صاروخان لـ “Buyerpress”: لو طالب المضربون عن الطعام من الإدارة الإفراج عن المعتقلين..لأفرجنا عنهم

39

البيروقراطية موجودة نوعاً ما، وهذا يأتي من حرصنا على تقديم الأفضل وألا تكون هناك تجاوزات، الضعف الإداري يؤدي إلى ظهور البيروقراطية.

 – المجلس الوطني الكردي أصبح المحامي الذي يدافع عن أسعد الزعبي من خلال البيانات والتصاريح.

– لو طالب المضربون عن الطعام من الإدارة الذاتية أن نطلق سراح معتقليهم وتطبيق العدالة, كانت الإدارة ستقوم بتلبية طلباتهم..

– فتح المعبر وإغلاقه مرتبط مع سياسات وتوجهات الحزب الديمقراطي الكردستاني(عراق)، هم من يتحكّمون بإغلاقه وفتحه وهم من يتحكمون بالسماح والرفض لأي بضاعة تدخل أو تخرج.

– نجلي ألاكبر مقاتل في صفوف حركة التحرر الكردستاني في باكور، والآخر مقاتل في صفوف وحدات حماية الشعب YPG.

أتعجب أن يُقال هناك من أصبح ثريّاً من وراء الإدارة، لأن الإدارة نفسها تعاني من الوضع الاقتصادي السيّء.

أجرى الحوار: قادر عكيد

0010

– من هو عبدالكريم صاروخان؟

عبدالكريم محمد صاروخان، مواليد آذار 1972، كرديّ من مواطني مقاطعة الجزيرة، قرية (Bekir Oxlê) التابعة لناحية جل آغا، مقيم حالياً في قامشلو، أحمل الشهادة الثانوية الفنية، كنت من أعضاء مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” لمدينة قامشلو في عام 2007، ناضلنا ضمن صفوف الحزب من خلال النشاطات السياسية والفعاليات الاجتماعية، ترعرعنا على هذا الفكر، فكر حركة التحرّر الكردستاني منذ عام 1986، عندما كنت شاباً في مقتبل العمر أثناء دراستنا الإعدادية والثانوية لأنه لا يوجد لدى الحزب طلب انتساب بالمعنى الرسمي المتداول عالمياً وحزبياً. بالنسبة لوضعي العائلي، متزوج لدي خمسة أبناء، ثلاثة شباب وابنتين، نجلي ألاكبر مقاتل في صفوف حركة التحرر الكردستاني في باكور، والآخر مقاتل في صفوف وحدات حماية الشعب “YPG” منذ سنتين، خاض معظم المعارك، زوجتي تعمل كمتطوعة وبدون راتب في إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية وهي منظمة الإغاثة في روجآفا، لديّ أخ شهيد هو “دليل صاروخان” استشهد في “بدليس”، ولديّ أيضاً أخت في صفوف وحدات حماية المرأة “YPJ” منذ تأسيس الـ”YPG ، جُرحت في ثلاثة معارك، لنا تاريخ وطني معروف لا أودّ التحدث عنه مطوّلاً.

“من يقرأ هذا الحوار سيقول بأن “صاروخان” يدّعي أنه لا يوجد هناك فساد، لكن هؤلاء لا يعيشون ضمن ظروف الإدارة ولا يدركونها، وإنما يطلبون ويتمنون أن تكون هذه الإدارة على شاكلة الدولة التي كانت موجودة سابقاً، وتقدّم الأفضل في ظل ظروفٍ صعبة جداً نعيشها، لهذا هم يسمونها فساداً ونحن نسميها أخطاءً”

“هناك العشرات من القياديين والعشرات من الأحزاب السياسية التي تعمل هنا في روجآفا وليسوا متفقين معنا، لديهم مكاتب تعمل ليلاً نهاراً رغم ذلك لا يتم اعتقالهم ولا يتم تسويقهم أو نفيهم إلى الخارج”

%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b11

–  كيف بدأتم باستلام مهامكم من سلفكم السيد أكرم حسو، وآلية اختياركم لهذا المنصب؟

طبعاً ، قبل مجيئي للإدارة، كنت ضمن رئاسة مجلس الشعب لمدينة قامشلو، أنا والسيدة رمزية محمد إضافة للأستاذ مرعي، رمزية محمد كانت رئيسة المجلس و كنت النائب، هذا قبل تشكيل الإدارة الذاتية، فيما بعد ناضلت ضمن صفوف المجتمع المدني، وكنت رئيساً لمؤسسات المجتمع المدني “SCS”، شاركت في تأسيس جميع الاتحادات الموجودة وكانت آنذاك اثنان وعشرون اتحاداً، شكلنا ثمانية وعشرين اتحاداً وجمعية ومؤسسة، وكنت من المؤسّسين في صفوف “SCS”، تم اختياري من كتلة TEV-DEM”” كوننا كنا ناشطين تابعين لـTEV-DEM، لاختيار مهام رئيس هيئة الدفاع، طبعاً خلال سنتين من استلامي لتلك المهام وتنفيذنا لما يتطلب منا والعمل على تطوير الإدارة، فيما بعد عندما استقال السيد أكرم حسو عن هذه المهام المكلف بها، وبطلبٍ منه، قام المكتب الاستشاري بالبحث عن الشخص المناسب ضمن الاثنان والعشرون هيئة، وعندما أقول “مناسب” هذا لا يعني أن البقية غير مناسبين كي لا يُفهم خطأ، لكن تمّت مشاورتنا بأنه سُتلقى على عاتقنا هذه المهام، نتقبلها أم لا نتقبلها، كنت متردداً بأن يكون هناك أشخاص آخرين أفضل منا عملاً وجهداً وتقديماً وأداءً وما إلى ذلك من أمور، تقبلنا فكرة استلامنا لهذه المهام وعملنا، كنّا مجموعة من اثنين وعشرين هيئة متحابين نستطيع العمل مع بعضنا البعض حيث الكل يتقبّل الآخر، كنتُ مقبولاً من الجميع ولم ألقَ صعوبة في أداء مهامي الجديدة منذ بدايتها وحتى اللحظة.

