قصص قصيرة جداً
الفصل الأخير
صنع لنفسه صندوقا خشبيا وضع نعوة بلا أسم وأهمل التاريخ،
تمدد في الصندوق وأغلقه… ترك فتحة صغيرة جدا… يجسد فيها ما في نفسه من أمل.. لم يدر أن تلك الفتحة ستجلب كل ذاك الرصاص!!
…………………………………………
2- نكران / باسم زيفه
كعادتها كل عام في عيدها، صنعت أشهى المأكولات، وجهزت قالب الحلوى وزرعت فيه شموعها، وانتظرت مجيئهم،حان وقت الحفلة، قرعوا باب ذاكرتها، نهضت وانتزعت صورهم وصور أولادهم عن جدران المنزل، أجلستهم حول المنضدة،أطفأت شموعها، ونامت ملء دموعها..
……………………………….
2- لديَّ حلم / حسام الساحلي
يمسكُ ريشتهُ بحقدٍ، يرسمُ وجهين متقابلين، الوجهُ الأبيضُ يضحكُ، والوجهُ الأسودُ يبكي.. طفلهُ إلى جانبه يعبث بالرّيشة، يلطّخ وجهه ويديه بالّلون الأسود، ينتبهُ لهُ؛ فيضحكُ بعمقٍ ثمّ يحضنه بلهفة؛ لينزف الأسود على بشرته البيضاء عناقاً، بينما مازال اللون ذاته ينزفُ مجاعةً ودماً في كل مكان!!
……………………………
2- عباس عجاج
سباق
تدفعه رغبة انتصار عارمة, ركض سريعا كما لم يركض من قبل؛
عند خط النهاية لم يصفق له أحد.. تذكر أن مسدس البدء لم يُطلق بعد.
…………………………..
3- مريم حسين
قائد
خاض معركته بغرور، حشد جنوده في الصفوف اﻷولى، ولم يأبه لتساقطهم. ..عينه كانت على العرش… سرعان ما انهارت قلاعه، وسقط الملك على رقعة الشطرنج.
…………………………………..
3- أحمد باشا
أنقاض
انزوى في الرّكن المظلم؛ تلبّدت أفكاره بالهموم منذرةً بعواصفَ تترى.. سرعان ما استجمع قوّته، وانتفض مستبشراً بفراشةٍ تنسلُّ من بعيد.
…………………………….
3- علي ونوس
اللوحة الحمراء
ذهب مع والده لاستلام الجّلاء المدرسي، غمرتهما الفرحة لعلاماته الكاملة وشهادات التشجيع التي نالها، أسرع الطفل راكضاً فرحاً مبتعداً عن أبيه، ذلك الانفجار الذي وقع، لم يترك للطفل أثراً، ماعدا الجّلاء المصبوغ بدمه.
عُلِّقَ الجّلاء الممهور بدمائه على الجدار، كأعلى درجة من درجات العلم.
…………………………………………
3- ناديا ج بطرس
أنيابٌ
يتخيّلهم بعضًا منه؛ يقتطعون من أيامه كما من قالب حلوى… تشدد… توعد… هزمته نظرة طفلٍ يحمل أوراقًا، يدور بها على طاولات المقهى، يتملّق زبائنها.. وفي عينيه ارتسم مستقبل غاضب لطفولةٍ تبيع حلمًا مفقودًا.
………………………………………………
نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 21 بتاريخ 2015/6/15
التعليقات مغلقة.