نص الحوار الكامل مع محمد إسماعيل المسؤول الإداري في المكتب السياسيّ للـ (PDK-S)

68

– بالنسبة للمحاضرة التي ألقاها السيد ملا بختيار بالمجمل أعتقد أنه لم يكن موفقاً، لأن أبناء كردستان سوريا والحركة الوطنية الكرديَّة مناضلون ويفهمون العبارات السياسيَّة والمواقف السياسيَّة.

– الحفاظ على مشروع “الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ سوريا”، يعتبر من أقدس مقدساتنا.

– بالنسبة لأعضاء الهيئة الاستشارية فقد كانوا ثلاثة أعضاء ولم يكن لديهم سبب وجيه لتقديم استقالاتهم.

– علاقة الملا بختيار مع الإدارة الذاتيّة علنيّة ومعروفة ومؤخراً فتح لهم مكتباً رسمياً في السليمانية، لكن المشكلة بينهم وبين حليفهم “التقدمي” الذي لم يعترف إلى الآن بالإدارة الذاتية.

في تلك الليلة عاد الدكتور “كمال كركوكي” إلى الإقليم لأمر هام، وخاصة أنه انتهى من المؤتمر في وقت متأخر وفي اليوم التالي عاد واستقبلته أحزاب المجلس الوطني وجماهير ديريك وكذلك حزبنا.

– من يضع “لايك” من الأعضاء الحزبيين على منشور يسيء لرفيق حزبي أو يهين الحزب أو يشتمه فوضعه “اللايك” يدخله في إطار الإساءة والإهانة لرفيقه أو للحزب، لذا صدر تعميم من قيادة الحزب على منع هذا الأمر.

– هم أرادوا العمل مع الإخوة في “حركة المجتمع الديمقراطي”، فلماذا يسمَّون أنفسهم بالكتلة الثالثة، هي خدعة يخدعون بها جماهيرهم وأبناء شعبنا.

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

القيادي محمد اسماعيل

حبَّذا لو تعرَّفنا ـ ولو بإيجازـ على السياسي الكردي محمد إسماعيل؟

محمد إسماعيل من مواليد 1958 قرية السويدية التابعة لمنطقة ديريك، حاصل على إجازة في “الكيمياء التطبيقية” من جامعة دمشق، استغرق العمل السياسي معظم سنوات عمري تقريباً، فمنذ بداية شبابي كنت أقرأ النشرات السياسية إلى أن انتسبت إلى “البارتي” في العام 1976، عملت في مختلف المجالات السياسية فكنت عضو قيادة في الجبهة الوطنية الديمقراطيّة الكرديّة، كما عملت في كافة الهيئات الحزبيّة في “البارتي” و كنت عضواً في “إعلان دمشق” وعضو المجلس الوطني السوري بالإضافة إلى ذلك فقد أسسنا لجنة ” المطالبة بحقوق المجردين من الجنسية” وعملت في لجان المجتمع المدني في سوريا، وأعتقد أن أول بيان في سوريا خرج للمطالبة بحقوق الإنسان ـ بالمشاركة مع القوى الوطنية السوريةـ كان بيان صدر من لجنة المطالبة بحقوق المجردين من الجنسية، بالإضافة إلى الجانب الثقافي الذي هو جزء من حياتي وأعشقه، وأحترم جميع المثقفين الكرد ولدي علاقات قوية مع الكثيرين منهم.

بحسب بعض المهتمين بالشأن السياسي الكردي، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ سوريا عقد مؤتمره الأول وتأسس دون حلِّ الكثير من الخلافات الداخلية في “البارتي” سابقاً، ترى ما مدى صحة ذلك، وما هي أبرز الخلافات التي كانت؟

لم تكن هناك خلافات في صفوف “البارتي” أو تيارات سياسية ضمن صفوفه تصل إلى مستوى الأزمة، فكانت هناك بعض المسائل التنظيمية و المناطقية المختلف فيها، لكن لم تكن بذلك المستوى الذي تعرقل الدخول مع أحزاب أخرى في الاتحاد السياسي فحتى قبل مشروع الاتحاد حاولنا إعادة توحيد صفوف “البارتي” ودمج أطرافه كما استوعبنا العشرات من كوادر المجتمع ومن الرفاق الذين كانوا مستنكفين عن العمل التنظيمي وكذلك من الأحزاب الأخرى، أما الاتحاد السياسي فكنا مقتنعون بهذا المشروع تماماً فهيئنا له وحضرنا الأرضية المناسبة فتناقشنا في كافة المسائل وحاولنا تذليل بعض العقبات لأنه كانت هناك أحزاب لها دور هام في الحركة الوطنية الكردية وكانوا من المؤسسين للمجلس الوطني الكردي وأعضاء فاعلين فيه، ويسجل هذا الإنجاز لجميع الأحزاب والقيادات لأنّها أعلنت حلها والانضمام إلى الحزب الموحد الجديد باسم “الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ سوريا”، لذا فالحفاظ على هذا المشروع يُعتبر من أقدس مقدساتنا ولو بأي ثمن كان لأننا مقتنعون بأنه يخدم قضية شعبنا ولأننا نعتمد عليه في دفع قضيتنا إلى الأمام بالإضافة إلى حمله المشروع الوطني القومي الكردي الذي يفتخر به كلُّ كردي وطني شريف.

ألم يكن بإمكانكم أن تعقدوا المؤتمر في روجآفاي كردستان؟

كانت هناك صعوبة في ذلك، لأن الكثير من كوادر الأحزاب وقياداتها كانوا في الخارج وكذلك هنا في روجآفاي كردستان لم يكن هناك المكان الآمن الكافي لعقده، كما كانت هناك قوى متربصة تحاول إفشال المؤتمر ولمجموعة من الأسباب ارتئينا أن يكون المؤتمر في كردستان العراق وخاصة تمت عرقلة انعقاده من قبل الإخوة في الـ PYD وذلك بخصوص عبور مندوبي المؤتمر إلى كردستان العراق وما شابه.

