في سوبارتو” كلّ تلّ في الجزيرة مشروع متحف” ..تل حلف نموذجاً

43

أقيمت – يوم أمس- محاضرة بعنوان “كلّ تلّ في الجزيرة مشروع متحف.. تل حلف نموذجاً”  ألقاها الأستاذ رستم عبد العزيز في مقر جمعية سوبارتو المعنية بالتاريخ والتراث الكرديّ, وبحضور لفيف من المثقفين والمهتمين بهذا الشأن وممثلي بعض الفعاليّات النسائية والشبابية.

في البداية تحدث المحاضر عن تاريخ تل حلف منذ العصر الحجري الحديث حتى اليوم  والآثار القيّمة الموجودة حيث قال أن :” تل حلف يقع في الجزء الشمالي من بلاد الرافدين على الضفة الغربية لنهر الخابور بالقرب من الحدود السورية التركية وعلى بعد 3كم جنوب مدينة سريه كانيه (راس العين ), ويُعتبر تل حلف (غوزانا ) من أقدم المناطق الحضارية في تاريخ الحضارة البشرية, كما يعتبر من أوائل القرى والمستوطنات الزراعية التي ظهرت في شمال بلاد الرافدين (ميزوبوتاميا ) تميزت بفخارها الذي عدّ الأجود في كل منطقة الشرق القديم ويقدر مساحة التل مع المنطقة المحيطة بها بـ 55 هكتار”.

ثم تطرق المحاضر إلى أهم التنقيبات التي تمت في الموقع، بين عامي 1911-1913 وثم استأنفت بعد الحرب العالمية الأولى حيث كشفت التنقيبات عن مدينة ذات معالم حضارية ترتقي بتاريخها إلى عصور غابرة.

أما النسبة للفخاريات  فقد أكد المحاضر أنها صنعت باليد  بزخارف بسيطة واشكال مختلفة ذات مشاهد هندسية وحيوانية كالخطوط المستقيمة والدوائر والنقط ورؤوس الثيران والطيور والاسماك والثعابين. لونت تلك الزخارف بالأحمر او البني وصقلت بدقة.

فيما كانت العمارة عبارة عن بيوت مستطيلة الشكل مبنية من الطين والقصب كما بنوا نوعا جديداً من البيوت الدائرية من نوع التولس, كما كان للمحاضر وقفة عند “القصر الارامي” “متحف حلف”

 القصر الارامي:  حيث تمكن ملكها (كابارا بن قاديانو) في القرن العاشر الميلادي من بناء قصر كبير عُرف بالقصر المعبد وفق المخطط المعروف ببيت هيلاني (البيت العالي ) بالأسلوب الحثيّ الجديد وجد بداخل المعبد مدفن ملكي كان يحوي العديد من التحف والاواني التي دفنت بجوار الميت.

متحف حلف :

قام اوبنهايم بنقل معظم مكتشفات التي أخرجها من موقع تل حلف الى برلين بلغ مجموعها 500 قطعة اثرية تمتد بين الانصاب والتماثيل وصل وزن بعضها الى 5 طن عرض اوبنهايم المكتشفات في متحفه الخاص الذي أقامه في مصنع قديم في برلين كان قد افتتحه في 28 كانون الأول 1931إلا أن المتحف قد تعرض للقصف بالقنابل الفوسفورية وتحولت على إثرها تلك المكتشفات الى شظايا ومجموعها 27 الف شظية.

إعادة تشكيل المتحف :

صنفت تلك القطع في الاربعينات في خانة غير صالحة، ثم أعاد العلماء تصنيفها في الستينات نفاية لكنهم لم يتخلصوا منها تولت الباحثة ناديا خوليديس الاشراف على عملية تجميع الشظايا في تماثيل منذ عام 2001 واستمر قرابة عشرة سنين وبزمن قدر بـ25 الف ساعة عمل, وافتتح المعرض في 28 كانون الثاني 2011 في متحف برلين.

وختم المحاضر عبد السلام قراءته بمقتطفات من حياة المُنقِّب ماكس فون اوبنهايم :

ولد في مدينة كولن الألمانية عام 1860 في كنف عائلة ارستقراطية لأب صيرفي,  درس القانون واتقن العديد من اللغات من ضمنها العربية. عين دبلوماسيا في مكتب القنصلية الألمانية في القاهرة عام 1896 ترك العمل الدبلوماسي؛ بسبب حبه الشديد للتنقيب والآثار توفي أوبنهايم عام 1946 بعد قصف متحفه بثلاث سنوات وكان قد أوصى بأن ينقش على قبره الكلمات التالية : هنا يرقد بحماية الرب رجل احب العلم والشرق والبادية وتل حلف.

 

IMG_0046 IMG_0039 IMG_0019 IMG_0014 IMG_0011

التعليقات مغلقة.