آلدار خليل عضو الهيئة التنفيذيّة لحركة المجتمع الديمقراطي(Tev-Dem) لـ Buyerpress :
فتح الطريق بين عفرين والمنفذ البحري سيكون مساعداً على كسر الحصار المفروض على عفرين وباقي مناطق الإدارة الذاتية
– أنا لا أجد المجلس الوطني الكردي هنا كي يحدث هذا الصراع, أساسا المجلس الوطني الكردي انتحر, لم يبقَ شيء اسمه “المجلس الوطني الكردي”.
– حكيم بشار وفي إحدى الاجتماعات نصح الأطراف المجتمعة في الرياض لوضع “وحدات حماية الشعب” على قائمة الإرهاب.
– هو علم لجزء كردستانيّ, وسقط الكثير من البيشمركة دفاعاً عنه, لذلك نكنّ له الاحترام وليس لدينا أي موقف منه.
– هذه القوات ربُّما تكون نواة للجيش السوري الديمقراطي في المستقبل وليس “الجيش العربي السوري”!.
– منذ الآن فصاعداً لا يمكن أن تُدار سوريا من مركز واحد, لا يمكن أن تبقى سوريا مركزيّة.
– سيصبح مجلس سوريا الديمقراطيّة الأساس لإدارة سوريا مستقبلاً وقد يكون الرئيس السوري القادم كردياً.
– تركيا مستمرة في التصعيد والاستفزاز, لكننا نحاول دائماً أن نحافظ على هدوئنا وعدم الانجرار إلى ما تريده.. لكن للصبر حدود.!؟
أجرى الحوار: أحمد بافى آلان
– بداية ما هو موقفكم من استبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي من محادثات جنيف3؟
أولاً, الاستبعاد لم يشمل فقط حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD),بل يشمل الإرادة الكردية والإرادة الديمقراطية في مناطق روجآفا في العموم السوري, لأنهم باستبعادهم لمجلس سوريا الديمقراطية يعني استبعاد جميع الآراء الديمقراطية المميزة ضمن المعارضة السورية, واستبعادهم للإدارة الذاتية الديمقراطية يعني استبعادهم للحياة المشتركة والأخوية التي باتت نموذجاً في كل سوريا, واستبعادهم لحزب الاتحاد الديمقراطي يعني استبعادهم للملف الكرديّ والقضية الكردية, ولهذا فأن ما تم اتخاذه من مواقف حيّال هذا الموضوع, اعتبره قضية اقصاء, وهي تعبر عن فكر لا يبحث عن الحل بل يجسد حالة اللّاحل وتعميق الصراع في المستقبل.
– أخر الرسائل الغربية (الأمريكية والروسية) لكم بعد عملية الاقصاء أو الاستبعاد من محادثات جنيف؟
طبعاً، مازالت اتصالاتنا مستمرة, ومازالوا يؤكدون بأنهم هم أيضاً مع أن نكون موجودين, ونحن جزء أساسي من الحل, ولكنهم يتحججون بالضغوطات التركية وبأن الضغط التركي الموجود والحالة التي ظهرت كانت تهدد بنسف ما تمّ تأسيسه و لذلك يدعون إلى أن نتريث قليلاً بالنسبة لهم, واعتقد انهم يعتمدون على هذه النقطة في وضع احتمالية نسف الأمور بأن المنتقين أو المُجْمَعْ عليهم في الرياض من الموالين للسياسة التركية والملتزمين بالسياسة التركية, ولهذا أي موقف يزعج تركيا سيؤدي بهم إلى اتخاذ مواقف أخرى, وهذا ما أكد عليه الوزير التركي (نعمان قوتروش) عندما قال إن لم تجرِ الأمور كما يريدون هم فأنهم سينسحبون, فكيف يتجرأ وزير تركي بأن يتحدث باسم هذه المعارضة ويهدد بالانسحاب إن لم تكن تلك المعارضة أو ما يدّعون المعارضة إن لم يكونوا بالفعل تابعين للقرار التركي.
– كان هناك ردّ من نائب رئيس وزير الخارجية الروسي أن تركيا بالأصل ليست مشاركة بجنيف حتى تنسحب, هل سيرضخ الروس للضغط التركي؟
القضية ليست قضية رضوخ أو عدم رضوخ, الورقة التي تستخدمها تركيا ورقة مؤثرة, وهي المشاركون في اجتماعات الرياض, كما قلت أغلبهم من المرتبطين بسياسة تركيا, ولهذا فأن تركيا تستطيع التحكم بهم, واقتيادهم نحو السياسة التي تريدها, وأعتقد أن الروس في هذا الاطار يتقربون بحساسية.
– تحدث البعض عن جنيف والمحادثات، كيف يتم اقصاء طرف مهمّ لديهم قوات عسكرية تستولي على أكثر 16 % من الأراضي السورية ولديها ادارات, كيف يتم هذا الأمر؟
الذي يقوم بالاعتماد على هذه السياسة هذا يعني أنه لا يريد الحل, حقيقة لو هذه الاطراف كانت تريد الحل لما لجأت إلى هذا الاسلوب وهذا الاقصاء, فنحن ندير مناطق شاسعة من الارض ولدينا إدارات وقوة موجودة على الارض, ما يقارب تقريباً أكثر من 15% من سوريا , نحن قواتنا وشعبنا هو الذي دحر داعش, والسؤال الذي يطرح نفسه, لو لم يتمكن شعبنا ولو لم تتمكن مقاومة كوباني من دحر داعش, هل كانوا يستطيعون اليوم التحدث عن احتمال انعقاد أي مؤتمر أو اجتماع بخصوص البحث عن حل من أجل سوريا؟, هذا غير ممكن, ولهذا فأن من هيأ الأرضية لهذه الاجتماعات هو هذه القوة الموجودة على هذه الأرض, فكيف يتجرؤون ويتحدثون بموضوع اقصاء هذه القوة التي هيأت لهم الأرضية ليتحدثوا عن الحل في سوريا.
– أي لا يهمكم أي قرار يصدر من جنيف 3 إذا لم تشاركوا في صياغة أي قرار؟
نعم اذا لم أكن مشاركاً, كيف سألتزم به, حتى لو أردنا ذلك لا يمكننا الالتزام.
– وهكذا يحلل البعض من السياسيين بأن المنطقة الكردية ستشهد صداماً سياسياً حاداً بين حركة المجتمع الديمقراطي ((TEV-Dem والمجلس الوطنيّ الكرديّ (ENKS) سيّما بعد موقف المجلس الوطني الكردي ضد وجود الـ (PYD) ضمن جنيف3؟
سؤال عجيب..! لأنني لا أجد المجلس الوطني الكردي هنا كي يحدث هذا الصراع, أساسا المجلس الوطني الكردي انتحر, لم يبقَ شيء اسمه المجلس الوطني الكردي.
– في روجآفا والمناطق الكردية كانت هناك أرضية بين المجلسين لربّما لاتفاق ما قريباً, من نسف هذه الأرضية حالياً؟
المحور التركي القطري السعودي, ولأنهم اشتركوا مع هذا المحور, ولأن هذا المحور لا يريد أي تطور أو أي علاقة جيدة بين الكرد بحد ذاته, ولذلك الجهات الكردية التي تعاملت مع هذا المحور, هي التي لها النصيب من هذه الحالة السلبية.