– كيف كانت أوضاع الإدارة الذاتية الديمقراطية حين تسلّمكم رئاسة مجلسها التنفيذي؟

كانت جيدة وعلى ما يرام، لا أستطيع القول بأنها كانت مهمّشة أو مهمَلة أو لا تعمل، لا يوجد شيء من هذا القبيل كون السيّد حسّو أيضاً عمل بجهد ليلاً نهاراً إلى أن وصل لهذه المرحلة، وكانت بدايات التأسيس، لهذا عملوا وتعبوا كثيراً، وأتينا وأتممنا هذا العمل لم نبدأ من الصفر، بل استكملنا المهمة التي كانت ملقاة على عاتق السيد أكرم حسو.

– أولى الملفات التي بدأ السيد صاروخان العمل عليها فور تسلمه المنصب؟(ملفات الفساد) نموذجاً؟

لا نستطيع أن نسميّها ملفات فساد، ربّما هناك أخطاء، هناك بعض النواقص والتجاوزات نوعاً ما، أمّا بمسمّى “الفساد” فلا يمكن تسميتها، الفساد يستشري في مؤسسات دولة قائمة لها عمرٌ طويل حتى وصلت إلى مرحلة الفساد، ولكن الإدارة الذاتية الديمقراطية مازالت في بداية التأسيس، لا نعبّر عنها بمعنى كلمة الفساد، ولكن الذهنية التي نحن نسعى أن نعمل عليها تختلف عن ذهنية الدولة، لهذا دائماً نتعرض إلى هكذا أسلوب، حيث يأتي شخصٌ ما لممارسة عملٍ ما حسب الذهنية التي ترعرع وتربّى عليها ولاسيّما إذا ما كان على التماسٍ مباشر مع النظام ومع مؤسسات الدولة سابقاً، بممارسة نفس هذا الشيء ضمن مؤسسات الإدارة، لذلك تُرتكب أخطاء ضمن الإدارة نستطيع أن نسميها “تجاوزات”. يأتي أحدهم بفكر مختلف وبذهنية مختلفة عن مصالح الإدارة، وعندما يجد أنه لا يستطيع الحصول على ما يسعى إليه, يضيقعليه الخناق ويتعثّر، فيترك خوفاً من أخطاءٍ كبيرة، هذا ما يحصل، ولكنه ليس فساداً ضمن الإدارة، كون الإدارة ما زالت تقدم الموجود حسب الإمكانيات المتاحة، سنتحدّث عن البلديات مثلاً، فهي تقدم ما لديها من إمكانيات رغم أننا نعيش في حالة حصار ورغم قلة الإمكانيات والأبواب مغلقة علينا من الخارج لا توجد آليات لتعمل على مسائل النظافة والمشاريع قليلة جداً، لا توجد إمكانيات مادية لتمويل هذه المشاريع، كيف سيكون هناك فساد! الفساد الذي يتكلمون عنه في وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية أو ما يُتداول بين العامة وبين بعض الموظفين، عندما يريدون عمل شيءٍ ما يظهر بأنه يتناقض مع عمل آخر كانوا يسعون إليه، أو عندما لا يصلون إلى الدرجة أو المستوى الذي كانوا يطمحون إليه، يُتّهمون بالفساد، وهذا ما يتداوله العامة.

%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b12

– هل هناك ملفات فساد محدّدة أو “أخطاء ” كما شئتم تسميتها، وتمّت معالجتها؟

يمكن تسميتها بأخطاء غير مقصودة، عندما نقول أخطاء قد يكون هناك خطأ ما مقصوداً لكي يُجرّ إلى تسمية الفساد، ولكنها أخطاء غير مقصودة من يقرأ هذا الحوار سيقول بأن “صاروخان” يدّعي أنه لا يوجد هناك فساد، لكن هؤلاء لا يعيشون ضمن ظروف الإدارة ولا يدركونها، وإنما يطلبون ويتمنون أن تكون هذه الإدارة على شاكلة الدولة التي كانت موجودة سابقاً، وتقدّم الأفضل في ظل ظروفٍ صعبة جداً نعيشها، لهذا هم يسمونها فساداً ونحن نسميها أخطاءً، لا أنكر أن هناك أشخاص قد تكون نفوسهم ضعيفة، ولكن الإدارة يعمل ضمنها آلاف الأشخاص من الموظفين والإداريين، هذا لا يعني أن لا يكون هناك شخصٌ فاسد بين هذا الكمّ الهائل، ولكن لا يدخل ضمن مصطلح الفساد بمعنى الفساد العام والمتداول.

– بات الكثير يلاحظ الترّهل والبيروقراطية والمحسوبية وانتشار الفساد بين هيئات الإدارة الذاتية، هل هناك خطة حكومية للحدّ من هذه التجاوزات؟

قد تكون البيروقراطية موجودة نوعاً ما، وهذا يأتي من حرصنا على تقديم الأفضل وألا تكون هناك تجاوزات وألا يكون هناك فساد كما ذكرتم، نحن نسلك جميع الطرق حتى نتحفّظ عن هذا الشيء، وبالتالي يكون هناك شيءٌ آخر، ويسمى البيروقراطية، نحن الآن نعمل على التخلص من حالة البيروقراطية التي طرأت على بعض مؤسسات الإدارة، طبعاً أنا أسمّي هذا الشيء ضعفاً إدارياً لدينا، وعند الأشخاص الذين يعملون معنا أيضاً، الضعف الإداري يؤدي إلى ظهور البيروقراطية.