حدثت مؤخراً استقالات جماعية من الحزب وكانت من بينها استقالة بعض القيادات، ترى ما هو السبب الرئيس منها وكيف تابعتم تلك المشكلة؟

مسألة الاستقالات مضخمة نوعاً ما، لأنه في الحزب لا توجد استقالة ولا استقالات جماعية فهناك بيان صدر من منطقة رأس العين وكان موقعاً باسم 44 شخص وبعد المتابعة والتحقيق تبين أن معظم الأسماء تعود لأشخاص يقيمون في تركيا وكردستان العراق ومن بينهم اثنا عشر اسماً كانوا قد انتسبوا للحزب وبعد المتابعة أكثر تبين لنا أن هناك عضوين فقط قاموا بإصدار هذا البيان، بتقديري عندما يقوم شخصان بالاستقالة فذلك لا يعبر عن وجود مشكلة حقيقة داخل الحزب، أما بالنسبة لأعضاء الهيئة الاستشارية فقد كانوا ثلاثة أعضاء ولم يكن لديهم سبب وجيه لتقديم استقالاتهم، أما مسألة ديريك فبحسب الأسماء الواردة كانوا أكثر من 170 شخصاً إلا أن معظم الذين وردت أسمائهم اتصلوا بنا وقالوا لا علم لهم بالبيان الصادر ويبدو أن البيان كان نتيجة ردة فعل لمجموعة من الأشخاص الذين كانت هناك إجراءات تنظيمية بحقهم، فقاموا بإصدار البيان وكتابة تلك الأسماء وكما هو معلوم فإن وضع حزبنا في ديريك يتميز بالعمق الاجتماعي والعمق التنظيمي الكبيرين، وحتى الأشخاص الذين قدموا استقالاتهم لهم تاريخ وهم أشخاص وطنيون وغيورون على الحزب، فالمسألة ليست سياسية وإنما هي مسائل تنظيمية يمكن حلُّها داخل الهيئات الحزبية، و يبدوا أن هناك خطأ تنظيمي قام به الرفاق؛ وهو تصدير الموضوع إلى خارج الإطار التنظيمي والحزبي مما أعطت صدى وصوت و ليست على درجة من الخطورة والتخوف وتمت المتابعة من قبل لجنة في المكتب السياسي، والقيادة جادة في إيجاد مخرج لهذه المسألة.

بالنسبة لاستقالة أعضاء من المجلس الاستشاري هناك من قدم استقالته من رئاسة المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني؟

طبعاً لأنه عندما قدم استقالته من الحزب قدم استقالته من المجلس أيضاً.

لكن بقيت هذه الاستقالة لأسبوعين أو أكثر حتى قدم استقالته من المجلس المحلي الغربي؟

لا، لأن الحزب قام بتعيين بديل له لأنه قدم استقالته من الحزب ولأن مكانه أصبح شاغراً وأعتقد أن هؤلاء الأشخاص تسرَّعوا في قرارهم.

إذاً، لم تكن هناك متابعة بشكل جيد حتى تم تعيين بديل له بشكل فوري؟

لا، لم تكن بشكل فوري فالمتابعة تمت وتمت دعوة الهيئة الاستشارية من قبل مسؤوليهم، لأن البيان كان باسم الهيئة الاستشارية وقامت الهيئة بإدانة هذا العمل حتى الاتصالات التي قاموا بها مع رفاقهم قاموا بتوضيح الأمر بخصوصها وتم الجلوس معهم، بالتالي إلى حين انعقاد اجتماع اللجنة المركزية تم تعيين بديل عنه وليس بشكل فوري.

إذاً الهيئة الاستشارية قامت بمتابعة الموضوع وليس المكتب السياسي؟

لا، اللجنة المركزية بدل أن تأخذ القرار بمفردها قامت بأخذ رأي الهيئة الاستشارية لأن البيان صدر باسمها فكان تقييم الوضع ومقترحها مفيد للجنة المركزية وبناء على استئناس اللجنة المركزية برأي الهيئة ومقترحها تم اتخاذ القرار من قبل اللجنة المركزية وبذلك تم رفع صفة العضوية عن هؤلاء الرفاق الثلاثة.

هناك تصريحات تقول بأن هذه اللجنة هي المرة الأولى التي تجتمع وتأخذ القرارات في الـ PDK-S ؟

أقولها للحقيقة وللتاريخ أن هذه الهيئة هي أكثر الهيئات واللجان التي تلتزم باجتماعاتها الدورية لأن المكتب السياسي واللجنة المركزية تديران وتشرفان على عمل ثلاثة عشر مكتباً، وهذه الهيئة تجتمع أكثر من كل الهيئات واللجان، لكن كما تعلم فإن هذه الهيئة جديدة في الحزب ولم تكن موجودة في أنظمتنا الداخلية السابقة، ومع ذلك كما قلت لك فإنها ملتزمة باجتماعاتها بشكل دوري وكذلك اجتماعاتهم في كل مكاتب الحزب لأنهم موزعون على مكاتب الحزب كلها.

في مدينة ديريك ظهرت بعض المشاكل داخل الحزب وكان هناك ما تشبه “مظاهرة” وتم الاعتداء على قيادي بحسب ما سمعنا ورأينا في الإعلام الكردي؟

كما قلنا لحزبنا قاعدة كبيرة في ديريك وليس عجباً أن تحدث بعض المشاكل البسيطة هنا وهناك، والمسألة التنظيمية التي حدثت بين رفيق في الحزب ورفيق قيادي في ساعات متأخرة من الليل تمت المصالحة قبل طلوع الشمس في نفس الليلة، لأنهم رفاق في حزب واحد وبينهما صلة قرابة، لكن في اليوم التالي استغل بعض الأشخاص الوضع وقاموا بمسيرة باتجاه مكتب الحزب، فكان هناك خطأ وقع فيه بعض الرفاق فقاموا بإصدار الأوامر إلى الشارع مباشرة بدل أن تكون هناك تقارير يرفعونها إلى الجهات المعنية داخل الحزب، فكانت تلك الحالة مغايرة وغير مألوفة بالنسبة للحزب وكان يمكن معالجتها بشكل آخر عن طريق المؤسسات الحزبية، لكن تمت المعالجة واتخاذ التدابير ومحاسبة المتسببين بذلك ففي كل حزب هناك مبدأ المكافئة ومبدأ العقوبة.