– كيف ستتعاملون مع مكاتب المجلس الوطني الكردي وقيادات المجلس الكردي في المناطق التي تديرونها الآن في روجآفا؟
طبعاً هذا الأمر لا يوجد في جدول عملنا المناقشة حول هذا الأمر, أساساً وجودهم وعدم وجودهم بات نفس الشيء.
– ما هو مشروعكم السياسي الجديد في خضم التطورات الجديدة في الساحة الدولية بشأن الملف السوري؟
مشروعنا للحل يعتمد على بناء سوريا المستقبل, سوريا ديمقراطية, سوريا التي حسب الوثيقة السياسية التي اتفقت عليها في مجلس سوريا الديمقراطية, ولهذا لا بد لسوريا أن تعتمد نظاماً تجد فيه جميع المكونات وجودها فيها, لا بد لسوريا مستقبلاً كل منطقة موجودة في سوريا, وكل شعب ومكون أن يعيش بإرادته, وهذا لا يمكن عبر نموذج الإدارة المركزية كالسابق, لا بد من البحث عن نموذج جديد, نموذج يكون أشبه ما يكون بالفدرالية لعموم سوريا, أو لنقل نموذج فدرالي لعموم سوريّاً مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل منطقة على حدا.
– ماذا بشأن الحملة العسكرية الجديدة التي أعلنتها قوات سوريا الديمقراطية لتحرير خط جرابلس عفرين, هل هو استباق لما يحدث في جنيف أو اجتماع جنيف, أو رد على الحكومة التركية؟
قوات سوريا الديمقراطية لديها خطة عمل, ولديها برنامج عمل بخصوص تحرير المناطق من داعش, لاستتباب الأمن في تلك المناطق, ولديهم خطط عسكرية وبرامج لا أستطيع التحدث باسمهم حولها, وهم يستطيعون التعليق أو التحدث حول برامجهم.
– بين كل هذا الصراع والتجاذبات السياسية والمحاور الدولية, أين باتت القضية الكردية؟
القضية الكردية طبعاً لها شقان, الأول يعتمد علىالمشروع الديمقراطي السوري بحيث تتمكن من إيجاد سبل الحلعندما تصبح سوريا ديمقراطية, ستتحقق هذه الحالة بشكل عام, والشأن الكردي الخاص من مناطق روجآفا, وذلك يعتمد على نموذج الإدارة أو هيكلية وشكل الإدارة التي نعلنها, أو نعتمد عليها, بإدارة الشؤون, كشعب كردي يعيش مع المكونات الأخرى ضمن سوريا وضمن روجآفا.
– من يمثل القضية الكردية, هل الذين حضروا مؤتمر جنيف أو الذين تم استبعادهم من مؤتمر جنيف3؟
الموجودون على الأرض, من حارب وحرّر, ومن يدير الآن, فلا يمكن القفز على (YPG ) و(YPJ) ولا يمكن نسيان الإدارة الذاتية الديمقراطية, ولا يمكن إهمال الدور السياسي للـ (PYD) والدور المؤسساتي لـ (Tev-Dem) هذه كلها تشترك مع بعضها لتمثل هذه القضية, أما قضية ذهاب بعض الأشخاص ذوي جنسيات كردية, فهذا لا يعبّر عن الحقيقة. نحن أيضاً سمعنا بوجود شخص كرديّ ضمن الوفد التفاوضي وهو بالأصل من مدينة الدرباسية, ووجود شخص آخر كردي الأصل من هذه المنطقة مع وفد الائتلاف في الرياض لا يعني أن القضية الكردية ممثلة به, القضية الكردية أكبر من أن تمثل بشخص, القضيّة الكرديّة قضيّة دماء.
– اجتمع اليوم أكثر من عشرين حزب سياسي في مدينة قامشلو، ما أهمية هذا الاجتماع وأهم الرؤى السياسية؟
اعتماداً على اقتراح بعض الاحزاب المقترحة أن نلتقي لنتوحد, قد لا نكون ضمن محور واحد, وحلف واحد, ومجلس واحد, أن تكون لنا آراء مختلفة في بعض الأمور ولكن هناك شيء مشترك, وهو أن القضية الكردية والقضية السورية تناقش في المحافل الدولية, ونحن كأحزاب كردية يجب على الأقل أن نكون ذو نظرة مشتركة موحدة حيال هذه المستجدات والتطورات, ولذلك تناقشنا حول هذه الامور, وكان اجتماعا غنياً وأفادنا كثيراً, وأعتقد أن المناقشات ستستمر باعتبار مرحلة جنيف 3 ليست باجتماع واحد وتنقضي, بالعكس هي مرحلة وتحتاج إلى المتابعة.
– ربما هناك اقتراح روسي جديد بتأجيل جنيف3 إلى شهر شباط؟
هو تأجل نعم بالفعل.
– يعني هي مناورة سياسية؟
كلا, بل التحضيرات غير جاهزة, والكثيرين باتوا مقتنعين بهذه الحالة, فلو بدأوها سوف تجهض العملية, لا يعقل من يمثل إدارة 15% من سوريا لا يكون موجوداً, كيف لهم التفكير بهذا الشيء.
– لو نتحدث عن طبيعة العلاقات السياسيّة بين اقليم كردستان وروجآفاي كردستان في الآونة الأخيرة؟
بعد التصعيد الذي قامت به الحكومة التركية, وتخطيطهم لمهاجمة المدن الكردية وضرب ثورة باكور كردستان نلاحظ أنه يظهر في المنطقة حلف ومحور جديد قديم, ذلك المحور بدأ يتبلور أكثر, وخصوصا المحور القطري السعودي التركي, وللأسف نجد ضمن هذا المحور الأخوة في اقليم كردستان, ونتيجة العلاقات والمصالح المشتركة بينهم وبين الدولة التركية انجرّوا إلى هذا المحور, وفي الكثير من الأمور باتو يتحركون في بنفس الرؤى, فمثلا كي يتمكن الترك من ضرب ثورة روجآفا وخنقها لجأت للاستنفار التام لدبلوماسيتها وامكانيتها لسدّ الطريق أن يكون لنا دور فعّال وأساسي في المرحلة المقبلة للحل المزمع البدء به في سوريا. هم نسقوا مع السعودية وقطر للضغط نحو جعل جماعة الائتلاف الإخواني وبعض الجماعات المرتبطة بداعش وكأنهم ممثلي المعارضة السوريّة والعمل بنفس الوقت على سدّ الطريق أمام القوى الديمقراطيّة وخصوصاً الكرديّة منها, والتي تمثّل ثورة روجآفا للمشاركة في أعمال جنيف3.
في هذا الإطار, وفي نفس الفترة, شهدنا التنسيق وتطور العلاقات, والرؤى المشتركة بين هذا الحلف والطرف الآخر في اقليم كردستان بات يأخذ أبعاداً أخرى, فمثلا تزامن ذلك مع إجهاض محاولات مشاركة سوريا الديمقراطية والادارة الذاتية وال “PYD” في نقاشات جنيف 3 من خلال الضغط والتركيز المستمر على ضرورة أن لا يتم هذه المشاركة.
