العيد في قامشلو..بأيّ حال عدتَ..!؟

52

Buyerpress

قامشلو –  للعيد فرحة الطفولة.. بهجة المنازل ,زيارات الأقارب ,وكل المعاني الجميلة التي كنا نحياها في السابق قبل أن يعرف الحزن طريقه إلى بيوتنا ويتسلل القلق إلى نفوسنا التي باتت أعيادها ممزوجة بحزن دفين, ففي كل بيت شهيد, أو مسافر مغترب, أو نازح لاجئ.

يزخر العيد بمعان جمّة في نفوس الصغار قبل الكبار, شراء حلة العيد من الملابس والحلويات وزينة المنازل سِمته، وضحكة الأطفال علامته الفارقة.

مدينة قامشلو التي كانت لها أجواء مميزة في العيد من حيث إقبال المواطنين على الأسواق واستقبال الأهالي والتحضيرات التي كانت تسبقه بأيام باتت اليوم لا تكاد تشعر بقدوم هذا اليوم, والسبب هو الهموم التي أثقلت القلوب قبل الكواهل من حالة التخوف من الواقع المؤلم للحرب والحصار الذي تعيشها المنطقة, وصار جلّ همّ المواطن هو الأمان وتأمين المستلزمات الأساسية للحياة.

صحيفة Bûyerpress  تجولت في أسواق مدينة قامشلو وأجرت مجموعة من اللقاءات مع مواطنين وتجار وباعة تحدثوا من خلالها عن أجواء العيد والواقع الذي تعيشه المدينة في هذا العيد.

قال رسول – وهو تاجر ألبسة – بأن أجواء العيد مميّزة هذه السنة وهناك إقبال كبير على شراء الألبسة بسب التوافد الكبير من النازحين على المدينة, أما أهالي قامشلو, فلا يرتادون الأسواق إلا بنسب قليلة, وهناك نقص في اليد العاملة, خصوصا الشباب, إذ نرى الآن أغلب من يعمل في المحلات من الفتيات كما أن هناك غلاءً في الأسعار بشكل كبير مقارنة بأيام قبل الثورة, في السابق كانت مبيعاتنا قليلة وأرباحنا جيدة, أما في الوقت الحالي فالعكس تماما, أي أن مبيعاتنا كبيرة وأرباحنا قليلة، نحن نتخوف من حدوث تفجيرات أو حوادث, حاليا نغلق محلاتنا في الساعة التاسعة مساء, أما قبل الثورة كنا نغلقها في الساعة الثانية صباحا, كما أن هناك مشاكل في الشحن والنقل, لقد أصبحت أجور النقل خيالية, نتمنى السعادة في هذا العيد وأن تنتهي الأزمة.

أما المواطن أبو سامر فقد رأى بأن العيد جميل لكن الوضع غير آمن.. اشترينا لباس العيد ومستلزماته, الأسعار مقبولة نوعاً ما وأفضل من العام المنصرم, كنا نجتمع مع الأهل والأحبّة في الأعياد الماضية, أما الآن لا يوجد أحد منهم هنا, نحن متخوفون كثيرا من الوضع, نتمنى السعادة للجميع, ونتمنّى أن يعود المغتربون الى الديار والأمان إلى المدينة.

أم أحمد مواطنة نازحة من مدينة دير الزور منذ أكثر من سنة بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة وأجواء الحرب, قالت أن أطفالها  سعداء جدا بقدوم العيد كونهم لا يعون أجواء الحرب, وما آلت إليه البلاد,لقد ابتعت لهم كل  ما يحتاجونه, وما زلنا نتسوق لشراء المستلزمات الأخرى.

ومن ناحية الأسعار هناك فرق كبير بين أسعار السنوات السابقة للثورة وهذه السنة, الأسعار مرتفعة جدا، ونخشى من حدوث مشاكل, نأمل أن يكون العيد خيرا وبركة على الجميع, وأن تنعم البلاد بالهدوء والراحة, فقد تعبت البلاد.. وتعبنا..!

إذاً, ” بأيّ حال عدت ي عيدُ “, هل ستمرّ بنا كما عابر, أو سنلقى فيك ” تجديدُ”. هو لسان حال كل مواطن في مدينة قامشلو, مدينة الحب التي لازال قلوب قاطنيها  بكافة أطيافهم تنبض بالأمل الذي حاد عن دربهم, وهاهم رغم كل الصعوبات يرددونها ملء قلوبهم.. فرحة العيد هذه السنة نهاية لأحزان سنين ماضية.

DSC03382 DSC03383 DSC03384 DSC03385 DSC03386 DSC03387 DSC03388 DSC03389

 

التعليقات مغلقة.