آلدار خليل: انتصرت الثورة فعودوا..   (3-3)

41

 

بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 19 تموز, وكذلك الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن قرب دخول بيشمركة روجآفا إلى روجآفا والتصريحات الأخيرة لبعض أعضاء الائتلاف حول قيام دولة كردية, كان لموقع صحيفة Bûyerpress  هذا اللقاء السريع مع آلدار خليل القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem).

ثوّار.. وغادروا..!

آلدار خليل
آلدار خليل القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem)

الثوري هو من يناضل في الظروف الصعبة

أما النقطة الأخرى التي أود لفت النظر اليها, أنه في بداية الثورة كان الكثيرين وخصوصا من التنظيمات والتنسيقيات والأحزاب والأطراف تنظر بمنظار ووجهة نظر مغايرة إلى ما يستجد وما يتوقع أن يستجد  في سورية, والبعض كانوا يحددون  فترة زمنية  لشهرين أو ثلاثة للانتهاء من هذه الازمة, وسيتغير الوضع. ولكن عندما تبدلت الأمور غادر الكثيرين روجافا, البعض منهم لأسباب اقتصادية, والبعض منهم كان قد فرّ من بطشالنظام, والبعض فرّ كي لا يخدم  في الجيش السوري, والبعض غادر ليعقد صلات مع الأطراف لكي يستفيد منها, والبعض أغرتهم الأمور الأخرى, والبعض ليعيل عائلته الموجودة هنا, ومجمل هذه المغادرات والهجرة التي حصلت, وخصوصا في الفترات الأولى من الثورة, بعد مرور عدة أشهر ممن فقدو الأمل لما كانو يصبون إليه, هؤلاء غادروا, وبالعكس في الأيام الأولى كانوا يدّعون ويقولون نحن نريد إنجاز ثورة في سورية, أين هم هؤلاء الثوار؟

عودوا.. وحققوا ثورتكم, وقوموا بالثورة, ألم تكونوا تقولون نحن نريد الحرية؟ أين أنتم, عودوا وحققوا الحرية. الآن المناطق, وخصوصا مناطق روجافا خالية من النظام باستثناء المربع الامني, لكن بشكل عام في عفرين وكوباني وكري سبي وسري كانيه  وتل تمر عامودا وجل اغا وديريك وتربسبيه وتل كوجر وتل حميس وحتى 95% من قامشلو محررة, والتذرع بوجود مربع أمني بمكان ما لن يثني الانسان الثوري الحقيقي ليمارس ثوريته, بالعكس الثوري هو من يناضل في الظروف الصعبة, إن كنت ستنتظر لينتهي كل شيء وبعدها تأتي لتدّعي أنك ثوري, هذا يعني أنك تجلس في مكان ما, وتنتظر الثورة كي تعود.

انتصرت الثورة فعودوا..        

حماية الأهل واجب ولا تحتاج إلى مساومات سياسيّة

المناطق المحررة خلال شهرين, تساوي مساحة لبنان

الوقت الآن ليس وقت المهاترات والنقاشات غير المجدية والانقسامات

ولنفترض جدلا, أننا قبلنا بهذا الوضع, ها قد انتصرت الثورة, وهذه هي الذكرى السنوية الثالثة للثورة, ونحن في مرحلة البناء والتطوير, إذاً, تعال وشارك في مرحلة البناء والتطوير. لمْ تشارك في عملية التأسيس, لا بأس, ولكن عد إلى وطنك, عد إلى أهلك, إلى أين ذهبت؟

ستأتي بعد أن ينتهي كل شيء ويستقر الأمن عندها ماذا ستفعل. هذا من جانب, ومن جانب آخر هناك خطر محدق يهددنا جميعا, ألا وهو خطر داعش الذي يكتسح كل شيء في سوريا والعراق وجميع المناطق… كيف تجلس خارج روجآفا, وتنام قرير العين مرتاحاً, وروجآفا في هذا الخطر, إذا كنتم مرتبطا بأهلك ووطنك وعائلتك فعلا, لا بدّ أن تأتي الآن وتحميهم, لا بأس,  لماذا لا تأتي وتحمي منطقتك..!؟ هل ستشترط أنت الآخر شروطاً سياسيّة..حماية الأهل واجب ولا يحتاج إلى مساومات سياسيّة, بالعكس من ذلك, فهؤلاء الشهداء الذين يهبون حياتهم دفاعا عن هذا الشعب, هل يطمحون إلى شيء؟ فلنتـّعظ منهم.. الثوريّ –أساسا – يضحي دون مقابل.

لذا أناشد الجميع بغض النظر عن الانتماءات والافكار والسياسات والتوجّهات لأقول للجميع: إن كنت تحب روحآفا فعلا, وتدّعي أنك تريدها حرة, وتسعى لحياة ديمقراطية حرة في سوريا, تعال وشارك, لماذا البقاء بعيدا عن الوطن؟!

يقول البعض؛ أخشى المجيء خوفاً من الالتحاق بخدمة واجب الدفاع الذاتي, لماذا تخشى..!!

بل على العكس, عليك أن تأتي وتفرض على هذه الإدارة وتقول: أنا من حقي أن أحمي  شعبي, وأشارك في المقاومة. لذا على الجميع أن يعي هذه الحقيقة, نحن لا نعيش مرحلة عادية.

نلاحظ أحيانا في كثير من المدن أثناء تجوالنا في منتصف الليالي, وفي النهار وفي جميع الساعات, نجد أنهم يعيشون حالة طبيعية جدا, هذا شيء مريح من جهة, ويشير من جهة أخرى إلى خلل, وهو كأن البعض من شعبنا لا يعلم مايحدث على حدوده, يجب أن نعلم – دون هلع – أننا نعيش مرحلة طارئة وخطرة, أن تعيش قريبا من الحالة الطبيعية  شيء مريح, وهو من أحد انجازات ثورة 19 تموز, ولكن يجب أن يكون هناك نوع من الحذر والحرص على تطوير الحماية.

فمثلاً, لو نظرت إلى الخارطة خلال الشهرين الماضيين ستجد أن المناطق المحررة خلال شهرين, تساوي مساحة لبنان, إلى جانب المناطق المحررة سابقاً.. والسؤال؛ ألا تحتاج جميع هذه المناطق إلى حماية..؟ وحدات الحماية تقوم بواجبها على أتمّ وجه, ولكن تفضل أنت الآخر وساهم في تطوير هذه الحماية كي لا تفقدها.

البعض من دعاة الوطنية والثورية والذين كانوا ينتقدونا قائلين: لم الكانتونات الثلاثة مجزأة ولم لا نبني كردستان, و..و. كانوا يطلقون شعارات أكبر من حجمهم وحجم الواقع الموجود آنذاك, ولكن حاليا عندما يتوسّع نطاق المناطق المحرة ويتطور نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية نجدهم يتراجعون..!. ألم تكن صاحب تلك الشعارات..! أين اختفيت الآن؟

حقيقة الوقت الآن ليس وقت المهاترات والنقاشات غير المجدية والانقسامات, بل هو وقت تطوير النضال وتصعيده وتطوير الحماية والدفاع, وتكاتف وتشارك جميع الأحزاب والمكونات والأطراف والشخصيات لحماية وتطوير نظام إدارة روجآفا, إضافة إلى تطوير الثورة السورية لتحقيق سورية ديمقراطية.

 

التعليقات مغلقة.