– ما دور الاقليم في هذه المعمعة؟
اصرارهم على إظهار وكأن ممثل الكرد في روجآفا هم بعض الشخصيات المقرّبة من الاقليم والمحسوبة عليهم, وتوسطهم لدى تلك الجهات لمنع قبول السيّد صالح مسلم ووفد مجلس سوريا الديمقراطيّة, إضافة لتعاونهم مع هذه الدول بخصوص شدّ الخناق على روجآفا, فمثلا في هذه الفترة شهدنا حملة شعواء إعلاميا على الإدارة الذاتية وثورة روجآفا من قبل ENKS”” وبعض الشخصيات الأخرى المحسوبة عليهم, إضافة لمنعهم من عبور وفودنا السياسية إلى كردستان, ومنها إلى الخارج, وهذه الوفود اضطرت للعبور إلى كردستان عن طريق التهريب, طبعاً قرارهم في هذا الشأن حاسم, فالأتراك سدّوا حدودهم, حتى أنّهم في نفس الفترة التي أصرّ فيها الترك بمطالبة الفيزا من المواطنين السوريين لأنهم يعلمون أننا لن نطلب منهم الفيزا, في نفس الفترة هم أيضاً منعوا عبورنا, وهذا التنسيق واضح, والتزامهم بمقررات الحكومة التركية أمر مؤسف جداً, كان عليهم ألا ينجرّوا إلى هذا المخطّط, واستمرارهم في هذه السياسة مؤذ جداً ويشير إلى أنهم باتوا يتخذون موقفا معادياً لثورة روجآفا.
– ظهر أخيرا دخول إقليم كردستان إلى التحالف العسكريّ السني الذي شكّلته السعودية.
هم حسموا أمرهم, وباتوا جزءا من التحالف السعوديّ القطريّ التركيّ, وطبعا نتيجة وجودهم ضمن هذا التحالف, فهذا يفرض عليهم الوقوف ضدّ مكاسب ثورة روجآفا
– كمجلس سورية الديمقراطيّة كيف تتابعون التحضيرات النهائية الجارية لمؤتمر جنيف3 لتسوية الأزمة السورية؟
لنجاح أي شيء لا بد أن تتوفر له مقوّمات النجاح, لكن مازال جنيف 3 يفتقر إلى مقومات النجاح, وبالدليل أن الوفد المتشكّل في البداية هو عبار عن وفد يتطلع إلى أفكار اسلاموية متطرفة غير ديمقراطية وشوفينيّة, لا يقبل بالتعددية والحياة المدنية, وهو ذات صبغة تكاد تكون أقرب لداعش منها للمعارضة, اعتماد هذا الوفد يشير إلى أن مقومات النجاح ضئيلة جداً, ولهذا أعتقد أن القوى الدولية أيضاً اقتنعت بأنها بهذا الشكل لن تستطيع التوصل لشيء مقابل النظام. وهذا سيعتبر انتصارا ونجاحا للنظام, ومن جهة أخرى خلقَ لدينا شكوك حول نوايا الجهات الراعية لهذه الحوارات, والشكوك تتمحور حول السؤال التالي: هل هم جديون في البحث عن حل أم أنهم يريدون إضاعة الوقت, أو جعل الشعب السوري ينتظر قليلا, أو يعطيه بعض الأمل ليبقى فترة أخرى, وهذا شيء مخيف, لأن هذا الشعب ينتظر الحلّ, والإصرار على هذا الوفد شيئاً سلبيا, لذا نجدهم في الايام الأخيرة القليلة الماضية بدأوا سلسلة مباحثات جديدة حول هذا المؤتمر, ونتوقع أنهم لا بد أن يلجئوا إلى من يستطيع إنجاح هذا العمل, وبطبيعة الحال, وهذا شيء مؤكّد, إذا كانوا يبحثون عن الحل في سوريا لا بدّ لهم أن يطلبوا ويدعو حضور وفود من قبلنا في هذه الاجتماعات, فعدم حضور مجلس سوريا الديمقراطية, الادارة الذاتية والمكوّنات الموجودة يعني عدم النجاح.
– قراءتكم بشأن التقارب الأمريكي الروسي بشأن المفاوضات؟
هم في حالة صراع, لأن الإصرار السعودي التركي القطري على وفد معيّن أثار حفيظة الكثير من القوى, لأنهم بذلك حاولوا شرعنة داعش, وجعل داعش والمقربين من داعش أن يصبحوا ممثلين للمعارضة ومثال ذلك كبير المفاوضين. ولهذا فأن الروس والأمريكيين وبعض الدول الاوربية غير راضون عن هذه التشكيلة, لذا نتوقع أخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار.
– لكل من النظام والمعارضة وفد, أين سيكون مجلس سوريا الديمقراطية في جنيف؟ قد يكون النظام لديه وفد, أما المعارضة فليس لها وفد, لأنها غير موجودة أساساً, فالموجودون لا يمثلون المعارضة, هم بعض الشوفينيين العنصريين الذين يحاولون تنفيذ بعض الأجندات الاقليميّة, ويستولون على اسم المعارضة, ونحن لا نسميهم معارضة, ولا نقبل أن نكون جزءا منهم, أو تكملة عدد لديهم.
– هل لديهم مشروع لانتهاء الأزمة؟
طبعا، نحن نملك المشروع, وهم ليس لديهم مشروع. وأساساً تشكيل مجلس سوريا الديمقراطيّة بحد ذاته كان اعلانا عن ذلك المشروع.
– آخر الرسائل السياسيّة الغربية التي وصلتكم بشأن جنيف 3 ؟
أغلب الرسائل تؤكد على أن جميعهم يؤيدون أن نكون موجودين ضمن هذه المفاوضات.
ماذا عن الأخبار التي تؤكّد وجود قوّات روسيّة في مدينة قامشلو؟
حقيقة أنا لم ألاحظ في قامشلو, لا قوات أمريكية أو روسية, الوضع هو كما هو, لكن أعتقد أن الأتراك أثاروا هذه النقطة ليغيّروا من المادة الاعلامية المتداولة حاليا والمتمثلة بالمجازر التي يقومون بها على الحدود في نصيبين وجزيرة, ولكننا لا نحبذ أن تكون أية قوّة دولية موجودة ولها قواعد في مناطق روجآفا دون التنسيق معنا.
الترك نيّتهم سيئة جدا, قبل ايام تدخلوا في جرابلس, والآن يحاصرون عفرين, وليس بغريب عليهم عندما يثيرون تواجد قوّات روسيّة في المنطقة, هذا يخلق لدينا احتمالات أن يكون لهم نيّة بالتدخّل المباشر, ولهذا لا بدّ لجميع القوى الديمقراطيّة والسوريّة أن تكون حذرة من الالاعيب التركية ومحاولاتها لنقل أزمتها إلى روجآفا, ومحاولة التمويه على مجازرها.
– في الآونة الأخيرة, وبعد انعقاد “مؤتمر المجلس الوطني الكردي” الثالث دعا المجلس أنصاره إلى سلسلة من المظاهرات احتجاجاً على سياساتكم كحركة وإدارة، ترى ما السبب في هذا التصعيد برأيك؟
تزامن انعقاد مؤتمر الـ (ENKS) مع المتغيرات والمستجدات في “باكور كردستان” وموقف الدولة التركية من القضية الكردية وتجاه حركة الحرية الكردستانية بشكل عام وتجاه “روجآفاي كردستان” بشكل خاص وفي نفس الآن تزامن مع الضربات القوية التي نالها تنظيم داعش والهزيمة التي يعيشها، وكذلك تزامن مع الفشل الذي يعيشه “أردوغان” والسياسة التركية والوضع والواقع الذي يمرّ به الائتلاف الذي يمثل المجلس الوطني الكردي جزء منه, إضافة إلى توتر العلاقة بيننا وبين إقليم كردستان، كلّ هذه الأمور مجتمعة تدفع تلك الجهات المعادية لتجربة روجآفاي كردستان إلى حمل المجلس الوطني الكردي والدفع به نحو الوقوف في وجه هذه التجربة ومعاداتها بالتالي مساندة موقف تركيا والائتلاف في ضرب تجربة “الإدارة الذاتية الديمقراطية”.