“الائتلاف المعارض لا دخل له بهذه القوات، والاجتماع كان لأن المجلس العسكري الذي سيشكله الائتلاف، للكرد حصة فيه ونحن كمجلس وطني الصورة غير واضحة لدينا بهذا الخصوص إلى الآن”.

ألا تلاحظ معي أستاذ محمد أن الحالة الحزبية الكردية باتت تخرج إلى الشارع بدل رفع التقارير إلى الجهات المعنية في تلك الأحزاب؟

صحيح، والسبب في ذلك أن نسبة الانتساب إلى الأحزاب الكردية ازدادت بصورة ملحوظة وخاصة في حزبنا وذلك بعد قيام الثورة السورية، وقبول ذلك الكم الهائل من الأشخاص داخل الأحزاب لم يعد كما في السابق من حيث تطبيق شروط العضوية وما شابه، وكذلك العمل والتحرك الحزبي لم يكن كما هو عليه الآن من العلنية بل كانت الكوادر تنشط وتتحرك بسرية تامة، والمشكلة الأخرى أنّ نظمنا الداخلية الخاصة بالأحزاب لا توفر تلك المساحة من الحرية والتعبير عن الرأي لذا يلجأ العضو إلى وسائل التواصل الاجتماعي في فضاء الإنترنت ليعبر عما بداخله وخاصة إذا كان يعيش في الخارج وربما يستخدم أسماء مستعارة في ذلك ويخرج عن النظم الحزبية، فإما أن نطور نظمنا الحزبية ونفتح المجال للحرية أكثر أو أن نضبط رفاقنا وبالتالي الإيعاز لهم بتوجيهات محددة فالاعتداء على سمعة الغير والتشهير بهم يُعتبر مخالفة في كافة النظم الحزبية في العالم.

بخصوص هذا الموضوع قرأنا على صفحات التواصل الاجتماعي بيان صادر من الـ PDK-S يمنع وضع لايك على منشور معارض للحزب، هل هذا صحيح؟

لا ليس بهذه الدرجة، وإنما من يضع “لايك” من الأعضاء الحزبيين على منشور يسيء لرفيق حزبي أو يهين الحزب أو يشتمه فوضعه “اللايك” يدخله في إطار الإساءة والإهانة لرفيقه أو للحزب، لذا صدر تعميم من قيادة الحزب على منع هذا الأمر لأن من يضع “اللايك” على تلك المنشورات يضع نفسه في دائرة الشك والعداء للرفيق والسخط على الحزب وأعضائه وسيتم متابعة الاسم إن كان صريحاً وحقيقياً وغير مستعار.

كيف تقرؤون المشهد السوري في الوقت الراهن وخاصة بعد التدخل الروسي العسكري فيه؟

مسألة التدخل الدولي في سوريا باتت قريباً والتدخل الروسي هو الخطوة الأولى، مع الأسف كل من يريد التدخل في سوريا يفكر أولاً بالتدخل العسكري في وقت تريد فيه القوى الوطنية السورية أن يتم حل المسألة بالطرق السلمية أو تفضُّل الحل السياسي، فالمسألة السورية خرجت من يد النظام ومن يد المعارضة أيضاً وباتت بيد الأطراف الدوليّة فروسيا تدخلت بسلاحها وعتادها، وأعتقد أن بريطانيا طرحت على البرلمان الموافقة على التدخل في سوريا كما أن لفرنسا موقف قريب من ذلك والأمريكان يتدخلون عن طريق ما سمته بـ “القوى المعتدلة” فالكل يريد التدخل من المنظار العسكري، وأعتقد أن البحث عن حل في سوريا بهذه الطريقة لن يؤدي إلى حل بل لا بد لهذه الأطراف الدولية أن تتوافق فيما بينها على طريقة ما للحل غير الحل العسكري، مثل إعادة سايكس بيكو بأسلوب جديد وتوزيع جديد للمناطق، وبالنسبة للتدخل الروسي فأرى أن تدخلهم لن يؤدي إلى الحل لأن روسيا تعتبر كل من يخالف النظام هو إرهاب، وهذه إشكالية حقيقية لأن الشعب السوري ليس كله إما نظام وإما داعش بل هناك شعب سوري مغلوب على أمره قضى هذه المعاناة على حسابه وعلى حساب دمار بلده والوطن السوري، فهذا التدخل لا يحل المسألة ولا يمكن من خلاله إيجاد مخرج مشرف للأزمة الحاصلة. روسيا تبحث عن دور في سوريا لأنها خسرت الشرق الأوسط فكانت بيدها العراق لكنه خرج من يدها، وكانت ليبيا وخرجت من يدها وكذلك اليمن ولم يبقَ لها إلا سوريا، فالروس يبحثون عن مصالحهم ولا يدافعون عن النظام ولا عن المعارضة ولا تحارب ضد الإرهاب، لذا فهناك مخرجين للمسألة؛ فإما أن تبحث لها عن وجود في سوريا وتستفيد منه وخاصة في مياه البحر الأبيض المتوسط ويكون لها نصيب من اتفاقية سايكس بيكو الجديدة المقبلة عليها سوريا، ولأكون صريحاً معك فإن الأمور غير متبلورة لدينا بشكل واضح، لكن من الجانب الآخر يُقرأ المشهد على جرِّ روسيا نحو التورط في سوريا فأمريكا في العراق خسرت أربعة آلاف جندي ومليارات الدولارات لكنها تحملت تبعات تلك الخسائر بفضل اقتصادها القوي، أما روسيا فلا تتحمل مثل هكذا خسائر وكذلك شعبها غير مهيأ وغير ديمقراطي كما في أمريكا كأن يذهب هذا الحزب ويأتي غيره، روسيا لا تستطيع أن تخسر وحتى إذا خسرت سيكون ذلك لتقبل بحصة أقل.

