بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 19 تموز, وكذلك الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن قرب دخول بيشمركة روجآفا إلى روجآفا والتصريحات الأخيرة لبعض أعضاء الائتلاف حول قيام دولة كردية, كان لموقع صحيفة Bûyerpress هذا اللقاء مع آلدار خليل القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem).
ثورة تاريخية..
هذه الثورة ستصبح نموذجا يحتذى به في سوريا وعموم الشرق الأوسط أيضاً.
أغتنم هذه الفرصة لأبارك عموم شعبنا والشعب السوري لثورة 19 تموز وأنحني إجلالا وإكراما لذكرى الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لانجاح هذه الثورة وايصالها إلى هذا المستوى, وأحيي جميع المكونات الموجودة في المنطقة والذين شاركوا لتطوير هذه الثورة والوصول بها إلى الإنجازات المتحققة حاليا على جميع الصعد, وبالطبع لن ننسى أن فضل التطور الحاصل لا يعود إلى مكون واحد أو شريحة واحدة, بل شاركت فيها عموم المكونات والأحزاب والاطراف, لهذا أتوجه إلى المشاركين في هذه الثورة وأحيهم أيضاً .
طبعا هذه الثورة لها معان تاريخية كثيرة تعبر عن الكثير, وليست عبارة عن تحوّل بسيط في مرحلة ما أو تغيير في نمط العلاقات أو الادارة أو السلطات بل تتعدّى ذلك, وتعبر عن حقيقة كونها ثورة مميزة و يندر أن تجد لها مثيلا عبر التاريخ, وأنا لا أسعى إلى تضخيم حقيقتها, بل لأن الثورات هي التي تتمكن من إحداث تغير في ذهنية ومنطق المجتمعات وأن تقوم هذه المجتمعات بإدارة نفسها بنفسها, ولهذا فأن ثورة 19 تموز حقيقة تعدّت تغيير أو اصلاح في السلطة البنيوية والإدارات القائمة بل فتحت مجالا لثورة مجتمعية شاملة في روجافا, ونحن واثقين بأن هذه الثورة ستصبح نموذجا يحتذى به في سوريا وعموم الشرق الأوسط أيضاً.
ومن هنا تكمن عظمة وندرة هذه الثورة, طبعا لابد أن لانتذكر أين كنا وأين وصلنا خلالها, فقبل الثورة هذه الثورة كان وضع الشعب الكردي والشعب السوري بشكل عام والواقع السياسي, والمجتمعي, والثقافي, والذهني, والفكري الموجود يشير حقيقة إلى ما كنا نعاني منه وخصوصية الفكر والرؤية المعتمدة لدى الكثيرين خلال بحثهم عن كيفية الوصول إلى الحرية وماهية الآليات والسبل التي يجب الاعتماد عليها ضمن سياق أو في محاولة القيام بثورة ما في سورية.
في البدايات, عندما كانت الكثير من القوى والأحزاب والتنظيمات وحتى الأطراف والدول تدّعي صحة ما يروجون له من خلال الترويج أو الدعاية لوسائل وطرق أخرى كانت تظهر وكانها هي ستمثل الثورة فقط ثورة 19 تموز التي انطلقت على نهج فكر ونهج وفلسفة على بناء مجتمع ديمقراطي حر و واعتماد الخيار السلمي لذلك تمكنت من تبديل ذلك الواقع وتظهر حقيقة الشعب المقاوم, ذلك الشعب الذي حرم من إرادته وكرامته وحقوقه القومية والوطنية والثقافية وكل ما يملك تاريخيا, هذا الشعب بات يقود مرحلة نضالية جديدة وبات هو بنفسه يدير نفسه, وما الإنجازات التي يحققها وخاصة في مجال المواقف التي اتخذت لحماية أهالي شنكال وتبنيهم للمقاومة البطولية التي تمت في كوباني والجزيرة وفي المناطق الأخرى من روجآفا, إضافة إلى تحرير كري سبي وجبل كزوان وحاليا الإنجازات المتحققة في المقاومة الموجودة ضد هجمات مرتزقة داعش والقوى التي تساندها, بالاضافة إلى المؤسسات الخدمية والثقافية والمجتمعية التي تقوم بإدارة الأمور في مناطق روجآفا على أرض الواقع أدت إلى شروط التآخي والحياة المشتركة بين الشعوب من العرب والسريان والاشورين وجميع المكونات الموجودة في مناطق روجآفا, هذه ثقافة تم تطويرها خلال هذه الفترة من عمر الثورة. ففي المناطق السورية الأخرى في سياق السنوات التي مرت وجدنا أن لحمة المجتمع السوري وتماسكه بدأت تتجزأ وإن كانت في السابق أيضاً مجزأة بسبب سياسات البعث, ولكن بالرغم من ذلك باتت تتجزأ وتتقسم أكثر , إلا أننا في روجآفا توصلنا إلى أن تتمكن هذه المكّونات التي كانت تعيش حالة عزلة فيما بينها نوعا ما توطدت العلاقات بشكل أكبر, كنمط الحماية والدفاع والمؤسسات التي تقود الإدارة.
