أمريكا بين الكرد والأتراك.. خيارات صعبة وانعكاسات خطيرة

163

اوباما55أرسلت تركيا طائرات مقاتلة إلى شمال العراق  لمهاجمة عدو تعتبره تهديدا خطيرا على أمنها القومي، ولكن الهدف لم يكن تنظيم داعش، وبدلًا من ذلك، قصفت الطائرات الحربية التركية القوات الكردية في العراق التي حاربت أنقرة لسنوات في محاولة للحصول على حكم ذاتي.

وقصفت تركيا داعش في سوريا، ولكن الضربات ضد عصابات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل في العراق أكدت معضلة واشنطن في سعيها لجعل تركيا تقاتل ضد داعش على الرغم من صراع أنقرة الطويل مع الانفصاليين الكرد.

لقد كانت الولايات المتحدة تدفع تركيا لمدة عام تقريبا للانضمام إلى الحرب ضد داعش، ومنذ شهور تم رفض السماح للولايات المتحدة بإطلاق ضربات جوية من قاعدة انجرليك الجوية، بالقرب من الحدود مع سوريا ولكن الآن، ونتيجة للحصول على تصريح من تركيا لاستخدام القاعدة لشن غارات جوية، قد تسمح واشنطن لأنقرة بسحق القوات الوحيدة المتبقية على الأرض والتي أثبتت فعّاليتها ضد تنظيم داعش.

وفي هذا السياق، قالت مجلة “بولتيكو” الأمريكية إن الولايات المتحدة وتركيا أطلقا الضربة الجوية الأولى ضد تنظيم داعش الإرهابي، في شمال سوريا، بالإضافة إلى ظهور خلاف بين واشنطن وأنقرة بشأن الكرد السوريين.

وتضيف المجلة أن تركيا تصر على أن الكرد ليس لهم دور في العملية القادمة، مما يعكس المخاوف الانفصالية للكرد في المنطقة، لكن المسؤولين الأمريكيين ليسوا على استعداد لتجميد دور الكرد خاصة السوريين، علنا، فهم يعملون ضد تنظيم داعش الإرهابي ويسيطرون على أجزاء كبيرة من شمال سوريا.

وتشير المجلة الأمريكية إلى أن الرسائل من قبل إدارة “أوباما” تأتي متأنية وسط شعور متزايد من دوائر السياسة الخارجية للولايات المتحدة بضرورة إعادة تنسيق سياستها ومعايرها تجاه االكرد، فهذه المجموعة العرقية أصبحت لاعبا محوريا في الشرق الأوسط.

وتلفت المجلة إلى أن اشتباكات تركيا مع الكرد، قد تصعد الخلافات وتقوض العلاقات مع تركيا والكرد أنفسهم، وسط الحملة ضد تنظيم داعش الإرهابي.

ويرى المراقبون أن تصعيد تركيا هجماتها ضد الكرد يضع الولايات المتحدة بين ناري حلفائها الأتراك والكرد.

كما اعترف مسؤولون أمريكيون أن الترتيب المبدئي مع تركيا تميز بالحساسية والتعقيد، وقالوا إنهم يحثون أنقرة على ضبط النفس والمشاركة في السعي إلى التواصل مع حزب العمال الكردستاني لتجنب تقويض هدف أوسع، وهو هزيمة تنظيم داعش.

وقال مسؤولون آخرون إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدرك قيمة الكرد في سوريا والعراق وتتعهد بعدم التخلي عنها.

 

البديل

التعليقات مغلقة.