هيئة التربية في بيان لها: نطالب كافة المعلمين بعدم الرضوخ لقرار النظام، والالتزام بدوامهم في مدارسهم

بعد قرار هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة لمقاطعة الجزيرة إدخال منهاج اللغة الكردية إلى جميع المدارس العامة و الخاصة في المقاطعة، فقد أقدم النظام السوري الديكتاتوري عبر محافظ الحسكة ومديريّة التربية في الحسكة على عقد اجتماع لمدراء المدارس وعدد من المعلمين في مدينة قامشلو وطالبهم بعدم فتح المدارس، ومقاطعة جميع المدارس الّتي يدرس فيها منهاج الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة، وحدد لهم ثلاثة مدارس في المدينة يجتمعون فيها منذ بداية الدوام في الساعة الثامنة  ولغاية الساعة الثانية عشرة بعد أن يقوموا بالتوقيع على سجل للدوام في المدارس الثلاثة.

إنّ النظام الديكتاتوري الّذي حرّم أبناء شعبنا الكردي من التعلم بلغته الأمّ، ومن تطوير فنه و ثقافته خلال عشرات السنين لايزال مستمراً في موقفه و سياسته الخاصة بإنكار وجود شعبنا و حقوقه القوميّة والديمقراطيّة وإلغاء لغته وثقافته، ومواقفه الأحادية الّتي تصرّ على اللون الواحد والعلم الواحد والقومية الواحدة واللغة الواحدة، وهي سياسة عفا عليها الزمان، وكانت أساساً في إيصال سوريا إلى ما هي عليه اليوم من قتل وتدمير وتشريد وسفك غزير للدماء السورية الغالية، وقد حكم عليها الشعب السوري بالزوال.

إنّ هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة إذ تدين هذا الاجراء اللاوطني و اللاديمقراطي، والمعادي لأبسط حقوق الانسان و القيم الديمقراطية و الإنسانية، فأنها تؤكد على أنها ستستمر في قرارها القاضي بإدخال منهاجها إلى جميع المدارس العامة و الخاصة، وأنّها لن تتراجع عن موقفها قيد أنملة، وأنّ قرار النظام الديكتاتوري بإغلاق المدارس لن يخيف الإدارة الذاتية الديمقراطية العكس من ذلك فأنّ هذا الإجراء سيكون حافزاُ لها بتوسيع نطاق هذا المنهاج من جهة عدد الكتب، ومن جهة شموله صفوفاُ أخرى، و أنّ هيئة التربية  والتعليم ستقوم بفتح كافة المدارس و لن تسمح للنظام بإغلاق شعبة واحدة، بل أن النظام سيدفع ثمن هذا الاجراء إذا استمر في لعبته الغير المسؤولة.

وبهذه المناسبة تتوجّه هيئة التربية والتعليم إلى جميع الهيئات التربوية والتعليمية وإلى جميع الأخوة المعلمين، وتطالبهم بعدم الرضوخ لقرار النظام، والالتزام بدوامهم في مدارسهم، وهي متأكّدة بأنّ حسهم الوطني والقومي والديمقراطي وموقفهم سيكون إلى جانب أبنائهم الطلبة، وإلى جانب قرار هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة الّتي ستقف ضدّ هذا الإجراء وتفشله، وستتصدى لجميع الجهات الّتي قامت بهذا الإجراء، والجهات الّتي وقفت وتقف وراءه، وسوف تحمي بكل حزم حقوق جميع الزملاء المعلمين.

وتطالب هيئة التربية والتعليم جميع أسر التلاميذ بتشجيع أبنائها على الإقبال على مدارسهم و التمسك بحقهم في التعلم بلغتهم الأم، لأنّ هذا المنهاج يهدف قبل كل شيء إلى ترسيخ الهوية القومية للشعب الكردي الّتي كانت على الدوام مثار هجوم حاقد للنظام الديكتاتوري، ولكل العنصريين و الشوفينيين بهدف القضاء عليها.

إنّ التعلم باللغة الأمّ هو حق تضمنه كافة مواثيق حقوق الانسان، و القانون الدوليّ وقواعد العدالة، وكل جماهير شعبنا الكردي مدعوة لحماية هذا الحق الذي يضمن حماية هويتها القومية وتطوير ثقافتها الخاصة والعيش بكرامة تحت الشمس، ولأنّ اللغة جزء من العقل فأنّ جميع الجهات المعادية لتطلعات شعبنا القومية والديمقراطية توجّه سهامها باستمرار إلى اللغة الكردية في محاولة لعرقلة تطور هذا الشعب ،وبصدور منهاج اللغة الكردية فقد توفرت فرصة تاريخية لحرية شعبنا و تطوير ثقافته، ولهذا السبب أيضاُ تطالب هيئة التربية والتعليم أسر جميع التلاميذ بعدم الالتفات إلى الإشاعات المغرضة الّتي تطلقها بعض القنوات الإعلامية والجهات السياسية بهدف تشويه هذا المنهاج، وتؤكّد بأنّ كافة هذه الإشاعات عارية عن الصحة، وبإمكان كافة أبناء شعبنا الكردي التأكّد من ذلك لأن المنهاج الجديد أصبح موجوداً تحت أيدي أبنائها، وأنّ مطالعة بسيطة فيها تؤكّد بطلان هذه الإشاعات الّتي تخدم النظام السوري الديكتاتوري وكل الجهات المعادية لشعبنا الكردي.

إنّ منهاج اللغة الكردية منهاج متقدم وديمقراطي، وهو ليس موجهاً ضدّ ثقافة ولغة أيّ من المكونات السورية القومية والدينية والمذهبية، بل إنّ الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة تقوم بتوفير كل الفرص لتطوير لغات وثقافات تلك المكونات، وعلى سبيل المعلومة  فأنه يتم الإعداد الآن لتشكيل لجنة لوضع منهاج ديمقراطيّ للمكون العربي، وأخرى للمكون السريانيّ، ويتم الآن تأمين مقرات عمل لهما، وسوف يتم تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لهما، ومن المقرر أن يدخل المنهاجان المذكوران إلى العمل في السنة المقبلة.

28/9/2015                                               هيئة التربية و التعليم

في مقاطعة الجزيرة