الآشوريون و”العقدة الكردية”

35

سليمان يوسف

سليمان يوسف1

المتتبع لكتابات ومنشورات يكتبها آشوريون (سريان/كلدان) على مواقع التواصل الاجتماعي، يسجل على أصحاب هذه الكتابات بأنهم مصابون بما يمكن وصفه بـ” العقدة الكردية” أي الكره المسبق للأكراد والامتعاض من كل شيء يخصهم، الى درجة أن اي انتقاد وفضح للسياسات العربية بحق الاشوريين (سريان/كلدان) يعتبره أصحاب هذه الكتابات مديحاً أو تملقاً للأكراد !!! أسباب عقدة هؤلاء مفهومة ، ماضياً: تعود الى محطات تاريخية اليمة سوداء في تاريخ العلاقة بين الشعبين (الآشوري والكردي) ، غالباً كان الكردي هو المعتدي على الآشوري، خاصة في عهد السلطنة العثمانية حيث شارك الكثير من الأكراد مع العثمانيين في إبادة الأرمن والاشوريين( 1915) .. راهناً: تجربة الحكم الكردي في الشمالي العراقي ليست مشجعة للآشوريين ،خاصة لجهة الحقوق السياسية والقومية، ناهيك عن “سياسة التكريد” الممنهجة من قبل حكومة الاقليم. والادارة الكردية الذاتية في الشمال السوري حتى الآن لا يبدو أنها ستكون أفضل حالاً من الشمال العراقي ؟؟. نعم ، هذه وقائع وحقائق، على الآشوريين مواجهة الأكراد فيها، لكنها لا تبرر عقدة الانسان الآشوري من الانسان الكردي وامتعاضه من ما حققه الأكراد من حقوق ومكاسب قومية هنا أو هناك ، فهم (الأكراد) دفعوا ضريبتها غالياً من الدماء والأرواح الكردية على مدى عقود طويلة. ليس من الواقعية والحكمة أن تبقى العلاقة الاشورية الكردية اسيرة الماضي وتراكماته السلبية. أن مصلحة الآشوريين قبل مصلحة الأكراد تكمن في التطلع الى المستقبل والعمل معاً كل ما يفيد شعبينا وبلدنا سوريا ومستقبل الأجيال القادمة ..

 

سليمان يوسف

التعليقات مغلقة.