صحيفة أمريكية: جذور الديمقراطية السورية تكمن في غربي كردستان

25

ypgسلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير لها، الضوء على التحالف الجديد المشكل من قوات كوردية وعربية لمحاربة تنظيم داعش، وتحرير عاصمة التنظيم الارهابي، مدينة الرقة السورية.

وتقول الصحيفة ان ” اسابيع مرت بعد ان الغت ادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما برنامج البنتاغون الفاشل في تدريب وتسليح المتمردين السوريين لمحاربة تنظيم داعش, اعلن مسؤولون امريكيون عن جهود جديدة لتزويد القوات البرية في سوريا لمحاربة الارهابيين”، وتشير نقلا عن المسؤولين الامريكيين الى ان “عشرة ايام من المقابلات والزيارات الى خط المواجهة في شمال سوريا مع العديد من القوى في التحالف جعل من الواضح بان هذا التحالف كان موجودا بالاسم فقط وان التحديات السياسية واللوجستية التي يواجهها شاقة”.

احد القادة الميدانيين من المكون العربي وفي مقابلة الصحيفة معه، يتذكر بمرارة طرده من مسقط راسه في سوريا من قبل ارهابيي تنظيم داعش،وقال بانه سيقوم بفعل اي شيء لاستعادة تلك الاراضي ولكن بعد ذلك لخص بالتفصيل قائمة الاشياء المطلوبة لقواته، حيث اكد حاجتهم الى الخذيرة واجهزة الراديو والاسلحة الثقيلة والمزيد من الضربات الجوية الامريكية، مضيفا بالقول “هذه هي حالة مقاتلينا نحاول محاربة داعش بالوسائل البسيطة”، مشيرا الى مقاتل باحذية متشققة, ويرتدي زيا ممزقا وقميص متسخ.

وترى الصحيفة انه خلاف العوامل اللوجستية، فإن التحالف الجديد يواجه ماقد يكون تحديا اكثر خطورة على المدى الطويل، حيث تشير الى انه على الرغم ان من المزمع البدء باستعادة اراضي من تنظيم داعش في المناطق التي اغلبها من العرب، الا ان اغلب الذين يقاتلون هم من وحدات الحماية الكوردية.

وتشير الصحيفة الى ان هذا الواقع الديموغرافي من المحتمل ان يزيد مخاوف تركيا , حليف الولايات المتحدة التي تعتبر الحكم الذاتي الكردي بالقرب من حدودها الجنوبية تهديدا امنيا , كما انه يحد من قدرة القوات على ضرب الارهابيين في المجتمعات ذات الاغلبية العربية، مبينة ان المقاتلون الكورد لديهم دافع اقل للمحاربة من اجل تلك المناطق.

ويقول المتحدث باسم وحدات الحماية الكوردية ريدور خليل، للصحيفة الأمريكية أن “العمود الفقري لهذه القوات هي المجموعات الكوردية بسبب خبرتهم بقتال داعش واعدادهم” وتحدث عن كيفية ان يكون السبب محدد في القتال من اجل مدن مثل الرقة مثلا, عاصمة داعش في سوريا، حيث قال “علينا ان نكون واقعيين بان وحدات حماية الشعب لايمكن ان تذهب لوحدها الى الرقة، فالناس سيقولون, ماذا تفعلون هنا؟”.

الناطق الجديد الذي تم تعيينه للتحالف طلال سلو، تحدث للصحيفة وهو يجلس تحت تحت راية صفراء تحمل اسمه التحالف باللغات الكردية, العربية والسريانية, وتشير الصحيفة الى ان اللقاء تم  داخل منشأة للوحدات الكردية لان التحالف لا يملك قواعد خاصة به حتى الان, ولا اعلام لوضعها على سياراتها او هيكل قيادة محددة، حسب ما قاله سلو.

ويشير سلو الى ان القوات المشتركة يجب ان يقودها مجلس عسكري مكون من ستة أشخاص، ولكنه اعترف بانه تم اختيار شخص واحد فقط حتى الان.

وتلفت الصحيفة الى ان الرئيس اوباما اعلن الاسبوع الماضي عن خطط لنشر العشرات من قوات العمليات الخاصة لدعم التحالف الجديد وقبل ذلك, قال مسؤولون امريكيون بانه تم اسقاط 50 طنا من الذخيرة للمقاتلين العرب مع المجموعة الجديدة. ويؤكد المسؤولون ان الامور لم تسر كما هو مخطط لها، فقد اعترف مسؤولون امريكيون سرا بان الوحدات العربية المعدة لذلك لم يكن لديها القدرة اللوجستية لنقل الذخيرة, لذلك ومرة اخرى تم دعوة القوات الكردية للمساعدة.

