بيان إلى الرأي العام
ثمانية عشر عاماً مرّت على المؤامرة الدولية التي أُحيكت بتكاتف دولٍ استبداديةٍ واستعماريةٍ في مقدمتها تركيا (العثمانية)، ضدَّ زعيم حزب العمال الكردستاني “عبد الله أوجلان”؛ تلك المؤامرة «البشعة» التي أدّت إلى فرض عزلةٍ مطبقةٍ على قائدٍ فذٍّ ومفكّر عظيم داخل سجن “امرالي” الشديد الرقابة.
هذه المؤامرة لم تستهدف شخص “أوجلان” وحده، وإنما استهدفت عموم الشعب الكردي ونضاله وكفاحه في سبيل حريته، إذ أن “أوجلان” استطاع بفكره وفلسفته خلال سنوات مسيرته النضالية، أن يدخل عقول وقلوب الملايين من الشعوب التواقة إلى الحرية، ليكون شمعةً تنير دروب النضال، وحقيقةً تظهر زيف الأنظمة الاستبدادية المضطهِدة للشعوب وحقوقها. إن هذه الجريمة الدولية التي تعجز اللغة عن وصفها، تعني ضعف الأنظمة المشاركة في ارتكابها، وخوفها المستمر من صوت الحق، وإصرارها الدائم على هضم حرية الشعوب؛ والجريمةُ في حقيقتها، لم تُرتكب بحق قائدٍ كُردي، بقدر ما اُرتكبت بحق معاني الحرية والأخلاق وحقوق الإنسان والديمقراطية، ما يعني أن الدول المشاركة في المؤامرة اعتقلت (الديمقراطية) من خلال اعتقالها شخص “أوجلان” الذي كرّس حياته للنضال من أجل الحرية والديمقراطية والتعايش وإخوة الشعوب.
إن الأنظمة التي نسجت خيوط هذه المؤامرة، تجاهلت حقيقةً واضحةً للجميع، وهي أن اعتقال “الجسد” لا يعني اعتقالاً؛ حين يكون “الفكر” حرّاً طليقاً في الخارج، فـ “أوجلان” الذي يقبع داخل سجن “إمرالي” منذ 18 عاماً، أنتجَ فكراً وفلسفةً ورؤيةً سياسيةً واسعةً صنعت بدورها أجيالاً من الأحرار، يناضلون اليوم في أجزاء كردستان.
ولعلَّ ما نشهده اليوم في “روج آفا” من نضالٍ ضدَّ الاستبداد والقوى الظلامية، وسعيٍّ إلى تطبيق مفاهيم الديمقراطية والتعايش المشترك وإخوة الشعوب، ليس إلا قبساً من فلسفة القائد “أوجلان” التي تظنُّ دولةٌ مستبدّة مثل “تركيا” أنها تمكنت من اعتقال الصوت الكردي من خلال اعتقال شخص “أوجلان”.
إننا في حزب السلام الديمقراطي الكردستاني في سوريا، في الوقت الذي ندين فيه المؤامرة الدولية على القائد والمفكر الأممي “عبد الله أوجلان”، نطالب المجتمع الدولي والقوى الديمقراطية بالضغط على “تركيا” الداعمة للإرهاب والتي تخطو خطواتٍ سريعة باتجاه الديكتاتورية المطلقة، بالإفراج عنه، والتأكيد على مفاهيم الحرية والديمقراطية التي ينادون بها. كما ندعو الشعب الكردي إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه الحكومة التركية التي تحاول بشتى الوسائل غير المشروعة إسكات الصوت الكردي الذي بات اليوم صوتاً مسموعاً في المعادلة السياسية داخل سوريا.
حزب السلام الديمقراطي الكردستاني
الهيئة السياسية 13/2/2017
التعليقات مغلقة.