انتصارات داعش .. بروفا للتقسيم أم لتدخل عسكري
ريزان حدو
اجتهد الكثير من المحللين سعيا” منهم للوصول لسر قدرات داعش السوبرمانية في السيطرة على الكثير من المناطق العراقية في سرعة خارقة و جهد بسيط !
إلى الآن المعلومات مازالت شحيحة و لكن حسب المعطيات المتوفرة لم يبق أدنى شك أن المدن العراقية سقطت بقرار إيراني أمريكي و بتنفيذ من المالكي !!
عدنان اسماعيل نجم الشهير بعبد الرحمن البيلاوي أحد أهم قادة داعش الذي قتل في عملية أمنية قبل أسبوع و التي أسفرت بالإضافة إلى مقتل البيلاوي عن اعتقال معاونه الذي كشف للأجهزة الأمنية العراقية أثناء التحقيق معه الكثير من مخططات داعش و منها مخطط اقتحام الموصل .
و حسب الاتفاقيات الأمريكية العراقية و بالأخص ما يتعلق منها بمكافحة الإرهاب و استنادا” لحالات سابقة فإن المخابرات الأمريكية على علم بنتائج التحقيق هذا إن لم تكن قد شاركت بنفسها في التحقيق مع معاون البيلاوي و نفس الأمر ينطبق على المخابرات الإيرانية .
و هنا السؤال الكبير ما مصلحة أمريكا و إيران في تسهيل مهمة داعش ؟؟
و هنا سأبتعد قليلا” عن تحليلات التي قدمها الكثير من المحللين و منها التي ربطت بين نجاحات داعش في العراق و المفاوضات الإيرانية الأمريكية و مباحثات إيران مع دول خمس + واحد حول النووي الإيراني .
و سعي المالكي لولاية ثالثة ووأد الثورة السنية العراقية .
أنا سأركز على مجموعة أخبار ومنها خبر تدمير و إزالة داعش للحدود السورية العراقية أليست هي بروفا لإزالة حدود قديمة و استبدالها بأخرى حديثة ؟ أليست تهيئة و جس نبض للشارع حول فكرة الشرق الأوسط الجديد ؟
هل يستطيع أحد أن ينكر أن داعش عمليا” و منذ فترة لغت الحدود العراقية السورية و صارت المناطق السنية العراقية السورية متصلة و متداخلة ( الموصل _ الأنبار _ الرمادي _ سامراء _ قسم من الحسكة _ دير الزور _ الرقة _ ريف حلب )
مشكلة لهلال سني و لكن بقيادة متطرفة و فكرة الهلال تذكرنا بالهلال الشيعي .
و هنا قد يتساءل سائل و ما مصلحة إيران في كل هذا ؟
القيادة الإيرانية استشعرت أن التغيير قادم لا محالة لذلك لتحسين وضعها المستقبلي سعت لتحويل المناطق السنية السورية العراقية الهلال السني إلى مناطق مضطربة تسودها فوضة الجماعات الإرهابية و بذلك تحقق مكسبين مستقبليين الأول استنزاف المناطق السنية العراقية السورية و التي تشكل خزانا” بشريا” سنيا” بحروب عبثية .
و انطلاقا” من حالة الفوضى في المناطق السنية و سيطرت الجماعات الإرهابية عليها إيران ستسعى لأن تقدم نفسها كقوة عسكرية و استخباراتية لتلعب دور الشرطي في هذه المناطق و بالتالي ستضمن أن تكون لاعبا” مرحبا” به دوليا” و إقليميا” و شريكا” في محاربة الإرهاب إلى أن يستتب الأمر و تقسم المنطقة و ترسم حدود جديدة في الشرق الأوسط الجديد ليعلن عن ولادة دول صغيرة لكنها مستقرة يهيمن و يشرف عليها القطب الأقوى إسرائيل يعاونه القطب الشيعي إيران و لكن يبقى السؤال من سيكون القطب السني في الشرق الأوسط الجديد ؟
هذا على المستوى البعيد أما على المستوى القريب فسنناقشه استنادا” إلى خبر ثاني وهو عن تسريبات عن خطة أمريكية لتوجيه ضربة عسكرية مؤلمة و لكنها ليست قاضية لبعض المواقع العسكرية السورية و ذلك لإجبار النظام السوري على العودة إلى طاولة المفاوضات .
و لكي تمر الضربة العسكرية الأمريكية لسورية بسلاسة و دون معوقات و اعتراضات سيكون التدخل العسكري الأمريكي في العراق لمحاربة داعش تمهيدا” أو تهديدا” لتدخل مشابه في سورية
و لكن مع تعدد الأهداف على طريقة ضربتين لداعش و ضربة للنظام السوري وهنا ستكون المصلحة الآنية الإيرانية في غض النظر عن الضربات الأمريكية لسورية هي تسهيلات و انفراجات في المباحثات الثنائية الأمريكية الإيرانية و مباحثات إيران مع الدول الخمس + واحد .
كما لم تكن طالبان و القاعدة حالة طارئة رغم صراعها حسب ما هو معلن مع أقوى جيوش العالم الناتو و استطاعت البقاء فداعش أيضاً لن تكون حالة طارئة بل ستلازم المنطقة لسنوات عدة إلى أن يعلن و بشكل رسمي عن ولادة الشرق الأوسط الجديد دول صغيرة لكنها مستقرة
دول مستهلكة و ليست مصنعة
دول مستوردة و ليست مصدرة إلا لمواد الخام..!
التعليقات مغلقة.