– كيف تراقب الإدارة الذاتية الشؤون الاقتصادية الصعبة التي يمرّ فيها مواطن “كانتون الجزيرة” وماهي الخطط “الاسعافيّة” بهذا الشأن؟

المسألة الاقتصادية هي أهم من جميع المسائل التي نعاني منها نتيجةً للحصار المفروض علينا، كانت المنطقة متعودة أن تأتي ببضاعتها وما تحتاج من الداخل السوري، مقاطعة الجزيرة كانت تعتمد سابقاً ولا تزال حتى الآن تعتمد على الجانب الزراعي، والزراعة كانت مختصرة نتيجة سياسات الدولة على مادة القمح والشعير وبعض البقوليات الأخرى، إنما نحن توجهنا الآن لتطوير هذه الحالة في روجافا من الجانب الزراعي إلى الجانب الاقتصادي وفتح المعامل والشركات والمؤسسات التي تستطيع أن تخدم أبناء هذه المقاطعة حتى لا نحتاج إلى الخارج، هناك مشاريع لدينا، وخاصةً المشروع الأساسي الذي نعمل عليه جاهدين هو مشروع “الكوبرتيفات” لأبناء المجتمع أي الجمعيات التعاونية الشعبية بالدرجة الأولى، إلى جانب أن الإدارة تقوم بكثير من الأعمال حتى نعتمد على أنفسنا في هذه المقاطعة دون الاعتماد على الغير والجهود الخارجية لأننا لا نعرف ولا ندرك متى ستغلق هذه الأبواب ومتى ستنفتح، نحن لا ننجرّ لهذه السياسة، بل لدينا سياسات خاصة بنا في هذا الاتجاه أي الاعتماد على الذات سواء كان صناعياً أو زراعياً أو تجارياً.

فـُتحت لنا ممثليّات في الخارج، كممثلية موسكو وستوكهولم وبرلين وهولندا، الممثليات التي فتحت تعتبر بوابات خير من هذه الدول وهي بمثابة اعتراف بالإدارة وتعاملها مع الإدارة يثبت على أنهم جميعاً يتقبلون هذه المسألة وأنه النموذج الأمثل لحل الصراعات في سوريا

– وماذا عن المعبر وتأثيره على اقتصاد روجافا؟

طبعاً المعبر يؤثر كثيراً كون اعتماد الإدارة هو بالدرجة الأولى على هذا المعبر، والمعبر يأتي بالشيء القليل، لهذا نعاني كثيراً من الخدمات وقلة الخدمات التي نقدمها وقلة المشاريع التي ننفذها وقلة الإمكانات الموجودة متعلقة بالمعابر، جميع المعابر مغلقة والمعبر مع إقليم كردستان العراق أيضاً مغلق ويتحكم فيه الحزب الديمقراطي الكردستاني والسيد مسعود البرزاني.
فتح المعبر وإغلاقه مرتبط مع سياسات وتوجهات الحزب الديمقراطي الكردستاني، هم من يتحكّمون بإغلاقه وفتحه وهم من يتحكمون بالسماح والرفض لأي بضاعة تدخل أو تخرج، نستطيع أن نقول أن إدارة المعبر من الطرفين متعلقة بقرارات الحزب الديمقراطي الكردستاني، إذا كان هذا الشعب يعاني فمعاناته موجّهة لسياسة حكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني.

“المجلس الوطني الكردي في المفاوضات لا يمثّل الشعب الكردي، هو ممثل عن حزبيْ “يكيتي” و” PDK-S“، ولكن في الأزقّة السياسية المخاطب الرسمي هو الائتلاف السوري فقط وليس الكرد، الكرد هم الإدارة الذاتية فقط.”

– أيضاً بالنسبة للثراء الفاحش لبعض المستفيدين من الإدارة الذاتية، هل لكم أن تحاسبوا هؤلاء على مبدأ “من أين لك هذا”؟

نحن لم نلاحظ أن هناك أيّ ثراء فاحش، وإذا كان هناك بعض الأشخاص المستفيدين، نتمنى من جميع الجهات العامة والخاصة الإشارة إلى من يستفيد من هذه الإدارة ويسخّر إمكاناتها لذاته حتى وصل لدرجةٍ فاحشةٍ من الثراء، ما نتمناه أن يعيش شعبنا في روجافا والموظفين الذين يعملون في الإدارة والإداريين والمسؤولين ضمن هذه الإدارة بدرجة مقبولة من العيش لا الرفاهية. أتعجب أن يُقال هناك من أصبح ثريّاً من وراء الإدارة، لأن الإدارة نفسها تعاني من الوضع الاقتصادي السيّء، إذا كانت هناك حالاتٌ خاصة مشبوهة أو هناك شكاوي ضد أحدٍ ما أو هناك من يشكَّك في أمره أنه ثُري من وراء هذه الإدارة، فأبوابنا مفتوحة للجميع ولدينا عدالة وقوانين وقرارات نستطيع أن نسأل عن هذه الأمور ويُحاسَب من تجاوز حدوده، وإن كانت هناك تجاوزات قد حصلت نتمنى أن يؤتى بأسمائهم أو تُشخّص حالاتهم حتى نستطيع محاسبتهم.

