قصص قصيرة

24

خَوْفٌ / المنجي حسين بنخليفة

 

في الصغرِ علّمُونَا أنَّ خلفَ الدارِ غولاً يأكلُ الأطفالَ لوْ يومًا تأخَرْنَا ، و تعلَّمْنَا بعصَا الأستاذِ أنَّ جدولَ الضربِ و الطرحِ لهُ جرحٌ و آلامٌ عميقةٌ . قالَ شيخُ المسجِدِ : الويلُ لمَنْ انحرفتْ به يومَا خُطاهُ ، في جهنمَ ثعابينٌ بأشكالٍ مُخيفةٍ …وكبِرْتُ ، كَبُرَ الخوفُ معِي ، همسَ يومًا في أذُنِي أستاذٌ علَّمنِي حروفاً في الصغَرِ :

ــ أنتَ صاحبُ فصاحةٍ ، وثقافةٍ ، و قلمٍ لهُ حرفٌ جميلٌ ، فلماذا لا تخطَّ لنَا أدبًا يزيدُنَا فهمًا ، وعلمًا ؟ .

في المساءِ سكنَ الكونُ ، مسكتُ وريقات وقلمَ رصاصِ ، و بدأتُ في القصيدِ:

يا وَطَنِي…

صرخَ في داخلِي صوتُ شرطيّ غليظٍ :

ــ يا هذا ، هل تستجيرُ بالوطنِ منّا ؟ هل نحنُ ظالمُونَ ؟.

مسحتُهَا، وكتبتُ :

يا حبيبَتِي…

صرخَ في داخلِي شيخُ مسجِدِنَا :

ــ حرامٌ عليكَ كلامُ الغرامِ .

مسحتُهَا ، و كتبتُ :

يا أنَا …

صرخَ الكلُّ بصوتٍ واحدٍ :

مَنْ أنتَ ؟ أنتَ شيءٌ تافِهٌ في هذه البلادِ ، أنتَ صرخةٌ ضاعَ صداهَا في عمقِ وادٍ، أنتَ لا تاريخٌ تحمِلَهُ ، ولا حاضرٌ تبْنِيهِ ، ولا مستقبلٌ تَرْنُو إليه ، أنتَ كُتْلَةٌ من خوفٍ ، خُلِقَتْ كَيْ لا تَكُونَ …

 

——————–

ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ / رجاء بقالي

 

ﺭﺍﻗﺺ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻜﺴﻴﺔ ، ﻭ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﻳﻠﻬﻮ

ﺑﻤﻴﻼﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ

ﺍﻟﻌﺠﻮﺭ .. ﻟﻢ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻜﺒﺮ / ﻳﺼﻐﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ، ﻭ

ﻫﺎﻫﻮ ﻳﻘﻬﻘﻪ

ﺇﺫ ﻳﺮﺍﻩ ﻳﻤﻮﺕ ﺭﺿﻴﻌًﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻯ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻬﺮﻣﺘﻴﻦ ..

ﺃﻟﻘﻰ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻭ ﺍﺭﺗﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻨﻬﻚ ..

ﺃﻃﻠﻖ ﺯﻏﺮﻭﺩﺓ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ، ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﺮﻛﺾ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ

ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ

ﻟﻴﺼﻨﻊ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ..

ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﻡ ﻭ ﺭﻓﺎﺕ ﻭ ﺃﻧّﺎﺕ .. ﺗﻌﺜَّﺮ ﺑﺈﻫﺎﻧﺎﺕ

ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﺳﺨﺮﻳﺔ

ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ .. ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻣﺔ ﺭﻣﻞ ﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ

ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺃﺑﺪًﺍ ..

ﺣﺒَﺎ ﻭ ﺣﺒَﺎ ﻳﺸﺪﻩ ﺍﻟﺘﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺧﺔ ﻣﻴﻼﺩ ﺟﺪﻳﺪﺓ ..

ﻣﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺒﻼً ﻣﻦ ﺷﻌﺎﻉ ﻭ ﺍﺧﺘﻔﺖ ،

ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﻠﺪﻩ مرتين …

—————–

كابوس / إيمان السيد

 

ﺗﻮﻗّﻔﺖْ ﻋﻘﺎﺭﺏُ ﺍﻟﺴّﺎﻋﺔ ﺑﻐﺘﺔً

ﺍﺗّﻜﺄ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻂِ ﻇﻠّﻪ.

ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﺮﺑّﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸّﻄﺮﻧﺞ ﻣَﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﻛُﻨْﻪَ ﺍﻟﻤَﻠﻚ ، ﻓﺘﺮﺛﻴﻪ .

ﻧﺒﺬﻭﻩ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻢّ ﻏﺮﻗﺖْ ﺳﻔﻴﻨﺘَﻪ ﻓﻲ ﻟﺠّﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮٍ ﻣﻮﺩّﻋﺔً ﻧﻮﺭ

ﺍﻟﺸّﻤﺲِ

ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔِ ﻛﺎﺑﻮﺱٍ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻨّﻪ ﻋﻤﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ..

 

نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد 27 بتاريخ 2015/9/20

التعليقات مغلقة.