38 نصيحة لتصبح كاتباً جيداً!

41

url_1جاك م. بيكهام (1930 – 1997) هو كاتب أمريكي لم تعرف مجموعاته القصصية أو رواياته التي زادت عن خمس وسبعين رواية، الانتشار الذي عرفه كتابه “أكثر 38 خطأً في الكتابة القصصية (وكيف يمكن تحاشيها)”، الذي عرّبه صدقي عبدالله حطاب (دار العالم العربي)، وقد وضعه بيكهام مستفيدًا من عمله كأستاذ للكتابة القصصية في جامعة أوكلاهوما، ويعرض فيه الأخطاء التي يقع فيها الكُتّاب المبتدئون.

هنا عرض لهذه الأخطاء مع اقتباسات في توضيحها وتوجيهات صارمة لتلافيها -واستخدم المخاطب المذكر فقط للتسهيل-:

1- لا تصطنع الأعذار: معظم الموهوبين يبددون طاقاتهم الإبداعية في اصطناع الأعذار ولا ينصرفون للعمل الذي بين أيديهم. إن الكتاب يكتبون وغيرهم يصطنعون.

2- لا تظن نفسك أفضل من غيرك: الأمر لا يتعلق بالذكاء لأن القصة لا تأتي من الرأس، إنها تأتي من القلب، ووظيفة من يعمل كاتب قصة سبر أغوار العواطف الإنسانية ثم تصويرها، وإعادة خلقها، وتحريكها. إن كبر القلب – التعاطف- أهم بكثير من معامل الذكاء.

3- لا تكن استعراضيًا فيما تكتب: معرفتك في مجال معين تشكل منجم ذهب لقصصك، لكن كما أن المعرفة القليلة يمكن أن تكون وبالًا فإن المعرفة الواسعة المكتسبة من الكتب قد تكون مدمرة لقصصك إذا خضعتَ لإغراء الاستعراض.

4- لا تتوقع المعجزات: لا تتوقع المعجزات بين عشية وضحاها، وعليك أن تظل مؤمنًا بذلك. فإن ثابرت فإن فرص تحقيقك بعض النجاح كبيرة.لا تسرف في تسخين محركاتك: لا تبدأ القصص بوصف مكان حدوثها وصفًا مفصلًا وطويلًا بدل الشروع في قص الأحداث واستعراض مكان حدوثها في سياق القصة. إن الوصف أساسي في القصة ولكنه في مطلع القصة مميت.

5- تحاشَ الأسلوب المنمّق: يجب أن يصاغ الوصف بعناية في شذرات ونتف لكي تبقي على قارئك مشاهدًا عالم قصتك وسامعًا له وشاعرًا به. ولكن أرجو أن تلتفت هنا إلى أن اللغة يجب أن تدخل قليلًا ولا تكال كيلًا بالصفحات. إن الجملة الجميلة تكاد تبطئ من خطوات القصة وتشتت انتباه القارئ عن مسار القصة… يتحدث الكاتب المتمكن من فنه قليلا (يصف قليلاً) ويستعرض كثيرًا (يظهر الفعل).

6- لا تستخدم في قصّتك شخصيات من الواقع: الناس الحقيقيون يمكن أن يقاضوك، والأهم من هذا أن الناس الحقيقيين في القصة ـ الذين يؤخذون من الحياة رأسًا ويوضعون على صفحة القصة ـ باهتون. إن الشخصيات الروائية الجيدة تُشَكل ولا تُستنسخ من الواقع… إن عليك أن تبني شيئًا أكبر مما هو في الحياة كثيرًا، أكثر مبالغة.

7- لا تكتب عن شخصيات ضعيفة: ينسى كتاب القصة كثيرًا أن الشخصيات المشوقة هي في معظم الأحوال الشخصيات النشيطة والمجازفة والمستثارة جدًا نحو غاية. الشخصيات الضعيفة تتلاشى عادة وتكون باهتة.

8- لا تتحاشَ المتاعب: أفضل الأوقات في القصة بالنسبة للكاتب، وللقارئ، هي عندما تكون الشخصية الرئيسية في أسوأ ورطة. فلو تركت شخصيتك تسترخي وتشعر بالسعادة والقناعة ولا يقلقها شيء لماتت قصتك… هناك صنوف كثيرة من متاعب القصة، ولكن أبلغها هو الصراع. وهكذا إن كنت كاتب قصة حكيم فإنك ستقضي معظم الساعات التي تنجز فيها حبك للقصص في التفكير في إثارة خصومات أكثر ـالأمر الذي يحدث عكسه في الحياة الواقعيةـ ففيها الإثارة والتشابك، وفيها تعاطف القارئ مع شخصية قصّتك.

