واشنطن.. الوعود للمعارضة السورية والدعم للكرد

31

 

_56638_49جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، مؤخرا، وعوده بزيادة دعم بلاده للمعارضة المعتدلة في سوريا.

جاء ذلك إثر لقاء بالبنتاغون جمعه مع كبار القادة العسكريين وأعضاء فريقه للأمن القومي وخصص لبحث جهود التصدي لتنظيم داعش المتطرف الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أوباما مثل هذه التعهدات للمعارضة السورية والتي لم يتحقق منها شيء ملموس، فحتى دعمه لبعض الفصائل المسلحة مثل حركة حزم سرعان ما انقطع لتجد الأخيرة نفسها في مواجهة خاسرة مع جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا وهو ما دفعها في النهاية إلى حل نفسها وانضمام عناصرها إلى الجبهة الثورية.

أما مشروع تدريب عناصر سورية جديدة، فيبدو أن واشنطن غير جدية في السير به في ظل الشروط التي تضعها وفي مقدمتها عدم التعرض لقوات الأسد والاقتصار على محاربة داعش، الأمر الذي لم يستسغه الشباب الذي أراد الانضمام إلى البرنامج.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر للكونغرس، الثلاثاء، أن عدد المقاتلين من المعارضة الذين سيتم تدريبهم ابتداء من يوليو لم يتجاوزوا الـ60 شخصا، قائلا “هذا عدد أقل بكثير من التوقعات”.

وتصر واشنطن على رفض مقترح المعارضة كما الأتراك بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا في خطوة تعكس عدم وجود رغبة أميركية حقيقية في إنهاء الصراع.

وفي مقابل الوعود الأميركية التي لم تعد تجد من يصغي إليها من قوى المعارضة، فإن الوضع مختلف تماما مع الكرد، حيث تقدم إدارة البيت الأبيض دعما لا مشروطا لهم لتعزيز نفوذهم في شمال سوريا الذي يتنافسون مع داعش للسيطرة عليه.

وقال الرئيس الأميركي إن التحالف الدولي “يكثف” حملته للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

ونفذ التحالف الذي تقوده واشنطن في الأيام الأخيرة غارات جوية غير مسبوقة على الرقة معقل التنظيم شمالا، ملحقا أضرارا بالبنى التي يستخدمها.

وأكد الرئيس الأميركي “إننا نستهدف قيادة الدولة الإسلامية في سوريا وبناها التحتية، صميمها الذي يضخ المال والدعاية إلى أفراد حول العالم”، لكنه حذر من أن المعركة ستتخللها “انتكاسات” على الأرجح.

وفي وقت سابق أفاد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بأن الغارات الأميركية لا تستهدف بشكل خاص شخصيات معينة في التنظيم الجهادي، بل ترمي أولا إلى دعم تقدم القوات الكردية و ”الحد من حرية تحرك تنظيم الدولة الإسلامية”.

وتخوض القوات الكردية منذ أشهر معارك ضارية ضد التنظيم الإسلامي المتشدد، بدعم جوي أميركي لافت.

الدعم الأميركي لكرد سوريا جاوز توفير الغطاء الجوي إلى العمل على تدريب الآلاف منهم في إقليم كردستان العراق.

واتسمت العلاقة بين واشنطن وأنقرة، خلال الفترة الأخيرة بتوتر كبير جراء هذا الدعم الذي تغدقه الأولى على الكرد والذي من شأنه أن يسهل طريق “الدولة الكردية”.

وفي رد منها على هذه الخطوة قامت أنقرة وفق تقارير استخبارية بتكثيف دعمها لداعش وظهر ذلك جليا في اقتحام عناصر التنظيم المتطرف بشكل مفاجئ لكوباني شمال سوريا.

وتدرس تركيا فرضية التدخل المباشر في سوريا لكبح جماح الكرد، مقدمة على جملة من الخطوات منها إرسال حشود عسكرية إلى الحدود مع هذا البلد في رسالة موجهة للكرد كما للإدارة الأميركية.

وعلى ضوء هذه التطورات أرسلت واشنطن منسق التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية جون آلن، لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك لجس نبضهم حول نواياهم بشأن التدخل في شمال سوريا.

العرب اللندنية

التعليقات مغلقة.