الدكتور إسماعيل ميرو لـ Bûyerpress: الأحزاب الكردية في سوريا لم تقدم للمهجرين والمنكوبين أي شيء وفشلت لأنها لم تكن موحّدة.

70

اسماعيل ميرو

 

 

 

 

 

حاورته: هيرو فارس.


فشلت الأحزاب الكردية لأنها لم تكن موحّدة, وكلّ يشدّ الحبل إلى طرفه.
يجب أن يكون الحزب مرآة شعبه من أجل تحقيق مطالبه وقريباً من آلامه. وأوجاعه

الأحزاب الكردية في سوريا لم تقدم للمهجرين والمنكوبين أي شيء.
تستغل الأحزاب الكردية كافة جماهيرها للوصول إلى مبتغاها، ولكن من يعرف
ما هو المبتغى. كل حزب يسعى لمصالحه، وعليه تقديم الولاء وتلبية نداءات الحزب في أي وقت، وتحت أي ظرف, وتنفيذ قراراته التي قد تمتّ للواقع أو لا. حيث تتمثل نظرتهم (الحزبية ) بالوضع السياسي على المدى القريب وبما تخدم أهدافهم الضيقة. أليس حريٌ بهم أن يقرؤوا التاريخ كي يستخلصوا منه الدروس والعبر التي تخدم واقعهم الحالي ليبنوا على أساسه نظرتهم لمستقبل الشعب الذي بات يائساً وخائفاً، وليس لديه أيّة ثقة بهذا الحزب الذي يمثله!؟

وإذا سألت شخصاً: ماذا قدم له الحزب؟ كان الجواب: الكلام والخطابات الرنانة. أصحابه يعدّلون ربطات عنقهم أكثر مما يعدّلون قراراً أُصدر, أو وضعاً بات يهدد سكان المنطقة.
1- دكتور اسماعيل ميرو عضو المجلس الوطني الكردي, ما هي طبيعة العلاقة بين الجماهير الكردية وأحزابها ؟
يجب أن تكون علاقة أخوة وصداقة، مشتركة بين الحزب وعامة الشعب, لأن الحزب صُنع من أجل مصالح الشعب للوصول إلى حقه وهدفه المقدس، لذا يجب أن يكون الحزب موضع ثقة وحسٍ بالمسؤولية ويعرف بأن مسؤولياته تجاه هذا الشعب كبيرة. صحيح أن لديهم أخطاء كبيرة، ولكن لهم الفضل أيضاً في جعل الحركة الكردية في سورية صامدة تحت هذا الظلم الذي عشنا فيه. لكن نتمنى أن يحسّنوا أحوالهم ويحسّوا بوجع الشارع لكي يقدموا شيء لهذا الشعب.
2-الوضع الراهن هل هو لمصلحة الجماهير أم لمصلحة القادة الحزبيين؟ وما هي التضحيات بنظرهم؟
يجب أن تكون في مصلحة الجماهير في هذه المرحلة التي نعيشها, يجب أن تتخلى الأحزاب عن حزبيتها وتناضل في سبيل الكردايتي, كما قال الرئيس مسعود البارزاني:

“اتركوا الأحزاب في هذه الفترة, لأنها فرصة لن تعوّض, وناضلوا في سبيل الكردايتي حتى وصولكم إلى هدفكم الأخير, وعندما تسود الديمقراطية في البلاد ستقرر الانتخابات من سيفوز, حينها سنتبع ذلك الشخص المنتخب.v