9- لا تفتعل حدوث الأشياء بدون سبب: ما دامت القصة إيمان مصنوع فإنها يجب أن تكون منطقية أكثر من الحياة الحقيقية إذا أريد لها أن تصدق. وقد تحدث الأشياء في الحياة الواقعية لسبب غير واضح. أما أنت أيها الكاتب فإنك لا تستطيع في القصة أن تُغفل المنطق وتدع الأمور تجري لغير سبب معلوم… مع التركيز على أهمية الخلفية في سلوك الشخصية سلوكًا معينًا وقيامها بفعل ما، لأن الكثير من القصص تبدو غير قابلة للتصديق لأن الكاتب حشر الشخصية على خشبة المسرح لتقوم بشيء ما دون أن يفكر كيف وصلت إلى هذه الخشبة ولماذا… وإن استخدام الحظ المفرط والمصادفات خطأ آخر يمكن أن يدمر المنطق الظاهر في القصة.

10- لا تنسَ المثير والاستجابة: يفرض قانون المثير والاستجابة أن يكون لدى شخصيتك سبب مباشر ومادي لما تفعله. ولا يكون هذا المثير المباشر مجرد فكرة في ذهن الشخصية، ولكي يؤمن القراء بكثير من هذه التفاعلات يجب أن يروا مثير العمل الذي يوجد خارج الشخصية… الخلفية ليست المثير. الدافع ليس المثير. وأفكارها ومشاعرها ليست المثير.

11- لا تنسَ من هو الراوي: هو وجهة النظر. فكّر قصة من هذه. ادخل في تلك الشخصية وامكث هناك. إذا أردت لقصتك أن تنجح، فإن الشخصية الرئيسية يجب أن تجرب الفعل الذي في القصة. فكيف تستطيع أنت ككاتب قصة أن تحقق ذلك؟ بكل بساطة عليك أن تظهر الفعل كله من داخل رأس وقلب الشخص الذي اخترته شخصية لوجهة النظر.

12- احرص على أن تجعل وجهة النظر واضحة: إن أول شيء يجب أن تفعله هو أن تتخيل القصة كما يمكن أن تراها شخصية وجهة النظر، كما تراها هي وحدها. وهنا عليك أن تُدرب خيالك. إذا وقفت للتفكير قليلًا سترى أن هذا الربط التخيلي بشخصية وجهة النظر لا يجعل هذه القصة أقرب للحياة الحقيقية وحسب، وإنما يجعل عملك الإبداعي أيسر أيضًا.

13- لا تُلقِ مواعظ على قارئك: قد تجد نفسك انحرفت عن هدف كاتب القصة ـ وهو سرد حكاية ـ إلى كاتب الكراريس الذي يحاول أن يروج لمذهب أو رأي. وقد تنجح القصة في إقناع القراء بمسألة سياسية أو مذهبية أو أخلاقية، ولكنها إن فعلت ذلك فإن الإقناع يأتي في غمار رواية القصة. فالقصة من البداية لم توجد لإقناع أحد بشيء ما، وإنما وجدت لتحكي حكاية، وهي بهذا تنير الوجود البشري. إن معظم القصص تنتهي بالإيماء بفكرة أو بوجدان، ولكن المُقنع من هذا ـ إن ورد ـ هو ما كان نتاجًا جانبيًا لعملية السرد القصصي وليس هدفًا لها، وإلا جاء السرد وكأنه موعظة يوم أحد رديئة، وليس قصة… كلما ازددت صلابة في كتابتك ضمن وجهة النظر قل احتمال دخولك في محاضرة مشتتة لانتباه القارئ. عليك أيضًا ألّا تجعل شخصياتك تحاضر.

14- لا تجعل شخصياتك تحاضر للقارئ.

15- لا تجعل شخصياتك ثرثارة: حوار القصة الواقعي والجيد هو في معظم الأحيان قليل الشبه الفعلي بالطريقة التي نتحدث بها في الحياة الواقعية. البساطة، والمباشرة، والاتجاه نحو الهدف هي دعائم حوار القصة الحديثة، ولا شيء غيرها يكفي.

16- لا تُفسد حديث شخصياتك: احذر من الإكثار من استعمال اللهجات العاميّة في القصة. إن الخطأ في كتابة الكلمات للدلالة على لهجة غريبة (تستخدم فيما يقوله الأمريكيون الأفارقة خاصة) تجعل المعنى غامضًا في بعض الأحيان كما أنها تشتت انتباه القارئ عما يجري في القصة، وتجعل التركيز ينصبّ على البهلوانيات اللفظية. واحذر كذلك من الفحش والإباحيّة في حديث بعض الشخصيات.

