من هنَّ.. وكيف يتفاعلن مع أزواج امتهنوا العمل السياسيّ؟

33

متنفرد صحيفة Bȗyerpress وعلى مدى أعدادها القادمة بنشر حوارات خاصّة مع زوجات قياديي الحركة الكرديّة في روجآفا ليتحدّثن عن تجاربهن مع أزواج سلكوا درب السياسة الشائك, والمعاناة التي تعرضن لها في تلك الأيام, بحلوها ومرّها, ومدى المساعدة التي قدمنها لأزواجهن طيلة تلك الفترة العصيبة, إضافة إلى بعض خفايا العلاقة بينهما وكيفيّة تعرّف كلّ منهما على الآخر, مع العديد من النقاط الأخرى التي ستكون محلّ اهتمام القرّاء”. وقفت المرأة الكردية في مرحلة الكفاح السياسي جنباً إلى جنب مع زوجها الذي آثر العمل السياسي – لأجل قضية شعبه – على حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية,فكانت رفيقة الدرب والكفاح؛ سيدات لم يقل نضالهن عن نضال أزواجهن. “أم هوشنك” سيدة سطع نجمها في سماء الحياة السياسيّة في عهد زوجها المناضل الثوري آبو أوصمان صبري؛ بصبرها؛ سيدة رصينة, صبورة, وأم وقور, تقاسمت مع زوجها ما عاناه, من تشرد وغربة وفقر خلال مسيرته الطويلة, ويحكى عنها أنها في الأخيرة – وهو ما جاء على لسان ابنها البكر هوشنك – أنها كانت تغلي الشاي كل صباح إلى درجة كبيرة حتى يقترب في لونه وسماكته من مادة القطران, الأمر الذي أثار فضول الطفل هوشنك ليستفسر عن السبب, فكان جوابها حتى لا ينال منكم الجوع. صورة بسيطة تشرح واقع حال سيدة لم تحمل السلاح ولم تلج أروقة العمل السياسي, لكنها حاربت الزمن الذي أشهر سلاح الفقر والغربة في وجهها ووجه عائلتها الصغيرة طيلة المسيرة النضاليّة لآبو أوصمان صبري, فأثبتت وبجدارة عظمة المرأة الكرديّة. وبعيداً عن الساحة السياسية, وعلى الساحة الثقافية, كانت للأميرة روشن بدرخان بصمة حاضرة في تاريخ المرأة الكردية, المرأة التي ساندت زوجها الأمير جلادت بدرخان في إصدار جريدتيْ “هاوار” و “روناهي” بهدف الحفاظ على الثقافة الكردية.

اعداد: فنصة تمو

 

السيدة مريم عبد الرحمن مشايخ حرم السيد مصطفى مشايخ – نائب رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا

من مواليد مدينة  قامشلو 1965، وهي أمٌّ لخمسة أولاد ” محمد, محمود, بيشنك, نشمين, زوزان”. كما الكثير من مجايليها, كان ارتباطها مع السيّد مصطفى مشايخ مستندة على علاقة القرابة التي كانت تجمعهم, وحدث الارتباط  كما كان متعارفاً عليه وحسب العادات والتقاليد السائدة آنذاك”.

وترى أنّ العمل السياسي عملٌ لابدَّ منه فهناك شعبٌ مظلوم سُلب حقَّه ولابدَّ من أن يكون هناك من يقوم بهذا العمل للمطالبة بتلك الحقوق واستردادها, وهو نضال ديمقراطيّ سلمي.

لم تشاطر زوجها العمل السياسيّ كعمل تنظيمي بل كانت تسانده وتدعمه وكانت متجاوبة ومتفهمة لظروف عمله, لكنها اكتفت بمسؤولياتها كأمّ وربّة منزل”.

ولا تنكر السيدة مشايخ الشكوى من المعاناة نتيجة غيابه المستمر – الذي كان يؤثر على نفسية الاطفال-  فكان الحمل كله يقع على عاتقها ومسؤولية الأولاد كبيرة حتماً, و لكن كونها من عائلة سياسيّة لم يكن الأمر جديداً عليها ولم تجد صعوبة في التأقلم مع الظروف التي فرضتها عمل زوجها السياسيّ” .

