أول مكتبة خاصّة ببيع وشراء الكتب في “ديريك”

60

آزاد داود.. غيرتي على مدينتي أكبر من غيرتي على جيبي..

خاص – Buyerpress

ديريك – أقام المعتقل السابق آزاد شيرزاد داود مشروعاً ثقافياً في مدينة ديرك وهو فتح مكتبة تختص ببيع وشراء الكتب والمجلات والصحف القديمة, ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في المدينة.

موقع صحيفة “Buyerpress ” زار المكتبة والتقى بـ “آزاد داود” صاحب الفكرة, الذي تحدث لنا عن مسيرته في مجال بيع الكتب فقال: “بدأت انطلاقتي في مجال بيع الكتب على أرصفة دمشق في منطقة “الحلبوني” الشهيرة بمكتباتها، فقد بدأت العمل مذ كنت في السنة الثانية من دراستي الجامعية في قسم “الرياضيات” في العام 2006, وكنت أعمل في تجارة الكتب بين الحين والآخر بشكل متقطع حتى أواخر العام 2009 , ثم بدأت العمل بصورة دائمة ومستمرة وكان عملي في مجال بيع وشراء الكتب والمجلات والصحف القديمة, وقد تجنبت العمل في الكتب الجديدة, وذلك لشغفي بالطبعات القديمة والأصلية واستمريت في عملي حتى أواخر العام 2012 حيث عُدت إلى مدينتي ديرك”.

وعن السبب في تأسيس هكذا مشروع وعدم السفر, كما يفعل الكثير من الناس وخاصة الذين كانوا قيد الاعتقال ومن هم الذين شجعوه على مشروعه قال داوود: “بعد خروجي من السجن فكرت بالعمل في مهنة ما فلم, يرق لي إلا العودة إلى الكتاب وخباياه رغم إصرار وتشجيع كل من حولي على الهجرة والسفر, لكني أصريت على البقاء وفتح هذا المشروع الذي يُعدُّ الأول من نوعه في المدينة”.

وأضاف قائلاً: “أكثر من شجعني هو الكتاب بحد ذاته، رفوف الخشب وغبار الكتب، شجعتني بقايا صور وذكريات “بسطتي” للكتب القديمة على أرصفة دمشق، أكثر الذين قدموا لي النصح كانوا يقترحون أن تكون المكتبة كباقي مكتبات ديرك تشمل القرطاسية واللوازم المدرسية, لكن رغبتُ أن تكون مخصصة لخدمة الكتاب والعلم فقط”. وأوضح: “لي شريك في المكتبة اسمه “بسام عيسى” وهو مدرس للغة الفرنسية سيقوم بخدمة الطلبة الجامعيين من أمور ومسائل التسجيل إلى جلب المحاضرات من كافة الجامعات السورية وتسيير معاملاتهم”.

كذلك الأمر فقد سألناه عمَّا إذا تلقَّى دعماً مالياً أو مساعدة من أحد, وهل هذا المشروع تجاري أم له أهداف أخرى فأجاب بالقول: “ساعدني “دانتي الإيطالي” حيث نصح من يملك ليرة بشراء طعام ومن يملك ليرتين بشراء طعام وكتاب ومن يملك ثلاث ليرات بشراء طعام وكتاب ووردة كما نقلها لي الأستاذ “عمر رسول”. لا شك أن أهلي قدموا لي المساعدة المادية اللازمة وبعض أصدقائي الغيورين على مدينتهم ديرك لإنجاح هذا المشروع الثقافي الصغير”.

وتابع داود: “طبعاً المشروع تجاري لكن ليس بالدرجة الأولى لأن هناك مشاريع أخرى لو عملت عليها ربما كانت ستدرّ عليَّ أرباحاً أكبر من عملي على المكتبة, زد على ذلك فإن تجارة الكتب فيها مصاعب وعوائق كثيرة خاصة في ظل صعوبة الشحن من دمشق إلى هنا وارتفاع أسعار الكتب بصورة ملحوظة”.

ووضح داوود: “ما آلم قلبي أن مدينة ديرك تفتقد إلى المكتبات الخاصة ببيع الكتب فقط، فكانت غيرتي على مدينتي أكبر من غيرتي على جيبي ولا زلت أتذكر قول أحد ملوك الهند لبنيه ” يا بَنيَّ أكثروا من النظر في الكتب وازدادوا في كل يوم حرفاً فإن ثلاثة لا يستوحشون في غربة ” الفقيه العالم والبطل الشجاع والحلو اللسان الكثير مخارج الرأي”.

وعن انطباع الناس في مدينة ديرك عن المكتبة رد قائلاً: ” يقول ابن المعتز: “مات خَزَنَةُ الأموال وهم أحياء وعاش خُزَّانُ العلم وهم أموات”. لقد تنفس الكثير من الناس الصعداء وخاصة بعض شباب ديرك المثقفين, فعندما قمت بنشر صور عن مراحل التحضير للمكتبة في صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” راسلني الكثير من الشباب وبعض أساتذة الجامعات وبعض الشخصيات السياسية حتى أن الملا “مالك الديرشوي” شبَّه مجتمعنا بكوب الشاي وفيه ” السكر” لكن يلزمه من يحرك السكر كي يعطي المذاق الحلو للشاي، والحقيقة هذا ما وجدته عند أهل ديرك فبالنسبة لعمر المكتبة القصير فإن الإقبال مقبول إلى حدٍ ما”.

وأكّد داوود أنه ليس لهذا المشروع أي داعم ولا يتبع لجهة سياسية ما أو لأية منظمة من منظمات المجتمع المدني بل على العكس من ذلك :” فأنا أتطلع في المستقبل أن أقدم الدعم للمكاتب الحزبية وذلك بتزويدها بالكتب وكذلك للمراكز الثقافية”.

واختتم آزاد شيرزاد داود حديثه بالقول: “أشكر صحيفتكم الغراء على إتاحة هذه الفرصة لأتحدث عن مشروع المكتبة والذي سيكون أحد دعائم أية حركة ثقافية في مدينة ديرك على وجه الخصوص وفي “روجآفاي كردستان” عامةً في المستقبل بإذن الله”.

يذكر أن آزاد داود اعتقل في مدينة ديرك يوم 4/5/2014 من قبل الآساييش لأسباب مجهولة وتم الإفراج عنه في يوم 3/1/2016 وهو عضو في منظمة “سوز” للشباب.

حمزة همكي

اززاد اززاد1

ازاد 2 ازاد ازاد1 ازاد4 ازاد6

التعليقات مغلقة.