كيف تابع المهتمون بالشان السياسي التصريحات الأخيرة لمستشار رئاسة اقليم كردستان

44

تصاريح

خاص – Buyerpress

اليوسف: من المعيب أن نستخدم تعبير العملاء لتوصيف خلاف أو حالة سياسية أيّاً تكن, هناك مصالح وأولويات وأجندات قد تكون خاطئة أو صائبة, وكل الأحزاب والدول تمارس ذلك بما فيها حزب السيد جمعة.

الحامد: هذا يفسر أيضا سكوت البارتي عن أئمة الجوامع الذي دافعوا عن داعش أثناء غزوتهم على شنكال.

أكرم حسين: لم يكن لهذه  التصريحات أي مبرر على الاطلاق, لأن داعش  يستهدف الكردي في العراق وسوريا ولا يفرّق بين “بارزاني ” و “اوجلاني” ، الكلّ مستهدف ويقاتل من أجل طرده من حدود كردستان.

مشايخ: لم نتوقع منه مثل تلك التصريحات التي لا تخدم مصلحة شعبنا الكردي البتة بل تصبّ هي ومثيلاتها في خانة المخططات التآمرية الي تحاك ضد شعبنا وقضيته ونأمل أن تكون تلك التصريحات شخصية لا تعبر عن رأي أية جهة سياسية.

حصاف: تلك التصريحات لا تخدم القضية الكردية بأي شكل من الأشكال كون الكرد يمرون بمرحلة حسّاسة ويتطلب من الجميع رصّ الصفوف لمواجهة كلّ ما يسيء إلى الكرد من جميع الأطراف.

زيور العمر: مطلوب من الديمقراطي الكردستاني إجراء مراجعة شاملة لسياساته ومواقفه وأولها الانفتاح على المطالب المشروعة للقوى السياسية في الإقليم والابتعاد عن نزعة التشبث والتفرد بالسلطة في الإقليم.

أدلى السيد محمد صالح جمعة المستشار السياسي لرئيس اقليم كردستان العراق ببعض التصريحات لصحيفة “كردستان” لسان حال الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا، عن الأحزاب الكردستانية والأوضاع السياسية في روجآفاي كردستان.

ووصف المستشار السياسي علاقة حزب الاتحاد الديمقراطي والعمّال الكردستاني وكذلك الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة كوران بالعمالة مع ايران والنظام السّوريّ, كما تحدّث عن هجرة الشباب من غرب كردستان، والحرب التي تخوضها “قوات سوريا الديمقراطية” ضد تنظيم “داعش “بمساعدة أمريكية ودولية في الرقة وريف حلب.

لمصلحة من تأتي هذه التصريحات؟ سيّما أنها صادرة من شخصية اعتبارية لها وزنها السيّاسيّ وتتبوأ منصب المستشار الأول لرئيس اقليم كردستان العراق.

 هل هي لمصلحة الشعب الكردي والشارع الكردي, وخاصّة في هذه الظروف التي تمر بها  روجآفاي كردستان إضافة للمخاطر التي تهدد الشعب الكردي في جميع أجزائه.

موقع صحيفة”Bûyerpress” استطلع آراء بعض السياسيين الكرد والمستقلين:

جوان يوسف- سياسي كردي سوري:

بداية شكرا  لموقع صحيفة Buyerpress  لنشاطه المتميز, أما بشأن ما أوردته صحيفة كردستان على لسان المستشار السياسي محمد صالح جمعة يحضرني قول الشاعر نزار قباني إذ يقول:

 “قتلتنا في مقاهي الشرق/ حرب الكلمات والأكاذيب/ وفرسان الهواء/ قتلتنا الترهات”.

هذه الترهات والتصريحات الرخيصة التي تصدر من بعض ما يسمون أنفسهم مسؤولين من جميع الأطراف لا تنم ولا تنتمي إلى الحقل السياسي والدبلوماسي على الإطلاق .

فالدبلوماسية والسياسة تقتضي عدم قطع حبل التواصل مع الآخرين حتى لو كانوا أعداء فيكف بكونهم أخوة.

لست بصدد الدفاع عن حزب الاتحاد الديمقراطي فله من يدافع عنه, ولكن القراءة السريعة فيما ورد على لسان محمد صالح جمعة, تظهر مدى تدنّي الوعي السياسي لديه, فهي شتائم واتهامات لا تستند إلى أي حقائق أو وقائع فضلا على أنه يتناسى فيها حقيقة اندماجه هو في المشروع الأمريكي والإقليمي بالقدر ذاته الذي يحاول حزب PYD الاندماج في المشروع ذاته ولكن ربما في الضفة الأخرى وهي ضفة المشروع التركي.