– هل تولّي السيد إبراهيم برو رئاسة المجلس هو أحد الأسباب التي نحت بالمجلس إلى القيام بالمظاهرات؟
لا، أبداً ليس لرئاسة إبراهيم برو علاقة بما يحدث, لأن التوجيهات تأتي من الخارج فالقرار ليس بيد إبراهيم برو أو المجلس ككل, بل هناك جهات خارجية تدفع المجلس إلى القيام بالتصعيد، وليس هنالك فرق بين من يترأس المجلس سواءً أكان إبراهيم برو أم غيره لأنه في النتيجة سينفذ المجلس تلك الأجندات الخارجية.
– من هي الجهات التي تدير قرار المجلس الوطني الكردي؟
تركيا وإقليم كردستان، فمشروع الاثنين يصبّ في نفس الخانة, لأنه في الحقيقة, الإقليم حسم أمره, وبات في محور “السعودية, قطر, تركيا” لذا فالاصطفافات أصبحت واضحة, وأي مخططّ تركي تشارك فيه قيادة الـ (PDK) فأن المجلس الوطني الكردي سينفذ ذلك المخطط وسيلتزم به.
– برأيك هل كان “لإقليم كردستان” دوراً في عدم دعوتكم إلى مؤتمر الرياض؟
الدور كان لتركيا, والإقليم كان الشاهد على ذلك، فزيارة السيد البارزاني إلى السعودية قبل المؤتمر والاتفاقيات التي وقّعت والتي ظهرت فيما بعد بالإضافة إلى المعلومات التي وصلتنا، كان لإصرار الإقليم على أن يكون عبد الحكيم بشار ممثلا للمجلس الوطني في الرياض دلالة واضحة على ذلك، حتى أن حكيم بشار في إحدى الاجتماعات نصح الأطراف المجتمعة في الرياض لوضع “وحدات حماية الشعب” على قائمة الإرهاب, وعندما لم يتم ذلك عاد في اليوم التالي ليقول لهم نحن أخطأنا عندما طالبنا بوضع وحدات الحماية في قائمة الإرهاب لأنها مدعومة من قبل قوات التحالف ولا يمكن للتحالف أن يقبل بذلك باعتبارها تتعامل معها لكن كان الأجدى بنا أن نطالب بالضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي وإطلاق تسمية الميليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي على وحدات الحماية.. لقد حاولوا الالتفاف على الموضوع وهذه المعلومات وصلتنا من داخل مؤتمر الرياض.
– ربما صرح “خالد خوجة” في تلك الأثناء بتصريحات انتقد فيها قوات التحالف لأنها تدعم طرفاً مرتبطاً بحزب العمال الكردستاني؟
نعم وتصريحاته كانت مبنية على النصائح التي قدمها الدكتور “عبدالحكيم بشار” بهذا الخصوص.
“ حقيقة الأمر أن النظام السوري بات على أرض الواقع غير موجود تقريباً, فهو كنظام يستطيع إدارة المناطق والأمور, والمسألة بيد إيران, والنظام عبارة عن شكل وهيكل لا أكثر, وهو كـ”دمية” تستخدمها إيران وروسيا للحفاظ على بعض المصالح في سوريا, وهو بهذا الشكل سيستمر فترة من الزمن ولكن ليس له أي تأثير على الواقع السوري”.
– ماذا بخصوص مظاهرة بلدة “كركي لكي” يوم العلم الكردي وخاصة أن الآساييش قاموا برش المياه مما انعكس سلباً, فقد تم الحديث حينها أن الآساييش قاموا برش المياه محاولة إهانة العلم؟
قبلها بأيام حدثت انفجارات في “تل تمر” وأثناء حدوث تلك الانفجارات والتي كانت عبارة عن ثلاث سيارات مفخخة بعدها بيوم واحد ـ على ما أعتقد ـ أصدرت الآساييش تعميماً تنبّه الجميع بعدم التجمع وأخذ الحيطة والحذر نظراً لوجود معلومات بوجود أربعة سيارات أخرى جاهزة للتفجير، حتى أنه كان لدينا نحن كذلك مجموعة من النشاطات والاجتماعات قمنا بإلغائها على خلفية التعميم ونتيجة لهذه المعلومات، لكن يبدو أن المجلس الوطني الكردي تقصّد وتعمّد أن يتظاهر في ذلك اليوم علماً أنه كان على دراية بمنع التظاهر، فالآساييش ليس لها علاقة بموضوع السياسة وموضوع العلم وموضوع المناسبات أياً كانت, هي تعلم شيئاً واحداً وهو وجود تعليمات بمنع أية تجمعات قد تحصل, والحقيقة أننا تابعنا التحقيق في الأمر, فتبيّن لنا أن عناصر الآساييش لم يكن لديها معرفة بأن هذا اليوم هو يوم العلم الكردي, وهذا بحد ذاته أمر سلبي وطبعاً عندما حاولوا فضّ التجمّع رأوا أن في رش المياه سيكون أفضل من استخدام السلاح أو القنابل المسيلة للدموع أو ما شابه لكن المتظاهرين استغلوا موضوع العَلم مع العلم أن المقصود من رش المياه لم يكن لمسألة العلم كما قلنا, ثم كيف للآساييش أن تفعل ذلك وهو علم كردي، علماً أن المؤتمر القومي الكردي لم ينعقد ولم يتمّ الاتفاق على علم بحدّ ذاته لكن يبقى علماً كرديّاً ويجب احترامه, على الأقل هو علم لجزء كردستاني, وسقط الكثير من البيشمركة دفاعاً عنه, لذلك نكنّ له الاحترام وليس لدينا أي موقف منه.
– ربما يقول البعض أن التجربة في أحداث عامودا وإطلاق النار في ذلك الموقف والذي كان له نتائج سلبيةً جعل الآساييش يقوم برشّ المياه في تلك المظاهرة بدلاً من استخدام السلاح؟
طبعاً، لكن الملفت للنظر تصعيد المجلس الوطني الكردي لوتيرة المظاهرات والملفت أكثر هو رسالة السيد البارزاني ومحاولته تحريض المجلس على التظاهر أكثر, والغريب في الموضوع أنه بعد تلك الرسالة خفت مظاهرات المجلس.
– كيف فكرتم بتشكيل قوات سوريا الديمقراطية وما الغاية من تشكيلها؟
المشروع الديمقراطي الذي طرحه حركتنا منذ البداية هو أن لا يبقى هذا المشروع ضمن إطار قومية محددة أو منطقة محددة ولذلك من البديهيّ كلما تطورت الثورة تتطور آليات وهيكليات وشكل وكيفية العمل, فبعد تحرير كافة مناطق روجآفاي كردستان, وبعد طرد داعش والمجموعات الأخرى من هذه المناطق, من البديهي أن نتطلع إلى المناطق ذات الغالبية العربية والمكونات الأخرى, خاصة أن لدينا مشروع لعموم المناطق في سوريا فآلية المشروع التي سنعتمد عليها لتطوير ذلك المشروع بطبيعة الحال لن تكون تلك الوحدات الكردية فقط أو المحسوبة على الحركة أو الطرف الكردي, فلابدّ من توسيع نطاق هذا التحرك وقوات سوريا الديمقراطية ستكون لعموم سوريا, ولا تقتصر فقط على الإدارة الذاتية الديمقراطية ولهذا باعتبار أننا أنجزنا الكثير في روجآفاي كردستان وأمامنا عموم سوريا, لذلك سنحتاج إلى قوة عسكرية تقوم بهذه المهمة في تلك المناطق, وإلى جانبها سنحتاج إلى غطاء سياسي.
