جدل أميركي – روسي حول مصير الأسد وموسكو تؤكد «موقفها المعروف»
استعاد المقاتلون الكرد بمساعدة غارات التحالف الدولي- العربي، أكثر من عشر قرى قرب مدينة الرقة «عاصمة» تنظيم «داعش» شرق سورية، في وقت صدت القوات النظامية هجوماً لمقاتلي المعارضة في حلب لكنها فشلت في التقدم في موقع استراتيجي في المدينة مع استمرار المعارك العنيفة في الزبداني شمال غربي دمشق وحي جوبر شرقها الذي تعرض لدمار كبير، وتجدد المواجهات في درعا جنوب البلاد. وكشف الرئيس الأميركي باراك أوباما عن أنه بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في تشكيل حكومة موسعة من دون الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي رد عليه الكرملين بتأكيد ثبات الموقف الروسي.
وبعد لقائه بأركان وزارة الدفاع (البنتاغون) وتعهده بحرب طويلة لـ «القضاء في نهاية المطاف على داعش»، قال أوباما أول من أمس، إنه سيزيد الدعم للمعارضة السورية وإنه بحث في «حكومة سورية شاملة من دون الأسد» مع بوتين وقيادات مجلس التعاون الخليجي خلال قمة كامب ديفيد، فيما قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيسين أوباما وبوتين تبادلا وجهات النظر حول سبل حل الأزمة السورية و «تم تأكيد الموقف الروسي المعروف».
وإذ صب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في تصريحات في واشنطن، الماء البارد على برنامج تسليح وتدريب المعارضة الذي جهّز بعد عام على إطلاقه ٦٠ مقاتلاً فقط، وصل المنسق الأميركي للتحالف الجنرال جون آلن إلى أنقرة لإجراء محادثات حول محاربة «داعش»، وسط إشاعات عن توغل تركي في شمال سورية بعد حشر حوالى 50 ألف مقاتل على الحدود. وأعلن رئيس المجلس التركماني السوري عبدالرحمن مصطفى أن المجموعات التركمانية في سورية في صدد إنشاء «جيش تركماني».
وأطلقت فصائل المعارضة المسلحة قبل أيام هجوماً كبيراً لطرد قوات النظام من مدينة حلب، على غرار هجوم فصائل «جيش الفتح» الذي انتهى بطرد النظام من معظم أرجاء محافظة إدلب المجاورة. وتمكنت المعارضة في هجومها على حلب من السيطرة على مجمع البحوث العلمية إحدى بوابات الدفاع الرئيسية عن مناطق النظام في أحياء حلب الغربية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من حلب، بأن اشتباكات عنيفة دارت منذ ما بعد منتصف ليلة الاثنين- الثلاثاء واستمرت أمس في منطقة البحوث العلمية عند الأطراف الغربية لمدينة حلب إثر هجوم لقوات النظام والمسلحين الموالين لها. وأضاف أن النظام وحلفاءه فشلوا في استعادة المنطقة من أيدي المعارضة، على رغم قيامهم بقصف عنيف على مناطق تمركز الفصائل الإسلامية واستعانتهم بالطيران المروحي الذي ألقى براميل متفجرة على مناطق الاشتباك. في المقابل، أفاد نشطاء معارضون أن مقاتلين من فصائل المعارضة انسحبوا من مواقع كانوا سيطروا عليها مساء الاثنين في حي جمعية الزهراء في حلب بعدما فجّر عنصر من «جبهة النصرة» عربة مفخخة بموقع للنظام ما أدى إلى مقتل 25 منها.
في الجنوب، قال «المرصد» إن ستة مواطنين بينهم أطفال ومواطنات، قتلوا وسقط عدد من الجرحى، بسبب قصف بلدة نصيب في ريف درعا على حدود الأردن، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في الأطراف الشرقية لمدينة درعا، في تجدد لمحاولة مقاتلي المعارضة السيطرة على درعا بين حدود الأردن ودمشق.
وقال نشطاء و «المرصد» إن المعارك استمرت في الزبداني، وسط حديث «جبهة أحرار الشام الإسلامية» عن صد هجوم النظام و «حزب الله»، إضافة إلى المواجهات في حي جوبر شرقي دمشق الذي تعرض لدمار كبير.
في الشرق، قال «المرصد» أمس، إنه ارتفع إلى 78 عدد عناصر «داعش» الذين قتلوا منذ ليل الأحد نتيجة قصف مقاتلات التحالف والاشتباكات من بلدة صرين جنوب (كوباني)، مروراً بعين عيسى وصولاً إلى جنوب غربي الحسكة، حيث تمكنت وحدات حماية الشعب مدعمة بطائرات التحالف من استعادة عشر قرى في ريف الرقة وبلدة الشركراك.
أ ف ب
التعليقات مغلقة.