سأسند نظرتك بأزهار أقحوان بيضاء

69

 

سأسند نظرتك بأزهار أقحوان بيضاء

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

“قصائد تانكا للشاعرة اليابانية يوسانو أَكيكو 与謝野晶子

تَرْجَمَةُ وَتَقْدِيم: أَحمد لوغليمي

 

[قصائد تانكا]* 

ـ 1 ـ

عَبْر أَمْطَار الرَّبيع

جئتَ مبلولاً حتّى بابي

وجهي يُفْشي نفس الفَرح

الذي تنثره هذا المساء

شجرةُ التّفّاح المزهرة.

ـ 2 ـ

جَدْوَلٌ صغير

يَنْبع من المروج

ويتلوّى نحو الجنوب،

آه، كم هي متناغمة

هَيْئَتُكَ والحقول الخضراء!

ـ 3 ـ

بطيء مجذاف

عودتك في المساء أيها الرّاهب.

أيّها أكثر عددا

ضمن أزهار اللوتس هذه،

الحمراء أم البيضاء؟

ـ 4 ـ

نحو الغرب

تحمل الريح شعرها المنسدل

وسط الأغصان الشابة

بينما هنا

روعة قوس قزح صغير.

 

ـ 5 ـ

 

كرة الحرير

التي كنتُ أخبئها في كُمِّي

سقطت أمامهم:

“ليست لي” قلتُ،

وجريتُ وأنا ألتقطها.

 

ـ 6 ـ

 

كيما أريح

عيناكَ المريضتان،

وأنت في حديقتك، معلّمي،

سأجعل أزهار أقحوان بيضاء

تنمو في حديقتي.

ـ 7 ـ

ألا تراها أنت،

أيها الراهب ذي الجبين الصّافي؟

واقفة في هذا الليل

قرب شجرة التّفّاح المزهرة

أحلامه الربيعية؟

ـ 8 ـ

غناء عندليب

في أصبوحة جبل كيوطو

الهادئة هذه

وديعٌ هو حبّ من

يلمس برجليه أزهار الكاميليا.

ـ 9 ـ

عليكِ أن تتعلمي

كيف تسكبين كل الثمالة

في دنان الربيع!

يا أزهار المغنوليا

المزهرة الخجولة.

ـ 10ـ

وهو يستدير

لأجل أن يطوي أكمامه

لريح الربيع

التي تخفق بقوة يقول:

“لحظة، من فضلِكِ”.

 

ـ 11 ـ

 

من بين أوراق الخَيْزُران

الأربعة هذه، السّاقطة على الماء،

تلك التي تحمل على ظهرها

أزهار الخوخ الورديّة

هي الأبطأ في الرحيل.

 

ـ 12 ـ

 

حينما كنتُ أنتظركَ

محفوفةً بالأعشاب البريّة

والزَّنبق المزهر

حتى الأفق الذي يَبِين منه قوس قزح

كان عَطِرًا.

 

ـ 13 ـ

 

ورقة على الماء

ألتقطها، مُبَلِّلَةً كُمِّي!

عبر هته القطرات الحمراء

أَلْتَسْقُط على أزهار النّيلوفر

أُعْلِنُ رقّتي.

 

ـ 14 ـ

 

معبد ياباني في المساء،

في ريح الرّبيع

تطّاير أزهار الكَرَز

التي سأصنع منها قصيدة

على أجنحة يمامة.

 

ـ 16 ـ

 

أوه يا أزهار الخوخ،

يا من تأتين حتى على

حُمْرَةِ أزهار الخريف هته

لتتواضعي قليلا،

حتى لا يعاقبك الله!

 

ـ 16 ـ

 

مالئا المساء،

جرس شمال ساغا

يحمل صداه

على الريش النّاعم للبطّ

الذي يَلْبَدُ ضمن الأزهار.

 

ـ 17 ـ

 

لدُعابات

ماء الجدول النَّزِق

يبتسم بوذا،

فيكتشف في فمه

أزهار المروج البيضاء.

 

ـ 18 ـ

 

من يستطيع إذاً أَنْ يَفْهَم

القلق المُلْتَبِس الّذي يَرُجّ

قلبي رغما عني

مثل الفوانيا الحمراء

على فستاني الرَّثّ.

 

19 

أوائل الربيع

لهذين اليومين في كيوطو

وحيدة في الجبل

حيث شعري المتشابك

يتحدّى أزهار الخوخ.

 

ـ 20 ـ

 

لأجل معاقبة الرجال

على آثامهم الكثيرة

مُنِحتُ إهابي الأبيض الفضي

وشعري الطويل،

الأسود،النّاعم.

 

ـ 21 ـ

 

يَعْبُرُ عَلَى مَهل

ولكن ما أن يرتفع الضباب

حتى يختفى،

بينما بجانب الجرس

كان المساء يرنّ بحزن.

 

ـ 22 ـ

 

حلّ الخريف،

لأي شيء تشبه

حياتي،

لِأَزْهار الفوم الصغيرة هذه

أم لأعشاب الخُبّاز الهشّة.

 

ـ 23 ـ

 

بحركة واحدة

صرتُ على ضفة السّاقية

وبين الصّفصاف الأخضر،

أقلُّ سُرعةً مِنْ قلبي

جَرَيَانُ الماء.

 

ـ 24 ـ

 

ما أن انحلّ

قوس قزح الربيع

عن خيط الحرير

حتى شاعت في الفجر

نكهة إلهة جمال حائرة.

 

ـ 25 ـ

 

مثل هِبَةٍ سماوية

هناك، أريجُ وبهاءُ

مساءاتِ الرَّبيع

هل تعدونني بأن تصنعوا منها

ديوان شِعر؟

 

* «التانكا»، وهي عبارة عن نص شعري يتكون من واحد وثلاثين مقطعاً صوتياً وفق النمط 7-7-5-7-5. وقد بقي هذا الشكل الشعري مهيمناً على الأشكال الشعرية الأخرى لفترة زمنية طويلة، إلى أن سحبت البساط من تحت قدميه فيما بعد قصيدة الهايكو

نشرت هذه القصائد في العدد (46) من صحيفة Buyerpress تاريخ 1/7/2016

11165113_541958725977071_7059124043412540130_n1111

التعليقات مغلقة.