أشهر وأقدم معمل جليد في مدينة قامشلو (Aşê Bûzê) لن يعمل ثانية..
يُعتبر معمل النجمة للجليد (Aşê Bûzê) أقدم معمل للجليد (البوز) في مدينة قامشلو. ويرجع تاريخ بناءه إلى العام 1953، حيث كان يعمل بدايةً في صنع الجليد وطحن الحبوب، بعدها تحول إلى صنع الجليد فقط بسبب كثرة الطلب عليه في فصل الصيف. ويُعتبر وأيضاً من أشهر وأقدم المعامل في مدينة قامشلو, ويقع على طريق عامودا وبسبب قدمِه سُمّي الشارع آنذاك باسم شارع (Aşê Bûzê) ولازال الاسم متداولاً إلى يومنا هذا.
وكانت عائلة “لولي” المسيحية قد بنت هذا المعمل في المدينة وأشرفت عليه حتى مطلع الثمانينات, ولكن بسبب هجرة هذه العائلة بـِيع المعمل إلى عائلة إدلبية وتدعى عائلة “خميس” وكان معظم أبنائها يعملون فيه حتى العام 1998 حيث باعت العائلة نصف المعمل للسيد عصمت أصلان.
في تلك الأعوام, كان المعمل يعمل في فصل الصيف دون توقف، بسبب عدم امتلاك أغلبية أهالي المدينة للثلاجات، وبسبب كثرة الطلب على الجليد من قبل (مطاعم، محلات البوظة، صالات الأفراح، خيم العزاء) لذلك كان الشريان الوحيد لأهالي قامشلو والكثير من القرى التابعة للمدينة, إذ كانت الحافلات تقصد المعمل وتأخذ الكثير من قوالب الجليد “البوز” إلى تلك القرى القريبة من المدينة.
توقف المعمل عن صنع الجليد الآن, والسبب يقيناً هي الظروف التي تمر بها سوريا والأوضاع الصعبة رغم احتياج أهالي مدينة قامشلو إلى الجليد في فصل الصيف. توسع المدينة ونزوح الآلاف من الداخل السوري يحتاج إلى أكثر من معمل للجليد في المدينة رغم وجود معمل للجليد في منطقة الصناعة .
لماذا توقف المعمل عن العمل ،وما أسباب ذلك؟
صحيفة “Bûyerpress“ التقت مع السيد عصمت أصلان أحد شركاء المعمل والذي تحدث عن أسباب التوقف: ” كان المعمل قديماً يمتلك مئة قالب لصنع الجليد ( البوز) وبسبب التزايد على الجليد ارتفع خط الانتاج وبات المعمل يعمل بـ 800 قالب، ولاحقاً أصبح خط الانتاج أقوى وبـ 1400 قالب وكما ذكرتُ لكم كان المعمل الوحيد في المنطقة واستطعنا تلبية طلبات البلدات الأخرى مثل (ديريك، عامودا، درباسية، سري كانييه، تل كوجر) وبقي المعمل على هذا الانتاج الضخم حتى نهاية التسعينيات، وبسبب إنشاء المعامل في الكثير من البلدات وامتلاك أغلبية أهالي المدينة وأصحاب المطاعم ومحلات البوظة للثلاجات المجمدة تراجع مستوى الانتاج قليلاً”!!.
وتابع أصلان:” توقف المعمل كلياُ الآن, ومثلما رأيتم الأبواب موصدة وبات المعمل مهجوراً منذ بداية الأزمة في سوريا، والسبب الرئيسي هو انقطاع الكهرباء يوميا ولساعات طويلة، ولم نتمكن من جلب مولدة في البداية للمعمل بسبب غلاء المولدات وبسبب الصرف الهائل للمازوت التي تصرفها تلك المولدات. ولأن المعمل كان يصرف الكهرباء لم يكن يكفي لحي كامل.”
وعن نيتهم في تشغيل المعمل هذا العام أضاف أصلان: ” كنّا نرغب أنا وشريكي أن نقوم بفتح المعمل وتشغيله، لكننا فوجئنا بمصاعب أخرى واجهتنا ، مثلاً القوالب التي كانت توضع فيها المياه تصدأت بسبب التملح الذي كان يستخدم لصنع الجليد، ونحتاج إلى أكثر من 8 مليون ل.س لإعادة تشغيل المعمل، وفيما يخص سؤالك عن البدء بتشغيل نصف المعمل أقول لك بأننا لا نستطيع بسبب ارتباط كافة الاجهزة مع بعضها البعض”.
وأوضح السيد أصلان أن المشكلة الأهم التي واجهتهم أثناء العمل هي: ” مشكلة تأمين الغاز لتشغيل المبرد في المعمل كانت صعبة للغاية، كنا قديماً نتزود بكميات كبيرة من الغاز والتي كانت تجلب لنا من مصفاة بانياس، المصفاة الوحيدة في سوريا والتي كانت تنتج تلك النوعية من الغاز، حتى في بداية الأزمة كنا نذهب لجلب الغاز من حمص مع مرافقة أمنية خشية وقوع الغاز في أيادي المعارضين للنظام لأن تلك النوعية من الغاز كانت تستعمل لصنع متفجرات قوية، حتى عندما كنا نقوم باستبدال قنينة الغاز للمعمل كنا نأخذ موافقة أمنية من الجهات المختصة، للأسف هذا هو حال معمل النجمة أو كما نسميه نحن أهالي مدينة قامشلو بـ(Aşê Bûzê)
جاء فصل الصيف, ولازال المعمل متوقفاً عن العمل منذ أربع سنوات… المعمل الشهير في مدينة قامشلو(Aşê Bûzê) لن يعمل ثانية..
نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 18 بتاريخ 1/5/2015
التعليقات مغلقة.