” روجآفاي كردستان بطبيعة الحال موجودة, لكن نحن لا ندير روجآفاي كردستان فقط, بل توسعنا حتى على المناطق العربية, وهذه المناطق يمكن أن تكون على تنسيق مع مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية, وهذا التنسيق يجب أن يكون له غطاء يستظل به وهذا الغطاء ـ أنا على سبيل الافتراض أقول ذلك ـ يمكن أن نسميه فيدرالية شمال سوريا”.
– هناك من يقول أن هذه العملية هي بمثابة إنهاء تام لدور واسم وحدات حماية الشعب والمرأة، خاصة أن هذه الوحدات قدمت الكثير من التضحيات؟
كلا، فاسم وحدات الحماية الشعب والمرأة بقي مخلداً في التاريخ, وسيبقى, لكن لها خصوصية فهي تشبه قوات مميزة ذات خاصية عقائدية لها كوادرها ومقاتليها المميزين, يختلفون عن المجموعات الأخرى وهم دائماً ضمانة لروجآفاي كردستان, ولكن الاعتماد على قوى أوسع ومشاركة أوسع لا يعني أن دور وحدات الحماية سيختفي بل سيكون بالإضافة لها هناك قوات أخرى إلى جانبها.
– ربما نفهم منك خلال حديثك أن عملية الدمج بين تلك القوات لم تتم بعد؟
المسألة أن الكثير من تلك المجموعات اتفقت فيما بينها وهذه المجموعات سمّيت بقوات سوريا الديمقراطية, لكن كل إطار وكل مجموعة مازالت تحتفظ بخصوصيتها.
– أيضاً هناك من يقول أن قوات سوريا الديمقراطية المشكلة حديثاً تعمل من أجل بقاء النظام وستندمج في مؤسسة الجيش العربي السوري؟
الذين كانوا يدّعون أنهم رافضون للنظام نراهم اليوم يتهافتون من أجل التحاور معه, أما نحن فلدينا مشروع وفي هذا المشروع نسعى إلى سوريا ديمقراطية، فهم بسبب تلك التصرفات وبسبب سياساتهم الفاشلة حافظوا على النظام وخلقوا له الحجج لكي يبقى حتى في الوقت الراهن بسبب المشاريع التي يطرحونها تقوي شوكة النظام, فلولا سياساتهم الفاشلة لكان النظام في طي النسيان وانتهى وما هذه الأكاذيب والافتراءات التي يقومون بالترويج لها إلا فقاعات إعلامية, وهذه القوات ربما تكون نواة للجيش السوري الديمقراطي في المستقبل وليس “الجيش العربي السوري”!.
“مشروعنا في الوقت الراهن هو مشروع قومي كردي, ولكن لا يعتمد على مقومات مشروع القومية الكردية فقط, بل له أبعاد ديمقراطية أوسع, فما نقوم به يساعد على الحفاظ على القومية الكردية والثقافة الكردية والتاريخ الكردي وإعادة هذا الشعب لينهض من جديد“
– لو تحدثنا عن المظلة السياسية ومؤتمر ديريك الذي تزامن مع مؤتمر الرياض، ترى ما هي أهمية مؤتمر ديريك وإنشاء قيادة سُميت بمجلس سوريا الديمقراطي؟
منذ أكثر من عام كنا قد قررنا تشكيل هذا المجلس وتأسيسه وجرت عدة لقاءات مع الأطراف والشخصيات المعارضة, كنا نتحدث لهم عن هذه الفكرة لكن كنا نراهم لا يستوعبون ما نصبو إليه فكانوا يقولون من أين أتيتم لنا بهذا الطرح, ولم يكونوا يرون الوقت مناسباً لما نطرح, فلم يكن لديهم ذلك الحماس, لكن في الآونة الأخيرة وقبل انعقاده بثلاثة أشهر أو أكثر قررنا أنه حتى لو لم نتمكن من إقناع الجميع سنعقد المؤتمر بمن سيحضر, لأننا لو أجلناه أكثر لن نستفيد شيئاً وبالفعل أسرعنا الخطى وجرى التواصل مع الأطراف وفي النتيجة اتفقنا مع الذين اقتنعوا على موعد محدد, وبالصدفة تزامن مع انعقاد مؤتمر الرياض علماً أننا كنا قد حددنا الموعد قبل أن يتم تحديد موعد مؤتمر الرياض, ولم نكن نسعى إلى التأثير على موضوع اجتماعات نيويورك أو فيينا أو جنيف, بل مشروعنا كان مشروعاً استراتيجياً وما زال يحافظ على استراتيجيته, لكن تزامن مؤتمر ديريك مع ذلك الحدث أعطاه بعداً سياسياً وتعاطياً مع المستجدات الحاصلة على الساحة في تلك الأثناء، لذا فمشروعنا استراتيجي وسيتطور وسيحافظ على نجاحه لأن المشاريع الأخرى التي تعتمد عليها المعارضة غير ناجحة وفي النهاية سيضطرون إلى الاعتراف بصحّة وحقيقة مشروعنا كما الحال في مشروع الإدارة الذاتية الآن, وإثبات ذلك موقفهم من النظام في بداية الثورة وكيف تغير في الوقت الراهن هذا الموقف وسيتغير تجاه موضوع الحلّ أيضاً لأنهم عندما يعتمدون على مؤتمر الرياض أو جنيف3 من خلال طرح بعض المبادئ العامة نجد أنهم لا يملكون أي مشروع ديمقراطي, فالمشروع الديمقراطي له مقومات, وهذه المقومات لا يملكونها, فمثلاً كيف لهم أن يقولوا نحن ديمقراطيين ولا يعترفون بحقوق الشعب الكردي, وكيف يقولون أننا ديمقراطيين, ولا يعترفون بالتنوع الديني والطائفي والإثني وحتى القومي في سوريا, فهم لا يعترفون بكل ذلك ويقولون سنتفاوض مع النظام فهم لا يمتلكون خطة لسوريا المستقبل, فمثلاً سيعلنون الهدنة ـ إن نجحت ـ وسيقومون بجولة مفاوضات مع النظام والحقيقة أنهم لا يملكون أي مشروع لسوريا المستقبل, فقط لديهم خطة ومشروع بخصوص من سيحكم سوريا في المستقبل وكيف سيتقاسمون كراسي الحكم, وهنا سؤال يمكننا طرحه وهو أن سوريا كيف ستكون؟
