إن لم يكن هذا المشروع مقبولاً ما هو الأفضل منه؟ نحن نتشوق لمعرفة ذلك!

79

آلدار خليل

aldar xelil

تستمر روج آفا في المضي قدماً نحو المساهمة العملية في إجراءات الحل للوضع في سورية وتستمر بكل مكوناتها في العمل على كل ما من شأنه خدمة القضية السورية والسوريين، وهنا وباعتبار أطراف الصراع في سورية كثيرة وقد تحول البعض منها إلى أدوات ودمى تحركها إرادة بعض الدول التي تريد من سورية الاستمرار في مأساتها كون ذلك من مصالحهم الجيوسياسية في المنطقة وكذلك لهم إيرادات ومقايضات من تلك الاستمرارية.

في غمرة التواطؤ من قبل المعارضات التي تكاتفت مع هذه الدول تقدمت المكونات في روج آفا بالعديد من المشاريع التي من شأنها خلق المناخ الملائم لبداية الحوار السوري- السوري على أساس الانتقال نحو نظام جديد بكل مفاصله كون نظام الدولة التي كانت موجودة لم تعد تلبي حاجة وطموح الشعب السوري وبخاصة أن نظام المركز يعتبر من أكثر الأنظمة المعقدة في الشرق الأوسط وحيثيات القضية السورية لم تعد تقبل بوجود النظام المركزي ولم يعد ما يقدمه هذا النظام من جرعات دستورية متعلقة بتغيير الغلاف هنا والحفاظ على الجوهر هناك أمراً يمكن تصنيفه على أنه من مرتبات الحل في سورية. إيماناً وحرصاً على القيام بالدور الوطني وأمام فشل العديد من الأطراف التي كانت تسمي نفسها معارضة وطنية في تقديم أي مقترح من شأنه خلق أرضية الحوار من أجل الانتقال إلى مرحلة يتم فيها اعتماد حالة الهرم الإداري في سورية تم طرح مشروع الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي كنوع من المساهمة في إيقاف حال التمزق في الجسد السوري ولعل الكثير من الأطراف وللأسف التكنوقراطية منها رأت في هذا المشروع خطراً على سورية وعلى شعبها وعند البحث عن أسباب شعور هؤلاء بالخطر يعيد إلى أذهاننا تلك الحالات المقاومة للانتداب الفرنسي على سورية بعد الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش فجميع المقاومات التي أبدتها تلك المجموعات من أمثال ابراهيم هنانو، حسن الخراط، سلطان باشا، الشيخ صالح، كانت تصنف عند الفرنسيين آنذاك على أنها أعمال شغب وهؤلاء المقاومون هم ثلة من المخربين وعلى هذا الأساس كان الفرنسيون يقنعون حلفاءهم مع أنهم كانوا أول من يعلم أن هؤلاء يقاومون وجودهم وأنهم على أرض ليست أرضهم، فمخاوف هذه المعارضات اليوم تصنف على أنها خوف على انقراض دورهم وبالتالي يتحولون بعد أن فشلوا في تقديم أي حل إلى صفحة التاريخ السوري المعنون باسم « المتآمرين وممزقي الجسد السوري» في طرح مشروع الاتحاد الفيدرالي لم يكن هذا المشروع نابعاً من فراغ وإنما حصيلة لقاءات ونقاشات بين أبناء الشعب السوري وهو مشروع قابل للنقاش والتعديل بحكم أنه في مرحلة الإعداد ويحق لأي طرف سوري النقاش حوله وإبداء الرأي فالاسم والمواد الواردة في العقد ليست ضرورات لا تقتضي التعديل فالغاية الرئيسة حملنا مشروع نريد منه تقديم فكرة حول ماهية الحل ونسعى لطرح آراء بدلاً من الاكتفاء بالسكوت ولا نريد أن نكون كغيرنا من الأطراف معدومي التأثير وتوابع لأطراف تملي علينا حاجتنا السورية ومقتضياتها نحن نريد خلق أرضية سورية نتحاور عليها ومن منظورنا ورؤيتنا طرحنا لهذا المشروع يعبر عن مدى قدرتناعلى تشخيص الواقع السوري فأي تشخيصات أخرى مبنية على أساس إلغاء المركز وشمل كل المكونات السورية والانطلاق من اعتبارات وطنية واعتبار سورية أرضاً موحدة نحن نرى من واجبنا الوطني أن نكون أطرافاً مناقشة حول هكذا أفكار، لكن من غير المعقول حينما لا يحمل أي طرف مشروعاً آخر وينتقد هذا المشروع أو يراه خطراً هنا يجب التساؤل!! إن لم يكن هذا المشروع مقبولاً ما هو الأفضل منه؟ نحن نتشوق لمعرفة ذلك! إن لم يكن هذا المشروع ملبياً لحاجة الشعب السوري ما هو مشروعكم لخدمة هذا الشعب وإن لم يكن هذا المشروع مقبولاً فهل الرفض فقط يعتبر حلاً؟؟

ومن مفارقات مشروعنا أننا نحمل الانفتاح على الجميع لكن ما تبديه الأطراف الأخرى من رفض لمكونات من أبناء الشعب السوري قبل أن يكونوا في مكان القرار فذلك هو المعنى الحقيقي للذهنية المركزية المستندة على أسس المنفعة والعمل بسياسة المعايير المزدوجة، حيث إعاقة الحل الوطني تحت مانشيت المعارضة وعدم الحرمان من المناصب والسلطة بالإسهام في الحفاظ على ديمومة النظام المركزي وكذلك كبت جماح المجتمع والاكتفاء بتغييرات ورتوشات على الهيكل الخارجي للنظام الحاكم في سورية والحفاظ على الجوهر القائم على الإلغاء والنفي بعد كل الأرقام التي أصبحت تخجل الضمير السوري الوطني من شهداء وجرحى ومفقودين ومشردين! فالفرق نحن أصحاب وهم توابع.

عن موقع صحيفة روناهي

التعليقات مغلقة.