تعيد ظروف الأزمة التي يمر بها العباد في جموع أنحاء البلاد ما عاف عليه الزمن وكاد أن يصبح من مقتنيات معارض الأدوات القديمة التي كانت تستخدم فيما مضى من الزمن.. أنه (بابور الكاز) الذي عاد الناس إلى استخدامه واستعماله عوضاً عن المواقد وبوابير الغاز الحديثة التي تستخدم اليوم, حيث اقتنت أغلب العائلات ذوات الدخل المحدود هذه الأداة البسيطة والقديمة؛ نتيجة الانقطاع المستمر لأسطوانات الغاز من جهة وغلاء أسعارها من جهة أخرى.
العم موسى عمر حنو أحد أقدم العاملين في مهنة تصليح بوابير الكاز القديمة ويملك محلا يقبع في أحد زوايا سوق مدينة قامشلو ولايزال مستمراً في مزاولة هذه المهنة كمن يسعى إلى تذكير الجيل الجديد بوسائل كانت شبه وحيدة للإضاءة وللطبخ والغسل وحتى للاستحمام و يتقصده الناس اليوم بشكل ملفت.
يقول العم موسى :”ورثت هذه المهنة عن والدي منذ ما يزيد عن أربعين عاماً، وأنا اعمل في هذه الزاوية من الشارع ولدي محل بالطبع ولكن غير ظاهر للناس بشكل واضح لما يحيط به من محال تجاريّة، أبي هو من علمني هذه المهنة”. مضيفاً:” لدي 3 أولاد أحدهم مدرّس والآخر يعمل في سوق الاقمشة والثالث مقيم في ألمانيا، لكني أكسب قوت يومي بنفسي, أحب عملي وأتقنه بشكل جيد, ففي اليوم الواحد أكسب تقريباً 1500 ل.س لقاء تصليح 3-4 بوابير, وتختلف أسعار التصليح حسب العطل حيث تتراوح بين 1500 -100ل.س”.
وتابع العم موسى: “الأدوات التي أستخدمها في التصليح عديدة منها القصدير الكاوي واللحام, وكان عملي في السنتين الفائتتين أفضل بكثير عما كان عليه الحال فيما مضى, وأيضا كانت المحلات رخيصة جدا انا اشتريت هذا المحل حينها بـ 100000 ل.س حيث كان ضمن المشاريع التي استثمرتها نقابة العمال، ولن أفرّط فيه أو أبيعه ما دمت على قيد الحياة ولن اتحرك منه ولن اترك بلدي وأرضي”.
تقرير: جودي حاج علي
تحرير: فنصة تمو
التعليقات مغلقة.