نحن نقول منذ الآن فصاعداً لا يمكن أن تُدار سوريا من مركز واحد, لا يمكن أن تبقى سوريا مركزيّة, فهم لا يولون أية أهمية لهذا التعريف ولذلك ما زالوا يتخيلون بأنهم سيتمكنون من الجلوس مكان بشار الأسد وسيحكمون سوريا أما نحن فنقول لا فهذا غير ممكن لأن سوريا لا يمكن أن تدار من مركز واحد فلا بد أن تدار سوريا من خلال إيلاء الأهمية لخصوصية كل منطقة على حدى جغرافياً ومجتمعياً, وكمكونات فإن تم قبول ما نطرحه هذا يعني أن سوريا ستكون ذات نظام فدرالي وإن أصبحت بهذا النظام فكيف ستتفاوض هذه الأطراف مع النظام الحالي, هل سيقبلون بالفدرالية أم سيبقون على النظام المركزي وبيدهم, فإن طرحوا المركزية فهذا يعني أنهم نسخة عن النظام, ولن نصل إلى سوريا ديمقراطية, وإن طرحوا الفيدرالية فكيف سيكون شكلها في وقت لا يعترفون بمكونات سوريا المتنوعة, ثم أين مشروعهم على الأرض, فمثلاً لو اعتمدوا النظام الفيدرالي كيف سيكون مستقبل منطقتنا, أي مناطق شمال وشمال شرق سوريا ـ لنتحدث بمصطلحاتهم ـ بغض النظر عن كونها كردية أو غير كردية, لنفترض جدلاً أنهم قرروا هذه المناطق مناطق فدرالية شمال سوريا, والسؤال من سيأتي ليدير هذه المنطقة؟ ترى هل سيأتون بجيش عرمرم ليقاتلنا وينهينا عن بكرة أبينا؟ ترى هل سيقررون ذلك؟ فإن قرروا هذا الأمر فهذا يعني أن ادعاءاتهم بأن سوريا المستقبل ستكون خالية من الحرب.! لن تبقى كذلك وبالتالي هو فشل لمؤتمر الرياض قبل أن يبدأ, ولهذا كي يعطوا لأنفسهم المبرر للهجوم مستقبلاً باتوا الآن يحضرون لهذا الأمر ففي أثناء مؤتمر الرياض قرروا أن يتفقوا على هدنة لوقف الحرب مع جميع الأطراف, باستثناء جبهة النصرة وداعش والقوى الإرهابية, وهنا بيت القصيد, فلكي يشملنا هذا القرار يجب أن يضعونا ضمن قائمة الإرهاب, ولكي يعطوا لأنفسهم مبرراً لمهاجمة روجآفاي كردستان فيما بعد, وللأسف فإنَّ “حكيم بشار” يدعوهم لوضعنا في قائمة الإرهاب وأنا هنا استغرب من تصرفه المشين إلى هذه الدرجة فكيف له أن يعطيهم المبرر لمهاجمتنا في المستقبل.!! لذا فإننا متأكدون من فشلهم الحتميّ لسبب بسيط وهو أن مقومات النجاح غير متوفرة لديهم.
أما مؤتمر “ديريك” فإنه تطور وعقدت اجتماعات للقوى المعارضة التي لم تحضر المؤتمر في أوربا, قد يكون الكثيرين غير متحمسين لها كما حصل أثناء إعلان الإدارة الذاتية, ولكن بعد فترة سنجد أن الكثير من الطلبات ستأتي وسيطلب الكثيرون الانضمام إلى مجلس سوريا الديمقراطية, وهذا المجلس سيصبح الأساس لإدارة سوريا مستقبلاً وقد يكون الرئيس السوري القادم كردياً.
” سواء سقط النظام أم لم يسقط فمن الضروري أن نطور مشروع مجلس سوريا الديمقراطية, والعمل على مشروع آخر يديره هذا المجلس, ويجب أن نجعل الجميع يقبلون بأن تكون سوريا فيدرالية لأنها إن باتت فيدرالية فإن كل منطقة وكل مكون سيستطيع إدارة نفسه بنفسه, وربما يكون حتى في إطار المنطقة الواحدة إدارات متعددة, فما الضير لو أعلنا فيدرالية في شمال سوريا, فتكون روجآفاي كردستان موجودة وتكون باقي المناطق ذات الغالبية العربية موجودة وتدير نفسها بنفسها”.
– كيف قوبلت تصريحات رئيس مجلس سوريا الديمقراطي “هيثم مناع” في الغرب في رسالته إلى رئيس مجلس الأمن بأن قوّاته في قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على 16% من الأراضي السورية وأن المجتمعين في الرياض لا تتعدى سيطرتهم على 5% من الأراضي السورية؟
طبعاً هذا الأمر دعا الكثيرين لدراسة الوضع وإعادة حساباتهم حتى أنه كانت هناك طروحات عدة بخصوص ماهية الوفد المفاوض من حيث توسيع الوفد, كما أن هناك مقترح لجعله وفدين هذا يعني أنهم مقتنعين بأن الوفد الحالي لن يستطيع النجاح وبالنسبة لنا لا يهم في أيٍّ من الوفدين سنكون فما يهمنا هو أن يعلموا أنهم من دوننا لا يمكنهم النجاح.
– الأطراف والقوى التي اجتمعت في الرياض ليست لديها القوة العسكرية الكافية على الأرض وربما اعتمدت على الفصائل التي تساند إلى حد ما داعش وجبهة النصرة وربما لا تملك القدرة على التحكم ببعض الفصائل الموجودة على الأرض كذلك؟
الموضوع لا يتعلق بالناحية العسكرية فقط لأن هؤلاء ليس لديهم مشروع حل سياسي ناجح أيضاً، بالمختصر فإن مشروعهم عبارة عن نسخة طبق الأصل عن النظام لذا فليقرروا ما شاؤوا لنرى من سيسمعهم.
– ما هو دور هيئتي الخارجية والدفاع في قرارات قوات سوريا الديمقراطية؟
هيئة الخارجية مكلفة بالتعريف بالإدارة الذاتية وعقد العلاقات والدفاع مكلفة بالدفاع عن روجآفاي كردستان وحمايتها وعمل الهيئات جميعاً يكون بالتنسيق بين بعضها البعض، لكن للإدارة الذاتية جيش خاص بها وهو جيش واجب خدمة الدفاع الذاتي، أما قوات سوريا الديمقراطية فهو مشروع مكمل لهذه الإدارة ومطور لها ومساعد لها لكي نتمكن من نقل هذه التجربة إلى عموم سوريا ولنتمكن من حماية المناطق الأخرى.
– تقدمت قوات سوريا الديمقراطية وسيطرت على سدّ تشرين الحيويّ وهي في طريقها إلى تحرير مدينة جرابلس و منبج والباب حتى مدينة عفرين, إلى أين ستتوجه تلك القوات وأين ستتوقف؟
نحن كرد, ولكن سوريين ولا نجد أنفسنا خارج سوريا ولا نفكر أبداً بالانفصال عن سوريا, ولذلك نرى من واجبنا أن نحمي الأرض والشعب السوري, وكافة المكونات التي تعيش فيها ولذا فأية منطقة نتمكن من الوصول إليها سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً لن نقصر في هذا الواجب.