هل سيتمسك الروس ببقاء الأسد ربما في المرحلة الانتقالية؟

الحقيقة أنه لو اعتبرنا الأسد وحزب البعث أشقاء للروس فإن الروس لن يقبلوا ببقائه لأن آل الأسد يحكمون سوريا منذ خمسين عاماً، و في النهاية سيقولون لهم اقبلوا بحكومة انتقالية والانسحاب الجزئي ،على أن يبقى لهم دور لأنهم في النتيجة أبناء لهذا الوطن.

مؤخراً كان هناك لقاء جمع بين رئيس إقليم كردستان ووفد أمريكي و صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، ترى أين المجلس الوطني الكردي من هكذا لقاءات؟

قبل ذلك كان هناك لقاء جمع لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني مع الأمريكان في إسطنبول، وكذلك التقى الأمريكان مع قيادة قوات بيشمركة روجآفا وكذلك التقوا مع إقليم كردستان ونحن كحزب الـ PDK-S والمجلس الوطني الكردي نعتز عندما تلتقي كل الخيوط في إقليم كردستان العراق كما، أننا نعتبر السيد رئيس الإقليم الأخ مسعود البارزاني الضمانة الحقيقية لحقوق شعبنا الكردي، فالمجلس الوطني الكردي لا يتوجس من هكذا لقاءات ما دامت تعقد في هولير لأننا مطمئنون أنه لن يتم المساومة على حقوق شعبنا.

كان اللقاء مفاجئاً وخاصة عقد في فترة حساسة وقبل انعقاد مؤتمر حزب الاتحاد الديمقراطي بفترة وجيزة وخرج للإعلام بعد ساعاته الأولى؟

لا أوافق بأنه كان لقاءً مميزاً وخارج نطاق العادة، لأن الأمريكان اجتمعوا مع حزبنا ومع المجلس الوطني ومع الائتلاف وكما قلت آنفاً أنه إذا اجتمعت الخيوط في هولير وكان السيد الرئيس موجوداً فإننا مطمئنون سواء أكنا حاضرون أم غائبون ثم إن الاجتماع كان لأن الأمريكان يريدون تجميع المعلومات لعرضها على البنتاغون للخروج بقرار ما، لكن إلى الآن لا أحد يعلم ما هو قرارهم.

“التدخل في شؤون إقليم كردستان وفي شؤون الرئاسة هو تدخل إيراني من خلال أحزاب السليمانية”.

أيضاً أستاذ محمد عقد في الشهر المنصرم مؤتمر “حزب الاتحاد الديمقراطي”، هل تمت دعوتكم وكيف تابعتم ما نتج عن المؤتمر؟

لا، لم يتم دعوتنا ولم يتم دعوة المجلس الوطني الكردي، وكان مؤتمراً دورياً اعتيادياً ولم نلحظ أي تغيُّر في توجهات الحزب أو سياسته أو أي اعتبار للوضع الجديد الحاصل وخاصة التوجهات الدولية التي من الممكن أن تحصل في المنطقة وبالتالي الإخوة ماضون في سياستهم وتوجهاتهم كما هم في السابق، ولم نلحظ أي شيء جديد.

لكن حضر المؤتمر أطراف كردستانية وبمستويات رفيعة؟

الحزب أرسل دعوات لتلك الأطراف ومن الطبيعي أن تلبِّي الدعوة، لأن الأطراف الكردستانية لا تريد قطع العلاقات مع طرف دون الآخر وأعتقد ما تعنيه هو حضور وفد الديمقراطي الكردستاني ـ العراق.

هل كان وفد الدكتور كمال كركوكي يمثل رئاسة إقليم كردستان العراق أم الحزب الديمقراطي الكردستاني؟

كان يمثل الحزب وبالتالي ألقى كلمة الحزب.

ما هي قرأتكم لزيارة السيد ملا بختيار إلى مركز الإدارة الذاتية ثم إلقاءه لمحاضرة سياسية في مقر الحزب التقدمي؟

علاقته مع الإدارة الذاتية علنية ومعروفة ومؤخراً فتح لهم مكتباً رسمياً في السليمانية، لكن المشكلة بينهم وبين حليفهم التقدمي – الذي لم يعترف إلى الآن بالإدارة الذاتية- وملا بختيار يحاول إقناعهم أو إقناع البعض منهم لكن هذه إشكالية تخص ذلك الحزب وموقفه ولا أستطيع التكهن والحديث بدلاً عنهم، وبالنسبة للمحاضرة التي ألقاها السيد ملا بختيار بالمجمل أعتقد أنه لم يكن موفقاً، لأن أبناء كردستان سوريا والحركة الوطنية الكردية مناضلون ويفهمون العبارات السياسية والمواقف السياسية ولهم تجربة طويلة وبإمكانهم التفريق بين المواقف السياسية، فهو جاء ليعزز ثقة الناس بالإدارة ومسألة النظام، لكن هذه المسألة لا يقتنع بها أبناء كردستان سوريا وخاصة الحركة الوطنية الكردية وذلك لطول تجربتهم التي تمتد إلى ثمان وخمسين عاماً من النضال المتواصل وكذلك الجيل المتوفى الذي بقي في قلبه حسرة على المشروع القومي الكردي والشعب الكردي وبرأيي السيد ملا بختيار لم يكن موفقاً في ذلك ولم يتمكن من زيادة أنصاره في سوريا.