3- لماذا فشلت الأحزاب الكردية في استيعاب الواقع السوري؟
فشلت لأنها لم تكن موحّدة, وكلّ يشدّ الحبل إلى طرفه, وجميعهم يعرفون بأن زيادة عددهم يؤدي إلى تفرقتهم. أمّا إن كانوا موحدين ولديهم إدارة مشتركة عندها يمكنهم أن يتـّفقوا على رأي واحد، ولكن هذه التفرقة التي بيننا جعلتنا لا نتخذ قراراً صائباً, بالنهاية يجب أن يكون عدد الأحزاب أقل من ذلك لتحقيق أهداف هذا الشعب, لأن تعدّد الأحزاب أمر غير مستحبّ, ولن يصل الكرد إلى هدفهم المنشود بهذا التعداد.
4- بعض الأحزاب رغم تاريخها الطويل, والشعبية التي كانت تحظى بها لم تكن مهيأة لقيادة المرحلة الراهنة. ما السبب في رأيك؟
يجب أن نكون ديمقراطيين بين أنفسنا قبل أن نطلب الديمقراطية من الآخرين، أعضاء الحزب الذي يكون القيادي في المجتمع عليه أن يكون ديمقراطياً داخل حزبه, وقتها أستطيع أن أطلب الديمقراطية.
أتذكر حينما كنت جالساً مع البارزاني الخالدوسمعته يقول:

” يقولون عني: أنك رئيس الحزب. فإن لم أستطع القيام بالواجب, سأكون عضواً عادياً في الحزب وأن لم أستطع، عليّ أن أكون كنّاساً كرديّاً ” يجب أن نتحلـّى بأخلاق هذا الشخص لكي نتقدم نحو الأمام.
5- لو تعمّقنا في قراءة التاريخ لاكتشفنا أن الأحوال المعيشية الصعبة التي تعاني منها الشعوب الراضخة للاحتلال من أسباب فشل كثير من الثورات وانهيار أحزاب وحتى حكومات وإمبراطوريات عظيمة. ما رأيك بهذ الكلام؟
الاقتصاد شيء أساسي والدنيا كلها تناضل في سبيل الاقتصاد, وفشل الكثير من الثورات والأحزاب كان سببه الاقتصاد, وواقعنا الكردي أكبر مثال على ذلك. فالكثير من أبنائنا هاجروا إلى الدول الأوروبية وإلى إقليم كوردستان في ظل الثورة السورية, ويعملون في المطاعم وغيرها, والسبب هو الفقر الذي نعانيه.
6- من المعروف إن الأحزاب هي مرآة الشعوب, تدافع عن حقوق منتسبيها بشكل هرميّ، لكن واقعنا الكردي عكس ذلك تماماً, حيث يقوم باستغلال قاعدتها لتمرير أجندته ومصالحه الضيّقة التي تخدم فئة محدودة؟
يجب أن يكون الحزب مرآة شعبه من أجل تحقيق مطالبه وقريباً من آلامه وأوجاعه ليوصله إلى هدفه المقدس، للأسف تعلمنا من الأنظمة التي عشنا معها كنظام البعث السوري والعراقي الأشياء السيئة والكثير من أخلاقنا اتخذناها منهم، ولكن ستنحلّ مع مرور الزمن.
7- لماذا كُتب على الشعوب شرق الأوسطية، وخاصة الشعب الكردي أن يعيش في كنف أحزاب تعتنق فكرة الوراثة في قيادة المجتمع؟
لأن رؤيتهم محدودة ويمارسون على الشعب ضروباً من الاضطهاد، ولم يتعلموا الديمقراطية والإنسانية كباقي الدول الحرة التي تعلمت الديمقراطية, لذلك نتحمل نحن نتائجها السلبية، وخاصة الشعب الكردي الذي بدأ بالشعور بهذا الظلم ويحاول الآن التخلص منه.
8- الكثير من المناطق الكرديّة تتعرض اليوم للقصف، برأيك هل تستطيع الأحزاب الكردية إن تساعد النازحين من مناطقهم؟
نحن نحس بمعاناتهم وآلامهم ونسمع يومياً الآلاف ينزحون من مناطقهم ويهاجرون إلى إقليم كردستان، والأحزاب الكردية في سوريا لم تقدم للمهجرين والمنكوبين أي شيء، والمجلسين في غرب كوردستان في سباق. اتحادهم سيجعل مشروعهم في خدمة الكردايتي، بعض المسؤولين في المجلسيْن لم يتخلصوا من تلك الأنانية “أنا، ولا أحد غيري” لذا لا نستطيع أن نقدم شيئاً للشعب الكردي, كنا نأمل أن تزول هذه الحالة، وأن نناضل بروح الأخوة ونحس بآلام وأوجاع هذا الشعب .

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.