قصائد

55

طهفاطمة حرسان

 ١-

عناوين الأيام التي مضت

غفلتْ بكل بلاهة

عن حنكة راويها

و أشعار القبس

حين يتوجها ملكة

و يجعلها

مركز حجيجه

يطوف بها

يسترق منها الشرود

و حتى لحظة ريبة

و عند المطاف

يترك لها ندبة

٢-

طار الحمام

وابتعد

حمل كل الرسائل

والوجوه

والعيون

حمل معه الفرح المنتظر

وفساتين الزهو الذابلة

وأكواب الشغف

لم يترك وراءه

غير سراب

في القافلة

٣-

من خلف النافذة

الباردة

أراقب ندف الثلج المتساقط

تثلج صدري

تتغلغل عروقي

تشرح فجواتها

تملؤها دفئاً

٤-

صنعتُ الإطار..

وضعته فيه…

كسر الجمالُ قبحَ المكنون

تداعَتْ أعمدة الشمع

حَرقتْ أناملَ الشوق

تهاوتْ هالاتُ الضوء

عريتْ الاوهامُ من قواقعها

ورسٌ خالط الصورة

و سمٌّ تقاطر

لم تكن سوى

قطعة مغناطيس

امتنعت عنها الدبابيس

٥-

من يوميات موتنا المتعايش

نفتح رائحة صور الزوايا

و ترنيمات العشق الباقية

نغلق باب الواقع

ونقطر في فم الموت حكايانا

تبعث نَفَساً من براعم الأمل

نطوي ليلة عتمٍ أخرى

نستدرج شالات الشروق

بنصف إغماضة لرؤى منكسرة

تزخ تراب الجسد بحلم

يضحك خلسة و يرميك سهم

 

٦-

كما دورة الفصول تمضي

يمرّ هذا القلب بأدواره الأربعة

ولا تكتمل دورته

فكم كنت قاسياً عليه

أيها الشتاء !!!

٧-

نجرُّ أيامنا الثقيلة

و الدموع المالحة تُسكرها

تتخبط في كلِّ الأزقة

ترجمها حجارة القَدَر

حتى الشمس

غيّرت وجهتها

وكلّ الدفء

ما أخفى ارتجافنا

فلا صحوةً

لأنفاس تنازع

و السبات مستديم

كلما خالط

الصبح نوره

كفف عن خديه

وروداً للراحلين

نشرت هذه القصيدة في النسخة الورقية من صحيفة “Buyerpress” العدد (40)1/4/2016

التعليقات مغلقة.