لماذا لم يحضر حزبكم تلك المحاضرة؟

حقيقة لم يكن السيد السكرتير موجوداً وكان المكتب السياسي مشغولاً ولديه عمل آخر، لذا اتصلنا برفاقنا بغية الحضور فذهب اثنان من رفاقنا باسم الحزب، لأن المحاضرة في مكتب إحدى الأحزاب التابعة في المجلس الوطني الكردي.

لما لم تقم الـ PDK-S بزيارة كمال كركوكي والوفد المرافق له في مدينة الرميلان كما فعل الحزب التقدمي وزار الملا بختيار؟

نحن لن نقوم بزيارته بل ينبغي أن يقوم هو بزيارتنا، وكان في برنامجه بعد حضور المؤتمر أن يأتي لزيارة مكتب المجلس الوطني بالتالي يأتي لزيارة حزبنا، فإذا كان في برنامجه أن يزورنا فكيف نقوم نحن بزيارته لكن في تلك الليلة عاد إلى الإقليم لأمر هام، وخاصة أنه انتهى من المؤتمر في وقت متأخر وفي اليوم التالي عاد واستقبلته أحزاب المجلس الوطني وجماهير ديريك وكذلك حزبنا.

نودُّ أن تشرح لنا ولقرائنا عن السبب الرئيس في ذهاب الكركوكي إلى إقليم كردستان وعودته في اليوم التالي إلى ديريك؟

أعتقد كان ذلك لضيق الوقت، لأنه كما قلت لك انتهى من المؤتمر في وقت متأخر، ولم يكن يستطيع فعل شيء والجلوس مع أحزاب المجلس في هذا الوقت الوجيز.

“هناك آراء داخل التقدمي بين من يريد التقرب من الإدارة الذاتية وبين من يريد أخذ دور في المجلس الوطني الكردي عن طريق التوافقات وليس عن طريق الاستحقاقات وكونه حزب التقدمي كقوة وليس عن طريق ما يقدمه من نضال”

 

لكن هناك من قال إنّ المجلس الوطني الكردي اشتكى لأنه لم يلتقِ معه؟

بصراحة لا أعرف، لأنه إذا تحدث كل شخص ما يحلو له فإنها مشكلة، فالسيد كمال كركوكي عندما حضر المؤتمر لم يرد أن يفعل كما فعلت باقي الأحزاب المدعوة حيث حضرت الافتتاحية وغادرت لتكمل عملها، فهو التزم حتى نهاية اليوم ثم كان ضيفاً عندهم، وقد قام بواجبه تجاه مضيفيه على أكمل وجه، وبالتالي لم يكن لديه الوقت الكافي لإعطاء أحزاب المجلس الوطني حقهم من البقاء معهم والجلوس إليهم كما يجب، وذلك لضيق الوقت كما قلت ـ هذا رأيي ـ فذهب إلى كردستان ثم عاد في اليوم التالي ليكمل ما كان مقرراً في برنامجه على أكمل وجه وليس على عجالة وسلام فقط، وكان هناك تحضير من قبل المجلس الوطني الكردي وتم استقباله في ديريك.

كان بإمكانه أن يبيت تلك الليلة في ديريك ويكمل عمله في اليوم التالي بدل ذهابه إلى إقليم كردستان؟

مسألة المبيت لا أعلم عنها أي شيء، هل كان يستطيع المبيت أو كان في برنامجه المبيت أو لا، لأننا لم نقترح عليه أي اقتراح، فإما أنه كان بينه وبين مضيفيه تنسيق ما، أولو كان قد أخبرنا بأن نستضيفه كنا سنستضيفه عندنا، فكان المخرج أن يعود إلى كردستان ثم يأتي في اليوم التالي، لأن المسافة قصيرة وحركة الحدود فيها سهولة وراحة.

هل التقى السيد كمال كركوكي مع المجلس الوطني الكردي أم مع “الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ سوريا”؟

التقى مع المجلس بأحزابه ومكوناته ومستقليه وفي مكتب المجلس، والتقى مع الجماهير الوطنية الكردية في ديريك وكانوا بحدود 200 شخص من الوطنيين والوجهاء والتقى مع أحزاب المجلس الوطني على انفراد وكان لكل حزب ممثلين اثنين على وجه التحديد، والتقى مع قيادة “الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ سوريا” على انفراد أيضاً، فكانت هناك أربعة لقاءات منفصلة.

قريباً سيعقد الحزب الديمقراطي التقدمي مؤتمره الرابع عشر، ماذا تتوقعون من انعقاد هذا المؤتمر؟

نحن لم نراهن على شيء سوى على تعزيز دور حزبهم والخروج بقرارات تعزز دورهم في المجلس الوطني الكردي لأنهم من المؤسسين له، فهم فصيل وطني كردي يمكننا الاعتماد عليه في العمل المشترك ونتمنى الموفقية لهم في مؤتمرهم ونتمنى اتخاذ قرارات لتعزيز العمل المشترك في كافة المجالات.

هل تتوقع انسحاب “التقدمي” من المجلس الوطني الكردي؟

لا أعتقد من مصلحة التقدمي الانسحاب من المجلس الوطني الكردي، فموقفي ووجهة نظري فيما أجده من مصلحة الحزب لأنه حزب شقيق ومن أحزاب المجلس الوطني الكردي، برأيي من مصلحته أن يبقى ضمن الحركة الوطنية الكردية وضمن المجلس الوطني الكردي ونسعى معاً للعمل المشترك مع باقي الأطراف و التهيؤللمرحلة المقبلة وفي غمرة التدخلات الدولية في المنطقة.