– ثلاث سنوات ولم تتمكن الإدارات الذاتية المعلنة من نيل اعتراف سياسي اقليمي أو دولي، برأيك ماهي الأسباب الكامنة وراء ذلك؟

نحن لا نسير حسب التقليد المتعارف عليه دولياً، أي هذه الإدارة إذا لم يُعترف بها دولياً لا يعني ألا يكتب لها النجاح والاستمرارية، نحن لا نفكر هكذا، سابقاً لم تكن لنا علاقات مع أيّاً كان وجميع الأبواب كانت مغلقة في وجهنا، لم نكن نستطيع أن نلتقي مع أحدٍ، ولو كان سرّاً، مع الدول الأوروبية أو الأمريكية أو الروسية أو أي كان، ولكن مع تطور الحالة وتطور الأزمة السورية والصراعات الإقليمية الموجودة الآن أصبح الجميع يلتقي معنا علناً وليس سرّاً، وهذه تعتبر خطوة إيجابية نحو الأمام بعد أن كنا وحدنا ضمن الإدارة وضمن هذه المعمعة “الثورة السورية”، الآن يقف إلى جانبنا عشرات الآلاف من الأحزاب الكردية وبعض الأحزاب العربية والسريانية أيضاً والكثير من المكوّنات الموجودة, فـُتحت لنا ممثليّات في الخارج، كممثلية موسكو وستوكهولم وبرلين وهولندا، الممثليات التي فتحت تعتبر بوابات خير من هذه الدول وهي بمثابة اعتراف بالإدارة وتعاملها مع الإدارة يثبت على أنهم جميعاً يتقبلون هذه المسألة وأنه النموذج الأمثل لحل الصراعات في سوريا،لهذا ليس غريباً على هذه الدول ما أنجزناه وما هم يطمحون إلى إنجازه في سوريا، حدّة الصراع قد توسعت في سوريا ودخلت في أزمات لا يحمد عقباه، لهذا يبحثون دائماً عن الحل الذي نحن أصرّينا عليه منذ بدايات الثورة السورية في 2011 وحتى الآن، جميعهم الآن يتقبلون هذه الفكرة ويعملون جاهدين حتى يكون نموذج الحل مثلما طبقناه، وهذه الدول منبهرة بهذا الإنجاز، هناك مصالح دولية فيما بينهم خاصةً الروس من جهة والأمريكيين من جهة ومصالح الدول الإقليمية لاسيّما إيران وتركيا والسعودية وقطر وإقليم كردستان، هناك مصالح إقليمية أيضاً وهناك من يتضرر عندما يتم الاعتراف بهذه الإدارة ويقف عائقاً أمام الحلول المطروحة، وأخصّ بالذكر حكومة أردوغان التي تبنّت المعارضة جميعاً، عندما يبحثون جميعاً عن الحل للأزمة السورية هم يقفون بالمرصاد على أن لا يكون هناك حل إذا كان الكرد مشاركينضمن الحلول المقبلة، لهذا هم يشكلون عائقاً أماماعترافهم بهذه الإدارة، عندما يعترفون ستكون هناك صعوبات لديهم بالتعامل مع الكرد والتعامل مع المعارضة مستقبلاً والتعامل مع النظام السوري، لهذا هم أكثر حساسيةًفيهذه المسائل، يبقون المسألة كما هي، لذا نحن نعمل، وهم يرون هذا الشيء، والكل يتابع، نحن نعتبر هذا اعترافاً ضمنياً بالإدارة الذاتية الديمقراطية وبالنتيجة لا يصحّ إلا الصحيح والإدارة هي التي ستنجح.

– لو نتحدث عن الاتفاق الذي وُقع بين منسقيّة الإدارات الذاتية وبين تيار الغد السوري، أهم الأهداف والاستحقاقات من وراء ذلك الاتفاق؟

طبعاً السيد أحمد الجربا كان رئيساً للائتلاف السوري المعارض سابقاً، وهو من المعارضة السورية و شخصية وطنية، كانت لديه توجهات حلّ للأزمة السورية سابقاً ولكن الشوفينيين الذي كانوا يتعاملون معه لم يتقبلوا تلك الأطروحات التي طرحها، لذلك ترك الائتلاف وبقي مستقلاً مع تيار الغد السوري، هم يجدون بأن نموذج الإدارة الذاتية هو نموذجٌ صحيح وجوابٌ لحل للأزمات الموجودة في سوريا وحالة للتعايش السلمي والتآخي بين شعوب المنطقة وهي حالة ديمقراطية، ونحن نسعى لـ “دمقرطة” سوريا ولا يوجد لدينا أهداف لاقتطاع أجزاء من سوريا، لهذا تقبّل هذه الفكرة كاملةً ونحن أيضاً مستعدين لعقد أي لقاء أو الاتفاق مع أيٍّ كان عندما يتقبل هذا النموذج وتكون أطروحاته ونظرياته في خدمة شعوب المنطقة كاملةً، لا أن تكون أطروحات شوفينية أو عنصرية مثلما يتبناها الائتلاف السوري الآن.

%d8%ba%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%8a%d9%85-%d8%b5%d8%a7%d8%b1%d9%88%d8%ae%d8%a7%d9%861

– إلامَ كان يرمي اجتماع “حميميم”، وما هي أسباب عدم نجاحه، وماذا كانت مطالبكم، وما هو مطلب النظام، وأي الملفّات رفضها النظام؟

لا أعلم شيئاً عن هذا الاجتماع وتفاصيله، قرأت في الإعلام أن هناك لقاءاً جرى ولا أعرف ما إذا كان صحيحاً أم إشاعة إعلامية، ولكن كموقف إذا كان هذا صحيحاً، أراه أمراً طبيعياً عندما تتفاوض المعارضة مع النظام في جنيف, فهو شيء طبيعي أن يتفاوض الذين يهمهم الأمر هنا مع النظام في “حميميم” تحت رعايةٍ روسية، أجده – كوجهة نظر خاصة – أمراً طبيعياً، لا أعرف من الذين قاموا بهذا اللقاء لذلك لا أعرف ماهي المطالب وماذا كانت نتائج اللقاء أو من رفض ومن قبل سوى ما نُشر على الصفحات الإعلامية فقط.

