من هنّ.. وكيف يتفاعلن مع أزواج امتهنوا العمل السياسيّ

228

  نوال محمود“تنفرد صحيفة Bȗyerpress وعلى مدى أعدادها القادمة بنشر حوارات خاصّة مع زوجات قياديي  الحركة الكرديّة في روجآفا ليتحدّثن عن تجاربهن مع أزواج سلكوا درب السياسة الشائك, والمعاناة التي تعرضن لها في تلك الأيام, بحلوها ومرّها, ومدى المساعدة التي قدمنها لأزواجهن طيلة تلك الفترة العصيبة, إضافة إلى بعض خفايا العلاقة بينهما وكيفيّة تعرّف كلّ منهما على الآخر, مع العديد من  النقاط الأخرى التي ستكون محلّ اهتمام القرّاء”. وقفت المرأة الكردية في مرحلة الكفاح السياسي  جنباً إلى جنب مع زوجها الذي آثر العمل السياسي – لأجل قضية شعبه –  على حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية,فكانت رفيقة الدرب والكفاح؛ سيدات لم يقل نضالهن عن نضال أزواجهن.  “أم هوشنك” سيدة سطع نجمها في سماء الحياة السياسيّة في عهد زوجها المناضل الثوري آبو أوصمان صبري؛ بصبرها؛ سيدة رصينة, صبورة, وأم وقور, تقاسمت مع زوجها ما عاناه, من تشرد وغربة وفقر  خلال مسيرته الطويلة, ويحكى عنها أنها في الأخيرة – وهو ما جاء على لسان ابنها البكر هوشنك – أنها كانت تغلي الشاي كل صباح إلى درجة كبيرة حتى يقترب في لونه وسماكته من مادة القطران, الأمر الذي أثار فضول الطفل هوشنك ليستفسر عن السبب, فكان جوابها حتى لا ينال منكم الجوع. صورة بسيطة تشرح واقع حال سيدة لم تحمل السلاح ولم تلج أروقة العمل السياسي, لكنها حاربت الزمن الذي أشهر سلاح الفقر والغربة في وجهها ووجه عائلتها الصغيرة طيلة المسيرة النضاليّة لآبو أوصمان صبري, فأثبتت وبجدارة عظمة المرأة الكرديّة. وبعيداً عن الساحة السياسية, وعلى الساحة الثقافية, كانت للأميرة روشن بدرخان بصمة حاضرة في تاريخ المرأة الكردية, المرأة التي ساندت زوجها الأمير جلادت بدرخان في إصدار جريدتيْ “هاوار” و “روناهي” بهدف الحفاظ على الثقافة الكردية.

 

السيدة نوال محمود أحمد حرم السيد جمال شيخ باقي سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي السوري.

 

 هي من مواليد مدينة دمشق 1963, حاصلة على الشهادة الإعدادية, أم لأربعة أولاد هم ” دياري, نالين, محمود, نارفين” . تتحدّث عن ارتباطها بالسيد جمال شيخ باقي أنه كان زواجاً تقليدياً عن طريق الأهل, وحسب العادات والتقاليد, ولم تكن هناك أية معرفة سابقة بين الطرفين.

 

وترى بأن العمل السياسي عمل متعب وليست مقتنعة به, ولكن – حسب رأيها – يتعلـّق الأمر بالشخص الذي يعمل في هذا المجال ويتوقف على مدى قدرته وأفكاره وحبه أيضاً للعمل السياسي.

 

وعن مثابرتها مع السيد جمال شيخ باقي من أجل العمل السياسي قالت:لا أعمل معه ولكن أعاونه بالأفكار وأمور التنضيد والطباعة, دعمي له كان معنوياً أكثر, وحاولت قدر الإمكان مساعدته. تحملت معه المسؤولية, ولم أشتك من تقصيره, ولم يحدث أن طالبته كما بعض النسوة التواجد في البيت والمساعدة في تحمل أعباء البيت والأطفال, فلم أكن عائقاً أمام عمله السياسي أبدأ, بل كنت مساندة له في كل ما مر به”.