ما هي أهم الأسباب لانسحاب الحزب “التقدمي” من هيئات المجلس الوطني الكردي؟

انسحاب التقدمي من هيئات المجلس لم يكن مقنعاً بالنسبة لي، وخاصةً موضوع لجنة العلاقات الخارجية والإقلال في الأصوات لأنهم نجحوا في ذلك، فكتبوا هنا وهناك بأن الـ “PDK-S” تهيمن على المجلس فكيف نهيمن على المجلس في وقت ندعوا فيه الجميع على العمل المشترك، وكيف نهيمن على المجلس وكنا أربعة أحزاب وجعلناه حزب واحد، فمن يتنازل عن أربعة حصص ليأخذ حصةً واحدة باسم حزب واحد، فإنه يقبل العمل المشترك جنباً إلى جنب مع باقي الأحزاب والمستقلين والشباب والمرأة وما إلى هنالك، بتقديري المسألة سياسية فهناك آراء داخل التقدمي بين من يريد التقرب من الإدارة الذاتية وبين من يريد أخذ دور في المجلس الوطني الكردي عن طريق التوافقات وليس عن طريق الاستحقاقات وكونه حزب التقدمي كقوة وليس عن طريق ما يقدمه من نضال وما إلى ذلك، بالإضافة إلى كون حليفه “الاتحاد الوطني الكردستاني” يؤيد الإدارة الذاتية لذا أعتقد أن ما يحدث يتعلق بمسألة المحاور وما يحدث في كردستان العراق يرتبط بنفس المشكلة من حيث ظروف إقليمية محددة وحسابات محددة، فموقف التقدمي من حيث تقربه من الديمقراطي الكردستاني – العراق أمرٌ يُسعدنا فبذلك يُعَززُ العملُ المشترك بيننا، فبمجموع هذه التصورات نتمنى لهم الموفقية في مؤتمرهم وأن يكونوا في المكان المحدد لهم، المكان الذي يليق بتاريخ الحزب ونضاله الطويل.

لو نتحدث عن مسألة “بيشمركة روجآفا” وبكل شفافية إذا أمكن ولمن تتبع، هل للمجلس الوطني الكردي أم للحزب الديمقراطي الكردستاني وما هي آخر القرارات بشأن دخولهم؟

طبعاً كلنا يعلم من هؤلاء الشباب وكيف ذهبوا إلى إقليم كردستان العراق، وقد تبنى المجلس الوطني الكردي تلك القوات وذلك كقوة احتياطية له، وحقيقةً هي لا تتبع لحزبنا مطلقاً لكن لدينا من بينهم مؤيدون وأصدقاء، والمجلس الوطني الكردي لا يهدد بتلك القوة أي طرف سياسي آخر فقط يريد أن تشارك في الدفاع عن روجآفاي كردستان، ومن المؤسف أن الطرف الآخر يتوجس منها وهذا التوجس بتقديري غير مبرر لأن هؤلاء الشباب هم أبناء هذه المنطقة واسمهم “بيشمركة روجآفاي كردستان” ولابد أن يعودوا يوماً ما إلى أهلهم وذويهم، بالإضافة إلى ذلك فإننا نعلم حقيقة من دربهم ونعلم تاريخهم النضالي ومدرستهم النضالية التي يعتز بها كل كردي شريف لذا نتمنى أن لا يقلق من هذه القوات أي طرف.

هناك من يقول أن دخول هذه القوات سيكون دخولاً في عمق سوريا نحو الداخل لمواجهة الإرهاب، وربما الائتلاف المعارض والمجلس الوطني الكردي والقوى الدولية تتحرك بهذا الخصوص؟

هذه القوات لن تدخل سوريا لتنتقم من أحد، بل سيكون هناك توافق بين إقليم كردستان والأطراف الدولية بخلق أرضية للتوافق على عودتهم بأمان وسلام، فلا أحد يريد عودتهم بصورة تخلق حالة من التناقضات بين المجتمع الكردي لذلك فمسألة عودتهم إلى روجآفاي كردستان مسألة “محكومة” وتحديد موعد دخولهم سيتم التوافق عليه من قبل الأطراف.

هل عودتهم باتت قريبة؟

عودتهم تتوقف على حسب الظروف والتدخلات الدولية في المنطقة، فإذا كان الوضع والظروف تتطلب الاستعجال في دخولهم فإن الجميع سيعمل على دخولهم، وإن كانت عملية دخولهم تتطلب التأجيل سيتأجل الدخول بكل تأكيد.

ماذا يريد الائتلاف المعارض من هذه القوات، وقد كان هناك اجتماع بهذا الخصوص؟

الائتلاف المعارض لا دخل له بهذه القوات، والاجتماع كان لأن المجلس العسكري الذي سيشكله الائتلاف فإن للكرد حصة فيه ونحن كمجلس وطني الصورة غير واضحة لدينا بهذا الخصوص إلى الآن، لكن سيكون لنا نسبة فيه فهل هذه النسبة ستكون من الضباط الكرد الذين انشقوا عن النظام أم من الناس المقترحين بحسب قدراتهم العسكرية، أما بيشمركة روجآفا فسيكون لهم ممثلين في ذلك المجلس العسكري، فليس للائتلاف علاقة بهم وليس لهم علاقة بالائتلاف فالكل يبحث ليجمع المعلومات عن هذه الأمور فالائتلاف التقى مع قيادة بيشمركة روجآفا و الأمريكان التقوا معهم كذلك الأمر، فهي قوة احتياطية للمجلس الوطني الكردي والناس تريد أن تعلم ما هي حجمها وقوتها وما إلى ذلك.

صرح الناطق الرسمي باسم وزارة البيشمركة أن مسألة دخولهم سيتم التوافق عليه حصراً مع “حزب الاتحاد الديمقراطي”؟

التوافق سيكون مع كل الأطراف وليس مع “حزب الاتحاد الديمقراطي” فقط ثم أن المسألة لم تنضج بعد والمجلس العسكري الذي سيشكله الائتلاف لم يتكون بعد، ومسألة “القوة المعتدلة” التي يعمل على إنشائها الأمريكان لم تتحدد بعد فهي عبارة عن مقترحات وتجميع للمعلومات.

