“بالو” الشاعر المنسيّ.. في ذكراه الخامسة والعشرين

119

 

خاص – Buyerpress

قامشلو – تزامناً مع الذكرى الخامسة والعشرين لرحيله وبدعوة ومبادرة من صحيفة”Buyerpress” زار اليوم كل من: الشاعر فرهاد عجمو، الكاتب أكرم حسين، الفنان بهاء شيخو، الفنان جوان جميل ضريح الشاعر الراحل ملا أحمد بالو  والذي يصادف اليوم التاسع من أيار/مايو الذكرى الخامسة والعشرون لرحيله.

وبعد قراءة الفاتحة على روح الشاعر بالو, كان الضريح بحالة يرثى لها حيث الأشواك والأعشاب اليابسة تغطيه، وثمة ممر شائك فقط للوصول إليه, وقد تم استعارة بعض الأدوات من الجوار, حيث بدأ الزوار بتنظيف الضريح من تلك الحشائش والأعشاب، حتى عاد نظيفا من كل شيء.

فرهاد عجمو من على ضريح الشاعر بالو لموقع صحيفة “Buyerpress”:” للأسف هذه هي حال أضرحة شعرائنا ومبدعينا، عاشوا حياة صعبة للغاية في نشر العلم والمعرفة والثقافة، وبعد رحيلهم تجتاح الأعشاب والحشائش اليابسة أضرحتهم، آلمني كثيراً هذا المشهد. بالو شاعر كبير يجب ألا تمر ذكراه هكذا، وأن يكون ضريحه مزار لكل محبي الشعر والأدب الكردي” ثم أنشد عجمو:

 Ev e Rewşa Nivîskara

Li Ser Axa Kurdistan

Yan Bêzar in, Yan Hejar in

Hisreta Wan Gepek Nan

من جهته قال الكاتب والسياسي المستقلّ أكرم حسين: “هناك أكثر من أربع أُطر للحركة الكردية في سوريا، للأسف لم يهتم أيّ منهم بأضرحة شعرائنا ومبدعينا الذين قدموا الكثير للثقافة الكردية في روجآفاي كردستان”.

وتابع حسين:” سياسيونا يحيون مناسبات لا طعم ولا لون لها، ويصرفون عليها الكثير ، حبذا لو كانت تلك المصاريف لترميم أضرحة الأدباء والمفكرين الكرد في روجآفاي كردستان وأولهم ضريح بالو”.

الفنان بهاء شيخو الذي ترك دولة السويد منذ أشهر وقرر الاستقرار  في مدينة قامشلو يقول: ” لقد أتينا لنزور ضريح الشاعر الكبير ملا أحمد بالو، لكن تفاجئنا بأنه لم يقم أحد بزيارته في ذكرى وفاته، كنت أعتقد بأنني سألتقي بالكثير من الكتاب والساسة على ضريحه، وآلمني منظر ضريح الشاعر المنسيّ, لذلك قمنا بتنظيفه ربما يزوره اليوم أحدا ما”.

الفنان والموسيقي جوان جميل أبدى أسفه مما رآه اليوم, ووصفها بالـ “كارثة”، فكيف يكون لدينا أعمال لهذا المبدع الكبير وضريحه في مدينة قامشلو,  ولا أحد يهتم بضريحه، وقد زرناه وغنينا قصيدة “Welat” على ضريحه.

كلمة صحيفة “Buyerpress” ألقاها أحمد بافى آلان:” مؤسف جداً ما شاهدناه اليوم على ضريح الكبير بالو، هذا الشاعر الذي كتب قصيدة واحدة مؤلفة من عشرة آلاف بيت، وهي بعنوان “اجتماع الخالدين” وتحدى فيها أبو العلاء المعري, لا بل تجاوزه في البلاغة ورصانة الشعر”.

وأضاف:”  كان لا بد للجميع أن يتكاتف ويعلن عن حملة لطبع تلك القصيدة والتي ربما لو حاولنا لأوصلناها إلى كتاب غينيس للأرقام القياسية. تحية لروح الخالد ملا أحمد بالو.

