“لا للصمت” تكشف انتهاكات الجيش التركي على مدينتيْ نصيبين وقامشلو في مؤتمر صحفي
خاص – Buyerpress
قامشلو – عقد اتحاد الاعلام الحر اليوم الأحد الثامن من أيار/مايو 2016 مؤتمراً صحفياً في مدينة قامشلو لعرض انتهاكات الجيش التركي بحق المدنيين في نصيبين وقامشلو والتي رصدها الاعلاميين المشاركين في حملة لا للصمت على مدار خمس وثلاثين يوماً, وتم قراءة البيان بالقرب من الحدود بين روجآفا وباكوري كردستان باللغتين الكردية والعربية من قبل الرئيسين المشتركين لاتحاد الاعلام الحر شهناز اوصمان وأكرم بركات.
وجاء في نص البيان:
بيان إلى الرأي العام
تتعرض مدينة نصيبين في باكور كردستان- تركيا منذ 14 أذار/ مارس الماضي لهجمات عنيفة تستهدف البشر والحجر فيما يمكن اعتباره سياسة للأرض المحروقة يتبعها الجيش التركي من أكثر شهرا ونصف بحق المدينة وأهلها المدنيين. الجريمة هذه تحدث وسط صمت إقليمي وعالمي ليس على المستوى السياسي فحسب بل يرافقه تعتيم إعلامي يكاد يكون ممنهجاً حيال ما تشهده المدنية من جرائم وانتهاكات.
وانطلاقاً من واجب أخلاقي وإنساني أولاً، واستجابة للمبادرة التي اطلقها اتحاد إعلام الحر في روج آفا ثانياً، ارتأت مجموعة من الصحفيين والعاملين في الإعلام في روج آفا, القيام بحملة واسعة لتغطية هجمات الجيش التركي على مدينة نصيبين, في 3 نيسان الماضي تحت اسم ( لا للصمت)؛ هدفت إلى كسر الصمت الإعلامي، كما ورصد وتوثيق انتهاكات الجيش التركي بحق أبناء المدينة.
وقد استطاع فريق الحملة وخلال ما يربو على شهر كامل، متابعة حملة الجيش التركي على المدينة و تسجيل مختلف مراحل الحملة وما رافقها من تطورات وانتهاكات في أكثر من جانب. تجلت بداية في الجانب الميداني باستخدام الجيش التركي لمختلف أنواع الأسلحة بما فيها أنواع من القنابل المحظورة.
حيث رصد فريق حملتنا خلال هذه الفترة كيفية قصف الجيش التركي لأحياء المدينة ، في هذا السياق يمكن القول أن المعدل الوسطي لعدد القذائف التي سقطت على المدينة وصل إلى أكثر من 240 قذيفة اليوم الواحد.
كما استخدم الجيش التركي في اكثر من عشر مناسبات، قنابل تخلف دخان أبيض اللون ومن ثم يتحول إلى دخان اسود داكن اللون مرفق بحرائق في الموقع التي تسقط فيه، وبحسب عضو حزب الشعوب الديمقراطية آلتان علي فأن هذه القنابل نوع من أنواع قنابل الفوسفور الأبيض المحرم دولياً . وهو ما ترافق مع تأكيدات حصلنا عليها من مصادر طبية من داخل المدينة من يتعرض الأهالي أثناء استنشاقه إلى حالة من الاختناق وحروق في الحنجرة والصدر إضافةً لفقدان الوعي في أغلب الأحيان. وتجدر الإشارة إلى أن بداية استخدام هذه القنابل ترجع إلى 15 من نيسان الماضي كما لا يزال القصف بهذا النوع من القنابل يتكرر حتى الآن، وقد استطعنا توثيق ورصد أكثر من عشرة مقاطع لمثل هذه القنابل نشرت بتواريخ مختلفة على موقعنا على اليوتيوب.
في الجانب الإنساني تأكدنا عبر مصادر خاصة من المدينة ومن خلال التواصل في اكثر من مناسبة مع الرئيسة المشتركة لبلدية نصيبين ساريا كايا، فأن قرابة 160 آلف هجروا من المدنية نتيجة حصار وهجمات الجيش التركي على المدينة، إضافة لتهجير الجيش 5 آلاف آخرين قسراً من أحياء( كانيكا، زين العابدين، قشله وعبد القادر باشا،) فيما يزال قرابة 35 الف مدني متواجد داخل المدينة، ووضعهم الإنساني يزداد سوءاً يوماً بعد يوم نتيجة الحصار المفروض على المدينة منذ 2 أذار الماضي، إضافة لفقدان المواد الغذائية الأساسية والأدوية وبشكل خاص حليب الأطفال. كما وفقدان التيار الكهربائي ونقص مياه الشرب، نتيجة الحصار، في حين تقوم القناصة باستهداف كل من يخرج من منزله في هذه الأحياء .