وتتابع الصحيفة بأن المقاتلين العرب هم مجموعة من المجموعات المتحالفة مع الكرد، والتي تتألف من العرب والتركمان والجماعات المسلحة والمقاتلين البدو الموالين للشيخ حميدي دهام الجربا، شيخ مشايخ عشيرة شمر العربية، لافتة الى ان هذه الجماعات تكره تنظيم داعش ولكن معظمها صغيرة, وبعضهم تم توجيههم مرارا وتكرارا من قبل الارهابيين. فيما تؤكد الصحيفة ان المقاتلين الكرد اصبحوا معتادين على تامين الاراضي ولديهم قيادة واضحة, حلفائهم العرب غالبا مايتركون المراهقين مع بنادق كلاشينكوف عند نقاط التفتيش ويفرجون عن السيارات عشوائيا واخافة السائقين، فيما عبر احد القادة الميدانيين العرب عن اسفه من وضع المقاتلين العرب، مشيرا الى انه في حين ان القادة الكرد يمكنهم ببساطة الطلب من مقاتليهم بالتحرك, اما هو فقط بإمكانه تقديم الاقتراحات ويأمل من رجاله الالتزام.

الصحيفة الأمريكية تشير الى ان جذور الديمقراطية السورية تكمن في الركن الشمالي الشرقي لسوريا، وهي منطقة مهملة منذ فترة طويلة, حيث ان الكرد يعيشون جنبا الى جنب مع المجموعات العرقية الاخرى في المدن الفقيرة المنتشرة بين حقول النفط .

وتتابع انه ومنذ ان بدأ الصرع في سوريا بدا اهتمام العالم على الصراع بين المعارضين وقوات الرئيس السوري بشار الاسد , والمتمردين السنة وتنظيم داعش، لافتة الى ان الكرد بدأوا بالاستفادة من الفوضى لإقامة منطقة الحكم الذاتي، مبينة ان معظم ما تم القيام به كان العام الماضي , حيث وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة هي المهيمنة في هذه المنطقة، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة وحلفائها تقوم بتحرير الاراضي من داعش في شريط طويل على طول الحدود التركية.

وتقول الصحيفة ان دليل هيمنة الوحدات الكردية واضح, فعناصرها متواجدون في نقاط التفتيش في كل مكان , وصور من الشهداء تزين اللوحات, ومقاتلوها يسيطرون على اكثر من 280 ميلا على طول الخط الامامي في مواجهة داعش، لافتة الى اجزاء من هذه الاميال تشبه الحدود الدولية بوجود خنادق عميقة وسواتر عالية، واضواء مسطرة لمنع المتسللين الارهابيين، لافتة الى ان كامل الطريق جهز بأكياس من الرمل بشكل كبير للحماية من مدافع الرشاشات وقذائف الهاون من قبل الارهابيين.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول عسكري امريكي بان الولايات المتحدة شجعت الوحدات الكردية على انشاء مجموعة شاملة من شانها تكون اكثر مقبولية من المجتمع الدولي، وقرر القادة الكورد تسميتها القوى الديمقراطية السورية. فيما تلفت الصحيفة الى ان اسم مجموعة فرعية من ألوية عربية سميت بالائتلاف العربي السوري، وحسب اعتراف مسؤول امريكي رفيع المستوى، المقاتلون العرب كانوا نحو 5,000 مقاتل وحوالي 20% منهم يؤكدون بانهم سيدافعون عن اراضيهم ولكن لن يشاركوا في مهاجمة داعش، فيما يعتقد ان لدى وحدات الحماية الكوردية حوالي 40,000 مقاتل.

باراك بارفي, الباحث في مؤسسة امريكا الجديدة, مجموعة السياسة في واشنطن والذي امضى مؤخرا بعض الوقت مع وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، يقول بأن الوحدات قوة قتالية فعالة جدا, وبإمكانها فعل الكثير” مضيفا “لكن هذه المجموعات العربية ضعيفة ومجرد ورقة توت بالنسبة لوحدات حماية الشعب”.

وبشأن التحالف يقول بارفي، ان التحالف نفسه لديه توترات داخلية، ليس هناك تحالف عميق الجذور بين هذه الجماعات, انه تحالف مراوغ وتكتيكي”

وتشير النيويورك تايمز الى ان دوافع حلفاء الكرد تنوعت، فالبعض يعيش في المناطق ذات الاغلبية الكردية, لذلك ربطوا انفسهم مع القوة المهيمنة, اما البعض الاخر فقدوا مناطقهم واحتلها داعش ويأملون من القوة العسكرية الكردية مساعدتهم للعودة الى ديارهم.

ويقول الشيخ حميدي دهام وهو الحاكم المشترك لمقاطعة الجزيرة، وهو يملك قوات الصناديد والمنضوية لتحالف سوريا الديمقراطية، للصحيفة الأمريكية، “المهم بالنسبة لنا هو حماية منطقتنا, وامن اطفالنا, بيوتنا ونسائنا، لدينا الكرد من جهة وداعش من جهة اخرى, لذلك من يجب ان نختار”؟

وقال الجربا بان رجال قبيلته يعيشون في مجموعة من القرى الزراعية, وشكلوا مجموعة مسلحة عام 2011, عندما هاجم ارهابيون منطقتهم.

فيما قال بدر وهو نجل الشيخ الجربا، والقائد العسكري لقوات الصناديد, بان قواته ستنظر في محاربة داعش في أي مكان ولكنه يحتاج إلى الدعم, مشيرا الى ان معظم مقاتليه باعوا الاراضي لشراء الذخيرة.

 

PUKcc.net

 

التعليقات مغلقة.