– سياسياً, أنتم أقرب لروسيا أم أمريكا؟

نتقرّب إلى الاثنين بمسافةٍ واحدة، وتحالفنا مع التحالف الدولي هو أكثر فاعليةً على أرض الواقع عبر قواتنا العسكرية من وحدات حماية الشعب  الـ”YPG” والـ”YPJ”أو قوات سوريا الديمقراطية، الروس أيضاً طرف في حل الأزمة في سوريا، لا نعتقد أن يكون هناك تباعد أو اختلاف بين الروس والأمريكيين عندما يجدون الحل، الاثنين يتناقشون لإيجاد الحلّ لهذا لم نرفض الجانب الروسي في سبيل إيجاد حل للأزمة السورية والقضية الكردية في الشمال السوري ولم نرفض الجانب الأمريكي أيضاً إنما توجهنا نحو الجانب الأمريكي عبر قواتنا العسكرية المتحالفين معهم وتقديمهم معونات لقوات سوريا الديمقراطية ومحاربة الإرهاب أكثر بكثير، إنّما لا يوجد لدينا مانع لعقد علاقات مع أيٍّ كان ليس الروس فقط إنما أيٍّ كان في المنطقة.

“مواطن روجآفا هو الذي يحمي روجآفا وقيمها ويحترم مقدساتها، ويتقرب بأخلاقية وأصولية لكل ما هو مقدّس في روجآفا، والذي لا يفعل كل هذا ويتهجم على عوائل الشهداء الذين قدموا أبنائهم بكلام غير منطقي، ويتهجم على كل ما هو موجود في الإدارة، لا يستحق أن يكون مواطناً في روجآفا.”

– هناك تفاهم روسي أمريكي بشأن التسوية في سوريا، أين أنتم من هذه المعادلة، ومن عملية التفاوض القادمة، وهل سوريا متجهة نحو “الفدرلة”؟

طبعاً، حسب وجهة نظرنا سوريا تتجه نحو “الفدرلة” كونه لا يوجد بديل عنها في سوريا، إن كان هناك بديل آخر، نحن أيضاً سنسعى إليه، ولكن الأفضل هو “فدرلة” سوريا، الاتفاقات الروسية – الأمريكية تبقى اتفاقات خاصة بهم، نحن أيضاً هنا معارضة سورية ونتبنى الثورة السورية، نحن لسنا جزءأً من الثورة السورية وإنّما نمثل روح الثورة السورية ، وأي حل يجب أن نشارك فيه، أو أي نقاشٍ يطرح يجب أن نكون طرفاً في هذا النقاش، كون غيابنا عن أيٍّ من النقاشات أو أي مؤتمرات تُعقد لحل الأزمة في سوريا يعني أن هذه اللقاءات غير جديّة ولن تأتي بالحل للأزمة السورية، ليس هذا من باب التهديد إنّما هو الأمر الواقع، فنحن جزء شمال سوريا كاملةً، إذا كنا مغيّبين عن هذه الاجتماعات أو عن هذه المفاوضات التي ستعقد لاحقاً، تغييبنا يعني تغييب جزء من سوريا، وبالتالي لا يعني الإتيانبالحل للأزمة السورية، وبل هو عكس الحل، لكنّا ندرك بأن الروس والأمريكيين أيضاً مقتنعين أنه عندما تكون النقاشات والمفاوضات جديّة سنكون جزء من هذه المفاوضات حيث نمثل الشمال السوري – روجافا ونمثل القومية الكردية، كونه لا يوجد ممثلين للقومية الكردية ضمن كل هذه النقاشات التي تدور لحل الأزمة السورية سواءً كان في جنيف أو غيره.

– ماذا عن ممثلي المجلس الوطني الكردي في سوريا، ألا يمثّلون القضيّة الكرديّة في هذه المفاوضات؟

المجلس الوطني الكردي في المفاوضات لا يمثّل الشعب الكردي، هو ممثل عن حزبيْ “يكيتي” و” PDK-S”، فقط ضمن الائتلاف السوري، وهم فقط جزء من الائتلاف، إذا كانوا مجلس وطني كردي هنا في روجافا قد يسمونهم كذلك ولكن في الأزقّة السياسية المخاطب الرسمي هو الائتلاف السوري فقط وليس الكرد، الكرد هم الإدارة الذاتية فقط.
– لكن هم في المعارضة والائتلاف أيضاً ويدّعون أنهم يمثلون الكرد في المفاوضات!

المعارضة تستفيد منهم كونهم مواطنون كرد، هناك الكثيرين ممن عملوا مع الأتراك ضد الكرد وكانوا كرداً، وهناك من عمل مع صدام حسين ضد الكرد وكانوا كرداً، وهناك من عمل مع النظام السوري ضدّ الكرد وكان كردياً، وهؤلاء لا يختلفون عن ممثلي المجلس الوطني الكرديّ، هم كرد ويعملون مع الائتلاف ضد مصلحة الشعب الكردي، لا يوجد أي شيء يقومون به لمصلحة الشعب الكردي.