وقد ذهب بها الحديث إلى  أصعب المراحل التي عاشتها مع السيد مصطفى مشايخ و القرار الذي اتخذ من قبل المجلس الوطنيّ الكرديّ بحق الأحزاب الثلاثة؛ والوحدة الديمقراطيّ الكرديّ كان من بينها واصفة القرار بخنجر استهدف هذا الحزب في سياسته  وليس في حالته التنظيميّة فحسب, كما أضافت:” هذه المرحلة كانت أصعب المراحل التي أثّرت عليِّ وعلى الأولاد وخلقت حالة غير طبيعية  على الرغم أنّنا مررنا بظروف أصعب وذلك في 1990-1991 حيث كان أبو محمد ملاحقاً من قبل أجهزة الأمن السوريّ نتيجة عمله السياسيّ, فقد شهدت تلك المرحلة اعتقالات كثيرة طالت كل رفقاه الحزبيين، كما أثرّت أيضاً على البيت وعلى حالة الأولاد النفسية”.

وأكّدت السيدة مشايخ إيمانها بأفكار الحزب الذي يشغل فيها السيد مصطفى مشايخ منصب نائب رئيس الحزب، قائلةً :” حزب الوحدة الديمقراطيّ الكرديّ (يكيتي) حزبٌ مميز بنهجه في حالته الوحدويّة وهو حزب مكون من ستة أحزاب ولم يؤسس من فراغ, وهدفه دوماُ وحدة الحركة الكرديّة, ووحدة الخطاب السياسيّ الكرديّ وبناء مرجعيّة سياسيّة تكون هي صاحبة القرار, وجلَّ اهتمامات هذا الحزب تنصبُّ في خدمة وحدة الصف الكرديِّ” .

وعن رأيها الصريح في عمل أحزاب الحركة الكرديّة في أهم مراحل الدفاع عن القضيّة الكرديّة أسهبت في القول: “وجود الحركة هي ضرورة وحاجة, ولكن أداء الحركة  الكرديّة  في هذه المرحلة كان يُفترض أن يكون أفضل من هذا, فهو لم يستطع أداء دوره المطلوب في قيادة الشّعب الكرديّ ولم يكن في مستوى طموح  وآمال هذا الشعب, وللأسف جميع فصائل الحركة الكرديّة لم تكن في مستوى المرحلة وخيبت آمال الشَّارع الكرديِّ نتيجة الأنانيّة الحزبيّة  الضيّقة وعدم وجود حوار ديمقراطيِّ ودخولها في أجندات لم يكن مكانها ولا توقيتها”.

وعن تأثير عمل السيد مصطفى مشايخ على حياته العائليّة والاجتماعيّة عبرَّت السيدة مريم بالقول :” نعم أثر بشكل أو بآخر وأكثر ما يشد ذاكرتي فيما ذكرته هو عدم تمكُّنه من رؤية والده وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وأتذكر أيضاً مناسبة زفاف ابنتنا نشمين التي لم يحضرها أيضاً نتيجة التزاماته الحزبيّة وتقديمه دوماً المصلحة القوميّة على مصلحته الشخصيّة, وهناك حالات كثيرة وسيما العائليّة, ولكن عندما تتوفر القناعة بأن أداء أيّ عمل لابدَّ أن يكون هناك تضحيات وكل شخص يقدم هذه التضحيات على قدر إمكانياته”.

وقد نفت السيدة مشايخ وجود أيّة رغبة لدى السيد مصطفى مشايخ في حب النجوميّة والأضواء وقالت :” لم ألحظ شيء من هذا القبيل لدى أبو محمد وهو يحاول قدر المستطاع الابتعاد عن الأضواء وأجواء الدّعاية, فهو يحب أن يؤدي واجبه تجاه قضيته القومية وتجاه شعبه وهو جلَّ ما يشغل باله”.

واختتمت السيدة مريم حرم السيد مصطفى مشايخ- نائب سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا- حديثها بأنها لم تنتقد عمل السيد مصطفى مشايخ ضمن إطار حزبه أو عمله ضمن اطار الحركة الكردية قائلة:” لم يحدث شيء من هذا القبيل أبداً, فبالتأكيد الإنسان ليس معصوماً  من الخطأ ولابد أن يكون هناك أخطاء, ولكن عندما يكون الإنسان حرَّاً يكون بإمكانه الرجوع وتصحيح أخطاءه, وإن وجد نوع من النقد فهو نقد بنّاء حتماً”.

 

نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 20 بتاريخ 2015/6/1

التعليقات مغلقة.