– كردياً, أنتم متهمون بأنكم بعتم كردستان, وليس لديكم أي مشروع كردي والمعارضة السورية في الخارج تتهمكم بأنكم ترسمون حدود كردستان سوريا، كيف ذلك؟
هناك الكثير من الذين يطلق عليهم أوصاف كسياسيين ومثقفين, يطلقون الكثير من الشعارات البراقة والملفتة للنظر, لكنهم لا يناضلون من أجل تلك الشعارات, أما نحن نمارس سياسة واقعية وموضوعية ونتحرك حسب استراتيجية معينة تتوافق مع الإمكانيات المتوفرة, ونأخذ بعين الاعتبار المتغيرات والمستجدات التي تشهدها المنطقة بشكل عام, ومن يطلقون تلك الشعارات لم يتمكنوا من تحرير شبر واحد لكن بالرغم من التواضع الذي نعتمده في شعاراتنا, تمكنّا مع ذلك من تحرير مناطقنا من داعش والاستبداد, صحيح أنه ما زلنا في مرحلة توحيد هذه المناطق لكن على الأقل هي محررة, ونقوم بإدارتها, وما تبقى لنا هو فتح طريق ما بين كوباني وعفرين, وهذه مسالة وقت لا أكثر, وذهبنا إلى أبعد من ذلك, فنحن حررنا روجآفاي كردستان, وحررنا بعض المناطق الأخرى أيضاً, ونتطلع إلى تحرير المزيد من الأراضي السورية من داعش, ونساهم في أن يعيش أخوتنا من المكونات الأخرى بسلام وحرية أكثر, فنحن حررنا روجآفاي كردستان وسنقود سوريا أيضاً.
– هل صحيح أن هذه القوات بعد الوصول إلى عفرين ستتوجه إلى المنفذ البحري؟
لا أعلم, ولكن قد تتوجه, وما الضير في ذلك, وكما قلت فأي مكان نتمكن من الوصول إليه سنحاول الوصول ضمن الجغرافية السورية وفتح الطريق بين عفرين والبحر سيكون مساعداً على كسر الحصار الموجود على عفرين وعلى باقي مناطق الإدارة الذاتية.
– اتجهتم في الآونة الأخيرة إلى فتح العلاقات مع بعض الدول العربية, وخاصة “الإمارات العربية المتحدة” وكانت هناك زيارات متكررة ، ما هي أهمية هذه الزيارات وماهي فحواها؟
المنطقة أصبحت عبارة عن محاور وكتل، وكل محور أو كتلة جمعتها أفكار وآراء متوافقة وسياسات تصب في نفس الاتجاه, فمثلاً تركيا والسعودية وقطر, وكذلك محور العراق ومصر والإمارات, وكذلك هناك محور إيران وروسيا وبعض الدول الأخرى, ولكل محور اتجاه وسياسة محددة، وهناك صراع بينها لأن سوريا تشهد حرب عالمية ثالثة على أرضها لذا فغالبية الدول تدخلت فيها ونحن نمثل قوة لها تأثيرها على الأرض, لذا فكل هذه المحاور لا تستطيع من دوننا أن تقوم بأية خطوة على الأرض, وكل طرف يتقرّب حسب مصالحه, أو أننا نتقرب من أي واحد من هذه المحاور ما نراه قريباً, لكن الطريف في الأمر أننا اخترنا النهج الثالث نجد أننا منفتحين مع أغلبهم حتى لو كانوا متناقضين فيما بينهم, فبإمكاننا أن نتعامل مع الطرفين في نفس الوقت, لأننا لا نتعامل معهم على أننا سنذهب مع هذا الطرف أو ذاك بل نتعامل معهم ونحافظ على موقعنا, ونقول لكلا الطرفين أننا نتعامل مع الطرف المقابل له ، فمثلاً نحن مع الأمريكيين في حلف, وفي نفس الوقت لدينا علاقات وتواصل مع الروس والسياسة الروسية, والعراق لدينا علاقات معها, وكذلك مصر والإمارات العربية حتى السعودية وتركيا بالرغم من أن لديهم موقف معين, زرت السفير السعودي في دولة الإمارات وبعثت رسالة إلى الملك السعودي, وبالرغم من موقف تركيا المعادي, فقد قام السيد صالح مسلم بزيارتها لعدة مرات وتم اللقاء معه بشكل رسمي, وفي كثير من المرات, قمنا بالتواصل معها, أما الإمارات فقد كان موقفها من سوريا هو عدم التدخل في شأنها الداخلي, واتخذت سياسة النأي بالنفس, وحافظت على موقف يشبه الحياد, لذا حاولنا الاستفادة من هذا الموقف على الأقل أن نكون على تواصل.
– كيف كان موقف دولة الإمارات العربية من مشروعكم في سوريا؟
هي لا تعارض المشروع بشكل عام أو على الأقل تقف على الحياد من خلال عدم التدخل وعدم إبداء أي موقف صريح وواضح فالإمارات تفكر بهذا الشكل والاعتماد على هذه السياسة هو نابع من محاولتها الحفاظ على حيادتها.
– هل طلب منكم الدخول في التحالف السني الجديد ضد الإرهاب؟
لا، لأن لدينا خط آخر وهو الخط الثالث.
– تركيا بدأت التدخل في شؤون روجآفاي كردستان وفي شؤون “الكانتونات” الثلاثة وصرحت في أكثر من مناسبة أنها لن تقبل بأي كيان عسكري على حدودها؟
تركيا تخشى من تجربة روجآفاي كردستان وتسعى لمحاربة هذه التجربة وبعد نفاذ أسلحتها كداعش وجبهة النصرة كانت تعول على نجاح المجلس الوطني الكردي كي تفشل هذه التجربة ولكنهم فشلوا جميعاً، فبدأت عبر قواتها في التدخل في جرابلس وهناك احتمال أن تزيد في تدخلاتها ونحن نحاول عبر دبلوماسيتنا لجم الدولة التركية. هي مستمرة في التصعيد والاستفزاز, لكننا نحاول دائماً أن نحافظ على هدوئنا وعدم الانجرار إلى ما تريده.. لكن للصبر حدود.
– هل قمتم بإرسال رسائل إلى الدول والقوى التي لها تأثير على الوضع وأعلمتموهم بما تقوم به تركيا؟
نعم أخبرنا الجميع بما تقوم به تركيا وأعتقد أن تلك الدول تدخلت في الأمر ولولا تدخلهم لقامت تركيا بأمور أخرى ربما.
– هل يتم التنسيق مع روسيا وخاصة بعد تدخلها العسكري المباشر من قبل قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية؟
لا، التنسيق ليس تنسيقاً حرفياً وكاملاً, لكن هناك حالات تم التنسيق بسببها, فمثلاً حينما تعرضت عفرين للهجمات الإرهابية وجدنا أن تلك الجماعات تحاول أن تفعل بعفرين كما فعلت بكوباني, وفي تلك المنطقة لا يوجد تأثير من قبل قوات التحالف فيها، لكن لروسيا في تلك المنطقة دور وتأثير, لذا فقد استفادت قواتنا هناك من القوات الروسية لكن هذا التقارب لا يصل إلى مستوى علاقتنا وتنسيقنا مع قوات التحالف.
– هل تعتقد أن النظام السوري يحتضر في هذا الجو؟
حقيقة الأمر أن النظام السوري بات على أرض الواقع غير موجود تقريباً, فهو كنظام يستطيع إدارة المناطق والأمور, والمسألة بيد إيران, والنظام عبارة عن شكل وهيكل لا أكثر, وهو كـ”دمية” تستخدمها إيران وروسيا للحفاظ على بعض المصالح في سوريا, وهو بهذا الشكل سيستمر فترة من الزمن ولكن ليس له أي تأثير على الواقع السوري.
– برأيك هل سينقذ الروس نظام الأسد؟
روسيا ستنقذ مصالحها في سوريا وليس نظام الأسد فهي تبحث عن مصالحها فقط.