17- لا تنسَ الانطباعات الحسّيّة

18- عليك أن تجعل القارئ يحس بأحداث القصة، أن يتذوق ويسمع ويرى ويشمّ ويشعر، وخاصة عند الحوار بين الشخصيات. وعلى كل حال أنت لا تستطيع أن تطلب من القارئ أن يلعب استغماية الأعمى؛ لأنك إن كنت ترى وتسمع تفصيلات في خيالك وأنت تكتب المشهد، فإن ذلك لا يعني أن القارئ سيحزر بالسحر نفس التفصيلات. عليك أن تعطيه ما يكفي من التلميحات.

19- لا تخشَ من أن تقول “قال”: واستخدام المرادفات لـ”قال” يجعل الأمور أكثر جدّيّة، ولكن عليك أن تستخدم هذه المرادفات فقط عندما تبدو طبيعية في السياق، ولكن “قال” تُستخدم بشكل طبيعي في نحو 90% من الوقت. إن استخدام هذه الكلمة بكثرة هو أحد الأمور التي تقلق المؤلف وما لا يفكر به القراء.

20- لا تفترض أنك تعرف، يتقّن من المرجع: إن أدخلت في قصتك معلومة خاطئة فسيلاحظها بعض الناس، وربما يكون بينهم المحرر الذي مصير نشر قصتك بين يديه، وقد يلاحظها آلاف القراء الذين يشكونك إلى المحرر. إن خطأ في معلومة لا يجعلك تبدو أحمقًا فحسب، وإنما يستطيع أن يدمر مقروئيتك وعلاقتك مع المحرر. إنك لا تستطيع أن تخمّن أو تفترض أنك تعرف. وحتى لو كنت واثقا من المعلومة بنسبة 99% تثبّت منها بالرجوع إلى مرجع.

21- لا تتوقف أبدًا عن المراقبة وتسجيل الملاحظات: يجب مراقبة المناظر والناس بطريقة منهجية، ككتاب، لا كما لفعل بقية الناس. وسيكون من المفيد لك أن تدوّن كل ما تلاحظه بقدر ما تستطيع من تفصيل، في مرحلة تسجيل الملاحظات. وعند مقابلة شخص جديد يجب تسجيل الانطباعات عنه، لا تلك الانطباعات التي تميزه كـ”شخص حقيقي” بل بطريقة تجعل هذا الوصف أكثر حيوية وإثارة مما لاحظته سابقًا. ويُحبذ تسجيل الانطباعات والبيانات في يوميات يجب على من يرغب في أن يصير كاتبًا أن يدأب على كتابتها.

22- لا تتجاهل بناء المشهد: إن الأجزاء المتوترة والمتضاربة في قصتك هي أكثر الأجزاء إثارة وأسرًا لقرائك. ولهذا السبب عليك أن تتعب على هذه الأجزاء لما لها من قيمة. كيف تفعل ذلك؟ عليك أن تضعها على خشبة مسرح الأحداث في القصة الحالية، وتُطوّر الحدث بين الشخصيات لحظة بلحظة دون أن تحذف شيئًا. وسر وراء قواعد السبب والنتيجة والمثير والاستجابة. وبعبارة أخرى تيقّن أنك لا تلخّص أبدًا خلال ذروة الصراع في القصة. ويجب ألا ينتهي المشهد نهاية بسيطة واضحة تعطي جوابًا بنعم أو لا عن السؤال الذي تطرحه القصة. ويجب ألا ينتهي المشهد نهاية سعيدة بل نهاية كارثية.

23- لا تُلقِ تماسيح من نافذة صغيرة (لا تُدخل الجمل في خرم إبرة): لا تُدخل في قصتك عناصر لا تتلاءم مع القصة ولا تخدم في إيجاد جواب عن سؤال المشهد، بل تشتت القارئ (كما حدث في القصة التي يستشهد بها المؤلف في عنوان هذه الفقرة حيث دخل تمساح ضخم إلى غرفة كان يجري فيها شخصان حديثًا هامًا من نافذة صغيرة). فكر في سؤال المشهد، ثم ضع ردًا، جوابًا سلبيًا لإنهاء المشهد وهو خبر سيئ منطقي ولكنه فجائي غير أنه يجيب عن السؤال المطروح.

