من كاتب بيانات الـ  ENKS..!؟ ” افتتاحية العدد 39 من صحيفة Buyerpress”

30

حقيقة الأمر أن البيانات الصادرة عن المجلس الوطني الكردي في سوريا لا يقرأها ويتابعها سوى الناشطين ومتابعي الأنترنت، فمثلا لمَ لا يقوم المجلس بطبع تلك البيانات وتوزيعها على مناصريه؟ لمَ هناك ضبابيّة واضحة في بيانات المجلس حيّال الشأن الكردي في سوريا وغالبية أنصار المجلس لا يعلمون شيئاً عن تلك البيانات, بل تغدو أحيانا كثيرة موضع تساؤل لديهم؟!

المجلس الوطني الكردي الذي تشكّل من مجموع أحزاب الحركة الكردية في سوريا وانتهى به المطاف إلى فصل بعض الأحزاب الرئيسية وتقليص دور أحزاب أخرى مازالت ضمنه، يعود إلى الواجهة ويُثار الكثير من إشارات الاستفهام حول مواقفه السياسيّة وتعامله مع الملفات الحساسة في روجآفاي كردستان، وكذلك حالة التخبط التي يقع هو وقياداته فيها من خلال التصاريح الاعلامية والبيانات التي تصدر بمناسبة وبدون مناسبة, وهجومه على حزب الاتحاد الديمقراطي في محاولة لإضعاف دور الأخير من خلال البيانات التي يصدرها والتي يحاول من خلالها تشويه صورة الحزب المذكور، ظناً منه أن تلك البيانات ستمنحه الشرعية أو هناك أصوات دولية ستتابعها.

آخر تهورات “الوطني” – بحسب المتابعين- كان أثناء هجوم الجماعات التكفيريّة المسلحة على حيّ الشيخ مقصود الكردي في مدينة حلب، حيث بدأها عبدالحكيم بشار القيادي في الـ  PDK-Sونائب رئيس الائتلاف بدعوة إلى الانقضاض على حزب الاتحاد الديمقراطي مطالباً الشعب الكردي بتوجيه بنادقه إليه.

كان هذا أول ما طالب به بشار حين استلامه منصب نائب رئيس الائتلاف!. هل قرأ أنصار “الـوطني الكردي” نداء القيادي حكيم بشار؟ بالطبع لم يُقرأ النداء, ولم يُطّلع عليه, كونه لا يُطبع ولا يوزّع على أنصار المجلس، ولم يصدر عن الحزب وقياداته أي توضيح بشأنه. لقد بات المرء يسمع ويشاهد حالة جماهيرية في الشارع الكرديّ ترفض هذ النوع من النداءات والتهديدات المطالـِبة بتوجيه الكردي سلاحه إلى أخيه الكردي!!

“الورطة” الكبيرة كانت البيان الأخير الصادر عن “الوطنيّ الكرديّ” بخصوص ما يجري في حي الشيخ مقصود، والموجّه إلى قوات المعارضة المعروفة للقاصي والداني بأنها قوات “تكفيريّة” تابعة للقاعدة ولتركيا، ولم ينسَ المجلس أن يضمّن البيان انتقادات إلى “الاتحاد الديمقراطي” طالباً منه عدم استخدام المدنيين كـ “دروع بشرية”… ترى هل وصل للمجلس الكرديّ نداءات من 40 ألف نسمة في حيّ الشيخ مقصود مستنجدة بأن “الاتحاد الديمقراطي” يستخدمهم كدروع بشرية؟! كلنا يعلم أن غالبية سكان الحي هم من الكرد, ووحدات حماية الشعب تقوم منذ بداية الأزمة بحماية الحي والمواطنين فيه، ولم تُذكر أية إشارات خارجة عن المألوف بشأن وجود وحدات حماية الشعب في الحي.

السؤال الأبرز والملفت هو في البيان “المضاد” من قبل المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا والذي يُعتبر من أهم دعائم المجلس الوطني الكرديّ، حيث أدان في بيانه الهجمات على مدنيي حيّ الشيخ مقصود ووصف المهاجمين بالجماعات الارهابيّة والتكفيريّة، كما طالب الائتلاف بالخروج عن صمته حيّال ما يجري في الحي المذكور من مجازر ضد المدنيين الكرد وقاطني الحيّ.

هنا لا بد من السؤال مرارا وتكرارا عن الجهة التي تقوم بكتابة وصياغة بيانات المجلس الوطني الكردي، بالأخص ردّ الـ PDK-S  ببيان يوحي بتبرّأه مما أصدره “الوطني الكرديّ”. إذاً وبحسب المهتمين والناشطين في الميدان السياسي أن الأحزاب الأخرى – عدا الـ  PDK-S – هي التي صاغت البيان، علماً أن غالبية قيادات المجلس هي الآن في الخارج, ورئيس المجلس الوطني الكرديّ كان يلقي المحاضرات السياسية في أوربا, وهناك رؤساء أحزاب كانوا في القاهرة للمشاركة في  تأسيس ” تيار الغد السوري ” الذي دعا إليه “الجربا” والذي ربما سيكون بديلا عن الائتلاف لإنقاذ “الوطني الكردي” المتورّط داخل جسم الائتلاف المعارض حتى العظم.

كثرت النقاشات حول هذه البيانات، وأهمّها تلك التي تتصدر المشهد وهي أن الـ PDK-S  كان ينتظر هذه الفرصة كي يبرر موقفه من تلك الهجمات, وحتى من نداء القياديّ في الحزب حكيم بشار، ووضع الأحزاب الأخرى وعلى رأسهم حزب ” يكيتي ” في خانة الـ “يَكْ”..!؟

 

التعليقات مغلقة.