشط السياسي والمعتقل السابق في سجن صيدنايا السيء الصيت يرى بأن جنيف4 لن يخرج بحل ينهي الصراع الدموي المتعدد الأطراف في سوريا بحكم أنه يفتقد للكثير من النقاط الهامة التي تستند عليها المشاريع البناءة وأولها الإرادة الشعبية والقرار السوري الذي أصبح مرهوناً بيد الدول والأطراف وأيضاً الجماعات.

وبخصوص التمثيل الكردي وإدراج القضية الكردية في المؤتمر يقول إبراهيم أن هذا المؤتمر لن يؤدي للسلام في سوريا فإن حال الشعب الكردي والمناطق الكردية سيبقى مثله مثل باقي المناطق السورية، هذا بغض النظر عن التطورات التي ستحدث حسب ما هو مرسوم ومخطط من قبل مراكز القرار الدولي، وعلى ذلك فإننا لا نتوقع أن تكون هناك تطورات جديدة على الصعيد الكردي، هذا سواء كان التمثيل بعضو واحد، أو أكثر.

ويشير الناشط شبال إبراهيم أن الكرد لن ينجحوا في أي مؤتمر حالياً أو مستقبلاً بحكم حالة التشرذم الكبيرة التي تعيشها أطرافه سواء كان التمثيل كبيراً كما نرجو، أو ضئيلاً كما الآن.

 ويضيف في نهاية حديثة أن وجود عضو واحد فقط ضمن هذا الوفد هو تقليل من شأن ووزن وحجم القضية والتمثيل الكردي في سوريا، بل إنها حركة تجميلية في مظهر الوفد، والذي سيظهر مشوهاً في حال عدم وجود أي ممثل كردي لأن المجلس هو جزء من الائتلاف.

16754512_1565056176842556_1149108807_n
الكاتب والناشط السياسي سلمان بارودو

ويرى الكاتب والناشط السياسي سلمان بارودو أن الأزمة السورية أصبحت الشغل الشاغل ومحطّ اهتمام العالم أجمع، وخاصة مع اقتراب مباحثات جنيف4 حول سوريا، وهناك تداخلات دولية وإقليمية متعددة وعميقة، فكل طرف يسعى أن يكون الوفد وفق أجنداته وأقرب إلى مصالحه وتصوراته، لذلك، أن ظروف انعقاد مباحثات جنيف4 بالنسبة لجميع المعنيين، ليست سهلة بالنسبة للحل السياسي في سوريا، وبنفس الوقت ليست صعبة أيضاً، خاصة كتوافق الجميع على الحل السياسي.

ويشير بارودو أنه من أجل إنجاح التمثيل الكردي في المباحثات لا بد أن تكون المشاركة تشمل جميع الأطر الكردية الفاعلة على أرض الواقع، وبوفد كردي موحد، ولديهم مشروع متفق من قبل أغلبية الأطر السياسية الكردية.

ويؤكّد بأن القضية الكردية ستكون في مباحثات جنيف4 محط نقاش وتداول، ولا يمكن القفز عليها، منوّهاً أنه إذا لم يكن هناك وفد كردي مشترك يمثل الجميع باعتقادي سيكون وقعه وتأثيره في المباحثات دون المأمول.

ويبدي الكاتب والناشط السياسي سلمان بارودو بغض النظر عن نجاح الوفد الكردي المشترك في المباحثات أو فشله، سيكون التمثيل بوفد كردي مستقل ناجحاً، فجنيف هي محفل مهم يعقد برعاية أممية وبمشاركة دولية وإقليمية، كون هذه المباحثات تعقد من أجل رسم مستقبل سوريا الجديدة، فغياب التمثيل الكردي المستقل يشكل عقبة كبيرة في طريق المباحثات، وإطالة لعمر الأزمة السورية.

نُشرت هذه المادة في العدد (59) من صحيفة “Buyerpress”

2017/2/15

16736472_1565057076842466_1670307304_n

 

 

التعليقات مغلقة.