– ماهي قراءتكم لوثيقة لندن التي قدمتها هيئة التفاوض للمبعوث الدولي دي مستورا، والتي لم تتضمن أي إشارة للحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا؟

لم نتفاجأ بهذه الوثيقة، هم أصحاب هذه الذهنية ومنذ بداية الثورة نحن نتكلم عن هذا الشيء، وأريد هنا أن أنوّه إلى التصريح الذي أدلى به أسعد الزعبي والذي أثار ضجةً إعلامية وكأنه شيءٌ جديد بالنسبة للعالم، أمّا بالنسبة لنا لم يكن جديداً، وهذه هي ذهنيتهم، لم يتحدّثوا بأي شيءٍ جديد مثلما نعرفهم سابقاً، لذا لم نتفاجأ بهكذا وثيقة ولم نتفاجأ بأحاديث وتصاريح أسعد الزعبي و حجاب والمالح.

– لكن تصريحات الزعبي تطورت هذه المرّة إلى الأسوأ حين وصف البيشمركة والكرد الإيزيديين وهم “أقلية” بالإرهابيين.!

هذه حقيقتهم، وهذه ذهنيتهم وأفصحوا عنها، لكن أقولها – وللأسف – المجلس الوطني الكردي أصبح المحامي الذي يدافع عن أسعد الزعبي بتصاريحه، عندما واجه المجلس انتقادات الشارع الكردي والسياسيين والمثقفين في روجافا جاء ليعدّل من لهجة خطابه إزاء الزعبي، حاول كثيراً في هذا المجال ولكن محاولاته “زادت الطين بلّةً”. وكأن الزعبي أخطأ حينما ذكر البيشمركة والإيزيديين، ولكنه كان على صواب عندما ذكر أكراد الـ”PYD”أو غيرهم،

– طرح مشروع “أنا هنا” الإحصائي بشكل مفاجئ, هل لك أن توضّح الغاية منه سيّما أن الشائعة الأكثر تداولاً في هذا المجال “أن من خرج من روجآفا لن يشمله الإحصاء”؟

الإحصاء عملية حضارية عملية متطورة للمجتمعات، نحن نعيش حالة حرب مع داعش، حالة معارك ونزوح وهجرة ورغم كل ذلك نقوم بعملية ديمقراطية حتى يعتاد المجتمع والشعب على هكذا عمليات، نقيّم ما هو الموجود لدينا، وما هو المتغيب، حتى نقوم بدراسةٍ ما، فتكون دراستنا صحيحة وسليمة حسب الواقع الذي نعيشه، للمرة الأولى في التاريخ، الشعب الكرديّ يقوم بإحصاء ذاته بنفسه، ليس كما قام به النظام السوري في الستينات وكانت النتيجة حرمان مئات الآلاف من الجنسية السورية، لذا فإن الذين حاربونا من أجل هذا الإحصاء لا يختلفون عن تلك الذهنية، كونهم تابعين للائتلاف والحكومة التركية و” المِيت التركي” هم من يدرّبون ويحرّضون على هذا الشيء، لذا نرى ردّات فعلٍ من المجلس الوطني الكردي، وأتأسف لأني أسميه بالكردي، لأنهم هاجموا هذا الإحصاء بالكثير والكثير من عبارات التخوين، هم ينتظرون حتى يكون هناك استقرار عام، وتُحلّ المسألة السورية كاملةً، وبعد عشرات السنين، تأتي جهات أجنبية وخارجية ليقوموا بإحصاء، لأنهم غير واثقين بقدراتهم وغير واثقين بإرادة شعبهم ومجتمعهم، لهذا أعينهم إلى الخارج دائماً، أمّا نحن فنعتمد على ذواتنا ومجتمعنا، نحن على ثقةٍ كاملة بإرادة مجتمعنا الذي يستطيع أن ينجز ما لا يتخيله الكثيرون.

ولهذا عندما بدأنا الثورة باللغة الكردية والمدارس الكردية التي فُتحت في مدينة عفرين حتى وصلت إلى الجزيرة، لاقت الكثير من الترحيب من العامة، ولكن الذين عارضوا هذه الخطوة هم أيضاً أحزاب المجلس الوطني الكردي آنذاك، النقطة الأخرى هي عندما تم تشكيل وحدات حماية الشعب لحماية أبناء هذه المقاطعة أيضاً كانت هناك معارضة من هذه التيارات والأحزاب وأي خطوةٍ نقوم بها نلاقي معارضة، هذا أيضاً يدخل ضمن ذلك السياق وستلاقي معارضة من هؤلاء كون لديهم هدفٌ واحد وهو محاربة كل ما يخرج من هذه الإدارة.

– ألا توافقني الرأي أن عملية الإحصاء؛ عالمياً، تستند على مبدأ أن يكون هناك استقرار في المنطقة المُجرى فيها الإحصاء؟

عملية الإحصاء جرت في المناطق الشرقية لمقاطعة الجزيرة وفي المناطق الغربية منها ولم تبقَ إلّا المناطق الوسطى، لم يحدث أي خلل أو خطأ أو تجاوز، بالعكس كانت التوقّعات فوق ما كنا نتصور.

وما هو العيب في إنجاز هذا الإحصاء! ما هو التقصير في إنجاز هذا الإحصاء! وماذا يؤثر سلباً وماهي سلبيات هذا الإحصاء!؟ هو إيجابي أكثر مما هو سلبي، العائلة التي يتواجد منها الأب أو الأم أو أحد منها يسجل أسماء المهاجرين، وأنّ لديهم أفراد في أوروبا أو في المنطقة الفلانية بموجب دفتر العائلة، ويسجل الجميع سواء كان مهاجراً “عربياً أو كردياً أو سريانياً” بحسب الجدول الإحصائي.