– ما هو مشروعكم في حال سقط النظام في سوريا بصورة مفاجئة؟
سواء سقط النظام أم لم يسقط فمن الضروري أن نطور مشروع مجلس سوريا الديمقراطية, والعمل على مشروع آخر يديره هذا المجلس, ويجب أن نجعل الجميع يقبلون بأن تكون سوريا فيدرالية لأنها إن باتت فيدرالية فإن كل منطقة وكل مكوّن سيستطيع إدارة نفسه بنفسه, وربما يكون حتى في إطار المنطقة الواحدة إدارات متعددة, فما الضير لو أعلنا فيدرالية في شمال سوريا, فتكون روجآفاي كردستان موجودة وتكون باقي المناطق ذات الغالبية العربية موجودة وتدير نفسها بنفسها.
– ما المقصود بفيدرالية شمال سوريا؟
روجآفاي كردستان بطبيعة الحال موجودة, لكن نحن لا ندير روجآفاي كردستان فقط, بل توسعنا حتى على المناطق العربية, وهذه المناطق يمكن أن تكون على تنسيق مع مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية, وهذا التنسيق يجب أن يكون له غطاء يستظل به وهذا الغطاء ـ أنا على سبيل الافتراض أقول ذلك ـ يمكن أن نسميه فيدرالية شمال سوريا.
– لو حدث ذلك ما هي المناطق التي ستشملها هذه الفيدرالية؟
منطقة الشدادة وجبل عبد العزيز والرقة ومنطقة شمال شرق حلب (شهباء) عفرين.
– هل هناك ضمانات من قبل الدول الغربية لكم في حال سقوط النظام؟
الدول الغربية لا يعول عليها, لأنها تبحث عن مصالحها فضماننا الوحيد هو الشعب والمؤسسات التي نبنيها, لأن الغرب قد يكون اليوم معك وربما غداً سينقلب عليك, المسألة مسألة حسب توافق المصالح وتعارضها لكن مهما كان نحاول تطوير العلاقة والاستفادة.
– ماذا تعني زيارة المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم إلى روجآفاي كردستان؟
حجته المعلنة أنه جاء ليرطب الأجواء بينه وبين حزب الاتحاد الديمقراطي بعد ذهابه إلى الرياض دون شركائه في الهيئة, لأنه كان ينبغي عليهم عندما تمت إزالة اسم السيد صالح مسلم من قائمة المدعوين إلى الرياض أن لا يحضروا هم أيضاً ويعلنوا عن موقفهم إزاء ما حصل, فجاء ليطلعنا على حقيقة ما جرى ليبرر موقفه، لكن هناك سبب آخر, وطبعاً هو لم يخبرنا به لكننا نعلمه, وهو أنه جاء ليضمن أننا لن نقف بالضدّ من المفاوضات التي ستجري مع النظام, فهم يتخوفون من نقطة وهي أنه لو أعلنا موقفاً سلبياً من هيئة التنسيق, فإن موقفهم سيكون ضعيفاً في المفاوضات, فحاول إقناعنا بضرورة تأييد ما سينتج عن هذه المفاوضات والحقيقة أننا بعثنا برسالة لكي يتم مناقشتها في الهيئة التنفيذية لهيئة التنسيق, كتبنا فيها المبادئ العامة وأصول التوافق والعمل المشترك, وبعض النقاط التي يجب عليهم الالتزام بها, وإلا فإننا سنضطر إلى اتخاذ موقف آخر فإن قبلوا برسالتنا فلا بأس وإن لم يقبلوا بها فإن قرارنا هو تجميد عضوية حزب الاتحاد الديمقراطي في هيئة التنسيق. وقمنا بذلك فعلاً.
– ولمَ لا يكون الانسحاب بدل التجميد؟
لأن الانسحاب لن يكون مفيداً, فنحن لا نريد أن نتركهم للقدر, ولا نريد أن نضعفهم إلى هذه الدرجة, ولكن نريد توجيههم إلى المسار الصحيح.
– هل لدى حركة المجتمع الديمقراطي مشروع كردي قومي خاص بكرد سوريا في المستقبل؟
مشروعنا في الوقت الراهن هو مشروع قومي كردي, ولكن لا يعتمد على مقومات مشروع القومية الكردية فقط, بل له أبعاد ديمقراطية أوسع, فما نقوم به يساعد على الحفاظ على القومية الكردية والثقافة الكردية والتاريخ الكردي وإعادة هذا الشعب لينهض من جديد, وتعريف العالم بالقضية الكردية, فكل هذه الأمور تعتبر قضية كردية, لكن نحن لا نقتصر على الحل القومي الكردي فقط, وعندما نتوسع هذا لا يعني أننا نهمل القضية الكردية, فمثلاً التدريس باللغة الأم, لو لم يكن لدينا مشروع قومي كردي كيف كنا سنعتمد على مناهج باللغة الكردية مع العلم أننا ما زلنا في البداية, ثم موضوع الفن والثقافة الكردية فلم يتمكن أي طرف من خدمة الفن والثقافة الكردية كما فعلنا نحن, وموضوع حقيقة الشعب الكردي والشعور الوطني الكردي, نحن أيقظنا هذا الشعور, نحن الآن إلى جانب إحياء حقيقة هذا الشعب نساهم في تطوير الديمقراطية في عموم سوريا.
– من خلال حديثنا معك فيما سبق قلت أن الشعب الكردي في باكور كردستان سينتفض على الظلم والطغيان, هل بات تصدير ثورة روجآفاي كردستان إلى باكور كردستان واقعاً؟
طبعاً نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية هو نموذج للتخلص من الأزمات التي يعيشها العالم وخاصة الشرق الأوسط, ولذلك إنْ أردنا تطبيق نظام ديمقراطي لا بد من البحث عن نموذج صالح ونحن نرى بأن النموذج الناجح والأمثل هو هذا المشروع, ولذلك فإن الإدارة الذاتية ستتطور في باكور كردستان وستتطور في باشور كردستان وفي روجهلات كردستان أيضاً, وستتوسع إلى مناطق أخرى وفي المستقبل سيصبح هذا النموذج بديلاً للدولة القوموية التي تم اعتمادها خلال السنوات الماضية.
– ربما دول الخليج العربي باتت تتخوف من وصول هذا النموذج إليها؟
حقيقة الإمارات تجربتها تشبه إلى حدٍّ ما تجربتنا فهي لا تتخوف كثيراً لأنها نفس النموذج, لكن بعض الدول الأخرى كالسعودية وقطر لديهم تخوف من الأمر, لكن مهما تخوفوا سينجح هذا النموذج لأن الدولة القوموية في أزمة.
– هناك أزمة بلغت أشدها بين إيران والسعودية بسبب إعدام نمر باقر النمر كيف ترى الأمر من حيث منظورك الشخصي؟
لا القضية ليست بسبب إعدام نمر النمر بل بسبب المحاور التي تشكلت واتضحت معالمها كما قلنا سابقاً ولا بد أن نتوقع أن أي شيء مهما كان صغيراً سيتسبب في خلق الكثير من المشاكل والأزمات وهذا ما عنيناه عندما قلنا بأن المنطقة تشهد حرب عالمية ثالثة.
نٌشر هذا الحوار في العدد(36) من صحيفة “Buyerpress”
2016/2/1
التعليقات مغلقة.