إثارة هذه الأمور بهذه الطريقة تقطع الطريق, حتى على مرونة الرئيس مسعود البارزاني وسياسته  التي تحاول دائما ترك الباب مواربا على مجمل الأعداء والأصدقاء.

فقط أريد التعليق على نقطة واحدة وردت في مقابلة السيد صالح جمعة وهي مسألة داعش التي أخطأ فيها خطأً قاتلا, داعش بالمعنى الاستراتيجي هي أخطر مما يتصورها السيد صالح جمعة فهي عدوة للإنسانية حيث تكون ولا يمكن التصالح معها إلا إذا ألقينا بعباءة الإنسانية عن أنفسنا.

وأضيف من المعيب أن نستخدم تعبير “العملاء” لتوصيف خلاف أو حالة سياسية أيّاً تكن, هناك مصالح وأولويات وأجندات قد تكون خاطئة أو صائبة, وكل الأحزاب والدول تمارس ذلك بما فيها حزب السيد جمعة, فهل نسمي علاقة الإقليم بتركيا بأنها علاقة عمالة؟ اعتقد هذا منافٍ تماما للواقع.

طه الحامد- كاتب وسياسيّ:

يفهم من كلام المستشار إن ما حصل في شنكال لم يكن اعتداءً, وإن ما حصل مجرد غزوات شرعية قادها الصحابة ضد الكفار, وبما إن الكرد الايزيديين هم كفار حسب فتاوى أصدقاء المستشار فمالهم ونسائهم وأطفالهم غنائم حلال زلال للمسلمين !! وما حصل في كوباني لم يكن اعتداء من قبل داعش إنما كانت غزوة الفتح قادها خليفة المؤمنين على جموع الكفار والملاحدة والزردشتيين !!

إذا هو مجرد اصطفاف فكري إيديولوجي مع جبهة داعش لا علاقة للانتماء والمصالح القومية بها! فعندما تعلن إنك في جبهة تركيا والسعودية ضد جبهة أيران والأسد رغم إن الجبهتين أقذر من بعضهما البعض سياسياً سيّما على صعيد الموقف من الكرد, فإنك تصّرح بما لا يدعو مجالاً للشك إنك في جبهة ابن تيمية ضد جبهة الملاحدة والماركسيين في حزب العمال وحركة كوران والاتحاد الوطني, وإنك و أردوغان  وداعش وأصحاب فتاوى قطع الرؤوس في السعودية في نفس الجبهة, وتستخدمون نفس المصطلحات, ولكم عدو مشترك كما هو واضح من تصريحاتكم, لأنها تجتمع حول معاداة PKK.

واضح إن السيد جمعة يخدم المحور الذي أعلن صراحة انتمائه له وهو محور ابن تيمية بقيادة السعودية وأردوغان ومن خلفهم من السلفيين, وهذا هو سبب قول المستشار إن داعش ليس عدونا, منطلقاً من انتمائه الإيديولوجي لتلك الفئة وليس من انتمائه القومي, وهذا يفسر أيضا سكوت البارتي عن أئمة الجوامع الذي دافعوا عن داعش أثناء غزوتهم على شنكال وأيّد بعضهم أصحاب الفتاوى من السعودية الذي أفتوا بشرعية سبي نساء الأيزيديات وحللوا الغنائم كون هؤلاء ليسوا من أهل الكتاب وهم كفرة شرعاً.

المستشار لا يخفي نفسه أنه يعمل مع جبهة التوحش والظلامية ضد الحداثوية وحملة الفكر العلماني واليساري .

أكرم حسين – كاتب وسياسي مستقلّ

لم يكن لهذه  التصريحات أي مبرر على الاطلاق, لأن داعش  يستهدف الكردي في العراق وسوريا ولا يفرّق بين “بارزاني ” و “اوجلاني” ، الكلّ مستهدف ويقاتل من أجل طرده من حدود كردستان, وهذه التصريحات لا تفيد التنسيق والتعاون، ولا تساعد على ترتيب البيت الكردي وتوحيد صفه المحتقن أصلا، ولا تدعم فكرة المؤتمر القومي الكردستاني وتدفع به نحو  المجهول.