24- لا تنسَ أن تجعل شخصياتك تفكر: يمكن أن تتعرض لمخاطرة شد حبكة الحادثة في القصة كثيرًا إلى درجة أن شخصياتك لا تجد الوقت لاسترجاع نفسها، وكل هذا قد جاء نتيجة حرصك الشديد على بناء القصة على خط مستقيم مع حبكة مشهد مشدودة. إن شعرت بأن قصتك بطيئة قد تحتاج إلى أن تبسط مشاهدك وتختصر أو حتى تلغي بعض خواتيمك. ولكن إذا بدا أن قصصك تسير بسرعة كبيرة وأنها خالية من المنطق والبراعة في وصف الشخصيات فقد تحتاج إلى أن تشذب قليلًا بعض مشاهدك أو تبسط خواتيم قصصك لتجعل فيها مُتنفّسًا.

25- لا تَهِم على وجهك في ضباب: إنك كلما أطلت التخطيط قبل الشروع في كتابتك كان ذلك أفضل. إن بعض الكتاب يضعون مخططًا أو اقتراحًا مفصلًا، ويدوّن آخرون ملاحظات مفصلة عن الشخصيات، ويكتفي بعضهم بالخربشة على صفحة أو صفحتين من أحد الدفاتر، فيرسم ملخّصًا بحبكة القصة. على أنه مهما كان إجراء الفرد فإن هناك فكرة رئيسية في مثل هذا التخطيط. وعليك أن تتأكد من أنك تعرف حول ماذا تدور قصتك قبل الشروع بكتابتها.

26- لا تقلق حول مسألة الوضوح: إذا كنت مسرفًا في الوضوح في قصة ممتازة، تأكد أن محررًا منتبهًا يستطيع أن يشذب كلمات أو عبارات قليلة في أي مكان، ليجعل شيئًا من النص أقل وضوحًا. ولكنك في المقابل، إذا حاولت أن تتحاذق في الكتابة، ولم يلتقط المحرر المعنى المراد فإن القصة سترفض. لا ضرر من توضيح بعض الأمور، فما يبدو واضحًا للكاتب قد يكون صعبًا على القارئ المسكين. وأنت تكتب للقارئ ولا تكتب لنفسك، أليس كذلك؟

27- لا تُسرف في نقد نفسك: من أصعب الأشياء التي على الكاتب أن يتعلمها هي كيف ينتقد نفسه. يجب ألا يكون صعب الإرضاء أو نزّاعًا إلى القلق أو نكدًا لأن هذه من السلبيات ومواقف التشكيك بالنفس التي تدمر الذات. ولا شك أن عليك ـ بل يجب عليك ـ أن تطالع نسختك بعين ناقدة محاولًا دائمًا أن تكتشف الثغرات والمشكلات التي بحاجة إلى إصلاح. ولكن عليك أن تُحاذر من خطر الذهاب بعيدًا في هذا خوفًا من وصمة التفاهة ومن تقريعك لنفسك بدلًا من مساعدتك على التجويد. ليست وظيفتك أن تكون ناقدًا وأنت تكتب المسودة الأولى للقصة، إن وظيفتك أن تكون مبدعًا.

28- لا تشغل نفسك برأي أمك: القلق بشأن رأي الأم (أو أحد أفراد العائلة) بقصصك المكتوبة أمر طبيعي، ولكن يجب ألا يعرقل جهودك الإبداعية، خاصة وأنه يصدر عن أناس من غير المختصين.

29- لا تختبئ من مشاعرك: إذا أردت أن تنجح ككاتب قصة فلا تختبئ أبدًا من مشاعرك، لأن هذه المشاعر هي التي تزودك بأوثق اتصال أساسي بشخصيات قصتك وبالقراء المحتملين. إذا كنت واحدًا من المحظوظين المتواصلين مع مشاعرهم فإني أشك في أن المسألة إذا وصلت إلى كتاباتك القصصية قد يكون لديك دافع لأن “تخفف” من ذلك خوفًا من أن تبدو لقارئك غريبا أو “غبيًا” أو “مسرفًا في العاطفية”. إننا نعيش في عصر ينظر باستغراب إلى كل مجابهة مباشرة مع كثير من المشاعر ولا سيما الأساسي منها مثل الغضب والفزع. ولكن أنت ككاتب قصة مطالب بألَّا تخفي هذه المشاعر لأنها أساسية جدًا للقصص الجيدة. إن شخصيات القصة الذين يفكرون فقط هم أموات، وإن مشاعرهم هي التي تجعل القراء يفهمونهم ويتعاطفون معهم ويقلقون حول مأزقهم في حصيلة القصة.