 

وترى أن المرحلة الحالية التي نعيشها اليوم  هي من أصعب المراحل التي عاشتها مع زوجها أثناء عمله السياسي, رغم أنه ظرف عام  وأثر على الجميع, فقد تشتت الأولاد بسبب هذه الظروف, كما أثـّر الظرف على مستوى العائلة ودراسة الأولاد, وحتى أن ابنتها حرمت من اتمام دراستها بسبب عملها مع بعض المنظمات الإنسانية, حيث عمم اسمها على الحدود واضطرت  إلى السفر خارج البلد.

 

ولا تشعر السيّدة نوال بالندم من زواجها بشخص سياسيّ, بل العكس تماماً فهي تشعر بالفخر بعمله وبكل ما يريد انجازه و ما يسعى إلى تحقيقه من أجل قضية شعبه.

 

وعن مدى رغبتها بالانخراط  في العمل السياسي  قالت: “لم أفكر أبداً  بالانخراط  في العمل السياسي, وفضلت أن يكون دعمي لزوجي معنوياً, لتخفيف العبء عنه, وتحمل بعضاً من مسؤولياته, كما فضلت ممارسة دوري كربّة بيت والاهتمام بشؤون زوجي وأولادي”.

 

وأوضحت أنها تؤمن بأفكار الحزب الذي يشغل فيها زوجها منصب السكرتير قائلة: ” نعم, أؤمن بها, لأنهم  يفضلون مصلحة الشعب الكردي على مصالحهم كأشخاص وكعائلات, وهذا ما لمسته لدى عمي – والد زوجي- وزوجي السيد جمال, فمصلحة الشعب كانت دوما مفضلة على مصلحتهم الشخصية والعائلية”.

 

وحول رأيها الصريح بعمل الأحزاب الكردية في مراحل الدفاع عن القضية الكردية أضافت: 

 

” هناك شيء من الضبابية, وقليلة هي الأحزاب الكردية التي تقدم مصلحة الشعب على مصالحهم الذاتية, فأكثرها تنساق وراء مصالحها الشخصية,  ومن المفروض تجنب الخلافات الصغيرة والمصالح الفردية وتقديم مصلحة الشعب, وخاصة في هذه المرحلة, لأنها فرصة ليحقق للشعب الكردي تقدماً, ويجب ألا تشكل الخلافات الصغيرة عوائق أمام هذا التقدم” .

 

وأشارت السيّدة محمود أن عمل زوجها في السياسة لم يكن له أي تأثير على حياتها العائلية والاجتماعية قائلة: ” لم يؤثر عمله على حياتنا العائلية ولا الاجتماعية, ولكنها أثرت بشكل ما على ميوله الأدبية في مجال الكتابة واللغة أكثر من أي جانب آخر, ربما لو لم ينخرط في العمل السياسي لكان قد أحرز نجاحاً وتقدماً في المجال الأدبيّ”.

 

وعن حب شيخ باقي للنجومية أكدت أنه : ” على العكس تماماً, فهو دائم الابتعاد عن الأضواء, حتى لقاءات وسائل الإعلام  يحاول تجنبها في أكثر الأحيان, وأنا انتقده في ذلك”.

 

وختمت السيدة نوال محمود أحمد عقيلة جمال شيخ باقي سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي السوري حديثها مؤكدة أنها لم تنتقد عمله الحزبي أو عمله ضمن إطار الحركة الكردية , لأنه – حسب قولها- يعرف ماذا يعمل وهو أدرى بشؤون عمله كسياسي كما أنني لا أتدخل في عمله قط .

 

 

 

اعداد: فنصة تمو

 

 

 

نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 17 بتاريخ 2015/4/15      

التعليقات مغلقة.