الائتلاف المعارض للمرة الخامسة يحاول أن ينشأ مجلس عسكري لكنه يفشل؟

الائتلاف طيف معارض واسع ينطوي على تيارات وقوى وأحزاب مختلفة وليس باستطاعته التحكم بكل الفصائل التي تنشط على الأرض فهناك تقاطعات ونقاط مشتركة بين الائتلاف والقوى العسكرية والسياسية على الأرض وهذه النقاط المشتركة لم تصل إلى حد النضوج في لفت نظر القوى الدولية وبالتالي تشكيل قوة معينة.

هل أنتم في المجلس الوطني الكردي راضون عن الائتلاف؟

هذه المسألة إشكالية، فنحن لدينا وثيقة موقعة مع الائتلاف ونسعى أن تكون هذه الوثيقة جزءً من توجهات الائتلاف السياسية، فالائتلاف كما أسلفت مكوَّن من قوى متعددة فمنهم من يؤيد القضية الكردية ومنهم من يناهض قضيتنا، والوثيقة الموجودة الآن بيننا وبينهم ليست بمستوى طموحاتنا، لكن هي أفضل صيغة موجودة إلى الآن يمكن البناء عليها ولا يمكننا البناء عليها إن لم نكن داخل الائتلاف، فوجودنا في الائتلاف يساعدنا في الارتقاء بمطالبنا في سوريا المستقبل وتثبيت حقوق شعبنا في المستقبل، والأمر متروك على مدى نشاطنا وتحركنا داخل الائتلاف ومدى قوة علاقاتنا مع القوى الصديقة لنا، ومدى إمكانية عزلنا للقوة المناهضة لنا داخل المعارضة، فالائتلاف هو أرضية جيدة للمجلس الوطني الكردي، فمن خلاله تصدرت القضية الكردية المشهد السياسي في المنطقة فالطرف الكردي كان حاضراً في جميع المؤتمرات واللقاءات الدولية وكان قادراً على تدويل قضيته من خلال الائتلاف، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار الارتباك الموجود داخل الائتلاف وهذا أمر طبيعي لأن الارتباك موجود حتى ضمن المجلس الوطني الكردي نتيجة التنوع الموجود وتباين الرؤى حول مسائل معينة.

كيف تتابعون التحركات السياسيّة للكتلة الثالثة وهل من إمكانية للعمل مع هذه الكتلة ؟

أعتقد أن الكتلة الثالثة مسألة وهمية، فليست هناك كتلة ثالثة بل هناك أحزاب تريد العمل ضمن المجلس الوطني الكردي وهناك أحزاب تريد العمل مع حركة المجتمع الديمقراطي “Tev-Dem” وبالتالي هم أرادوا العمل مع الإخوة في حركة المجتمع الديمقراطي، فلماذا يسمَّون أنفسهم بالكتلة الثالثة، هي خدعة يخدعون بها جماهيرهم وأبناء شعبنا بأنها خط ثالث ويختلف إلى حدٍّ ما. هم كانوا في المجلس الوطني الكردي ولكن لم يلتزموا بقراراته ولا بسياسته ولا برؤيته وبالتالي فضّلوا العمل مع Tev-Dem لماذا لا يعلنونها صراحةً أنهم مع Tev-Dem.

هل هناك إمكانية للعمل مع هذه الكتلة لاحقاً؟

الحقيقة أنه في السياسة لا يوجد أمر قطعي، فيمكن التعامل مع الأوساط حتى العشائرية ومع أي وسط يخدم قضية شعبنا الكردي ونحن حريصون على إيجاد علاقة إيجابية بين المجتمع الكردي سواءً أكان مع القوى السياسيّة الموجودة أم مع القوى المجتمعيّة أو الشبابية أو النسائية أو المسائل الثقافية، لذلك ليس هناك أمر قطعي، نحن نعمل في السياسية وبالشأن العام وكل ما يخدم قضيتنا سنكون منفتحين عليه بشكل إيجابي.

في الآونة الأخيرة كان هناك رد من القيادي في حزب التقدمي الدكتور أحمد بركات على مقالة لكم وعنون تلك المقالة بـ “الرد الهادئ” كيف قرأت ذلك الرد وماذا كتبتم أنتم في مقالتكم؟

في الحقيقة لا نفضِّل الرد على الآخر أو الرد على الرد، أنا كتبت مقالة أعبِّر فيها عن موقف سياسي واضح بأن التدخل في شؤون إقليم كردستان وفي شؤون الرئاسة هو تدخل إيراني من خلال أحزاب السليمانية ومن خلال فرض أجندة معينة هذا ما يعرفه جميع أبناء شعبنا وكل أبناء الشعب الكردي يلتمسون هذه الرؤية و لم يكن رأي فردي بل كان نابعاً من قراءتي للشارع الكردي وآراء الناس والمثقفين وكل ما يدور في خلجات كل مواطن كردي فكان تعبيراً عن موقف سياسي والدكتور أحمد بركات بدل أن يطرح رأيه وينقض به رأيي، تلفظ بعبارات لا تليق إلا به وغير جيدة، وهو غير موفق فيما قاله فكان من المفروض أن يعبر بموقف آخر ويقول أن أحزاب السليمانية وإيران لا تتدخل وبالتالي يأتي بالمبررات، أما أن يتهجم عليِّ بشكل شخصي و على الأخ محسن طاهر و يرد على مقالتين إذاً واضحٌ من خلال رده بأنه ليس رداً سياسياً، إنما كان رد انتقامي و اعتباطي و شعبي ولا أريد الرد على هذه الترهات،أنا طرحت موقف سياسي واضح يقرأه المثقف ويناقشه، وقد أكون مخطئاً في بعض الجوانب، ولكن كان عليه أن يوضح بأنَّ من يدافع عنهم مثل الاتحاد الوطني الكردستاني وأحزاب السليمانية غير خاضعين لإيران، وبالتالي مقاله يقنع الجماهير أكثر ويصحح ما يدور في أوساط المجتمع الكردي، فهناك توجه واضح بأنَّ إيران تتدخل في شؤون إقليم كردستان من خلال أحزاب السليمانية فكان بإمكانه أن يوضح رأي آخر بحيث يغيِّر من رأي الناس بموقف سياسي وأنا أرحب بالموقف السياسي أما مجرد الرد ويعتبره هادئ، لقد كان انفعالياً.