30- لا تعرض إنتاجك على المبخّسين: من الخطأ في العادة أن تنشد النصيحة من هواة آخرين في نوادي الكتاب مثلًا. ولا أظن أيضًا أن من الصحيح أن تطلب من الأسرة أو الأصدقاء أن يقرأوا مخطوطتك وينتقدوها. هناك من أعضاء نوادي القراءة والهواة الآخرين من يتبجحون بالمعرفة وهم لا يعرفون شيئًا. فإن كان عملك جيدًا سيشعر كثيرون بالغيرة والحسد. وإن كان العمل رديئًا فإن القليل منهم ـإن وجدواـ قادرون على تبيان أخطائك بطريقة بناءة. وإذا نصحك أكثر من واحد من “الخبراء” في نوادي القراءة فإن النصائح ستكون متناقضة وأكثر إثارة للبلبلة مما لو لم تستمع إليها.

31- لا تتجاهل نصيحة أهل الحرفة: قد يصادفك الحظ ويقع محرر في هوى عملك ويمحّص هذا العمل بالإرشاد السديد. وهناك مصدر آخر للخير قد يوافيك فتجد وجهًا لوجه نصيحة حول عملك جاءت من دراسة قام بها مؤلف له مؤلفاته المنشورة ويعرف أيضًا كيف يُعلّم حرفته. وإذا استطعت أن تجد محترفًا يعرف كيف يعلّم صنعة كتابة القصة عليك أن تسلك أي طريق مناسبة للعمل معه. فإذا أعطاك هذا الأستاذ المعلم نصيحة إياك أن تتجاهلها، بل ادرسها بكل جدية، وجربها ولو لأمد قصير، لفترة تجريبية.

32- لا تلهث وراء السوق: لعلك تستطيع أن تستكشف أسلوبًا غدًا بمثابة “موضة” دارجة، وتكتب كتابك في موعده. ولكنها مسألة حظ ومصادفة. وحتى لو كان تخمينك دقيقًا فإن كثيرين آخرين كان تخمينهم مصادفًا لتخمينك. ثم إن كتابة هذه الفكرة الساخنة ستستغرق منك سنة.. وسنة أخرى للموافقة على نشرها.. وسنة أخرى سيستغرقها التحرير والنشر. فكم يبقى من سخونة هذه “الموضة” حقا في ثلاث سنوات؟

33- دع الحركات الاستعراضية: يجب أن يكون أسلوبك وموقفك في قصصك أشبه بلوح الزجاج الشفاف الذي يرى القارئ من خلاله الحادثة. فإذا كنت استعراضيًا في نسختك المعدة للطبع فإنك ستسترعي الأنظار إليك لا إلى ما يجري على صفحات روايتك، وهذا سيئ دائمًا. وأشيع هنا نوعان من الحركات الاستعراضية اليوم هما: الشاعر المحبَط الذي يحوّل كل شيء إلى مشاعر صرفة مبالغ فيها بعيدة عن الكتابة القصصية، والشخص القاسي الذي يخفي مشاعره ويمتنع عن إظهارها في قصته. الاستعراضية تمثل هروبًا من مشاعرك الحقيقية التي هي أغلى سلعة لديك، وهي في النهاية علامة من علامات الخوف، وهي تخسر في النهاية دائمًا.

34- لا تبدد أفكار حبكة قصصك: إن الحلم بالأحداث في معظم المرات يتكشف أنه أسهل نسبيًا إذا ما قورن بعمل آخر متصل به وهو أن تستغل حبكة التطورات وتصل بها إلى أقصى حد فور كشفك عنها، لذلك عندما تخطر لك حبكة لقصتك دوّنّها فورًا دون إبطاء كي لا تنساها.

35- لا تتعجل في التوقف: إن القصص الجيدة هي نتاج أخذ الكاتب بضعة أيام للراحة، يقرأ أو يكتب فيها تخطيطًا لشيء جديد أو يقوم برحلة قصيرة، ثم العودة إلى “وجع الرأس” لإلقاء نظرة أكثر حرصًا وعناية على العمل “المنتهي”. إن شطرًا من الحكمة هو في معرفة متى تترك الأمر على حاله، ومعرفة متى تمضي قدمًا إلى مشروع جديد.

36- لا تستعدِ المحرر.

37- لا تستسلم: إن الاستعداد للكفاح من أجل التجويد عبر التجريب هو سمة الكاتب المستمر في الكفاح ورفض الاستسلام، وكذلك الجهد المتواصل بنفس المزاج.

38- لا تكتفِ بالجلوس هناك: لا يستطيع كاتب أن يطمع بالظفر بسيرة أدبية من إنتاج قصة واحدة أو حتى كتاب واحد. استمر في العمل.

وكالات

التعليقات مغلقة.