قصص قصيرة
خَوْفٌ / المنجي حسين بنخليفة
في الصغرِ علّمُونَا أنَّ خلفَ الدارِ غولاً يأكلُ الأطفالَ لوْ يومًا تأخَرْنَا ، و تعلَّمْنَا بعصَا الأستاذِ أنَّ جدولَ الضربِ و الطرحِ لهُ جرحٌ و آلامٌ عميقةٌ . قالَ شيخُ المسجِدِ : الويلُ لمَنْ انحرفتْ به يومَا خُطاهُ ، في جهنمَ ثعابينٌ بأشكالٍ مُخيفةٍ …وكبِرْتُ ، كَبُرَ الخوفُ معِي ، همسَ يومًا في أذُنِي أستاذٌ علَّمنِي حروفاً في الصغَرِ :
ــ أنتَ صاحبُ فصاحةٍ ، وثقافةٍ ، و قلمٍ لهُ حرفٌ جميلٌ ، فلماذا لا تخطَّ لنَا أدبًا يزيدُنَا فهمًا ، وعلمًا ؟ .
في المساءِ سكنَ الكونُ ، مسكتُ وريقات وقلمَ رصاصِ ، و بدأتُ في القصيدِ:
يا وَطَنِي…
صرخَ في داخلِي صوتُ شرطيّ غليظٍ :
ــ يا هذا ، هل تستجيرُ بالوطنِ منّا ؟ هل نحنُ ظالمُونَ ؟.
مسحتُهَا، وكتبتُ :
يا حبيبَتِي…
صرخَ في داخلِي شيخُ مسجِدِنَا :
ــ حرامٌ عليكَ كلامُ الغرامِ .
مسحتُهَا ، و كتبتُ :
يا أنَا …
صرخَ الكلُّ بصوتٍ واحدٍ :
مَنْ أنتَ ؟ أنتَ شيءٌ تافِهٌ في هذه البلادِ ، أنتَ صرخةٌ ضاعَ صداهَا في عمقِ وادٍ، أنتَ لا تاريخٌ تحمِلَهُ ، ولا حاضرٌ تبْنِيهِ ، ولا مستقبلٌ تَرْنُو إليه ، أنتَ كُتْلَةٌ من خوفٍ ، خُلِقَتْ كَيْ لا تَكُونَ …
——————–
ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ / رجاء بقالي
ﺭﺍﻗﺺ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻜﺴﻴﺔ ، ﻭ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﻳﻠﻬﻮ
ﺑﻤﻴﻼﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ
ﺍﻟﻌﺠﻮﺭ .. ﻟﻢ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻜﺒﺮ / ﻳﺼﻐﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ، ﻭ
ﻫﺎﻫﻮ ﻳﻘﻬﻘﻪ
ﺇﺫ ﻳﺮﺍﻩ ﻳﻤﻮﺕ ﺭﺿﻴﻌًﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻯ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻬﺮﻣﺘﻴﻦ ..
ﺃﻟﻘﻰ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻭ ﺍﺭﺗﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻨﻬﻚ ..
ﺃﻃﻠﻖ ﺯﻏﺮﻭﺩﺓ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ، ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﺮﻛﺾ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ
ﻟﻴﺼﻨﻊ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ..
ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﻡ ﻭ ﺭﻓﺎﺕ ﻭ ﺃﻧّﺎﺕ .. ﺗﻌﺜَّﺮ ﺑﺈﻫﺎﻧﺎﺕ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﺳﺨﺮﻳﺔ
ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ .. ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻣﺔ ﺭﻣﻞ ﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ
ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺃﺑﺪًﺍ ..
ﺣﺒَﺎ ﻭ ﺣﺒَﺎ ﻳﺸﺪﻩ ﺍﻟﺘﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺧﺔ ﻣﻴﻼﺩ ﺟﺪﻳﺪﺓ ..
ﻣﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺒﻼً ﻣﻦ ﺷﻌﺎﻉ ﻭ ﺍﺧﺘﻔﺖ ،
ﺃﻣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﻠﺪﻩ مرتين …
—————–
كابوس / إيمان السيد
ﺗﻮﻗّﻔﺖْ ﻋﻘﺎﺭﺏُ ﺍﻟﺴّﺎﻋﺔ ﺑﻐﺘﺔً
ﺍﺗّﻜﺄ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻂِ ﻇﻠّﻪ.
ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﺮﺑّﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸّﻄﺮﻧﺞ ﻣَﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﻛُﻨْﻪَ ﺍﻟﻤَﻠﻚ ، ﻓﺘﺮﺛﻴﻪ .
ﻧﺒﺬﻭﻩ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻢّ ﻏﺮﻗﺖْ ﺳﻔﻴﻨﺘَﻪ ﻓﻲ ﻟﺠّﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮٍ ﻣﻮﺩّﻋﺔً ﻧﻮﺭ
ﺍﻟﺸّﻤﺲِ
ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔِ ﻛﺎﺑﻮﺱٍ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻨّﻪ ﻋﻤﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ..
نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد 27 بتاريخ 2015/9/20
التعليقات مغلقة.