ماذا بالنسبة لقيادات الـ PDK-S الذين هاجروا إلى خارج روجآفاي كردستان؟

هناك قرار من “اللجنة المركزية” أن من يخرج من الساحة لا يحق له القيام بأي عمل دون قرار من اللجنة المركزية وبتكليف منها فهوـ القيادي المهاجرـ إلى حد ما مجمد من العمل التنظيمي أما مجرد أن يكتب مقالة ويعطي موقف فمثله مثل المثقف ومثل الكاتب والمعني بالشؤون العامة، أما المسائل التنظيمية والتكليف ومسائل تخصُّ الحزب إذا لم يكن مكلف بها لا يحق له مزاولتها.

كيف تتابعون أزمة الرئاسة في إقليم كردستان وما حدث مؤخراً في مدينة السليمانية؟

الأحداث الأخيرة مفتعلة ومخطط لها مسبقاً، وهناك تدخلات إقليمية لأن إقليم كردستان يتصدر المشهد السياسي في المنطقة والرئيس مسعود البرزاني يقول له الإيرانيين أنك لا تدعم الشيعة في العراق وأنك تدعم الثورة السورية وأنك تبيع النفط عن طريق تركيا وأنك تسعى إلى دولة كردية مستقلة وهذا يؤدي إلى انعكاسات داخل إيران وخصوصاً أنه كان هناك جمهورية كردية فيما مضى فإيران توجِّه رسالةً مفادها “أنني أستطيع أن أزعزع الوضع” هذه هي قراءتنا ومن ينتقدنا في هذه الرؤية نحترم رأيه و نعتقد أنها واقعية ورئاسة إقليم كردستان ردت على هذا الأمر بمسائل قانونية، فمجلس الشورى أعطى القرار بتمديد ولاية الرئيس مسعود البرزاني، فإعطاء حكومة الإقليم إقامة دائمة لممثل الحكومة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأمم المتحدة في إقليم كردستان بهدف تقليص التدخل الإقليمي في شؤون الإقليم فالمسألة واضحة، إذاً لماذا يأتي بالأمريكان والبريطانيين والفرنسيين إلى الإقليم طبعاً لمواجهة المد والتدخل الإيراني، فإقليم كردستان ليس لديه الطاقة الكافية للمواجهة وهذا رأيي ويمكن أن لا يتفق الحزب الديمقراطي الكردستاني معي في هذا الرأي، لذا الأزمة مفتعلة والمسألة أنهم لا يستطيعون إلغاء أو منع التمديد للرئاسة، بالتالي يستطيعون أن لا يجعلوا طاولة الإقليم مريحة خلال السنتين. أولاً اتخذوا ذريعة مسألة المعاشات فتوافقوا مع الحكومة العراقية بأن لا تعطي المعاشات ولا تعطي 17%من حصة الإقليم من أجل إفشال الحكومة وعدم أخذ الأصوات في الانتخابات القادمة وبالتالي يقولون أين المعاشات، فطالما يطالبون بالمعاشات فلماذا يتهجمون على حزب واحد دون غيره، علماً أن الأحزاب الأخرى شريكة في الحكومة والبرلمان ووزير المالية ليس من ذلك الحزب، لماذا أنصار حزب واحد يطالب بالمعاشات إذاً، المسألة مبيَّتة فمنذ شهرين أو أكثر كان هناك من خلال صفحات التواصل الاجتماعي تأجيج للوضع وبالتالي أعتقد أن الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ نهج البرزاني الخالد ـ لا يزعزعه حرق مقر أو مقرين.

هل هناك أفق للحل بشأن تمديد ولاية الرئيس مسعود البرزاني، وهل انتم مع التمديد؟

في الحقيقة نحن مع التمديد لأنه في هذه المرحلة الإقليم في الظرف الذي ينتقل فيه من الفدرالية إلى دولة كردية وكذلك محاربته لداعش بالنيابة عن العالم بأكمله فيجب أن لا يخضع الرئيس إلى التجاذبات الحزبية لأن الإقليم ليس بدولة وليس مستقراً وعندما يصل إلى ذلك الاستقرار فليكن هناك تداول للسلطة ولكن في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها شعب كردستان يحتاج الأمر إلى شخصية قوية كشخصية الرئيس البارزاني فالشعب الكردي يحتاجه من أجل تحقيق ما يمكن تحقيقه في هذه الظروف ويستغلون الظروف الدولية.

ماذا بشأن التوافق في روجآفاي كردستان ووضع الحركة السياسية الكردية هنا؟

بالنسبة للتوافقات والعمل المشترك وكل ما يخدم شعبنا وقضيتنا يدُنا ممدودة وصدرنا مفتوح وبكل جديِّة نحن لنا مساهمة ونتمنى أن تحدث ظروف موضوعية تأسس لهذا العمل فنحن منفتحون على العمل المشترك ولم نقتنع أبداً بالسيطرة الحزبية وسلطة الأمر الواقع، المسألة متعلقة بالطرف الآخر، نتمنى أن تتغير الظروف و يقتنع الكل بالعمل المشترك لأنه بالعمل المشترك وبتوحيد الصفوف نخدم القضية، و لا يمكن أن نفقد الأمل فهناك أمل والظروف متاحة وكل الأمور تتعلق بالحوار والنقاش الجدي لا أكثر.

نُشر هذا الحوار في العدد (29) من صحيفة “Buyerpress” الورقية.

2015/10/15

لقاء1 لقاء2

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.