– إلى أين تتجه الإدارة الذاتية في هذه المرحلة والتي ربما تكون قريبة للمراحل النهائية لعملية التسوية السورية، وهل هناك إشارات بأن تكونوا على الطاولة في جنيف؟

يبدو أن الراعين لهذه المسألة اتفقوا فيما بينهم، لهذا نرى معركة حلب هي الفاصلة بين المعارضة وبين النظام، يريدون تفريغها من المعارضة، وقاموا قبلها في “معضمية الشام” و”داريا” وتمّ ترحيلهم إلى مناطق إدلب، وكأنها عملية تصفيات تتم فيما بينهم، ويُعتقد بأنها عملية توافقات سياسية بين الأطراف، نحن أيضاً جزء من هذه التوافقات في الشمال السوري وفي روجآفا، وسنسير بما عملنا من أجله منذ بدايات الثورة وحتى الآن ولاحقاً أيضاً، طبعاً هي بداية الحل للأزمة بأنها ستُحل خلال سنة أو سنتين أو ثلاثة سنوات، إنّما دخلنا في بداية الحل، حتى الأعوام الستة الفائتة لم تكن هناك نوايا لحل الأزمة إنما كانت مراوغات لإطالة عمر هذه الصراعات وما إلى ذلك من الأمور، والنقاشات التي دارت في جنيف 1 و2و3 قلنا منذ البداية أيضاً أنه إذا كان هذا جنيف 1 فسيكون هناك جنيف 2 و3 و4 وقد يكون هناك جنيف 5 أيضاً، الآن عندما يُناقش أو يُطرح عبر بعض الوسائل الإعلامية، ونحن نرى بأمّ أعيننا التفاصيل على أرض الواقع، وكأنّها تتجه نحو البدء بالحل للأزمة السورية، ولاسيّما مشاركة الكرد عبر حزب الاتحاد الديمقراطي والإدارات الذاتية الديمقراطية في هذه المفاوضات ستكون بدايات الحل، ولكن لا نعرف المدّة وهي مرتبطة بالقضاء على الإرهاب.

– في الفترة الأخيرة ازدادت عمليات الاعتقال السياسي، والنفي والطرد، من قبل قوات الآساييش التابعة للإدارة الذاتية.

لا نستطيع أن نسمي كل من تمّ اعتقالهم بأنهم سياسيين، فالسياسي الذي يخدم شعبه ومجتمعه وبلده ويتوجه نحو الصح، نستطيع أن نسميه سياسي معارض إذا لم يكن متفقاً معنا، وهذه الحالة موجودة في تركيا هناك الحزب الحاكم في تركيا وأحزاب أخرى إلى جانب الحزب الحاكم يشكلون مع بعضهم البرلمان ولكنهم في الأزقة والندوات السياسية وفي جميع الساحات الدبلوماسية والسياسية هم معارضة لحكومة أردوغان، هذا لا يعني أنهم أعداء، وهنا إذا كانوا سياسيين سيخدمون أبناء شعبهم ومجتمعهم ويوجهون هذا الشعب لتقديمنا الأفضل له سنراهم معارضة، ولكن الذي نلاحظ أن الكثيرين لا يحملون هذه الصفة ولو كانت لديهم خصوصية الانتماء إلى الأحزاب أو يتمتعون بصفة القيادة، فالقيادي لا يعني أنه سياسي.

– وماذا بخصوص نفي البعض؟ أليسوا مواطنين من روجآفا؟

مواطن روجآفا هو الذي يحمي روجآفا وقيمها ويحترم مقدساتها، ويتقرب بأخلاقية وأصولية لكل ما هو مقدّس في روجآفا، والذي لا يفعل كل هذا ويتهجم على عوائل الشهداء الذين قدموا أبنائهم بكلام غير منطقي، ويتهجم على كل ما هو موجود في الإدارة، لا يستحق أن يكون مواطناً في روجآفا. هناك العشرات من القياديين والعشرات من الأحزاب السياسية التي تعمل هنا في روجآفا وليسوا متفقين معنا، لديهم مكاتب تعمل ليلاً نهاراً رغم ذلك لا يتم اعتقالهم ولا يتم تسويقهم أو نفيهم إلى الخارج، ولكن الذي يحرِّض على الفتنة واقتتال الشعب مع بعضه البعض ويتفق مع أعداء هذه الأمة أو أعداء الديمقراطية سيُعتقل ويُنفى، ولاسيّما أنه لدينا الكثير من المعلومات على تعاونهم مع الأتراك، و”المِيت التركي” بالدرجة الأولى.