وباعتقادي أنها لا تعبر عن رؤية وموقف رئيس الاقليم مسعود البارزاني الذي أكد خلال استقباله وفداً من الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا أمس الخميس، على أن «الكرد في سوريا ليسوا لوحدهم ، وأنه يساند الحقوق الكردية المشروعة ونضالهم القومي، وتطرق  للعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعب الكردي في العراق وسوريا ودور الكرد السوريين في ثورة الكرد عام 1976 بالعراق ومساهمتهم في نجاحها وجني ثمارها”،  فالقوى الكردية الرئيسية الحاملة للمشروع القومي الكردي محكومة في نضالها ومن أجل استمراريتها بجملة علاقات وتجاذبات داخلية واقليمية ودولية، مستفيدة من دعم بعض القوى والبلدان التي قد لا تكون صديقة والاستفادة من الخصومات بين هذه البلدان، لكن كل هذا يجب أن لا يمس الخطوط الحمراء للأمن القومي الكردستاني, وهذه الخطوط أو ميثاق الشرف الكردي يجب الاتفاق عليه من قبل مؤتمر قومي كردي بحضور معظم الأحزاب الكردية في الأجزاء الأربعة لوضع استراتيجية العمل القومي المشترك، والاتفاق على الساحة الرئيسية التي ينبغي دعمها وتزويدها بكل الامكانات المادية والبشرية واللوجستية من أجل خلاص الشعب الكردي من الظلم والاضطهاد وبناء الدولة الكردية التي بدأت ملامحها تتضح

مصطفى مشايخ – رئيس التحالف الوطنيّ الكردي في سوريا

كثرت في الآونة الأخيرة إطلاق تصريحات غير مسؤولة من بعض الشخصيات المعروفة وجهات مسؤولة, وإلصاق التهم بشخصيات لهم باع طويل في تاريخ النضال القومي والوطني, كل ذلك من أجل إلهاء الشعب بالخلاقات البيْنية وتأجيج نار الفتن وإيعادهم عن قضيتهم الأساسية وعن تناقضهم الرئيسي المتمثل بالإرهاب والاستبداد, سيّما إن الشعب الكردي قلق في هذه المرحلة من جهة لأنه مستهدف كوجود قومي من قبل التنظيمات الإرهابية والكتائب المتطرفة, ومن جهة أخرى يناضل ويكافح على جميع الأصعدة ويقدم التضحيات الجسام لتحقيق مكاسب قومية في الخارج والداخل, ومن المفروض – ومن باب المسؤولية التاريخية – التضامن الكامل ودعم ومساندة كل الجهود التي تبذل في هذه المسعى وخاصة مع قواتنا البطلة التي تدافع وتحمي الأرض والعرض والمتمثّلة بوحدات حماية الشعب والمرأة والبيشمركة وغيرهم.

إن هذه التصريحات تخلق في الشارع الكردي الاحتقان والهيجان, وحالة عدم الثقة والفتور بين الحركة السياسية وباقي فئات الشعب, وأن السيد محمد صالح جمعة الذي ناضل منذ عقود من الزمن ويتبوأ منزلة عالية بين الشعب الكردي, لم نتوقع منه مثل تلك التصريحات التي لا تخدم مصلحة شعبنا الكردي البتة بل تصبّ هي ومثيلاتها في خانة المخططات التآمرية الي تحاك ضد شعبنا وقضيته ونأمل أن تكون تلك التصريحات شخصية لا تعبر عن رأي أية جهة سياسية.

أناشد كل ضمير حيّ أخذ الحذر والحيطة في رفع الشعارات الغوغائية وإطلاق التصريحات التي لا تخدم مصلحة شعبنا المنكوب والمظلوم وقضيّته العادلة, ولنبذل كل الجهود من أجل بناء جسور الثقة والعمل المشترك ووحدة الموقف والخطاب الكرديين وخاصة في هذه المرحلة المفصلية.