الثورة السورية الحقيقية هي ثورة روجآفا
لا يمكن أن نتصور أبداً أنه سيمكن إنجاح الثورة السورية من دون حل القضية الكردية
طبعا روجآفا هي جزء من سوريا, وما نبحث عنه هو أن نصل إلى سورية ديمقراطية, الثورة السورية الحقيقية هي الثورة المعاشة في روجآفا, أما الأطراف الأخرى الذين يدعون أنهم يمثلون الثورة السورية فنحن نعرفهم ونعرف ماهية مواقعهم, وماذا يفعلون. كيف لهم أن يدّعوا الثورة السورية ولا يمتلكون أي نفـَس ديمقراطي, أو أي شي يمكن أن يقال عنهم أنهم يقبلون الآخر, فموقفهم تجاه المقاومة الحاصلة ومواقفهم تجاه هجمات داعش وتجاه القضية الكردية والشعب الكردي في المحافل الدولية والمؤتمرات الاقليمية التي تحدث كلها تشير إلى أن من يدعون أنهم يمثلون الثورة, طبعا أنا لا اقول جميعهم ولكن الكثيرين الذين يحاربون ثورة روجآفا هم يعتاشون باسم الثورة السورية, ولكن الثورة السورية الحقيقية هي ثورة روجآفا.
ولهذا نؤكد أن ثورة 19 تموز هي ضمانة لتحقيق سورية ديمقراطية وهي الطريق إلى سورية ديمقراطية ونجاحها يعني النجاح في الوصول إلى سورية ديمقراطية, ولا يمكن أن نتصور أبداً أنه سيمكن إنجاح الثورة السورية من دون حل القضية الكردية ومن دون تبني النهج الذي تبنته ثورة روجآفا, لأن هذا هو النهج الذي سيخلّص سورية من حالة الأزمة والحرب والانقسام التى تعيشها سورية, من دون اعتماد هذا الفكر ستطول سنوات الخراب التي تعيشها سوريا, ولن نصل إلى الحل المنشود إن كانواً صادقين فيما يدّعون.
تصريحات كيلو الأخيرة تعبّر عن حقيقة موقفه والأطراف والأجندات التي يرتبط بها
أدعو الجميع إلى ترك هذه المواقف وتلبية دعواتنا من أجل تشكيل شكل تنظيمي نتفق عليه لاحقا
طبعا كثيرون يدلون بتصريحات, وكل من يدلي بتصريحٍ يعبّر عن حقيقة موقفه والأطراف والأجندات التي يرتبطون بها والحقيقة الفكرية والذهنية التي يعيشون عليها, مهما كان وأيّاً كان, لأنه لو كان يمتلك فكرا ديمقراطيا لما كانت تحليلاتهم وتقييماتهم وتصريحاتهم في هذا المنوال, فعوضاً أن بنظرو إلى الواقع السوري وإلى وضع ومعاناة الشعب السوري, ويبحثوا عن الحلول لهذا الواقع, لأن الإصرار والتعنت على المفاهيم القديمة يعني الإصرار على نموذج النظام القديم, ولهذا نحن لا نحبذ ولا نريد أن تتطور هذه الآراء بهذا الشكل, وندعوهم إن كانو صادقين من أجل تحقيق الثورة في سورية لابد لهم أن يبحثوا عن مشروع, وهذا المشروع هو مشروع الحل الديمقراطي موجود لدى الادارة الذاتية الديمقراطية, موجود لدى حركتنا, وموجود لدى روجآفا, وموجود في جوهر وصلب ثورة 19 تموز ولهذا فليتركوا العناد والتعنت في هذه المواقف وإن كانوا بالفعل يبحثون عن ثورة حقيقية لابدّ لهم أن يتشاركوا.
لهذا أدعو الجميع إلى ترك هذه المواقف وتلبية دعواتنا من أجل تشكيل شكل تنظيمي نتفق عليه لاحقا إن كان مجلس أو هيئة أو لجنة أو شيء ما, أنا لا أحدّد لكن أعلم أننا بحاجة إلى شكل معين من إطار تنظيمي جامع لكل المكوّنات في سورية من كرد وعرب ودروز وسريان وآشوريين وتركمان والجميع, وليلتقي الجميع ضمن هذه الهيئة مجازاً لنتشارك فيها وندير عملية الثورة في سورية وندير المرحلة القادمة لاننا لو بقينا هكذا متفرجين ستنهار سورية أكثر وتسوء الأحوال بشكل أخطر مما عليه الآن.
في القسم الثاني من الحوار:
لم نشهد من بيشمركة روجآفا موقفا دفاعيا عن أي خطر يهدد روجآفا.
إن دخلت إلى روجآفا.. على ٍأي سياسة ستسير ومن ستعتبره عدوا ومن ستعتبره صديقا..!
بيشمركة روجآفا قوّة بمثابة “نـدّ” لوحدات حماية الشعب الـ (YPG).
السوتورو والصناديد تعمل تحت إمرة وحدات حماية الشعب.
التعليقات مغلقة.