اما على الجانب الإعلامي فقد اصبح الصمت والتعتيم الإعلامي المحلي الإقليمي والدولي مخزيا خلال هذه الفترة التي تعرضت فيها هذه المدينة للجرائم الممنهجة بحق أهلها، وبشكل خاص بعيد اطلاقنا للحملة وتوثيق مئات المقاطع التي تبث يوميا و بشكل مباشر في الأيام القليلة الماضية..
وبالإضافة للتعتيم والتضييق الذي فرضتها السطات التركية على تغطية أخبار نصيبين ، لا يتوانى الجيش التركي وقواته الأمنية عن اعتقال الصحفيين بتهم تسريب الأخبار عن المدينة وما يجري فيها من انتهاكات، ففي الـ 10 من نيسان اعتقلت القوات الخاصة التركية في حي “جتا لويز” بنصيبين، مراسلين صحفيين لوكالة دجلة “ملتم أكتاي (Meltem Oktay) وأوغور أككول (Uğur Akgül) ” وذلك بحجة قيامهما بتغطية الهجوم العسكري الذي تتعرض له المدينة التابعة لولاية ماردين في جنوب شرق البلاد.
وقد استطاع فريقنا توثيق غالبية ما خلفته حملة الجيش التركي من آثار على القامشلي – قامشلو، نتيجة اشتداد القصف وتزايد سقوط القذائف والرصاص الطائش، حيث تعرض العديد من الأهالي في الأحياء الشمالية إلى الإصابة كانت من نتائجها وفاة اثنين من المدنيين أحدهما كان نازحاً قدم إلى القامشلي من مناطق حلب الشمالية، كما توفي شاب اخر بالإضافة إلى وقوع أكثر من 5 إصابات تم توثيق غالبيتها. هذا إضافة إلى سقوط العديد من القذائف الصاروخية و الهاون، ما أسفر عن إلحاق خسائر في الممتلكات.
على جانب اخر بلغ عد المشاركين من الصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية المتواجدة في روج آفا 64 صحفيا
كما استطاع الفريق إرسال تقارير مفصلة عن انتهاكات الجيش التركي إلى 420 وسيلة إعلامية محلية، عالمية وعربية.
هذا عدا ما كانت تنشره على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر واليوتويب. الأمر الذي أدى إلى احدث صدى جيد، لفت أنظار العديد من الوسائل الإعلامية العربية والعالمية المحلية إلى ما يحدث في نصيبين، وهو ما ساهم في انضمام 6 صحفيين أجانب، من الجنسيات الألمانية والإيطالية والكولومبية. بعد مناشدة الحملة للإعلاميين والوسائل الإعلامية العربية والعالمية والمحلية في 15 نيسان الماضي.
الجديد في حملتنا أننا بدأنا في 2 أيار الجاري ، ببث مقاطع مباشرة على موقع اليوتويب، لذا نعلن لجميع الوسائل الإعلامية أننا كحملة لا للصمت سنقوم بتغطية هجمات الجيش التركي على نصيبين وبشكل مباشر كل يوم اعتبارا من الساعة الـ 6 صباحاً وحتى الساعة الـ 6 مساء بحيث يمكن لأي وسيلة إعلامية محلية أو عالمية أو عربية تريد معرفة ما يجري في نصيبين متابعة قناة الحملة على اليوتيوب.
كما أننا سنقوم بأعداد ملف خاص وأرساله إلى الأمم المتحدة حيال ما تشهده مدينة نصيبين من هجمات.
وفي الختام نتوجه بالنداء إلى كافة المؤسسات الإعلامية المحلية، الإقليمية والدولية القيام بواجبها المهني والأخلاقي تجاه هذه المدينة التي تتعرض لجرائم يتم تغطيتها عبر صمت دولي وتعتيم إعلامي، كما ونلفت عناية المؤسسات الإنسانية والحقوقية الوقوف على هذه القضية الإنسانية، التي نتوقع في الوقت الذي يمكن أن تصل فيه حملتنا إلى مبتغاها في كسر الصمت الإعلامي أن تكون المدينة قد وصلت إلى مرحلة كارثة على المستوى الإنساني.
فريق حملة لا لصمت يتوجه بالشكر لكافة الزملاء ممن عملوا ويعملون حتى الآن بروح المسؤولية والواجب الأخلاقي والإنساني في أنجاحها والوصول إلى هذه المرحلة .
فريق حملة لا للصمت قامشلو 8/ 5/ 2016
التعليقات مغلقة.