نبذة عن حياة الشاعر ملا أحمد بالو:

ولد ملا احمد بالو في قرية(سيرا جور) التابعة لمدينة بالو القريبة من الجبل الأبيض في كوردستان الشمالية عام 1920 و ينتمي الى قبيلة الكمالي من الزازا، شارك والده محمد في الحرب العالمية الأولى و توفي في ثورة شيخ سعيد بيران عام 1925، وترك ابنه احمد خلفه يتيماً ابن خمس سنوات وانتقل الى كنف أعمامه, وبدل من رعايته و احتضانه والاهتمام به كانوا يكلفونه بأعمال تفوق قدراته العضلية, قضى تلك الفترة من صغره مشتت الحال حافياً عارياً لا يجد من يأخذ بيده ويبقى الى جانبه في محنته, فهرب الى بلدة ( سويركي ) ويصف بالو مشواره الى سويركي في قصائده, وبعد فترة يقرر الهجرة الى ماردين وقد وصف معاناته و مرضه في محنته تلك التي انتهت به في نهاية المطاف بالمستشفى في مدينة ماردين, وبقي فيها مدة شهرين يعاني مرارة الألم و العذاب, وبعد خروجه من المشفى تابع رحلته الى قرية ( ويسيك 1930م) فعمل راعياً للأبقار لمدة ثلاث سنوات, ثم توجه الى قرية خزنة, واستقر  فيها طالباً للعلم, وبدأ بتعلم القرآن الكريم على يد الشيخ عز الدين الخزنوي رحمه الله، وكان بالو على علاقة وثيقة و قوية مع الشعراء أمثال جكر خوين،ملا نوري هساري، ملا حسني كورد، سيداي تيريج و سيداي كلش و محمد علي حسو وغيرهم.

اعتقل بالو من قبل السلطات السورية 1959 في قرية قريبة من مدينة عامودا في عهد الضابط ( حكمت ميني ) رئيس المخابرات العامة آنذاك وذلك بسبب اهتمامه بقضية شعبه الكردي المظلوم من خلال أدبه الرفيع و الجريء, و اعتقل أيضا في حيّ المحطة القديمة بمدينة قامشلو في  أعوام الثمانينات و صادر الأمن السوري الكثير من أعماله الشعرية، وأيضاً تمت مصادرة الآلة الكاتبة  الخاصة باللغة الكردية.

كان بالو شديد الحب والوفاء للقائد الكردي ملا مصطفى البرزاني, هذا الحب الذي كان له الأثر على مسيرة حياته فيما بعد, فقد كان لسماعه نبأ وفاة البرزاني الأثر الاكبر على نفسه, حيث وقع الخبر عليه كالصاعقة, الامر الذي أدى الى فقدانه توازنه و سقوطه على الأرض وهو يغتسل فاصطدم رأسه بالأرض و كُسر كتفه الأيمن, وبقي متأثرا بالخبر مما هيأه للتعرض للمرض لأدنى صدمة مهما كانت صغيرة.

تعرض بالو لمرض عضال استمر لعدة سنين, وفي التاسع من شهر ايار 1991 وعند الظهيرة توقف قلبه عن الخفقان عن عمر يناهز 71 عاماً مخلفاً وراءه مجموعة ضخمة من آثاره الأدبية و ثروة ادبية ضخمة لم ترى النور, وما زالت أسيرة الظلام، تلك المخطوطات التي تنتظر من يخرجها الى النور، و شاركت مجموعة كبيرة من الادباء و الشعراء والسياسيين والأصدقاء المقربين في أربعينية بالو.

للأديب والشاعر الكردي (ملا أحمدى بالو) الكثير من الأعمال الأدبية المتميزة، منها:

– ملحمة (اجتماع الخالدين) وتتألف من عشرة آلاف بيت شعري.

– سبعة دواوين شعرية مخطوطة.

– ترجمة ديوان (بندي عطار) للشاعر المعروف فريد الدين عطار من اللغة الفارسية إلى اللغة الكردية.

– كتاب: (قواعد اللغة الكردية).

– قاموس كردي – تركي.

– كان يتقن ثلاث لغات إلى جانب لغته الأم الكردية: التركية والعربية والفارسية.

– وكان يتقن اللغة الكردية بثلاث لهجاتٍ: الكرمانجية والصورانية والزازية .

k ‫(1)‬ k ‫(1)‬ ‫‬ DSC07011 DSC07037DSC07030 DSC07028 DSC07019 DSC07007DSC07003 DSC06999 DSC06997 DSC06995 DSC06992 DSC06989 DSC06988 DSC06980

DSC06972

التعليقات مغلقة.