طاهر حصاف – كاتب وسياسيّ مستقلّ:

إن التصريحات الاخيرة التي ادلى بها السيد صالح جمعة المستشار السياسي لرئيس اقليم كردستان لصحيفة كردستان لسان حال الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا بخصوص الاسئلة المتعلقة بالسياسات الكردستانية والدولية ويتهم فيها الحزب الوطني الكردستاني وحركة التغير الكردستاني والاتحاد الديمقراطي بعملاﺀ لإيران لا تخدم القضية الكردية بأي شكل من الأشكال كون الكرد يمرون بمرحلة حسّاسة ويتطلب من الجميع رصّ الصفوف لمواجهة كلّ ما يسيء إلى الكرد من جميع الأطراف. وإن الأفعال وردود الأفعال من جميع الأطراف لا تخدم القضية الكردية, لأن الأوطان لا تبنى على ردود الأفعال, وإقليم كردستان يمرّ بمرحله صعبة من الناحية الأمنية والاقتصادية والسياسية, فعلى الجميع أن يكونوا حذرين من أي تصريح يسيء إلى طرف ضدّ آخر.

بقناعتي أن هذا التصريح جاء ردّا على تصريح مماثل من شخصيات أخرى أساؤوا أيضا إلى رموز وقاده سياسيين من الطرف الآخر, ومثل هذا التصريحات ستبقى إن لم نصل إلى تفاهمات بين الحزب “الديمقراطي – عراق” و”حزب العمال الكردستاني – تركيا “. ولا سبيل لإزالتها إلا بتوافق بين الطرفين.

زيور عمر – كاتب وسياسيّ مستقلّ:

أعتقد أن هذه التصريحات لا يجب النظر إليها في إطار المصلحة وإنما في إطار وسياق الخلاف الجذري الذي تشهده علاقة الديمقراطي الكردستاني مع كافة القوى الكردستانية سواء في إقليم كردستان العراق أو في باقي الأجزاء الأخرى. و بدلا من قيام الحزب بالانفتاح على القوى السياسية الأخرى يحاول التهرب إلى الامام من خلال الادعاء بتملكه مشروعا قوميا يصبو للانفصال عن العراق و تشكيل دولة كردية مستقلة وأن الأحزاب الأخرى من خلال تعاملها وانخراطها في المشروع الإيراني تسعى بكل الوسائل إلى عرقلة هذا الهدف.

 وإذا كان هناك من هدف من هذه التصريحات فهو خلط الأوراق والتهرب من مسؤولية في ما آلت اليها أحوال العملية السياسية في الإقليم أولا من خلال الإصرار على التشبث بالسلطة والاستفراد بموارد الإقليم, الأمر الذي أدى إلى انتشار الفساد والمحسوبية والاعتماد عل القوى الإقليمية, و يجدر هنا التذكير أن الديمقراطي الكردستاني منذ نشوء الأزمة السورية كان أول الاطراف الكردستانية التي انخرطت في المحور التركي وحاولت استثمار قضية الكرد في غربي كردستان في بازار العلاقة مع تركيا.

ومنذ ذلك الوقت بدأت العلاقات بالتوتر مع الاتحاد الديمقراطي وكذلك مع العمال الكردستاني, فعمدت سلطات الديمقراطي الكردستاني إلى ممارسة الابتزاز بحق غربي كردستان من خلال استغلال معبر سيمالكا لفرض شروطه السياسية والجماعات التابعة له من زاوية الحديث عن اتفاقات سابقة جرت بين Tev- Dem والمجلس الوطني الكردي. و الشي الآخر الذي يمكن ملاحظته هو أن كل مستشاري الرئيس برزاني وبخاصة المسؤولين على ملف غربي كردستان ساهموا بشكل سلبي في تردّي العلاقة مع حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني عبر التسويق لسياسات حزب العدالة والتنمية واعتبارها الأكثر صدقية تجاه حل القضية الكردية في تركيا, وكان يمكن ملاحظة الحماس الذي أبدته وسائل إعلامية تابعة للديمقراطي الكردستاني أثناء تغطيتها لجولات الانتخابات البرلمانية التركية لدرجة أنه كان يعطي الانطباع أنها كانت تفضل فوز الحزب الحاكم على حساب حزب الشعوب الديمقراطي.

 لذلك مطلوب من الديمقراطي الكردستاني إجراء مراجعة شاملة لسياساته ومواقفه وأولها الانفتاح على المطالب المشروعة للقوى السياسية في الإقليم والابتعاد عن نزعة التشبث والتفرد بالسلطة في الإقليم وذلك من خلال ردّ الاعتبار للبرلمان والإرادة الشعبية المطالبة بمكافحة الفساد والتوزيع العادل للثروة ونظام سياسي يلبي مصالح شعب إقليم كردستان, فضلا عن التوقف عن ممارسة الابتزاز السياسي تجاه إقليم غربي كردستان وسياسة الحصار التجويع تجاه مواطنيه.

التعليقات مغلقة.