– عذراً على التوصيف ولكن “نظام البعث” لم يقم بهذا، كيف تبررون فعل هذا الشيء؟

نظام البعث لم يقم بهذا، لأنه لم تكن لديهم مكاتب هنا، ولم تكن لديهم نشاطات سياسية، لم يكن لديهم أي شيء، فقط كانوا عبارة عن أسماء موجودة يعتاشون من وراءها ويمثلون الشعب في قرارة أنفسهم، لهذا فالنظام السوري لم يحسب لهم حساباً، ولكن الآن اختلفت المسألة كثيراً، فهناك من يتعاون مع الإرهاب، وهناك من يتعاون مع جبهة النصرة، وهناك من حاربنا في الشيخ مقصود وعفرين ولا زال، إذاً ماذا يعني قول القادة العسكريين التابعين للائتلاف السوري بأنهم “سيحاربون وحدات حماية الشعب في شيخ مقصود وفي حلب وهم والنظام سواسيةً” وهؤلاء المعتقلين جزءٌ من هذا الائتلاف، لم يصرحوا يوماً بأي شيء ضد هذا المنطق، وهناك خلايا نائمة تابعة لهم ويتم اعتقال الكثيرين منهم، ولكن الشيء المؤسف عندما يتم اعتقال أي شخص يسجَّل أنه سياسي وناشط، لكن الحقيقة أن هناك بعض التجار، ولديهم بعض المشاكل ولديهم أيضاً تجاوزات كثيرة، لأنهم يحرضون هذا الشعب ضد الإدارة الذاتية وضد كل ما هو موجود، ويتبعون لـ ” الميت التركي” ولهم ذنوب وتُهَم في هذا المجال ولازالوا في التحقيق، ولن نعلن عن أي شيء، لكي لا يأخذوا احتياطاتهم من تلك الناحية، إذ توجد ملفات بقيامهم بتجاوزات والتحريض والهجوم على المقدسات ولا يتقبلون الإدارة كلياً. نحن لا نعتقلهم لعدم تقبلهم للإدارة، فهناك الآلاف من المعارضين ولا يتم اعتقالهم، ولكن هؤلاء توجد لديهم مشاكل، ويريدون القيام بنشاطات وبدون قرار أو رخصة ، يقوم بنشاط ضدّنا ولا يأخذ رخصة منّا، وإذا حدث تفجير يتهموننا بالمسؤولية، فلو أنهم حصلوا على الرخصة لن يتم اعتقالهم، كيف تأتي تتحدّث لساعات لهذا الشعب وتحرّضهم وبدون رخصة وكأنك في تعيش في “برية”، عندما تكون في أوروبا تقوم بترخيص هكذا نشاط.

في باشور كردستان لا يستطيع أحد القيام بمظاهرة دون أخذ رخصة، كنت في باشور كردستان ومنعوا إحياء ذكرى مجزرة 12 آذار التي ارتكبت بحق كرد روجآفا في 2010، رغم أن نوري بريمو ومحمود صابر وجميع قادات هذه الأحزاب حاولوا الحصول على رخصة ولم يحصلوا، فلم يقفوا ضد الحكومة حينها، واليوم يريدون القيام بنشاطات بيننا وبدون رخصة، هناك قوانين وقرارات يجب أن يحترموها لكي يحترمهم الناس، وإلا سيتم اعتقالك.

– أيضاً إضرب أنصار المجلس الوطني الكردي عن الطعام بشكل سلمي، واتجهت حياة البعض نحو الخطر، وكانت هناك مناشدات كثيرة للإدارة الذاتية للتدخل والتحاور مع المضربين، لمَ لمْ يصدر منكم أي موقف حيّال ذلك؟

بشأن الإضراب عن الطعام، من قام به لا يعترف بالإدارة الذاتية ويقولون بأنها سياسة الأمر الواقع لحزب “PYD”وأن لديهم معتقلين في سجونه، لا يوجد ما يسمى سجون “PYD” لدينا إنما توجد سجون للإدارة الذاتية مرتبطة بالأساييش. هم لم يخاطبونا ولا يعترفون بنا، فلو أنهم اعترفوا بالإدارة الذاتية، كانت الإدارة ستقوم بالواجب تجاههم وستلبي مطالبهم، لو أنهم بقوا ستة أشهر إضافية في تلك الغرف لن يتضرر الشعب من تجويعهم لأنفسهم، وكموقف إنساني لم نرد لهم تجويع أنفسهم، لا نعرف ماذا سنقول لهم وهم لا يعرفون الإدارة الذاتية، إذا قالوا أنهم يطلبون من الإدارة الذاتية أن يطلقوا سراح معتقلينا ويطبقوا العدالة كانت الإدارة ستقوم بتلبية طلباتهم.

كيف تقرأ إهانة الإعلامية رنكين شرو في معبر سيمالكا؟

رنكين شرو امرأة أتت لروجآفا وتمت إعادتها، لها اسم وممنوعة من الدخول لروجآفا. توجد لدينا بعض المشاكل الإدارية، كان يجب أن يتمّ إعلامها أنها ممنوعة من الدخول لروجآفا فورا، الأساييش العام منع دخولها والأساييش أخبرها بالأمر بكل احترام، لكنها لم تحترم هذا القرار وصرخت في وجه الأساييش الذين يؤدون واجبهم فقط، وليست لديهم سلطة لأي شيء، وأعتقد بأنها حاولت القيام بتمثيلية، وقالت بأنها تعرضت للضرب. أخلاق الأساييش لا تسمح لهم بضرب أحد وخصوصاً أساييش سيمالكا، لو أنه هذا حدث في شارع بعيداً عن الأنظار، لقلنا أن أحداً من عناصر الأساييش قام بتجاوزٍ ما، أمّا هناك وأمام أعين الناس لا يقوم الأساييش بفعل شيء مماثل، هي مجرد افتراءات، وهي التي رمت نفسها على الأرض، وقامت أساييش المرأة برفعها، وهي تعتبرها أنهم قاموا بضربها وقطع ثيابها، رغم عدم حدوث هكذا شيء، والذي قام بكل هذه “البروباغندا” و الضجة الإعلامية يبرر القتل العام في حي الشيخ مقصود، وقتل الصحفي وداد في دهوك تحت التعذيب، لم لمْ نسمع صوت هؤلاء يعلو، حين اغتيال زردشت أوصمان، واعتقال الناشطة الألمانية بيريفان  وهي في الهلال الأحمر لخمسة عشر يوماً، ونفيها ومنعها من دخول كردستان مجدداً، أو اعتقال الإعلامية “أيسل أفيستا” العاملة في قناة “ستيرك “. برأيي إعادة امرأة من الحدود لا تحتاج هكذا ضجة.

نُشر هذا الحوار في العدد(51) من صحيفة “buyerpress”

2016/10/1

التعليقات مغلقة.